العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ

دول الخليج تلقي بثقلها خلف «مصر المستقبل»

منحت دول الخليج دعماً جديداً لحليفتها مصر إذ تعهدت في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي أمس الجمعة (13 مارس/ آذار 2015) بضخ مليارات الدولارات في صورة استثمارات وودائع بالبنك المركزي في خطوة من شأنها تعزيز مساعي الرئيس عبدالفتاح السيسي للنهوض بالاقتصاد المنهك وتحقيق نمو لا يقل عن ستة في المئة خلال السنوات المقبلة.

وتعهدت السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في المؤتمر الذي بدأ أعماله أمس تحت شعار «مصر المستقبل» بتقديم دعم إضافي لمصر بإجمالي 12.5 مليار دولار في صورة استثمارات ومساعدات وودائع بالبنك المركزي.

وفي كلمته الافتتاحية أمام القمة الاقتصادية قال السيسي إن مصر تعمل على زيادة معدل النمو الاقتصادي إلى ستة في المئة على الأقل خلال السنوات الخمس المقبلة وخفض معدل البطالة إلى عشرة في المئة.

يأتي الدعم الجديد بعد أن تلقت مصر على مدى 18 شهراً مضت منحاً ومساعدات بترولية وودائع في البنك المركزي من السعودية والكويت والإمارات بأكثر من 23 مليار دولار كانت بمثابة شريان حياة لاقتصادها المثقل بالمتاعب.

وتأمل مصر أن يعرض المؤتمر صورة لاستقرار البلاد بما يعزز ثقة المستثمرين بعد أربع سنوات من الاضطرابات السياسية عقب ثورة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك.

وتعول الحكومة على المؤتمر لمضاعفة الاستثمارات الأجنبية إلى مثليها في السنة المالية الحالية لتصل إلى ثمانية مليارات دولار كما تأمل بتوقيع اتفاقات تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار في التجمع الذي وصفه رئيس الوزراء إبراهيم محلب بأنه «بداية رحلة نحو مستقبل أكثر إشراقاً لكل المصريين».

محاور خطة التنمية

وبحضور قادة ومستثمرين من أكثر من 80 دولة عرض السيسي الملامح الرئيسية للسياسة الاقتصادية التي تنتهجها البلاد لتحقيق التنمية الشاملة التي قال إنها تهدف «لزيادة معدل النمو إلى ما يزيد على 6 في المئة على الأقل خلال الخمس سنوات القادمة بالتوازي مع خفض نسبة البطالة إلى 10 في المئة».

وقال السيسي في كلمته إن المحور الأول في خطة التنمية هو «استعادة استقرار الاقتصاد الكلي للدولة واستعادة التوازن المالي من خلال خفض عجز الموازنة العامة للدولة وترسيخ مبادئ العدالة الضريبية».

وأضاف ان المحور الثاني في الخطة هو تحسين بيئة الاستثمار والعمل على جذب الاستثمارات من خلال تنفيذ حزمة من الإصلاحات التشريعية المهمة واتخاذ خطوات رائدة لمعالجة العقبات التي تعوق القطاع الخاص والأجانب.

وأكد السيسي أن الحكومة ملتزمة بسداد مستحقات الشركات الأجنبية وأنها تعمل على تحسين بيئة الاستثمار واجتذاب الاستثمارات من خلال تنفيذ حزمة من الإصلاحات التشريعية.

وأثمر استعداد مصر المتعطشة للطاقة للمضي قدماً في إجراء إصلاحات بسوق الوقود والالتزام بخطط سداد ديونها لشركات الطاقة الأجنبية عن طفرة غير متوقعة في صفقات التنقيب والإمداد بالنفط والغاز التي تسببت الاضطرابات السياسية بالبلاد في تأجيلها.

وقال السيسي أيضاً إن مصر تعمل على إقامة مشروعات طموحة وتوفير فرص واعدة للمستثمرين مشيرا إلى أن هناك آفاقا ضخمة تحققها تلك المشروعات بمشاركة القطاع الخاص.

وحظيت مصر بإشادة عن إصلاحات اقتصادية من بينها خفض دعم الطاقة وقانون للاستثمار طال انتظاره يخفف الإجراءات الروتينية إلى جانب الجهود الرامية للقضاء على السوق السوداء للعملة.

تعهدات خليجية

وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمام المؤتمر بأن أجهزة الاستثمار الكويتية ستوجه أربعة مليارات دولار للاستثمار في مصر دعما لاقتصادها.

وقال في كلمته «يسرني الإعلان عن قيام الأجهزة الاستثمارية في دولة الكويت بتوجيه 4 مليارات دولار من استثماراتها في قطاعات الاقتصاد المصري المختلفة ومن خلال الأدوات الاستثمارية المتنوعة».

كما أعلن ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز تقديم المملكة حزمة مساعدات بمبلغ أربعة مليارات دولار أيضا لمصر «تشمل وديعة بمليار دولار في البنك المركزي والباقي مساعدات تنموية».

وتعهد نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء بالإمارات العربية المتحدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتقديم بلاده دعما إضافيا بقيمة أربعة مليارات دولار.

وقال إنه سيتم «وضع ملياري دولار كوديعة في البنك المركزي وملياري دولار أخرى لتنشيط الاقتصاد المصري عبر مجموعة من المبادرات التي سيعلن عنها لاحقا».

وأشار الشيخ محمد إلى أن إجمالي ما قدمته الإمارات لمصر خلال العامين الماضيين بلغ أكثر من 14 مليار دولار.

كما أعلنت سلطنة عمان أمس عن تقديم معونة مالية لمصر بقيمة 500 مليون دولار دعما لاقتصادها. وقال رئيس مجلس الدولة العماني ممثل السلطان قابوس بن سعيد، يحيى بن محفوظ إن السلطنة قررت «تخصيص معونة مالية بمقدار 500 مليون دولار أميركي. تصرف هذه المساهمة على مدى خمس سنوات قادمة بموجب 250 مليونا كمنحة لدعم السيولة المالية و250 مليونا في شكل استثمارات في عدد من المشاريع الاستثمارية».

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء حسام القاويش قوله إن حوالي 30 من رؤساء وزعماء الدول وأكثر من 500 مسئول حكومي و2500 مستثمر يشاركون في المؤتمر. وأضاف ان أكثر من 30 منظمة دولية تشارك أيضا في المؤتمر.

وفي تصريحات للصحافيين على هامش المؤتمر قال محلب إن الحكومة بذلت خلال الشهور الماضية «قصارى جهدها لتنمية وبدء تنفيذ برنامج إصلاحي من شأنه تغيير مستقبل هذه الأمة».

العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً