فتح نجاح المدربين الوطنيين القديرين خليفة الزياني وسلمان شريدة مع فريقيهما البسيتين والحد وقيادتهما إلى التأهل إلى نهائي كأس الملك لكرة القدم، فتح باب الحديث مجدداً عن قدرات وكفاءة المدرب الوطني وقدرته على إثبات وجوده بالتفوق على المدربين الأجانب. وعلى رغم الجدل وعدم وجود مقياس ثابت بشأن هذا الموضوع والذي يطرح نفسه في مواقف مختلفة وتعتمد على نتائج المباريات أو البطولات، إلاّ أن الثابت يبقى في حاجة المدرب الوطني إلى الثقة والدعم والتشجيع من الجميع سواء الجهات الرياضية الرسمية أو الاتحادات أو الأندية وعدم حصر موضوع التعاقد مع المدرب الوطني في خانة الاجتهادات والمزاج أو الظروف الصعبة «سد فراغ وطوارئ»، وذلك الأمر لا يقتصر على الأندية بل حتى مع المنتخب الأول عندما قام اتحاد الكرة بتعيين الكابتن مرجان عيد مدرباً للمنتخب في كأس آسيا الأخيرة في أستراليا بعدما وجد اتحاد الكرة نفسه في مأزق ضيق الوقت بدليل أن اتحاد الكرة استبعد مرجان عيد من حساباته بعد كأس آسيا وبدأ ينظر إلى التعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة المنتخب في المرحلة المقبلة.

إن غياب الرؤية الواضحة في واقعنا الرياضي يجعل الأوراق لدينا تختلط في الكثير من الأمور ومنها مسألة المدربين الوطنيين الذين نستغرب تخرج الكثير منهم عبر دورات البرنامج الوطني للمدربين والمعدّ من قبل قسم التدريب بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة، لكن عندما نأتي على أرض الواقع نلاحظ تناقضاً في النظرة إلى المدرب الوطني وأساليب التعاقد معه ومبالغ العقود الممنوحة له في الوقت الذي تقوم فيه الاتحادات والأندية بدفع مبالغ كبيرة تفوق بكثير ما تعطيه للمدربين الوطنيين على رغم أن المحصلة في نهاية الأمر متشابهة أو تصب في مصلحة الوطني بدليل ما يحصل في نتائج الموسم الكروي الحالي وكذلك نجاح المدرب الوطني عيسى السعدون مع الشرقي بالفوز بكأس الملك الموسم الماضي وسبق ذلك قيادته المحرق للفوز بالبطولة الخليجية 2011 في الوقت الذي عجز فيه عدد من المدربين الأجانب عن تحقيق ذلك على سنوات طويلة ومع لاعبين أفضل.