العدد 4583 - الأربعاء 25 مارس 2015م الموافق 04 جمادى الآخرة 1436هـ

قمة شرم الشيخ العربية تناقش تحديات إقليمية وأمنية

العربي: قلقون من تغاضي الولايات المتحدة عن «التمدد الإيراني»

يستعد القادة العرب لعقد أحدث قمة لهم في منتجع شرم الشيخ المصري في ظل تحديات إقليمية وأمنية يتوقع أن تركز عليها المناقشات بجانب قضايا طرحت على قمم عربية سابقة وأبرزها القضية الفلسطينية.

وقبل أيام من القمة المقررة يومي 28 و29 مارس/ آذار الحالي قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن العالم العربي يواجه ما وصفه «بكارثة» إقليمية رأى أنها تتمثل في أن الولايات المتحدة تبدو متغاضية عن تمدد نفوذ إيران في عدد من الدول العربية من أجل أن تعقد اتفاقا معها بشأن برنامجها النووي الذي يثير قلق الغرب منذ سنوات.

وعندما سئل العربي في مقابلة تلفزيونية أذيعت مساء أمس الأول (الثلثاء) إن كان يرى أن الاتفاق المزمع بشأن البرنامج النووي الإيراني جعل واشنطن تغض الطرف عن تمدد طهران سياسياً في المنطقة العربية فقال إن هذا سيكون «مصيبة... كارثة».

وأضاف «لم تتضح الصورة تماماً ولكن المؤشرات تقول هذا». ومضى قائلاً «أكيد طبعاً يثير استغرابي الصمت الغربي على التمدد الإيراني».

ويبدو السؤال والإجابة متصلين بنفوذ إيران في العراق وسورية واليمن وجميعها دول تعاني تدهوراً أمنياً حاداً.

وليست الدول الثلاث اليمن والعراق وسورية وحدها التي تعاني من أزمة أمنية بلغت حد الحرب. فليبيا تمر بوضع أمني شديد التدهور في وجود حكومتين متنافستين كل منهما متحالفة مع قوات عسكرية وبرلمان.

وحتى مصر التي تستضيف القمة في محافظة جنوب سيناء تخوض معركة في محافظة شمال سيناء المجاورة مع تنظيم أنصار بيت المقدس الإسلامي المتشدد الذي كثف هجماته على قوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.

ويفاقم من الأزمات الأمنية التي تواجهها دول عربية أن تلك الدول تبدو عاجزة عن حل أزماتها الأمنية سياسياً.

وأقر العربي بعجز جامعة الدول العربية أيضاً عن تحقيق حلول على الأرض. وقال إن ميثاق الجامعة العربية ينص على إحالة المشاكل لمجلس الأمن «وهذا ما حدث مع سورية. الجامعة العربية منظمة إقليمية ليست لها قدرة على أن تغير شيئاً على الأرض».

وخلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي عقدت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة هذا الشهر تمهيدا لقمة شرم الشيخ سيطر الشاغل الأمني على المناقشات. وقال العربي في كلمة في الجلسة الافتتاحية إن تشكيل قوة عسكرية أمنية عربية «مطلوب الآن وبإلحاح».

ويبدو أن هذا الشاغل نفسه سيسيطر على اجتماعات القمة.

وتعقد اجتماعات القمة في ظل التهديد نفسه الذي يراه المسئولون العرب شديد الخطورة.

ولايزال من غير الممكن توقع إن كان القادة العرب سيتخذون قرارات بتكوين القوة العسكرية الأمنية التي تحدث عنها العربي وأشار إليها مسئولون عرب آخرون خلال الأسابيع الماضية.

وقال العربي رداً على سؤال بشأن القرارات المتوقعة من القمة «القمة لم تنعقد بعد ولم تصدر قرارات والتوقعات تكون غير دقيقة. ولكن أتوقع أن تخرج القمة بقرارات في هذا الموضوع (الأمني) لأن كل الدول مهتمة بهذا الموضوع. الاهتمام قائم ولكن درجة التصدي لهذا الموضوع لم تحدد بعد».

وقال مصدر دبلوماسي عربي «هناك أخطار محدقة بالدول العربية ولابد من تحرك جماعي لمواجهة هذا الخطر... هناك شعور عام مؤيد للفكرة لكن القرار والمناقشات ستكون بين أيدي الحكام والقادة العرب».

وقال مندوب يمثل إحدى دول المغرب العربي «نعم هناك شعور عام بالخطر... وشعور عام بضرورة أن نعمل معاً ضد هذا الخطر الجديد. وهناك خطر وجودي على الدول العربية ربما لأول مرة منذ الاستقلال».

ووصف المحلل السياسي المصري بشير عبدالفتاح التحديات التي تواجه القمة بأنها أكبر من إمكانات العمل العربي المشترك المتاحة. وقال لـ «رويترز»: «هناك دول عربية تواجه مشكلة وجود... هناك التغلغل الإيراني في العالم العربي».

وأضاف «بجانب مشكلة اللاجئين الفلسطينيين صارت هناك مشكلة لاجئين سوريين. وهناك لاجئون عراقيون ويمنيون».

ومع ذلك، قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي قبل أيام «الملفات الاقتصادية خلال القمة لا تقل أهمية عن الملفات السياسية».

وأضاف ان القمة ستبحث «المشروعات الكبرى الخاصة بالربط الكهربائي على مستوى الوطن العربي وخاصة المشروع الكبير الذي يربط بين كل الدول العربية».

وتابع أن القمة ستبحث تعزيز مشروعات اقتصادية في دول عربية اهتمت بها أكثر من قمة اقتصادية عربية عقدت في السابق.

وفيما يتعلق بمقعد سورية التي علقت الجامعة العربية عضويتها العام 2011 قال سفير إحدى الدول العربية «لا يوجد أي توجه لمنح مقعد سورية لائتلاف. لم يناقش هذا الموضوع ولم يطرح. الموضوع (مقعد سورية) ليس فيه جديد. هناك دعوة لرئيس الائتلاف السوري لإلقاء كلمة في الاجتماع».

العدد 4583 - الأربعاء 25 مارس 2015م الموافق 04 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً