وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس السبت (14 مارس/ آذار 2015 )، باتخاذ قرار «قريباً جداً» بشأن قسم من المساعدة المالية العسكرية الأميركية لمصر التي جمدت منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.

وأعلن كيري ذلك على هامش المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي تنظمه مصر، وشهد أمس الأول (الجمعة) تقديم أربع دول خليجية 12.5 مليار دولار من الاستثمارات والمساعدات الإضافية لمصر، في حين لم تقدم واشنطن فيه شيئاً حتى الآن.

وقال كيري، رداً على سؤال بشأن رفع تجميد قسط أخير من المساعدة قيمته 650 مليون دولار: «أتوقع حقيقة أن يتم اتخاذ قرار قريباً جداً».

وتقدم الولايات المتحدة مبدئياً سنوياً 1.5 مليار دولار من المساعدة لمصر منها 1.3 مليار دولار في المجال العسكري. لكن قسماً من هذه المساعدة تم تجميده إثر الإطاحة بمرسي.

واشترطت واشنطن في البداية لاستئناف المساعدة تنفيذ إصلاحات ديمقراطية قبل أن تقر بأنه لا يمكنها مقاطعة أكبر الدول العربية لجهة عدد السكان والأفضل تسليحاً وخصوصاً مع تنامي الحركات الإسلامية المتطرفة المسلحة.

ويدعو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى إنشاء قوة عربية لمواجهة خطر التطرف الإسلامي وخصوصاً تنظيم «داعش». وهذا المقترح مدرج في جدول أعمال القمة العربية نهاية مارس/ آذار.

وكان الجيش المصري قد شن في منتصف فبراير/ شباط غارة على مواقع تنظيم الدولة في ليبيا بعد إعدام التنظيم أقباطاً مصريين في ليبيا.

ومنذ انتخاب الرئيس السيسي في مايو/ أيار 2014 سلمت الولايات المتحدة لمصر مروحيات قتال من نوع اباتشي. وأكد كيري أن «الولايات المتحدة تبقى متمسكة بتعزيز شراكتها مع مصر».

وعبر كيري عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكري على الترحيب الرائع خلال المؤتمر وأيضاً الجهود الكبيرة الخاصة بالتنمية والإصلاحات والمبادرات التي تخص عملية التنمية في مصر.

وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الشراكة مع مصر وعملنا جاهدين خلال السنوات العشر الماضية على ذلك لإطلاق عملية التنمية في مصر، مشير إلى أنه يعتبر أن إعادة هيكلة الاقتصاد المصري ستؤثر على المنطقة لأن مصر لها أهمية استراتيجية في المنطقة.

وشدد على ضرورة وجود شمولية في التعامل ومشاركة أكبر من قبل المواطنين من أجل التقدم على مسار التنمية، موضحاً أنه يشارك في أعمال المؤتمر الاقتصادي ليعيد التأكيد على دعم الرئيس الأميركي بارك أوباما لمصر والشعب المصري والإصلاحات الهامة والتحول الاقتصادي الذي يصبو له الشعب.

وقال كيري إن أصحاب الأعمال عندما يبحثون عن الاستثمار يسعون للتأكد من جديته، مشيراً إلى المشاركة الكبيرة التي شهدها المؤتمر وخاصة الدعم العميق والآمال المشتركة التي تؤكد أيضاً على التحديات التي تواجهها مصر.

وأكد أنه ناقش مع الجانب المصري ضرورة احترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتجمع وسيادة القانون، معتبراً أن مصر ستكون أقوى عندما يشارك جميع مواطنيها والأمر يتطلب أيضاً وجود مجتمع مدني نشط.

وقال إنه ناقش مع السيسي وشكري الدور الذي تقوم به مصر في التحالف ضد «داعش» وما تقوم به مصر لمواجهة التطرف الديني في المنطقة، معرباً عن حزنه للهجمات الأخيرة وأيضاً عملية القتل الشنيع لـ 21 مصرياً في ليبيا. وشدد كيري على أن بلاده تدعم جهود مصر في حربها ضد الإرهاب في سيناء وجميع أنحاء البلاد، مشيراً إلى أن هذه أعمال لا يمكن قبولها أو تبريرها. من ناحية أخرى، قال كيري إنه التقى على هامش مشاركته في المؤتمر بشرم الشيخ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حيث تم التشديد على الصلة القوية بين التجارة والاستثمار والأمن، مشيراً إلى أن المناقشات تناولت أيضاً جهود تطوير قطاع خاص قابل للاستدامة في فلسطين.