العدد 4583 - الأربعاء 25 مارس 2015م الموافق 04 جمادى الآخرة 1436هـ

تقدم الحوثيين إلى عدن بين تفوقهم العسكري واحتمالات التدخل الخليجي

بات الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى مدينة عدن التي يتحصن فيها الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، إلا أنهم يواجهون على الرغم من تفوقهم عسكرياً احتمال التدخل العسكري الخليجي لمنعهم من السيطرة على معقل «الشرعية» في اليمن.

ويعد الرئيس السابق علي عبد الله صالح القوة الحقيقية خلف الحوثيين الذين حصلوا بفضله على تطويع أو على الأقل مهادنة قسم كبير من القوات الحكومية.

هل يمكن أن تسقط عدن بيد الحوثيين وما يمكن أن تفعل دول الخليج الراعية لعملية الانتقال السياسي والتي تعتبر أن أمنها مرتبط بأمن اليمن؟

- في نظر دول مجلس التعاون الخليجي، سقوط عدن بيد الحوثيين يعني سقوط «الشرعية» المدعومة إقليمياً ودولياً والمتمثلة بالرئيس هادي وفوزاً كبيراً لغريمتها إيران التي تدعم الحوثيين.

وسبق أن أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل أن المملكة ستتخذ كافة «الإجراءات» الضرورية من أجل «حماية» مصالحها بوجه «العدوان»، فيما طلب هادي بوضوح دعم دول الخليج عسكرياً ودعم مجلس الأمن من خلال قرار ملزم تحت الفصل السابع.

وفي الوقت نفسه، دعا وزير خارجية اليمن رياض ياسين أمس أمس (الأربعاء) إلى تدخل عسكري عربي عاجل في بلاده قبل القمة العربية السبت في مصر. وقال «سنطلب من القمة القادمة إن يكون هناك تدخل عاجل». وعندما سئل إن كان التدخل عسكرياً أجاب «تدخل عسكري».

ويظهر التقدم المستمر للحوثيين تفوقهم عسكرياً على معسكر الرئيس هادي خصوصاً بفضل تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومن الصعب تحقيق الموالين لهادي انتصاراً على الأرض من دون تدخل خارجي بأي شكل من الأشكال.

وقال الخبير في شئون الأمن والإرهاب مصطفى العاني لوكالة «فرانس برس» إن دول الخليج «لن تسمح بسقوط عدن تحت أي ظرف من الظروف».

وأضاف «إن عدن خط أحمر بالنسبة للخليجيين وليس لديّ أدنى شك أنه سيتم التدخل عسكرياً إذا ما باتت عدن تحت خطر محتم. إن هذا التدخل قد يحدث في أي دقيقة وهناك استعدادات جدية لذلك من الجانب السعودي.

ما هي خلفيات التدخل الخليجي المحتمل وهل من علاقة بين التصعيد في اليمن والمفاوضات النووية مع إيران؟

- إضافة إلى الإصرار على عدم سقوط عدن، يشكل الوجود الحوثي المسلح استفزازاً عسكرياً للسعودية على حدودها الجنوبية. وقد أكدت مراراً استعدادها للتحرك بحزم للدفاع عن حدودها.

وأجرى الحوثيون مؤخراً مناورات ضخمة استخدموا فيها الأسلحة الثقيلة على الحدود السعودية، وما زال مسلحوهم ينتشرون في مناطق المناورات على الرغم من انتهائها بحسب مصادر سياسية.

وقال العاني إن «هذا الانتشار الكبير هو استفزاز ويذكر بالاعتداء الحوثي على الحدود السعودية في 2010. إن السعودية بالتأكيد جاهزة للدفاع عن نفسها في أي لحظة وهناك استعدادات عسكرية جدية لذلك».

أما بالنسبة للتزامن مع المفاوضات النووية الإيرانية، فإن مجلس التعاون الخليجي يعتبر بحسب العاني أن «الوضع في اليمن عملية معزولة عن أي ملف آخر وأمن واستقرار اليمن حيوي بالنسبة لأمن واستقرار مجلس التعاون ولا يمكن ربطه بأي ملف آخر».

الأهم بحسب العاني هو أن «هناك موقفاً خليجياً واضحاً ومعلناً بعدم التساهل تحت أي ظرف من الظروف مع الحوثيين وبغض النظر عن تأثيرها عن الملف النووي».

من أين يستمد الحوثيون قوتهم خصوصاً أنهم من حيث المبدأ يمثلون جزءاً من الطائفة الزيدية الشيعية التي تشكل أقلية في اليمن، وإلى أي مدى يستفيدون من تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبداالله صالح الذي خاض معهم ست حروب بين 2004 و2010؟

- يبدو التحالف بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح العامل الحاسم خلف تقدمهم المثير في اليمن.

وضمن اتفاق الانتقال السياسي الذي تخلى صالح بموجبه عن السلطة في 2012، احتفاظ الرئيس السابق بدور سياسي قيادي في البلاد. وقد احتفظ بتأثيره الضخم على عدد كبير من الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وتمكن الحوثيون من السيطرة على صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014 بدون أي مقاومة تذكر من الجيش وذلل بتأثير من الرئيس السابق.

وقال العاني إن «وقوف صالح مع الحوثيين هو الذي مكنهم. القوة الحقيقية هو صالح وقد وجد له مصلحة حقيقية في توفير الدعم للحوثيين الذين ليس لديهم قوة كبيرة في الواقع».

وتصب موازين القوى على الأرض لصالح الحوثيين وصالح بشكل واضح ذلك «لأنهم سيطروا على جميع قدرات القوات المسلحة اليمنية» بحسب العاني.

وخلص العاني إلى القول إن «صالح يشعر أن القدرة الوحيدة التي يملكها حالياً هي التحالف مع الحوثيين للحفاظ على مصالحه وسيطرته على البلاد، على الرغم من أنه مسئول عن مقتل مؤسس الحركة الحوثية حسين الحوثي في 2004 وإخفاء جثته سبع سنوات».

العدد 4583 - الأربعاء 25 مارس 2015م الموافق 04 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً