بعثت القيادة السياسية بالبلاد، برقيات تعزية ومواساة إلى عائلة المغفور له بإذن الله تعالى الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة غنية حافلة بالعطاء والنجاحات في مجال الشعر والأدب، وأكدت القيادة على المكانة الأدبية التي حظي بها الشاعر عبدالرحمن رفيع رحمه الله محلياً وخليجياً وعربياً ما يؤكد على المستوى الشعري الراقي الذي قدمه للجمهور.

إلى ذلك، شيّع عشرات البحرينيين أمس الأربعاء (11 مارس/ آذار 2015) الشاعر الكبير إلى مثواه الأخير، حيث ووري جثمانه الثرى في مقبرة المنامة، بعد صراعٍ مع المرض خاضه في مراحل حياته الأخيرة.

دعوات لتخليد ذكراه... نجم «الشعر الشعبي» قد أفل

عشرات البحرينيين يشيعون الشاعر عبدالرحمن رفيع إلى مثواه الأخير

المنامة - محمود الجزيري

شيع عشرات البحرينيين أمس الأربعاء (11مارس/ آذار2015) الشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع إلى مثواه الأخير، حيث وري جثمانه الثرى في مقبرة المنامة، بعد صراعٍ مع المرض خاضه في مراحل حياته الأخيرة.

فما أن طلعت شمس أربعاء الأمس، حتى سرى في وسائل الإعلام المحلية والخليجية نبأ غروب شمس القامة البحرينية عبدالرحمن رفيع عن 79 عاماً كانت ألقةً بأدبه الجميل الذي جاب به معترك القضايا البحرينية والعربية بلغةٍ ظريفة، استهوت أبناء البحرين والخليج طوال الوقت.

غاب الرفيع بعد أن هرِم به الزمان، وتلاحقت على المخ الذي ظل ملهماً للبحرينيين الجلطات، فيما اخترق الماء الرئة التي تتنفس الشعر كل حين.

هذا وسار ركب التشييع الذي حضره شخصيات دبلوماسية وبرلمانية وإعلامية ورجال أعمال من المسجد المجاور إلى المقبرة، حتى أودع جسد شاعر «النبط والطرافة» في مستقره الأخير.

مضى «شاعر البنات» ولم يخلف وراءه بناتاً، إنما ثلاثة شبانٍ هم: فهد وفيصل وخالد.

فهد رفيع: كان صديقنا الذي نعشق أمسياته اليومية

فهد وهو الابن الأكبر للشاعر الراحل، التقته «الوسط» في مقبرة المنامة عقب مراسم الدفن، معزيةً بفقيد الوطن، وطلبنا منه أن يروي لنا شيئاً من حكايا والده، فقال: «في الحقيقة لم تكن علاقتنا مع والدنا علاقة أب وأبنائه، كنا نشعر بأننا أصدقاؤه. وأهم ما أتذكره أن بيتنا كان مقراً للأمسيات الدائمة، حيث كان الوالد رحمه الله في كل يوم يلقي لنا قصائد سواء من تأليفه أو تأليف شعراء آخرين. وأتذكر أننا كنا نأنس كثيراً بذلك، حتى أننا نحسب الدقائق على خروجنا من المدرسة حتى نلتحق بالوالد».

هل من الأولاد من نحى نحو أبيه، سألنا فهد. فأجاب «لا ليس منا أحد مثله. ولا أتصور أن يتكرر نموذج عبدالرحمن رفيع الشاعر والأديب».

السفير الجزائري في البحرين قادري السايح جاء معزياً عائلة الشاعر عبدالرحمن رفيع، وفي وقفةٍ قصيرة مع «الوسط» أعرب عن بالغ حزنه وأساه بوفاة «الأديب والشاعر البحريني»، مؤكداً أن الفقيد كان من أصدقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وقال: «في هذه المناسبة الأليمة جئنا لنشارك العائلة وكل الأخوة البحرينيين في هذا المصاب الجلل، وأرجوا من الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان».

بشمي: شاعرٌ فرض نفسه على تاريخ البحرين... وعلى الدولة تكريمه

أما عضو مجلس الشورى السابق رجل الأعمال إبراهيم بشمي اعتبر عبدالرحمن رفيع «شاعراً فرض نفسه في تاريخ البحرين المعاصر»، وقال: «إن تاريخ البلاد لا يخلُ من اسم عبدالرحمن رفيع الذي استطاع في أكثر من محطة أن يعبر عن الأوضاع التي تمر بها البحرين بتفاصيلها الدقيقة، وذلك عبر أشعاره التي أخذت الروح الشعبية، واستطاعت الوصول إلى كل الناس»، مضيفاً «هذا إلى جانب الشعر الفصيح الذي كان حاضراً في أدب شاعرنا الراحل، حيث عالج من خلاله الكثير من قضايا الأمة العربية، داعياً بشمي الدولة إلى تكريم رفيع وتخليد ذكراه.