العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ

عن الحب الزوجي

وسام السبع wesam.alsebea [at] alwasatnews.com

قبل أيام كنت مع أسرتي في أحد المجمعات التجارية، وفيما كنا ننتظر بأحد المطاعم وجبة عشائنا لفت نظري شاب وشابة من الواضح – كما بدا من عمريهما - أنهما حديثا الزوج. وبحكم فضولي الفطري والميل لترصد الظواهر الاجتماعية رحت أتابعهما بدهشة وقد لاحظتُ أن كل واحد منهما متوحّد مع هاتفه ومنخرط بالكامل في عالمه الخاص، ناسيين سحر اللحظة وجماليتها.

مرّت خمس دقائق فعشر وزادت، والعيون لازالت مركّزةً على شاشة الهاتف، والأصابع تتحرك بخفة فيما الصمت الثقيل يفرض طوقًاً من العزلة بينهما. قلت ربما هما في مزاج متعكر، ولكني تساءلت: ولمَ الخروج من المنزل إذاً؟ وإذا كان هذا حال أسرة لازالت حرارة الشغف في شرايين حياتهم الزوجية مستعرة، فما حال من مرّ على حياتهم الزوجية عقد وعقدان وثلاثة؟ وتساءلت بأسى عن مصير «الرومانسية» في حياتنا الزوجية مع وجود أجهزة الاتصالات «الذكية» التي رحنا نستخدمها بـ «غباء» و»حماقة» في حياتنا.

لقد أسهمت هذه التقنية في سحق مظاهر «السنع» و»أدب المجالسة» و»أخلاقيات الحوار»، وراحت تفرض نمطاً مبتذلاً من السلوكيات، التي تنعكس سلباً على الأسرة والمجتمع، فصار من المظاهر الشائعة رؤية أفراد العائلة مجتمعين في مكان واحد يلفهم الصمت مستغرقين في ذواتهم ومحلّقين في عوالم افتراضية على أثير «الواي فاي»، فيموت في داخلنا الشعور بالحميمية وننسى «بشريتنا» مفضلين التعامل كأدواتٍ تقنيةٍ في مصنع حضاري، نتصرف فيه كقطيع من الآليات لا كأمة من البشر.

لماذا أقول هذا والعنوان عن الحب الزوجي؟

لأن هذا الأمر بالذات هو أحد عناصر ووجوه المأساة التي قضت وتقضي وستقضي على كثير من لحظات السعادة والحميمية بين الزوجين. ولأن غياب الاحترام المفترض بين الزوجين هو أحد نواتج غياب «السنع» ليس في حياتنا الزوجية فحسب، بل في تعاملنا مع زملاء العمل وأصدقائنا والمحيطين بنا.

قد تنسينا هذه الأدوات التقنية شديدة الإغراء بعض واجباتنا كأزواج وزوجات، وآباء وأمهات، عن أداء واجباتنا وأدوارنا في الأسرة، والمطلوب وقفة تأمل ومراجعة لسلوكياتنا الخاطئة. لا تكن عبداً لهذه الأدوات التي تشتريها بالمال، بل احرص على انتزاع سعادتك الحقيقية مع وبين أسرتك، فهي السعادة التي لا تقدّر بثمن ولا تُشترى بالمال.

قبل فترة، حضرت جنازة لأحد أقرباء صديق، المتوفى كان طفلاً وكان ضحية لحوادث السير الرعناء، شاهدتُ بعيني وسمعت بأذني حجم اللوعة الهائلة التي خرجت من صدر الأب المكلوم، كان يرتمي على القبر وهو ينشج بحسرة، ويخاطب ولده المسجّى في لحده: «بني ارجع لي وسأشتري لك ما تريد... لا ترحل عني يا حبيبي». هزّني المشهد في العمق وأدركت بيقين أهمية أن يكون أطفالك بقربك، تحتضنهم وتتحدّث معهم وتنظر إلى عيونهم وتلاعبهم وتشتري لهم ما يريدون.

نحتاج إلى مراجعة سلوكياتنا بين فترةٍ وأخرى، والمراجعة إن لم تكن نابعةً من ذات الإنسان وفي الوقت المناسب فستأتي بغتةً في شكل صفعةٍ موجعةٍ أو درسٍ قاسٍ يأتي في الغالب بعد فوات الأوان.

دلل زوجتك، قل لها أنك تحبها، وإياك أن تجعل من «الواتس آب» وسيلة تخاطب وحيدة مع زوجتك، فالقلوب الحمراء التي تبعثها لا تعني شيئاً، وكذلك الشفاه الحمر فهي عديمة المعنى، فهي سرابٌ تقني ناشفة الأحاسيس. أسمعها الكلام الذي تستحقه منك، واشفع ذلك بلغة جسد تعضد المعنى وتزيده وضوحاً.

معظم الأزواج مع الأسف ينسون أنهم أزواج، ويتصرّفون كرجال، رجال يرون الأنوثة في كل نساء العالم إلا في زوجاتهم، وهذه من أكثر الأخطاء شيوعاً عند الرجل الشرقي. أعرف أزواجاً «يخجلون» من مجرد الحديث مع زوجاتهم في التلفون أمام زملائهم، لكنهم يتحدّثون مع عشيقاتهم والتلفون على «السبيكر»!

أعرف أزواجاً لا يطيقون الصبر على غياب زوجاتهم عنهم يوماً أو يومين في رحلة سفر قصيرة أو تحت أي ظرف من الظروف، لكن هذه الزوجة نفسها حين تكون في البيت تظلله بجناحيها وتغمره بدفئها الأمومي، لا تحظى بالتفاتة حانية من الزوج أو لمسة تقدير ووفاء من الأبناء!

المجتمع الناهض والناجح هو المجتمع السعيد، ولا نهضة أو تنمية حقيقية لأي مجتمع تعيش أسره في شقاء وجدب عاطفي يسلب منها أجمل سنوات العمر مع من يفترض أن يكونوا أقرب الناس إلى قلوبنا.

إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"

العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 42 | 1:18 ص

      مقال مؤثر جدا

      في زمن صرنا نتبادل فيه الحب عبر لمسات الهاتف
      و التعازي و التهاني خلال الرسائل النصية
      و الذكريات تضيع بين مجلدات الصور الضخمة
      صرنا لا نعرف ما هي قيمة الأحاسيس الحقيقية
      و يمضي العمر سريعا و نحن في غفلة
      لأجل ماذا نترك المشاعر تذبل هكذا؟
      مقال أكثر من رائع سلمت يداك

    • زائر 39 | 10:06 م

      الحمدلله ع كل حال

      سوالفنا وان تفهت تبقى اجمل! قصص عيالنا وأمور حياتنا ليس لها سوانا، نحن سنعيش في هذه الحياة مرة واحدة فقط لا أكثر!
      ان لم يتشارك الزوجين فيها فمن يشارك! التكنلوجيات ام الشارع!
      أنا مع الفضفضة فيها شفوياً مع ابو العيال وليس عبر هذه الوسيلة المحتلة.
      هذه مشكلة بلا ميك اب ولا همبل تكتبها اصابعنا بلغتنا الأم عل وعسى تصل للمعنيين ليفكروا ان يتغيروا للأفضل

    • زائر 41 زائر 39 | 12:40 ص

      صراااحه واقع

      واقع نعيشه والله يبعد عنه هالشر والفتن التي ظهرت واصبحت البيوت يعمرها الغم والشك والنكد بدل الحب والسعاده وعلى كل زوج وزوجه ان يستخدام هذه التقنيه للحاجه وليست كل الاوقات تقرب البعيد وتفرق القريب

    • زائر 37 | 3:08 م

      كلام منطقي

      كلام وموضوع جداجميل نتمنى الطرفين اخذ بعين الصواب لأن كثره الطلاق والتفكك الأسرى بسبب قله الحب والحنان

    • زائر 33 | 1:58 م

      واجب الوتسئب

      للاسف فان بعض الرجال صارت رسائل الوتس اب واجب شرعي يكملهم لو يطرون يسهرون لقريب الفجر مع االتجاهل الكامل للزوجة والاولاد فقط حياتهم وتس أب وفيديو .. ولا حوار ينفع ولا شي

    • زائر 32 | 1:34 م

      تفقه لكي تصل للقمه

      السلام عليكم
      فعلا اصبحت الاجهزه الحديثه تاخذ كثيرا من وقت الناس .. والدليل الحوادث السيارات و تهنيه بالمناسبات تكون بالواتساب سابقا كانو الناس يتزاورون وبعدها قاموا بالاتصال والان بالواتساب
      اثرت على جميع العلاقات .. انا ضد وسائل التواصل الاجماعي واستخدامه فقط في اوقات الفراغ وليس كل وقت فراغ
      شكرا على المقاله

    • زائر 29 | 12:26 م

      مناكر هالتلفونات

      المشكلة ترى فيهم مجال للخراب من قبل ظهور هالتكنلوجيا ، ويوم ظهرت وجدوا نفسهم فيها
      الحين بعد لو نلفح من اليوم ليوم الدين ما اتوقع فيه فايدة يعتدلون

    • زائر 28 | 10:34 ص

      ..

      كان يرجع آخر الليل تعبان وما له خلق يسولف وياي ولا حتى يسأل عن أحوالنا رأس ماله يبدل يقرأ القرآن ويعطيني ظهره وينام. ولم دخل الواتس آب حياته صار يرجع يبدل و يقعد للواتس آب بالساعات

    • زائر 27 | 10:19 ص

      المعادلة الثابته لاستمرار الحياة .

      معرفة كل فرد بدوره تماما والبدء من جديد لتنفيذها , والابتعاد عن الهواتف ف حضور الزوجين أو العائلة وذالك للتواصل .

    • زائر 26 | 10:11 ص

      اما انتون بعد سالفه

      يمكن غتمان ويسولفون مع بعض في الواتساب

    • زائر 24 | 8:13 ص

      ارى النساء

      ارى النساء الاكثر في في الانشغال بالهاتف
      هناك قضايا شرعية بسبب اجهزة التواصل

    • زائر 23 | 8:04 ص

      بوركت استاذ وسام

      موضوع جميل يستحق القراءة ياليت كل الناس تعي خطورة ذلك فمعظمهم منجرف لهذة الاجهزه ناسين او متناسين انهم بين اسرة وفي وسط مجتمع .. الى اين ستصل بنا هذه التقنيات ان لم ندرك متى نستخدمها ونحدد لها وقتا

    • زائر 22 | 7:56 ص

      رسالة للكاتب

      رسالة لكاتب المقال. الموضوع حساس ومهم وشيق ويلتمس واقعنا في هذه الفترة. وكثير من الاسطر المكتوبة تحتوي على بعض كماليات الحياه الزوجية. ولكن المقال موجهة للرجل بشكل اكبر من المرأه. فهل الرجل يستخذم الهاتف اكثر من المرأه؟ واخرا هل تطبق ما سردتة؟

    • زائر 21 | 7:38 ص

      كل كوم والصمت الزوجي كوم ثان ... يا دافع البلاء

      النصيحة الاوليه المصارحة جذريا للاسباب .... يا عالم أفيقوا من غفلتكم ياناس ياهو .... (لاتحطوا ميك أب صيروا ويك أب ) وسلامتكم .

    • زائر 19 | 6:21 ص

      ماذا اقول لكم

      صارحته! أكثر من مرة ولكنه من عشاق التلفون الذي لايتركه الا نادراً وما أخذي له امام الناس بهدوء وابتسامه الا حتى لا اتصادم معه امام الناس!
      فأنا اكلمه واخذ منه عهود ومواثيق ع ان يتركه اذا خرجنا ان طلب مني الخروج معه ولكن هيهات!
      صرت ارسل له كلمات الحب ع الواتس ! يستسيغها بالواتس ولايستسيغها بالواقع!
      اناقشه واتفاهم معه في بعض الأمور البسيطة هذا الوضع لايعجبني فتركته
      الآن صرت اتلذذ بأطباقي ان كانت بالمطعم واستمتع بفيلمي بالسينما امام الناس فقط ولكن بالقلب حسرات وجمرات

    • زائر 20 زائر 19 | 7:11 ص

      قاطعيه

      اذا ما فاد الحديث المهذب معه.. قاطعيه احتجاجا على تصرفاته

    • زائر 38 زائر 19 | 3:51 م

      يمكن شي ثاني

      السوالف التافهة تلعب دور بعد.

    • زائر 18 | 6:18 ص

      حبذا لو أضفت مقالا تطبيقيا

      أبدعت أ. وسام في هذا المقال الرائع الذي أعجب القراء وأثر فيهم فقد وصلتني وصلة المقال من خلال الواتس اب من مصادر عدة.
      وصدت الحادثة وجسدتها وأبرزتها كمشكلة وأقنعتنا أنها بحاجة لحل،ولكن لو تضيف مقالا آخر ترشدنا كيف نخفف من هذه الظاهرة، وشكرا لك كثيرا

    • زائر 25 زائر 18 | 9:50 ص

      سافعل

      سافعل .. سيكون هناك مقال لاحق يقدم توصيف لبعض المشاكل الاجتماعية والاسرية.. هذا وعد

    • زائر 14 | 4:31 ص

      حامل تلفونه في كل مكان

      ماحال الزوجة التي لا يفارق تلفونه اصابعه في كل مكان وزمان البيت العمل السيارة الحمام وفي كل وقت حتى تجده قريبا منه على سجادة الصلاة ولا تستطيع مناقشة امر معه بسببه فنا بالك بكلمات ملاطفة او غيره.

    • زائر 12 | 3:38 ص

      موضوع رائع

      كم اتضايق حين اخرج من بيتي ناشدة الراحة والفسحة والفضفضة مع ابو العيال لأجده ممسكاً الهاتف وكأنني لاشيء امامه! احاول بهدوء وابتسامة ان اسحب الهاتف منه لينتبه لي ولكن هيهات فأشعر بالغصة تقتلني . لا تأسره ولاتشده الكلمة العذبة ولا الكلمة الحانية ولا المغازلة ولا اللمسة فتويتر هاتفه يوتره ع الدوام لدرجة اني لا اجد لنفسي مكاناً في اي جزء منه. بت اكره الخروج معه لأني اشعر بالجرح والاهانة في كل مكان اذهب معه .

    • زائر 15 زائر 12 | 4:33 ص

      صارحيه

      صارحيه بما يضايقك.. تكلمي معاه بأدب ولكن بشجاعة وحزم.. احيانا الانسان يغفل ويذهل عن نفسه.. وفي المصارحة تذكير

    • زائر 16 زائر 12 | 4:58 ص

      ام حسن

      اقتراح انش تكتبين له رساله طبعا مو الكترونيه وتضعينها فى تلفونه وانتي وشطارتك أو اخفي تلفونه وطلعي معاه وتناقشي معاه بأسلوب مرح وان شاء الله مايكون إلا اللي يسرش

    • زائر 30 زائر 12 | 12:29 م

      نفس حالش اختي

      امقابل التلفون سوى طلعنا لو في البيت
      والمشكله لا كلام ولا هدايا وعطايا

    • زائر 11 | 3:02 ص

      فينا حب وجمر بس الحبايب

      الحبايب تستحي تعبر بحكم العرف الاجتماعي السائد

    • زائر 9 | 2:57 ص

      الهواتف والالكترونيات هدمت البيوت ..

      العمر كله لحظات بغباء الانسان يضيعه بالكماليات ناسيا أن الانسان لم يخلق لهوا ولا صدفة . واذا كانت النواة المكونه للمجتمع تعاني فكيف حال المجتمع . اللهم صل على محمد وآل محمد . نريد صدمة من الله قوية لينهض الجميع بقوة وعزم وكرامة . خاتون

    • زائر 8 | 2:45 ص

      بالحكمه

      ساعه لربك وساعه لقلبك وساعه لخلوتك وساعه لهاتفك وساعه لعائلتك والله ويش رايئكم

    • زائر 7 | 2:44 ص

      شكرا جدتي

      عند زيارتنا لبيت العائلة يوم الجمعة تصر جدتي علينا جميعا بوضع اجهزة الهواتف في سلة وممنوع من يحمل هاتفة ان يجلس مع العائلة .وبروحها الفكاهية وطيبة وحزم ..تعودنا ومحلى ذلك التجمع فعلا احسسنا بالعائلة والتقارب...شكرا لك جدتي ام حسين

    • زائر 17 زائر 7 | 5:45 ص

      فكرة ممتازة

      فكرة ام حسين رائعة .. اتمنى ان تعمم ..

    • زائر 6 | 2:34 ص

      بارك الله فيك

      موضوع رائع يستحق قراءته أكثر من مرة ، وللأسف الشديد الأغلبية أصبحوا يستخدمون هذه الأجهزة الذكية بالطريقة الخاطئة ..!!

    • زائر 13 زائر 6 | 3:44 ص

      صحيح

      صحيح.. وكلنا يقع في هذا الخطأ .. ولكن المطلوب وقفة تأمل بين فترة واخرى للسيطرة على سلوكياتنا الخاطئة

    • زائر 4 | 1:21 ص

      المختار الثقفي

      فعلا هذا أمر محير، سيطر على عقول وقلوب الناس لدرجة العشق لهذه الاجهزة (المدمرة) بحيث استخدمت لغير ما انتجت من اجله.
      قال ربيب النبى وحبيبه ووصيه: (عليه السلام) : من عشق شيئاً أعشى بصره، وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة ويسمع باُذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله وأماتت الدنيا قلبه.

    • زائر 2 | 12:46 ص

      أحسنت

      مقال معبر.

    • زائر 1 | 11:21 م

      كل جميل تبدل

      الزوج صارت خسارة برشلونة أو الريال تكدر عيشه ولكن فتور علاقته بزوجته لا ترف له جفن كذلك الحال مع الزوجة التي تندمج في رومانسية المسلسلات لكنها لا تستشعر حاجات زوجها النفسية !

    • زائر 5 زائر 1 | 1:56 ص

      هي مسئولية مشتركة

      هي مسئولية مشتركة بين الزوجين.. والمبادرة مطلوبة من الطرفين.. لاتنتظر الطرف الثاني يبادر ..افعلها انت وسترى النتيجة في صالح الطرفين

اقرأ ايضاً