العدد 4553 - الإثنين 23 فبراير 2015م الموافق 04 جمادى الأولى 1436هـ

الإبراهيمي: «داعش» بنت «القاعدة» والغزو الأميركي للعراق هيأ ظروف وجودها

رأى أن إيران وحزب الله لهما دور في اليمن... والاتصال الحكومي في الوطن العربي «مخيّب للآمال»

الإبراهيمي: الحكومة التي لا تقود تغييراً حقيقياً في بلدها ستكون ضحية له
الإبراهيمي: الحكومة التي لا تقود تغييراً حقيقياً في بلدها ستكون ضحية له

وصف المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السابق، الأخضر الإبراهيمي، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» بأنه بنت «تنظيم القاعدة»، متهماً أميركا بتهيئة ظروف وجود هذا التنظيم، وذلك بعد غزوها العراق في العام 2003.

جاء ذلك خلال حوار عُقد في مركز «إكسبو الشارقة» صباح أمس الاثنين (23 فبراير/ شباط 2015)، ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

الإبراهيمي الذي كان مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في سورية في العام 2012، قال خلال الحوار الذي أدارته مديرة مكتب صحيفة الحياة في نيويورك راغدة درغام، إن: «كل ما يجري في العراق الخطيئة الكبرى الأم هي غزو العراق من قبل أميركا سنة 2003، وليس هذا معناه أن العراق كان جنة وليس دفاعاً عن صدام حسين بأي شكل من الأشكال. الغزو الأميركي هو الذي خلق كل المشكلات الحاصلة الآن في العراق».

وذكر أنه في شهر أبريل/ نيسان من العام 2004 تحدث عن حرب أهلية ستحصل في العراق، إلا أن هذا الحديث أثار غضب العراقيين حينها، إلا أنه تحقق على أرض الواقع.

ووصف «داعش» بأنها «بنت القاعدة التي كان يقودها الزرقاوي والسبب هو الغزو الأميركي للعراق، أميركا لم تنشئها بالمعنى الحقيقي لكنهم خلقت الظروف التي أدت ظهورها».

الإبراهيمي الذي قال إنه لا يعرف ما هو «فيس بوك» ولا «تويتر»، شكك في القدرة الإعلامية لدى تنظيم «داعش»، قائلاً: «لدي شك، وأظن أن من المبالغة القول إن داعش لديهم العبقرة والإبداع في التواصل الإعلامي، حتى وإن كان ما يبثونه يصل إلى مختلف الناس».

وعن اليمن رأى الإبراهيمي أن «إيران وحزب الله لهما دور فيما يحصل في اليمن... وليس من المعقول أن عائلة أو قبيلة باستطاعتها القيام بكل ما يجري في اليمن، ويساندهم الرئيس اليمين السابق علي عبدالله صالح».

وأضاف «الإيرانيون ينفون تدخلهم في اليمن، ولكن أعتقد أن كل الآخرين ما عدا إيران يقولون إنها موجودة مباشرة وعن طريق حزب الله، وأن هناك أموالاً وأسلحة تصل، والحوثيون عائلة كبيرة، ومن الصعب أن يتصور أحد أنهم بمفردهم يستطيعوا التصرف بالأمور، وطبعاً يوجد تعاون بينهم وبين علي عبدالله صالح».

وتحدث عن إيران وذكر أن «الإيرانيين كانوا دائماً يقولون نحن دولة مهمة في الشرق الأوسط، وفعلاً هم كذلك ولديهم الحق في ذلك، ويجب التعامل معهم على أنهم دولة مهمة. وبعد أن تم تسليم العراق إلى إيران لم تعد تقول إنها الدولة المهمة في الشرق الأوسط، وإنما الدولة الأهم». وأشار إلى أن «إيران جزء من المشكلة في المنطقة ولابد أن تكون جزء من الحل».

وأيّد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الملف النووي الإيراني، مؤكداً على أن أميركا تريد إنهاء هذا الملف. وقال: «نؤيد الوصول إلى اتفاق في موضوع النووي مع إيران، ونؤيد القرار الذي اتخذ من أجل تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية، ولكن هذا الكلام مضى عليه 25 عاماً، وإسرائيل منعت أي حديث جدّي في هذا الموضوع».

وفي الحديث عن سورية، ورده عن سؤال من المسئول عما يجري في سورية، أوضح الإبراهيمي أنه «لما بدأت هذه الأحداث في الوطن العربي، والتي سميت بالربيع العربي، قلت إن شعوبنا تطالب بالتغيير الحقيقي وليس التجميلي، وقلت إن كل حكومة قادرة على هذا التغيير، والحكومة التي لا تقود هذا التغيير ستكون ضحية له».

ورأى أيضاً أن «الحكومة في سورية لم تتجاوب مع المطالب الشعبية، ولم يتعاملوا مع مطلب العيش بكرامة الذي نادى به مجموعة صغيرة من الأشخاص في درعا، ولا شك أنهم يتحملون مسئولية كبيرة جداً».

واعتبر أن «ما دُمر في سورية ليس فقط الحاضر والمستقبل، وإنما الماضي أيضاً، ففي حمص هناك كنيسة بنيت سنة 1957 وهدمت، ومسجد خالد بن الوليد أيضاً هُدم... الشعب السوري يعاني معاناة كبيرة، ولا يستحق ما حصل له، ومناطق الجوار وبقية العالم مطالب بالتعامل مع الأزمة في سورية بصورة أفضل أكثر مما حصل حتى الآن».

ونبه إلى أن «الأمم المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئاً إلا بتأييد من أعضائها، فلا يوجد لديها قوة عسكرية ولا سلاح، لديها قوة معنوية، والأمم المتحدة قادرة على أن تقود عملاً بتكليف من مجلس الأمن، وحتى الآن المجلس مكبّلٌ نفسه بسبب الخلاف بين الدول الخمس دائمة العضوية».

وأفاد بأن المنطقة فيها خلافات كبيرة بينهم، فلا هم بقادرين على مساعدة الأمم المتحدة، ولا مساعدة الشعب السوري.

هذا ووصف الاتصال الحكومي في الوطن العربي بأنه «مخيّب للآمال»، موضحاً أن «قدرة الحكومات العربية بدون استثناء على التواصل مع شعبها ومع الخارج، مخيب للآمال، وليس بالمستوى المطلوب في دول هي في أمس الحاجة أن تسير الحكومات والشعوب فيها في مستوى واحد. نحن شبه عاجزون عن أن نتواصل مع أهلنا وناسنا».

ورأى أنه من المفيد أن ينضم الفلسطينيون إلى محكمة العدل الدولية، ويرفعوا قضايا ضد المستوطنات الإسرائيلية. مؤكداً أن «الناس في أوروبا ملّوا من التصرفات الإسرائيلية، ونحن مطالبون كشعوب عربية أن نتعاون مع الناس الذين يريدون مساعدة الشعب الفلسطيني في أوروبا، وخصوصاً أننا في غياب كامل عن هذه القضية».

وفيما يتعلق بمصر، أكد أنها «تستحق المساعدة، وكثّر الله خير الإمارات والسعودية، ولكن هذه المساعدة لا يمكن أن تقوم بدلاً من الإمكانيات الذاتية لمصر، لابد أن تستعيد مصر إمكانياتها الذاتية، ولا يمكن لأحد أن يأخذ دور مصر، وهذا ليس معناه التقليل من شأن أية دولة. مصر مهمة لمكانها الجغرافي والتاريخي، وعندما كان الرئيس السابق حسني مبارك مريضاً شعرنا بغياب مصر عنا.

العدد 4553 - الإثنين 23 فبراير 2015م الموافق 04 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:41 ص

      ابو الكلام

      هذا حنين للظهور في الاعلام وهو لايعدو ان يكون بائع كلام كغيره من الذين اقتانو على دماء الشعوب وما اكثرهم

    • زائر 3 | 3:09 ص

      مقابلة لزيادة الفتن

      كل المكتوب و المقال في المقابلة الغرض منه زيادة الفتن و مسوي روحه حيادي
      حسباله الناس خرفان نفسه
      واضح من كلامه موجه إلى هدف معين
      اقول روح استر على روحك ما دامت عندك شوية كرامة

    • زائر 2 | 12:06 ص

      ايران لها دور في اليمن ولا اعتقد ان لحزب الله دخل

      بدون لف ودوران اليمن سنتها وشيعتها عرب عرب عرب، تعرفون ماذا يعني عرب؟ صعب جدا تستغفلهم ممكن لفترة متى ما يحسون عليك ينقلبون عليك شر قلبه، نعم غرر بالشيعة هناك و الآن فقط بدأو يشعرون وهم منقسمين، فبعد تنحي هادي وانكشاف اسلوب الحوثة، حركة ذكية ولكنها كانت عفوية من هادي سمحت للعقلاء والخيرين بدراسة الوضع وتداركه.

    • زائر 4 زائر 2 | 5:35 ص

      هل تعلم ان الحوثيين هم حكام اليمن قبل تحولها الى جمهورية صورية

      وبعد تحولها الى جمهورية صورية امسك علي عبدالله صالح بالسلطة ولم يتركها لاكثر من 30 سنة ..أي انه عين نفسه اماما للزيدية دون ان يكون من السلالة الهاشمية .. ودعم القاعدة بقوة مما حدى باليمنيين الى تمني العودة لعصر الامام الزيدية بقيادة الحوثيين الذين استعادوا ملك اجدادهم كما استعاد ............................. ... والا عندك اعتراض .

    • زائر 1 | 10:16 م

      معقوله أسطل والا تتمسطل؟

      القاعدة وداعش وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية وجيش الاسلام والاخوان المستسلمون وغيرها هم خوارج نتاج العهر الدولي...تعرفهم انت جيدا وهم من ساندوك لمواصلة عملك لحد الآن بالرغم من انك شارفت على رذل عتي العمر....اما عن من كان على يسار الصورة معك ضرغام فهي صهيونية بامتياز...عبالكم احنا مساطيل؟

اقرأ ايضاً