جاءت «ندوة الاحتراف بين الواقع والطموح» التي نظمها الاتحاد البحريني لكرة القدم الأحد الماضي لتثير تساؤلات متجددة عن كيفية سلك طريق الاحتراف الكروي في البحرين والذي مازال يدور في حلقة تشكيل لجان الدراسة وإقامة الندوات وورش العمل منذ حوالي 8 سنوات.

والاحتراف مثلما سبق للكثيرين الحديث عنه بأنه طموح وحلم لكل رياضي بحريني لكن يبدو أن المشكلة تبدو في افتقادنا إلى الرؤية الرياضية وأهدافنا من وراء ممارسة الرياضة عموماً فهل هي مجرد هواية وترفيه أم ارتقاء وتطور وتنافسية؟ كما يجب أن يتحول مشروع بحجم الاحتراف إلى مشروع وطني ولا يتحمله اتحاد الكرة وحده إذ يجب أن تشارك فيه جميع الأطراف بدءاً من صناع القرار ومروراً بالجهات الحكومية والخاصة كل في مجال اختصاصاته التنظيمية والإدارية والاستثمارية والتسويقية.

الواقع الرياضي في البحرين ومشكلاته وظروفه يعرفها الجميع من الصغير حتى الكبير وليست فيزياء أو حسابات معقدة تحتاج إلى دراسات وندوات لكي نفك رموزها، فالرياضة تعاني من قلة الدعم والمنشآت وتواضع إمكانات الأندية وضعف البنية التحتية وتحتها تندرج مشكلات أخرى وجميعها أصبحت «مزمنة» تنتظر الحل منذ سنوات طويلة.

وليست المرة الأولى التي يقوم بها اتحاد الكرة أو المجلس الأعلى للشباب والرياضة باتخاذ خطوات سعياً للوصول إلى «حلم الاحتراف الكروي»، ولكن نرى أن الطريق إلى الاحتراف واضح المعالم وإذا كانت لدينا العزيمة لتحقيق ذلك الحلم فعلينا اختصار الطريق والتحرك الجاد نحو الخطوات الفعلية التي تؤدي إلى الاحتراف وعدم إضاعة الوقت في نقاشات لم تحرك شيئاً سابقاً ولا لاحقاً، فزيادة الدعم المالي وتوفير البنية التحتية المناسبة وتهيئة الظروف وتحريك قطاعات الدولة المختلفة لدعم المشروع هي خطوات أساسية... فهل يدرك المسئولون عن هذا الملف حقيقة بلوغ الاحتراف أما إذا كنا غير قادرين على تحقيق هذه المتطلبات فعلينا عدم إثارة «نغمة الاحتراف» بين تارة وأخرى على رغم أنه سيأتي يوم سنجد فيه أنفسنا مفروض علينا الاحتراف.