العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ

عبدالرحمن رفيع فارس الشعر الخليجي الطريف يترجّل

قلب «شاعر البنات» يتوقف بعد 79 عاماً

ترجّل الشاعر البحريني الكبير عبدالرحمن رفيع عن مسيرته الأدبية الغناء، بعد أن غيبه الموت صباح أمس الأربعاء (11 مارس/ آذار 2015م) إثر صراع مع المرض، لتفقد البحرين بذلك واحداً من كبار قاماتها الشعرية التي تميزت بلغتها الشعبية الفكاهية في تناولها للقضايا، حتى ذاع صيتها في كل الخليج.

ولد الشاعر رفيع في العام 1938 وقيل في 1936 بالمنامة، وبحسب ترجمةٍ نشرها الناشط في شئون التراث البحريني توفيق الرياش؛ فإن «رفيع وبعد إنهائه الدراسة الثانوية في البحرين غادر البلاد لدراسة الحقوق في مصر، غير أنه قطع دراسته في السنة الثالثة عائداً إلى البحرين مجدداً ليعمل معلماً».

ومهنة التعليم تلك، كانت أحد مصادر الإلهام للشاعر الراحل، حيث عالج التحديات التي يمر بها المعلمون بأسلوب طريف في قصيدته «التلميذ والمعلم».

ومما جاء في القصيدة:

كل الناس تتعب واتلوم ... ولمعلم والله مظلوم

كل اسبوع الفين صفحة ... من غير الِتعلوم

وطول يومه واقف يشرح ... لين ينشف منه البلعوم

لا تتكلم يا يوسفوه ... لا تتحرك يا جسوم

ليش موب حافظ يا حظي ... اسكت اشوي يا سلوم

وينط لك واحد راقد ... في آخر الحجره ويقوم

أستاد لو تسمح اتعيد الدرس ... هذي موب مفهوم.

وبحسب الرياش، فإن «الراحل أبوفهد عمل لسنواتٍ طويلة في وزارة الدولة للشئون القانونية، قبل انتقاله إلى وزارة الإعلام مراقباً للشئون الثقافية».

وظلت آذان البحرينيين تترنم بالسماع للشاعر عبدالرحمن رفيع عندما يقرأ القصيدة بأسلوبه الخاص ولهجته البحرينية التي تضفي نكهة جمالية أخرى على الأبيات الشعرية، وخاصةً عندما يستضيفه تلفزيون البحرين أو عبر أثير الإذاعة المحلية.

رفيع ظاهرة بحرينية وصل صداها إلى دول مجلس التعاون كافة، وقبل رحيله أمس (الأربعاء) انشغلت وسائل إعلام خليجية في أواخر الشهر الماضي بنفي إشاعة وفاته، مستذكرة هذه القامة الشعرية التي تنتمي إلى «الزمن الجميل».

وفي مسيرته الشعرية أصدر رفيع 9 دواوين باللغة العربية الفصحى واللهجة الدارجة كان أبرزها: «أغاني البحار الأربعة، الدوران حول البعيد، ولها ضحك الورد، ديوان الشعر الشعبي، ديوان الشعر العربي، أولها كلام».

ولأن الشعر عصارة وجدان الشاعر، فإن كثيراً من أبيات قصائد رفيع بقيت تردد على ألسن محبيه ومجايليه، وكأنها أمثال شعبية، يأتي في مقدمة ذلك قصيدة «الله يجازيك يا زمان... الشعريْ الرّبعهْ ابثمانْ» والتي اختصر فيها رفيع معاناة المواطنين وتذمرهم من غلاء الأسعار حينها ولكن بصورة أدبية طريفة.

هذا وعرف رفيع في بعض الأوقات بـ «شاعر البنات»، نسبة إلى قصيدة شهيرة له كان يمدح فيها الجنس الناعم ويصور الحياة «لاشيء» بدونهن.

وجاء في بعض أبيات القصيدة:

غمض عيونك تصور ... بلده ما فيها بنات

الشواطي ... خاليات

الشوارع ... خاليات

المجالس ... خاليات

فتح عيونك وقلُ لي مثل شنهو هالحياة

شكثر كانت ... كريهة هالحياة

إلا أن ذلك لم يمنع شاعرنا الراحل من تقريع النساء في قصائد له على بعض المظاهر الاجتماعية التي كان يعيشها المجتمع آنذاك، لذلك فإن شاعر «البنات» لم يطوِ صفحة مدحهن قبل أن يهجوهن عفيفاً في قصيدته «هذا زمان المسخرة»، والتي جاء فيها:

هذا زمان المسخرة هذا زمان المسخرة

آخر الشهر تقبض الراتب وتروح المجمع وتبعثره

وتعير ذاك الفقير لو اني مثل غيري ما عشت واياك محسره

شوف فلانة وشوف علانة عايشين عيشه ميسره

فلة جميلة وسيارة كشخة ما هو مثلك تركبني سيارة مكسره.

لقد استطاع الشاعر الفقيد أن ينفذ بأدبه العفوي الطريف إلى قلوب الآلاف من أبناء البحرين والخليج عموماً، حتى ارتقى قامة أدبية لم تغفلها عيون الأُلى سبقوا ولن ينساها الذين لحقوا من المهتمين بميدان الأدب والشعر في منطقتنا الخليجية على مر السنين.

العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً