برر مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي المدرب الهولندي لويس فان غال تذبذب النتائج التي سجلها الفريق هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز بتواضع التركيبة البشرية للشياطين الحمر خصوصاً على مستوى الخط الهجومي بعدما قال إن الفريق الذي يشرف عليه يفتقد للمهاجم القادر على تسجيل عشرين هدفاً في الموسم الواحد، محملاً بذلك مسئولية الحصيلة النهائية للفريق عند نهاية الموسم للاعبين وخصوصاً مهاجمي الفريق، رافضاً تحميل نفسه أية مسئولية.

ودفعت هذه التصريحات بالصحافة الإنجليزية إلى النبش في الأرقام التي لا تكذب عندما يتعلق الأمر بالمستديرة لتؤكد صحيفة «الميرور» البريطانية في تقرير لها أن تبريرات المدرب الهولندي مجرد ذريعة لتبرير فشله في خياراته التكتيكية وفي وضع أسلوب لعب واضح يتلاءم مع اللاعبين، محملة مسئولية النتائج المسجلة والأداء الذي يقدمه اليونايتد هذا العام للمدرب الهولندي فقط، في الوقت الذي برأت فيه ساحة المهاجمين من تهمة العقم والصيام التي يحاول فان غال تثبيتها على عناصر فريقه الهجومية.

ويؤكد تقرير الصحيفة البريطانية أن المدرب لويس فان غال بحوزته 3 مهاجمين سبق لكل واحد منهم أن تجاوز رصيده التهديفي سقف العشرين هدفاً في الموسم الواحد خلال المواسم الأخيرة في مختلف البطولات المحلية والقارية التي شاركوا فيها عندما لعبوا تحت إمرة مدربين آخرين في مانشستر أو غيره من الفرق قبل تولي فان غال زمام الإشراف على الفريق الإنجليزي في يوليو/ تموز من العام 2014 لتتراجع بقدومه معدلاتهم التهديفية.

الإنجليزي واين روني

ويأتي على رأس هؤلاء المهاجمين الفتى الذهبي الدولي الإنجليزي واين روني الذي يلعب لليونايتد منذ صيف العام 2004، صاحب أعلى راتب أسبوعي في الملاعب الإنجليزية.

وسبق لروني أن سجل 23 هدفاً خلال موسم 2006 - 2007 والذي أحرز خلالها الفريق لقب الدوري الأول بعد 3 سنوات عجاف، كما أنه سجل 20 هدفاً خلال موسم 2008 - 2009 الذي نال فيه الفريق أيضاً لقب الدوري، فيما كانت أفضل مواسمه منذ انضمامه لليونايتد في موسم 2009 - 2010 وموسم 2011 - 2012 عندما بلغ رصيده التهديفي 34 هدفاً في كل موسم، إذ وحقق روني هذه الأرقام الإيجابية تحت إشراف المدرب السابق السير أليكس فيرغسون.

الهولندي فان بيرسي

أما الجناح الهولندي روبين فان بيرسي فسجل هو الآخر أرقاماً تهديفية جيدة سواء في أرسنال مع المدرب الفرنسي آرسين فينغر أو في موسمه الوحيد مع السير فيرغسون والتي تؤكد علو كعبه وحسه التهديفي العالي، فقد سجل 20 هدفا في موسم 2008 - 2009، إلى جانب تسجيله 22 هدفاً خلال موسم 2009 - 2010، وأيضاً 37 هدفاً في موسمه الأخير مع المدفعجية 2011 - 2012 منها 30 هدفاً فقط في مباريات الدوري أحرز بفضلها جائزة أفضل هداف، فيما سجل فان بيرسي في موسمه الأول مع مانشستر موسم 2012 - 2013 عندما دربه فيرغسون - قبل إعلانه اعتزال التدريب - 30 هدفاً ساهم بها في استعادة الشياطين عرش الكرة الإنجليزية من غريمهم مانشستر سيتي، منها 26 هدفاً فقط في مباريات الدوري والتي نال بفضلها جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف.

الكولومبي رداميل فالكاو

بدورها، كشفت أرقام المهاجم الكولومبي رداميل فالكاو التي سجلها في تجاربه السابقة - باستثناء الموسم الوحيد الذي قضاه في موناكو الفرنسي بسبب تعرضه لإصابة خطيرة أبعدته عن الملاعب عدة أشهر - قبل أن يأتي إلى مانشستر الصيف الماضي بأنه مهاجم من الطراز الرفيع.

وسجل النمر الكولومبي 34 هدفاً في موسم 2009 - 2010، بينما سجل 38 هدفاً في 2010 - 2011 مع بورتو البرتغالي منها 17 فقط في الدوري الأوروبي تصدر من خلالها ترتيب الهدافين، وعندما انتقل إلى إسبانيا ليدافع عن ألوان أتلتيكو مدريد خلال موسم 2011 - 2012 تمكن من تسجيل 36 هدفاً منها 12 هدفاً تصدر بها ترتيب الهدافين في الدوري الأوروبي، وفي الموسم الموالي سجل للروخي بلانكوس 34 هدفاً.

وتضع هذه الأرقام المدرب الهولندي في موقف حرج أمام لاعبيه وأمام جماهير النادي، إذ ستجعله يُعيد النظر في حساباته لتحسين أداء الفريق ونتائجه في ظل عدم رضا العشاق على الترتيب الحالي الذي يحتله الفريق ممثلاً بالمركز الثالث وبفارق 10 نقاط كاملة عن المتصدر تشلسي.

ويمكن اعتبار أن ما يشفع لفان غال هو أن المهاجمين الثلاثة سجلوا هذه الأرقام وبلغوا هذا السقف التهديفي عندما كانوا في أوج عطائهم وفي ريعان شبابهم، أما اليوم فقد تقدموا في أعمارهم وتقلص مردودهم الفني، فالهولندي فان بيرسي بلغ سن الـ 32 عاماً، فيما روني على بعد أشهر قليلة من دخول سن الـ 30 عاماً، أما النمر فلا أحد يعلم سنه الحقيقي وحتى السن المدون في وثائقه يؤكد أنه اقترب من الـ 30 عاماً وخصوصاً أنه يعاني من تبعات الإصابات التي قللت كثيراً من مخزونه البدني ومن خطورته على شباك المنافسين.