العدد 4568 - الثلثاء 10 مارس 2015م الموافق 19 جمادى الأولى 1436هـ

سحر مورينهو يأسر تشلسي وأنصاره

يختصر مدرب تشلسي جوزيه مورينهو الذي يواجه باريس سان جرمان الفرنسي اليوم (الأربعاء) في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في شخصه صفات عدة تتراوح بين الجيد والسيئ وفق المعجبين به أو «أعدائه» من أصحاب المهنة، أو غيرهم في مجتمع كرة القدم.

ولعل في هذا الجدل المثار حوله ما يضفي على هذه الشخصية «سحرا»، لا سيما أن الشخص العصامي حقق انتصارات وانجازاته فارضا وجوده ومتفوقا على تقنيين بارزين.

بعد إحراز تشلسي كأس رابطة الأندية الانجليزية المحترفة أخيرا، بدا مورينهو أكثر المحتفلين صخبا باللقب (الـ21 في مسيرته مع أندية مختلفة، 7 منها مع تشلسي)، لا بل فجر مكنوناته كطفل صغير، ماحيا صورة «الوقار والصرامة» التي اشتهر بها. وقال أمام الصحافيين: «اشعر وكأنني طفل صغير يفوز للمرة الأولى. وهذا مهم جدا وأنا في الـ52 من عمري».

ويحمل هذا التصريح جانبا دفينا في شخصية مورينهو المتعطش دائما للألقاب، يفصح عنها مضيفا: «لم أفز بأي لقب في السنتين الأخيرتين، لكنني شعرت كأنهما 20 سنة. إذ يصعب علي العيش من دون إحراز ألقاب. هي قوت يجب أن أغذي نفسي به».

في ملعب ستامفورد بريدج معقل تشلسي، يرفع اسم مورينهو في المدرجات و»ينشده» أنصار الـ «بلوز». فالمدرب السابق لبورتو البرتغالي (2002 - 2004) وانتر ميلان الايطالي (2008- 2010) وريال مدريد الاسباني (2010 - 2013)، الذي تسلم مقدرات الفريق اللندني للمرة الأولى العام 2004 قبل أن يعود إليه في يوليو/تموز 2013 بموجب عقد يمتد 4 سنوات، هو المحفز والمثير والمستفز، المستنفر الطامع دائما بالمجد، بل انه شره لذلك ويسعى دائما أن ينقل هذه «العدوى» إلى لاعبيه. فلا عجب أن تعلق أنصار تشلسي بشخصه، حتى أنهم بادروا إلى جمع مبلغ 8 آلاف جنيه إسترليني (10700 يورو) لتسديد الغرامة التي وقعها عليه الاتحاد الانجليزي لكرة القدم.

ومورينهو الأغلى أجرا بين المدربين في العالم (17 مليون يورو سنويا)، هو أيضا مطالب من هؤلاء الأنصار بان يعمر طويلا في ربوع ناديهم المفضل، على غرار السير الكس فيرغسون صانع أمجاد مانشستر يونايتد. لذا، كان الرد ايجابيا من قبل وكيل أعمال «السبيشل وان» مواطنه جورجي منديش في تصريحه للإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إذ قال ان مورينهو «يحب أنصار تشلسي، ويحب لندن أيضا. واعتقد انه سيمكث فيها أكثر من 10 سنوات».

مورينهو اللاعب السابق المتواضع الفنيات والمكتسب ثقة و»خزان الاسرار» بعدما كان مترجما للانجليزي بوبي روبسون في سبورتنغ لشبونة العام 1992 قبل أن يصبح مساعده، أحسن توظيف ميزاته بدهاء مستغلا دقة ملاحظته وذكاءه الحاد.

يكشف لاعب انتر ميلان السابق الصربي ديان ستانكوفيتش انه تعلم بفضله «أمورا كثيرة، وخصوصا انه يتقن معالجة المشكلات الشخصية، ويقدم حلولا ناجعة». ويضيف «يبدو للوهلة الأولى انه متطلب وقاس، لكنه يمنحك الوقت اللازم عندما تريد التعبير، ويدفعك لتزيد من مستوى انتباهك وتركيزك، انه محرض على طريقته، ومحفز لا يقارن. تذكروا جيدا كيف تعامل مع الفرنسي كريم بنزيمة في أول عهده مع ريال مدريد واخرج منه قوة مدفونة وظفها ميدانيا، بعدما كاد اللاعب يطلب الرحيل من الفريق الملكي». وأمام «التناقض» الكبير في ما يظهره مورينهو وما يحيط به وفلسفته للأمور الميدانية والتقنية، يحرص صحافيون كثر على عدم «قطع خيط» العلاقة معه حتى عندما يتعرضون لظلمه، لأنه مصدر كم كبير من أخبارهم ومعلوماتهم وما يسيلونه من حبر كثير حوله.

العدد 4568 - الثلثاء 10 مارس 2015م الموافق 19 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً