أكد قادة قوات الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين متطوعين كان لها دور رئيسي في الهجوم الجاري على تكريت تجميد مشاركتها في المعارك ضد تنظيم «داعش»، وفق ما أعلن قادتها أمس الجمعة (27 مارس/ آذار 2015).

وكانت قوات الحشد الشعبي أعلنت مراراً معارضتها لمشاركة أميركية في العملية، لكن المقاتلات الأميركية نفذت أولى ضرباتها على مواقع تنظيم «داعش» في تكريت الأربعاء.

وقال عدد من قادة فيلق بدر وهي قوات يقودها هادي العامري أحد أبرز قادة الحشد الشعبي إن المجموعة ستجمد مشاركتها ولكنها لن تنسحب تماماً من العملية. وقال أحد القادة الذي قدم نفسه باسم باقر لـ «فرانس برس» في العوجة، جنوب تكريت، «نعتبرها استراحة لحين حل مسألة التحالف».

وشكل الحشد الشعبي القوة الداعمة للقوات الحكومية التي بدأت هجومها لإخراج تنظيم «داعش» من تكريت في 2 مارس.

وأكد قائد آخر من فيلق بدر وقف المشاركة وقال إن هذا القرار هو نتيجة «ضغوط دولية».

ولكن عندما بدأت العملية تشهد تباطؤا طلبت الحكومة العراقية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن ضربات جوية في المنطقة فاشترطت الأخيرة تعزيز دور القوات الحكومية ثم أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الخميس أن قوات الحشد الشعبي بدأت بالانسحاب من العملية.

وأثار ذلك غضب بعض القوات التي يعود إليها الفضل في خوض المعارك الأخيرة والتي باتت تتهم واشنطن اليوم بأنها تريد «الاستئثار بالنصر» عبر إرسال طائرات مقاتلة بعد ثلاثة أسابيع من بدء العملية.

وحذر المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الجمعة من الانقسامات في صفوف القوات التي تقاتل تنظيم «داعش». وقال المتحدث باسم السيستاني، الشيخ أحمد الصافي، في خطبة الجمعة في كربلاء «لابد أن نلفت النظر إلى مسألة وحدة الرؤية وتنسيق المواقف بين الجهات العراقية الحريصة على دحر الإرهاب وتوحيد القرارات المهمة والخطيرة وخصوصاً أن الانتصارات القريبة كانت بجهود الجيش والمتطوعين وأبناء العشائر الغيارى ولابد أن يبقى هذا الزخم المعنوي والمادي حاضراً دائما وعلى القيادات الميدانية أن تجتمع وتتشاور فيما بينها وترفع الأمر للقيادة العليا للقوات المسلحة باتخاذ القرار المناسب والسليم».