قال مساعد القائد العام لقوات البحرية الأميركية بالقيادة المركزية في الأسطول الخامس بالمنامة جيمس ليوبلين: «إن الحرب العسكرية وحدها لا يمكن أن تدمر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولا بد من محاربة هذا التنظيم اقتصاديّاً من خلال تجفيف منابع دعمه ماليّاً، وفكريّاً من خلال التبرؤ من أفكاره». جاء ذلك خلال لقاء ليوبلين بـ «الوسط» وعدد من الصحافيين من البحرين وخارجها في القاعدة الأميركية بالجفير يوم الخميس (12 مارس/ آذار 2015).

وأشاد مساعد قائد القوات البحرية الأميركية بدور مملكة البحرين في محاربة «داعش»، مشيراً إلى أن الغارة الأولى على تنظيم الدولة الإسلامية انطلقت من البحرين، وأن المملكة العربية السعودية تقوم حاليّاً بالغارات نفسها».

«الوسط» تتجول في مقر الأسطول الخامس الأميركي في الجفير

مساعد قائد البحرية الأميركية: الحرب العسكرية وحدها لن تدمر «داعش» ولا بد من حرب اقتصادية وفكرية

الجفير (القاعدة الأميركية) - عقيل ميرزا

قال مساعد القائد العام لقوات البحرية الأميركية بالقيادة المركزية في الأسطول الخامس بالمنامة جيمس ليوبلين: «إن الحرب العسكرية وحدها لا يمكن أن تدمر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولا بد من محاربة هذا التنظيم اقتصاديّاً من خلال تجفيف منابع دعمه ماليّاً، وفكريّاً من خلال التبرؤ من أفكاره». جاء ذلك خلال لقاء ليوبلين بـ «الوسط» وعدد من الصحافيين من البحرين وخارجها في القاعدة الأميركية بالجفير يوم الخميس (12 مارس/آذار 2015).

وأشاد مساعد قائد القوات البحرية الأميركية بدور مملكة البحرين في محاربة «داعش»، مشيرا إلى أن الغارة الأولى على تنظيم الدولة الإسلامية انطلقت من البحرين، وأن المملكة العربية السعودية تقوم حاليّاً بالغارات نفسها».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وحدها قامت بنحو 2700 طلعة جوية، موجهة ضد التنظيم، مبيناً أن «جميع الطلعات الجوية الأميركية انطلقت من حاملة الطائرات الأميركية المتمركزة في مياه الخليج، وهي لاتزال تقوم بالمزيد من العمليات، هذا بالإضافة إلى ضربات جوية أخرى يتلقاها التنظيم من قبل دول التحالف، ومن بينها البحرين والإمارات والسعودية وقطر والأردن».

التنسيق مع إيران

وعما إذا كان الأميركيون ينسقون مع إيران أو النظام السوري بشأن هذه الطلعات اليومية، قال ليوبلين: «فيما يتعلق بالعراق فإن كل الطلعات بتنسيق مع الحكومة العراقية، وإذا كان العراق ينسق أو يتعاون مع إيران أو غيرها، فهذا شأن العراقيين الخاص يطلبون من يشاؤون لمسادعتهم».

كما نفى أيضاً وجود أي تنسيق مع النظام السوري، وقال «بالتأكيد لا ننسق مع النظام السوري بشأن الضربات الموجهة ضد داعش، حتى بالنسبة إلى العمليات على الأراضي السورية نفسها».

معركة تكريت

وعن دور القوات الأميركية في معركة تكريت العراقية المحتدمة حاليّاً، قال نائب القائد العام لقوات البحرية الأميركية بالقيادة المركزية في الأسطول الخامس بالمنامة جيمس ليوبلين: «ليست لدينا مهام متعلقة بمعركة تكريت خصوصاً، لكن مهامنا هي ضرب داعش بشكل عام، وكل ذلك يتم بتنسيق مع العراق، كما كثيراً مما نقوم به هو في الأساس تقطيع أوصال التنظيم على الأرض، وهو بالتأكيد يخدم العمليات البرية التي تقوم بها القوات العراقية على الأرض، وقد حققت هذه السياسة العسكرية نجاحاً في كثير من معاقل التنظيم».

وأجاب على الأسئلة المثارة بشأن عدم جدية الولايات المتحدة في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بقوله: إن «الولايات المتحدة ملتزمة مئة بالمئة بالقتال ضد هذا التنظيم، لكننا نتدخل بالحجم الذي تطلبه منا القوات العراقية».

أما بشأن الآلية التي يعتمد عليها الأميركيون في تحديد المواقع المستهدفة من قبل الغارات الجوية، فقد أوضح «إننا نعتمد على المعلومات الاستخباراتية الأميركية، والصور الجوية التي توفرها لنا تقنية المسح المتطورة، بالإضافة إلى المعلومات التي تزودنا بها المخابرات العراقية».

وقضت «الوسط» مع عدد من الصحافيين يوماً في التجوال في القاعدة الأميركية التي هي مقر الأسطول الخامس الأميركي، وكانت السفن الأميركية تتمركز على امتداد المياه الواقعة على ضفاف المقر في منطقة الجفير، التي يصل عددها إلى عشرين سفينة بين دورية وماسحة ألغام.

ماسحة الألغام

وصعدت «الوسط» على ظهر ماسحتي ألغام، عمر إحداهما 43 عاماً، والأخرى 25 عاماً، وكان لكل واحدة منهما طاقم خاص قوامه 70 عنصراً، من بحارة عسكريين، ومدنيين تقنيين، يعكفون على تطوير الأنظمة التقنية، واستبدالها بحديثة، وأهم هذه الأنظمة هو منظار ماسح يعمل بأشعة الليزر، ويتحمل أجواء الخليج.

وفي حديث مع مسئولي هاتين الماسحتين، ذكروا أن غالبية المهام التي يضطلع بها الطاقم، هي مهام تدريبية، وليست عسكرية، في الوقت الراهن.

وعن الهدف الأساس من التواجد البحري، فقد ذكر من كانوا على متن هذه القوارب أنه تأكيد السلامة العامة في المنطقة.

طائرات الاستطلاع

واطلع الصحافيون على طائرة استطلاع من دون طيار، كانت متمركزة على ظهر واحدة من ماسحتي الألغام، إذا أوضح قبطان هذه السفينة أن هذه الطائرة قادرة على الطيران لمدة عشر ساعات يوميّاً، وبحسب قبطان السفينة فإن مهمتها ليست سرية.

وفي سؤال عما إذا كانت هذه الطائرة التي تعمل بجانب طائرة أخرى، تقوم باختراق الأجواء للدول المجاورة، أكد القبطان، أنها «ملتزمة بالحدود الدولية، وأنها لا تقوم بتجاوز ذلك».

وذكر القبطان أن «هذا النوع من الطائرات كان في السابق يتعرض للسقوط بسبب أعطاب فنية، لكن مع تطوير نظامه التشغيلي أصبحت هذه الأعطاب نادرة الحدوث».

الدوريات

وتجول الوفد الصحافي في عدد من الدوريات البحرية، التي كان على متن كل واحدة منها طاقم خاص، وكل طاقم يمارس غالبية شئون حياته، ومعيشته داخل هذه السفينة الصغيرة، المزودة بكل مستلزمات المعيشة، من طبّاخ، ومهندس، وطبيب أيضاً.

كما أن للنساء نصيباً في قيادة العديد من هذه السفن العسكرية، إضافة إلى أن المرأة تلعب دوراً أساسيّاً في مختلف عمليات الأسطول الخامس، سواء على مستوى التدريب، أو حتى العمليات العسكرية.

وفي حديث مع أحد البحارة، من على ظهر إحدى السفن البحرية الراسية على ضفاف القاعدة الأميركية، فقد أكد أن المهمة الرئيسية لهذا الأسطول هي حماية المنطقة، من عمان إلى الكويت، وبالدرجة الأولى تأمين حركة الملاحة البحرية والتجارة في حوض الخليج العربي.

وبحسب مسئولين في الأسطول الخامس المتمركز في البحرين، فإن الاسطول يقوم بالعديد من دورات التدريب البحرية في العديد من الدول المجاورة.

والأسطول الخامس الأميركي هو أسطول تابع إلى سلاح البحرية الأميركي، يتخد من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدة له. ويصفه خبراء أميركيون بأنه أكثر الأساطيل الأميركية الاستراتيجية أهمية في منطقة الخليج العربي.

ويضم الأسطول الخامس حاملة طائرات أميركية، وعدداً من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من سبعين مقاتلة، إضافة إلى قاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزويد بالوقود.

وتشير تقديرات سابقة إلى أن عدد البحارة الأميركيين المتمركزين في البحرين هو نحو 3500 بحار، فيما يقدر عدد السفن التابعة إلى سلاح البحرية الأميركي والراسية في البحرين بسبع عشرة سفينة. وتتلخص مهمة الأسطول الأساسية في تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران عن قرب، والإشراف على عمليات في الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.

كما يشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان، ومكافحة ما يسمى بالإرهاب والقرصنة في المياه الدولية.