العدد 4584 - الخميس 26 مارس 2015م الموافق 05 جمادى الآخرة 1436هـ

اليمن بلد تقوض استقراره أزمة يؤججها «الحوثيون» و«القاعدة»

يواجه اليمن الذي تقود فيه السعودية تدخلاً عسكرياً، أزمة طويلة تؤججها ميليشيا الحوثيين ورئيس سابق مخلوع وجهاديو تنظيم «القاعدة» وأخيراً جهاديو تنظيم «داعش».

عناصر الميليشيات الحوثية في مرحلة الهجوم

منذ الانتفاضة الشعبية التي أدت في سياق الربيع العربي إلى تنحي الرئيس علي عبد الله صالح في 2011، أسفرت تحركات ميليشيا الحوثيين (أنصار الله) إلى تهميش السلطة المركزية.

وهذه الحركة المنتشرة في شمال البلاد، تجد أتباعها بين أبناء الطائفة الزيدية الشيعية التي تشكل ثلث سكان اليمن.

وقد سيطر الحوثيون الذين يستلهمون حزب الله اللبناني ويحصلون على دعم من إيران، على صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014 ثم وسعوا نفوذهم نحو الغرب والوسط والجنوب، وتقدموا حتى أبواب عدن هذا الأسبوع.

ويسود الاعتقاد أن الحوثيين الذين يتزعمهم عبد الملك الحوثي، يريدون إعادة الإمامة الزيدية التي ألغيت في 1962.

سعي الرئيس المخلوع إلى الثأر

يضطلع الرئيس السابق علي عبد الله صالح بدور أساسي في كواليس الهجوم الذي يشنه الحوثيون الذين تحالف معهم.

ولم يتقبل الرئيس السابق الذي تولى الحكم 33 عاماً، دفعه إلى التنحي في 2012 ولم يتوقف منذ ذلك الحين عن إضعاف سلطة خلفه عبدربه منصور هادي الذي انتخب بطريقة ديمقراطية.

وما زال صالح (73 عاماً) الواسع الثراء، يحتفظ بنفوذ في القوات المسلحة التي يقاتل بعض وحداتها مع الحوثيين.

«القاعدة» و«داعش» ينشطان

وقد دخل تنظيم «داعش» اليمن بإعلان مسئوليته عن هجمات انتحارية في صنعاء أسفرت عن 142 قتيلاً و351 جريحاً في 20 مارس/ آذار في مساجد يؤمها مصلون شيعة بمن فيهم الحوثيون.

وبذلك تدخلت «الدولة الإسلامية (داعش)» في المنطقة التي يحتلها تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية الذي تعتبره الولايات المتحدة واحداً من أخطر المجموعات الإرهابية.

وزاد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» المنتشر بقوة في جنوب وجنوب شرق اليمن، الاعتداءات على الجيش وخطف أجانب وأعلن مسئوليته عن الاعتداء الذي استهدف في السابع من يناير/ كانون الثاني مجلة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الفرنسية الساخرة.

وأعلن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» الذي يضم السنة ويتحرك أحياناً بالتعاون مع القبائل المعادية للحوثيين، مسئوليته منذ سبتمبر عن عدد كبير من الاعتداءات ضد الشيعة.

والولايات المتحدة هي أبرز حلفاء السلطة اليمنية في التصدي لتنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، الذي قتل عدد كبير من مسئوليه بغارات شنتها طائرات بلا طيار.

الحل السياسي المتعذر

ازداد خطر اندلاع حرب أهلية شاملة في الأسابيع الأخيرة بسبب تفاقم الانقسام في البلاد بين الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون والجنوب الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي الذي استقر في عدن بعد تمكنه من الفرار من صنعاء.

وقد بدا عبدربه منصور هادي عاجزاً عن فرض سلطته لكن المجموعة الدولية ما زالت تعتبره الرئيس الشرعي لليمن، وتدعو باستمرار إلى حل سياسي. إلا أن اشتداد الأزمة انهى الآمال التي ولدها بدء حوار تحت رعاية موفد الأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر.

العدد 4584 - الخميس 26 مارس 2015م الموافق 05 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً