جاءت خطوة الاتحاد البحريني لكرة القدم بإعادة تشكيل بعض اللجان مثل اللجنة الفنية لتثير تساؤلات قديمة جديدة بشأن الجدوى من وضع بعض لجان الاتحاد مثل الفنية والمنتخبات ومدى فعاليتها وصلاحياتها وقدرتها على تأدية مهامها المناطة بها بالصورة المطلوبة.

ومع تقديرنا إلى خطوة الاتحاد وتطلعات رئيسه الشيخ علي بن خليفة في تغيير واقع حال وآليات عمل الاتحاد، وكذلك احترامنا للأشخاص المختارين لهذه اللجان، إلاّ أن الواقع الذي يعيشه اتحاد الكرة ووضعه الإداري وقدراته وظروفه كلها عوامل من شأنها أن تعيق قدرة أي لجنة على تأدية مهامها بالصورة المطلوبة، وخصوصاً أن بعض الأسماء المختارة بعيدة عن الأجواء الكروية المحلية منذ سنوات وغير متفرغة والوضع يحتاج إلى تعامل واقعي أكثر من الجوانب النظرية والعلمية الموجودة في الكتب، ويكفينا ما حصل في دراسات وتقارير لجان الاحتراف التي شكلت في الفترات السابقة وكانت بعيدة عن واقع وظروف الكرة البحرينية.

كما أن الرؤية غير واضحة بشأن واقع ومستقبل الكرة البحرينية وما هي المهام المطلوبة والصلاحيات المناطة باللجنة الفنية وغيرها، فالمفترض ألاّ يقتصر الأمر على اختيار مدرب المنتخب عند كل بطولة، بل يكون اسم اللجنة على مسمى في أن يشمل عملها جميع الجوانب الفنية المتعلقة بالكرة البحرينية سواء المنتخبات أو المسابقات ومعايشتها ووضع الخطوط الرئيسية التي يمكن أن تسير عليها الكرة البحرينية وأن تحظى مقترحات وصلاحيات اللجنة بالاهتمام والدعم وتهيئة الظروف المناسبة لعملها.

إن إثارة هذه التساؤلات لا تهدف إلى إحباط عمل مثل هذه اللجنة بقدر ما نطرحها سعياً إلى تفادي التجارب والأخطاء السابقة بالنسبة للجان العاملة باتحاد الكرة، لكي لا تنطبق علينا قاعدة «إذا أردت تعطيل أو قتل موضوع أو عمل شكل له لجنة».