العدد 4561 - الثلثاء 03 مارس 2015م الموافق 12 جمادى الأولى 1436هـ

ماذا بعد؟

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

تناولنا في مقالنا السابق، أن مواطني البحرين، انقسموا قسمين، فريق تظاهر في دوار اللؤلؤة مطالباً بمطالب، وفريق آخر تجمع في ساحة مسجد الفاتح، معترضاً على مطالب الفريق الأول.

كانت مطالب فريق الدوار، في أساسها رفع التمييز الذي مورس ضدهم في التوظيف والتعليم والخدمات، ومورس ضدهم للتفريق بينهم وبين الفريق الآخر، عبر منحه ما تمنعه عليهم، وخصوصاً في الالتحاق الوظيفي للعمل ببعض الوزارات والمؤسسات الحكومية، وتهميشهم كمواطنين وحرمانهم من المشاركة في إدارة شئون الدولة، أو التضييق عليهم في ذلك بما تُرْحِبَه على الآخرين، وطالبوا كذلك بوقف المسّ بالهوية الوطنية وعلاج تبعات سوءاتها. كما طالبوا بتحقيق الوعد الذي تم التوافق عليه من خلال ميثاق العمل الوطني، للإرتقاء إلى نظام المملكة الدستورية الديمقراطية، على غرار الممالك الدستورية العريقة، وذلك عبر البدء في عودة الحياة الدستورية التي بدأت بدستور 1973، ومن ثم تطبيق آلياته في إجراء التعديلات الدستورية، لتحقيق أول عهود الميثاق الوطني، فيما يتعلق بتحوّل مسمى دولة البحرين إلى مملكة البحرين، وتعديل بعض مواد الدستور المتعلقة بالسلطة التشريعية، ليتحوّل المجلس الوطني من غرفة واحدة منتخبة، ليصبح غرفتين، إحداهما منتخبة تسمى مجلس النواب، والثانية يعينها الملك، تسمى مجلس الشورى، ويعود الوزراء ورئيس الحكومة إلى أصل وظيفتهم التنفيذية، ويكون مجلس النواب للرقابة والتشريع، كما كان المجلس الوطني السابق، ومجلس الشورى للخبرة والرأي والمشورة.

ومن دون الخوض في غمار ما جرى من إعلان السلامة الوطنية، والمسار الأمني الذي استمر إلى اليوم، إلا أن ما مهد الطريق، عوضاً عن الحوار مع رموز الشعب السياسيين، للوصول إلى توافق، يعيد كفة ميزان المملكة الدستورية إلى الرجحان، هو ما قام به قادة فريق الفاتح، من ترتيب التجمع في ساحة الفاتح، والسماح لكل من رغب، ولكل من استجاب للإغراء، من المقيمين من العمالة الآسيوية برفع علم البحرين و«الرطن» بالإساءة للمواطنين من فريق الدوار، وفي هذا، ومن أساس اشتراكهم في ذاك الحدث السياسي، مخالفةٌ للدستور ولقانون التجمعات.

فقد رأى قادة فريق الفاتح في تجمهر فريق الدوار، دون استشارتهم وطلب مشاركتهم، على أنه نوع من التفرد بالمطالب الوطنية، بما أخافهم، والتقى موقفهم هذا بموقف السلطة لضرب فريق الدوار، فكان ما كان من قيادة جماعة الفاتح والسلطات.

لا بأس... فالبشر خطاؤون، وخيرهم من أصلح وتاب، فنادى فريق الدوار، بشعار «إخوان... هذا الوطن ما نبيعه»، على اعتبار أن الوطن يتّسع للجميع، ولكن لقيادات فريق الفاتح موقفٌ ثانٍ، تاريخي ديني سياسي متداخل، يتمثل في النزاع المذهبي أساساً، ويودون لو فنِي الآخر، بما يجعلهم يبدون طائفيين، في قبول تمييز ذاتهم وجمعهم، ولو بالقول وعداً، وبالقبالة أيضاً، القبول بإيقاع المظالم على الآخر، كما أن الانتماء المذهبي، الذي يفرّق بين أهل المذاهب، يطغى عند تلك القيادة، على الانتماء المواطني، فالمواطن من مذهبهم، يَعدُّونه مواطناً من درجة، والمواطن من المذهب الآخر، مواطنٌ من درجة أخرى، لعقدة تاريخية دينية مذهبية لديهم، وهي عقدة سياسية أيضاً، من حيث ربط المواطنين من أهل مذهب، بدولة في المنطقة، ذات نفس المذهب، ويُتبِعون أهل مذهبهم بدولة أخرى. وهكذا يوزّعون أنفسهم والآخرين، بين مذاهب الدول، ويتفارقون في المواطنة لوطنهم.

فهل يحكم الوطن متطأفن من أهل مذهب ما، ليفرق بين المواطنين على أساس المذهب، أم يحكم الوطن ذاك الكفؤ بالمدنية، الذي يساوي بين المواطنين، ويحترم حقوق جميعهم، من كل المذاهب والأديان؟

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 4561 - الثلثاء 03 مارس 2015م الموافق 12 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 5:56 ص

      أنت جدير بالاحترام يا منصف

      أنا من المتابعين اكتاباتك الرصينة و الشاملة و الهادفة لرفع الظلم و التمييز و اعطاء من له حق حقة بالعدل لذلك لا يروق لمن تربى على الظلم و التفرقة ما تكتب و أنا أقول لك استمر لعل اااه يجعل على يدك تليين العقول العفنة و يصبح العدل عادة مألوفة فأنت حقاً كاتب تستحق الاحترام لا حرمنا اااه من كتاباتك و حضورك ___ المتابع لك الدر المكمنون

    • زائر 17 | 4:49 ص

      عزيز زائر 10.

      لا احد يريد اى متطرف سوى شيعى او سنى يكون مسؤلا وانا اؤايدك ومعك ولكن لكى يكون هدا المطلب منطقيا اليس الاولى عمل انتخابات حره؟ والكفىء يفوز سوى من يكون؟ وهل يقبل اصحاب القرار بهدا الحكم؟

    • زائر 19 زائر 17 | 6:22 ص

      الطيب المحترم اتحاد المواطنين في جمعيات مدنية أي سلطة لاتقوى تقف قبالة 1410

      مساء الخير الف باء الديمقراطية جمعيات مدنية وطنية لا تثير أي مكون في الداخل أو الخارج الفوز بالانتخاب بالكفاءة وحسن السيرة وليس على أساس قبلي أو ديني أو مذهبي هذا الصحيح وما تعملة الدول العريقة في الديمقراطيه فما فائدة الديمقراطية مع تقسيمنا طاءفين وشطر الوطن لعدة تيارات مذهبية سنية وشيعية اساسها البغض لبعض وما دخل أي دين أو مذهب بالديمقراطية

    • زائر 16 | 4:40 ص

      شكرا ايها الشريف

      هؤلاء استادى استغلوهم المسؤلون عن البلد لاجل مصالحهم ووعدوهم بزيادة الراتب وماحصلو اى شى وهاده غير الاجانب الي عطوهم 20 دينار حق التجمع ورقة لعبو ابهه ثم داسوها وهم يعرفون مال الفاتح انهم سمان ديكه المشتكى لله من عقوول سادجه وقاتل الله الجهل

    • زائر 15 | 4:07 ص

      موضوع اكثر من رائع لكن هل من مستمع حكيم ؟؟

      غاب ثلاثة ارباع الشعب في غياهب السجون والفريق الاخر تزداد ارصدته البنكية مستفيد من استمرار الازمة وغياب مكون واحد حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 14 | 1:44 ص

      هكذا تعلّموا الدرس من الدوّار: بدل اصلاح الأمور زادوا في تكريسها

      العرب معظمهم لا يقرأون الدروس بطريقة صحيحة وانما بصورة مقلوبة والبحرين اكبر مثل فبعد ان ظهر ان هناك خلل كبير اخرج الناس مضحية بدمها كان لزاما معالجة هذا الأمر و...

    • زائر 13 | 1:39 ص

      يا استاذ التجمع في الفاتح انشئ لغرض

      يا استاذ التجمع في الفاتح انشئ لغرض حسب التقرير السياسي لقادة هذا التجمع لذا كان شعارهم الذي اوعز لهم من قبل السلطة "الشعب يريد ازالة الدوار" وهذا ما هيئ الطريق لما حدث مند 17 مارس 2011 الى اليوم

    • زائر 11 | 12:51 ص

      كل الشعوب تريد أن يحكمها ذاك الكفؤ بالمدنيةإلا المتعصبين دينين 0845

      كذلك كل الشعوب تريد أن يمثلها أحزاب مدنية إلا المتعصبين دينين فتنتمنا استادنا العزيز ان تكتب عن جمعياتنا المذهبية التى تبتعد عن المدنية بعد السماء عن الأرض وبهذا نشارك جميعاً بزيادة اللحمة الوطنية كسابقها وأكثر وبهذا نبدأ في المسار الصحيح كباقي الشعوب المتحضرة

    • زائر 10 | 12:50 ص

      كل الشعوب تريد أن يحكمها ذاك الكفؤ بالمدنيةإلا المتعصبين دينين 0845

      كذلك كل الشعوب تريد أن يمثلها أحزاب مدنية إلا المتعصبين دينين فتنتمنا استادنا العزيز ان تكتب عن جمعياتنا المذهبية التى تبتعد عن المدنية بعد السماء عن الأرض وبهذا نشارك جميعاً بزيادة اللحمة الوطنية كسابقها وأكثر وبهذا نبدأ في المسار الصحيح كباقي الشعوب المتحضرة

    • زائر 9 | 12:30 ص

      أجرك على الله استاذ يعقوب

      دائما تصدح بكلمة الحق في زمن الفتنة. رحم الله والديك و جزاك الله خيرا

    • زائر 8 | 12:22 ص

      لا أحد يقبل بحاكم متطافن على تعبيرك

      أستاذنا المحترم كذلك لا أحد يقبل بجمعيات متطافءنة لا ومفصلة بأحكام لتيارات سنية معروف مسمياتها واتجاهاتها وأخرى لتيارات شيعية معروف معروف مسمياتها واتجاهاتها وجميعها مضادة لبعض لا يجمعها إلى الكراهية لبعض واللي مو مصدق اتحاده أن يجمع رموزها الكبار عل طاولة واحدة والعجب كلهم ينادون بالديمقراطية التي أساسها التحاور الأحزاب المدنية في الدول المتحضرة يجتمعون باستمرار لأي مشكلة حتى لو صغيرة لأنهم يمثلون المدينة بس الي عدنا غير يمثلون المذاهب

    • زائر 7 | 12:00 ص

      شكراً

      شكراً توقعت من العنوان أن تتحدث عن اعتقال الشيخ علي سلمان

      لهذا نسأل ماذا بعد؟! هل ستسكت الأصوات ويعود الأمن ............؟

    • زائر 2 | 10:34 م

      ابن الاصوول.

      عداك العيب يبن الاصوول والثقافه والعدل.

اقرأ ايضاً