العدد 4572 - السبت 14 مارس 2015م الموافق 23 جمادى الأولى 1436هـ

تجار التجميل استغلوا الناس ومارسوا مهنة الجراحة التجميلية دون ترخيص

العصفور: كن نسخة من نفسك أجمل ولا تكن نسخة من شخص جميل

الاستشاري أحمد العصفور: على الناس معرفة الطبيب والمستشفى قبل إجراء الجراحة التجميلية - تصوير : أحمد آل حيدر
الاستشاري أحمد العصفور: على الناس معرفة الطبيب والمستشفى قبل إجراء الجراحة التجميلية - تصوير : أحمد آل حيدر

قال استشاري جراحة التجميل أحمد العصفور: «ان تجار التجميل استغلوا الناس، فهؤلاء وضعوا ثقتهم فيهم ظناً منهم أن هؤلاء التجارة سيساعدونهم على أن يكونوا نسخة شبيهة بأحد الفنانين أو الفنانات، في الوقت الذي دائماً أقول: كن نسخة من نفسك أجمل ولا تكن نسخة أخرى من شخص جميل، إذ إن جميعناً نتميز بشيء».

وأضاف قائلاً في لقاء مع «الوسط»: «اللجوء إلى الخارج لإجراء عمليات جراحية تجميلية لا يشكل مشكلة أمامنا، بقدر أن الناس بدأت تقبل على مستشفيات وأطباء غير مؤهلين وغير مرخصين، متناسين أن مهنة الطب هي المهنة الوحيدة التي لا يمكن ممارستها دون ترخيص».

وأوضح العصفور أن من الغريب أن الناس تلجأ إلى الخارج دون أن تستفسر عن المستشفى أو الطبيب الذي سيقوم بإجراء العملية التجميلية، متسائلاً كيف للإنسان أن يسمح لغير متخصص أن يأخذ مشرط جراحة ويضعه في وجهه، مشيراً إلى أن العديد ممن لجأوا إلى الخارج بسبب سوء الاختيار حدثت لهم مضاعفات كادت أن تكون مميتة، فبعض هذه المستشفيات تفتقر إلى أسبط معايير النظافة، مؤكداً أنه ليس بالإمكان إجراء عملية جراحية في غرفة عمليات غير معقمة. وفي ما يلي اللقاء مع العصفور:

متى انتشرت عمليات التجميل الجراحية؟

- الجراحة التجميلية من الجراحات التي مضى عليها فترة طويلة من الزمن، إذ إنها بدأت من القرن الماضي، إلا أنها انتشرت بالتحديد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ولها إقبال من قبِل الأغلبية في المجتمعات.

ما هو السبب في زيادة الإقبال على العمليات التجميلية الجراحية؟

- كان سبب الإقبال على جراحة التجميل زيادة الاختراعات والأجهزة الخاصة بالتجميل التي ساهمت في زيادة إمكانية التعديل والاهتمام بالصحة، في السابق كان الأغلبية غير مهتمين بالقوام الجسدي، إلا أنه خلال الـ20 سنة الماضية تغيرت الآراء، فخروج المرأة إلى العمل جعل ذلك يتطلب شكلا معينا، إضافة إلى أن تطور العالم وزيادة الإمكانية المالية كان له دور في اهتمام الناس بشكلهم الخارجي، لذا فإن الحاجة والاهتمام ووجود الإمكانية كانت سببا في الإقبال.

ما هي أكثر عمليات التجميل إقبالاً عليها؟

- الجراحة التجميلية كما ذكرت موجودة منذ سنوات طويلة، فهي لها مجال واسع وهناك إقبال كبير في الخليج على عمليات تناسق الجسم من شد الظهر وعلاج ترهل الثدي وعمليات الشفط وشد البطن، وخصوصاً أن العديد من الناس اليوم يهتمون بأجسامهم، إلا أن الإقبال في الخليج يتماشى مع النسبة العالمية في العالم فيما يتعلق بالقوام الجسدي، إذ خلال السنوات الأخيرة حدث اهتمام كبير في خفض الوزن، وهناك بالتحديد إقبال أيضاً على عمليات شد الجسم وذلك بعد فقد الوزن، ويعود ذلك إلى وعي الناس بأهمية الحفاظ على قوام سليم، كما ان هناك إقبالا على عمليات شد الجفن وعمليات الأنف وتجميل الوجه، كما يقبل الناس أيضاً على التدخلات غير الجراحية التجميلية كالليزر والتقشير والبوتكس والفرز والبلازما لعلاج نضارة البشرة وعلاج تساقط الشعر.

هل هناك هوس في إجراء العمليات التجميلية الجراحية في المجتمع المحلي؟

- هناك هوس في المجتمع كغيره من المجتمعات فيما يتعلق بعمليات التجميل، إلا أنه كأطباء نحاول معرفة الدافع وراء إجراء العملية، فليس كل من يرغب بإجرائها نقوم بذلك له، إذ لابد من معرفة الدوافع، وخصوصاً أن لكل إنسان دافعا ينتظر تحقيقه، وفي بعض الحالات نطرح البدائل إن وجدت، ففي حال الرغبة في فقدان الوزن نطرح الخيار الأول وهو ممارسة الرياضة مع الحمية الغذائية، إذ إن واجبي الأول هو الحفاظ على الشخص الذي أمامي فالمقبل على عمليات التجميل ليس مريضا، وهناك في بعض الحالات من تكون دوافعهم غير طبيعية، فبعض القناعات غير موجودة، ودوري هنا أن أدفع الإنسان إلى الخيار الأسلم والأنفع، إذ إن هناك علاجات أخرى غير تجميلية، فنحن كأطباء نعطي توصيات عامة وعلمية، ولسنا تجار تجميل من يرغب بإجراء عملية نقوم بها دون دراسة، فهو مجال طبي.

هل هناك دوافع غير واقعية لدى البعض تدفعهم للجوء إلى عيادات التجميل؟

- نعم، بعض المترددين على عيادات التجميل قد تكون لهم دوافع التشبه بالممثلات أو من هم في المجال الفني، وخصوصاً أن الإعلام لعب دوراً في الترويج إلى هؤلاء من جهة، والترويج إلى عمليات التجميل من جهة أخرى، فبعضهم تكون توقعاتهم غير واقعية، كأن يقول البعض «أريد أن أشبه هذه الممثلة أو الممثل»، وعادة ما يكون يحمل صورته معه، دائماً ما أقول «كن نسخة من نفسك أجمل ولا تكن نسخة أخرى من شخص جميل»، إذ إننا جميعاً نتميز بشيء، فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء جميلا، وفكرة الجمال تختلف من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى اخر، فكيف لنا أن نكون نسخة من بعضنا البعض، الهوس دائماً ما يكون بالممثلين والفنانين أو حتى الشخصيات الكبرى، فالبعض وخصوصاً في قضية الشكل، إضافة حتى في حال نقصان الوزن يلجأون إلى الطريق الأسهل، لذا نطرح البدائل دائماً إن وجدت لهم، وخصوصاً أن بعض الناس تكون طلباتهم غير واقعية، لذا كن واقعيا في دوافعك وراء عمليات التجميل.

متى يتم التدخل جراحياً لإجراء عمليات تجميل؟

- إذا كانت هناك عيوب خلقية كترهلات البطن وكان لها تأثير على المرأة أو الرجل، هنا نتدخل جراحياً، على أن يكون قد لجأ الأخير إلى بدائل كممارسة رياضة الشد وغيرها، وفي حال عدم نفعها يتم التدخل، إذا كان الشكل غير متناسق ويؤثر سلباً على الإنسان، وفي حال كانت هناك عيوب خلقية في الأنف كاعوجاج الأنف وعلاج الاذن البارزة نتدخل، إذ إن الاذن البارزة لا تعتمد العلاجات التجميلية البحتة، وعادة ما نقوم بها للأطفال قبل سن المدرسة، وعادة ما نلجأ إليها في سن صغيرة وذلك منعاً لإحراج الطفل في المدرسة، وخصوصاً أنه قد يطلق عليه أسماء بسبب بروز الاذن إلى الأمام، ما يؤثر على نفسيته.

هل تجري عمليات لمن هم أقل من 18 سنة؟

- لا تجرى عمليات التجميل لمن هم أقل من 18 سنة حتى وإن كانت بموافقة ولي الأمر، فهو برتوكول عام يمنع إجراء عملية تجميلية لمن هم أقل من 18 سنة، فالقرارات تكون متقلبة من جهة، إلى جانب أن الشكل يتغير.

ما هي عمليات الترقيع؟ وهل تعتبر ضمن العمليات التجميلية؟

- نعم، تعتبر ضمن العمليات المجملة، وتستخدم في حال حدوث حروق أو غيرها، كما هناك أشهر عمليات الترقيع، وهي عملية ترقيع الثدي بعد استئصاله في حال الإصابة بالسرطان، وهو من أشهر الأنواع على رغم قلة الإقبال عليه، ففي البحرين البعض لا يعلم بوجود ترقيع للثدي بعد استئصاله، على رغم أنه في بريطانيا تكون عملية الترقيع في نفس عملية الاستئصال.

ما هي المضاعفات التي تحدث خلال العملية الجراحية التجميلية؟

- لابد أن تكون المضاعفات في الحالات التجميلية في أقل درجة من المضاعفات، وخصوصاً أن من ستجرى له العملية هو شخص سليم لا يعاني من مشاكل صحية، لذا على الطبيب ضمان جميع التدابير، ولابد أن تكون نسبة المضاعفات قليلة، فلا يمكن لهذا الشخص أن يدخل العناية المركزة بسبب عملية تجميلية، لذا دائماً ما نقول يجب اختيار العملية المناسبة للشخص المناسب، على أن يكون العلاج مناسبا لهذا الشخص، مع ضرورة التأكد من أن الشخص لا يعاني من الضغط أو السكري أو غيره من الأمراض الأخرى من جهة، مع أهمية اتباع الإرشادات ما قبل وبعد العملية.

العديد من الناس في السنوات الأخيرة لجأوا إلى الدول المجاورة لإجراء جراحات تجميلية، فما هو تعليقك؟

- هناك العديد من الدول التي تجرى فيها عمليات تجميل، ولا نمانع أو نعارض اللجوء إلى هذه الدول، إلا أن ما يحدث حالياً أن بعض الناس المحتاجة إلى عملية تجميل تلجأ إلى دول في الخارج، دون الاهتمام بالمستشفى الذي سيجري العملية، أو من سيقوم بها، فبعض هذه المستشفيات غير مؤهلة وتفتقد إلى قواعد إجراء العمليات كما تفتقر إلى النظافة، إضافة إلى أن بعض الأطباء يكونون غير مؤهلين لإجراء العملية.

هل صادفت خلال عملك ممن أجريت لهم عمليات في الخارج وحدثت لهم مضاعفات؟

- هناك العديد ممن أجروا عمليات خارج البحرين على رغم عدم اهلية الطبيب والمستشفى، إلا أنهم قاموا بإجراء العملية، ما سبب مضاعفات كادت أن تكون مميتة لهم، في هذه الحالة يعودون إلى البحرين لتصليح أو ترقيع ما يمكن ترقيعه، إذ إن بعض هؤلاء الأطباء يقومون باستخدام أدوية غير مرخصة، ما يسبب التهابات، أو أن الطبيب غير مرخص لإجراء عملية جراحية، فالمضاعفات التي تحدث نتيجة لمثل هذه العمليات عادة ما تكون على يد شخص غير مؤهل.

من المعروف أن هناك تجارا دخلوا عالم التجميل باسم الطب التجميلي، فكيف ترى عملهم؟

- ان من الغريب أن هناك تجارة في عالم التجميل، الطب هو المهنة الوحيدة التي ليس بالإمكان لأي شخص الدخول فيها دون التخصص، فكيف نسمح لغير متخصص أن يحمل مشرطا ويجري عملية تجميلية جراحية، لا يمكن أ ن نثقف في هؤلاء التجار فهم غير مؤهلين طبياً، وفي حال حدوث مضاعفات يمكن أن نحاسبهم قانونياً، إلا أنه ليس بالإمكان الحصول على تعويض فهو خطأ غير طبي، أما من يستخدم مستحضرات طبية غير مرخصة أيضاً فلا يمكن الحصول على تعويض في حال حدوث خطأ، هناك العديد من المضاعفات التي حدثت نتيجة لذلك، إلا أنه مع ذلك هناك استمرار في الإقبال على تجار التجميل غير المرخصين، على رغم أن أسعارهم مكلفة مادياً، إلا أنه مع ذلك هناك إقبال عليها، ودائماً ما أقول يجب أن يكون المقبل على عملية تجميلية لديه الوعي ففي حال الرغبة في إجرائها يجب أن يكون الدفاع واقعيا، ويجب اختيار المستشفى المناسب والطبيب المناسب، فالاختيار السيئ قد يؤدي إلى مضاعفات لا يمكن السيطرة عليها.

العدد 4572 - السبت 14 مارس 2015م الموافق 23 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:51 ص

      قللوا الاسعار المبالغ فيها اذ تبغون مصلحتكم ومصلحه الناس

      اذ تبون الناس وخايفين صج علي مصلحه الناس لا اتقصون عليهم بالاسعار يعني الابره الفيلر ب 25 دينار بالخارج واهني بالبحرين 150 دينار ليش هالمبالغ بالاسعار حرام الواحد يدفع هالكثر ليكم وفي بالخارج سعر اقل ، ولا اتقولون مغشوش لا صنع فرنسا وشغل عدل

    • زائر 2 | 10:48 م

      قلة الوازع الديني

      وانعدام الثقة بالنفس من اهم اسباب لجوء الناس لعمليات التجميل .. لو كل شخص رضى بقدره وخلقة ربه لما كثرت عيادات التجميل ..

    • زائر 1 | 10:46 م

      يعطيك العافية دكتور

      انت دكتور شاطر والنعم فيك .. جربناك لما ولدي صاده حروق . الله يبعد الشر عن كل المؤمنين والمؤمنات . الله يوفقك

اقرأ ايضاً