العدد 4591 - الخميس 02 أبريل 2015م الموافق 12 جمادى الآخرة 1436هـ

خليفة بن عربي: حبي للشعر جعلني أستمر في دراسة دكتوراه اللغة العربية

بن عربي: رحيل عبدالرحمن رفيع خلف فراغاً لأنه كان بصمة مهمة في مضمار الشعر
بن عربي: رحيل عبدالرحمن رفيع خلف فراغاً لأنه كان بصمة مهمة في مضمار الشعر

في حديث ممتع مع الشاعر البحريني وأستاذ النقد الحديث في جامعة البحرين خليفة بن عربي، أكد أن علاقته باللغة العربية وحبه للشعر هو الذي دفعه للتخصص في مجال اللغة العربية والاستمرار لدراسة الدكتوراه.

وأوضح بن عربي أن النصوص الشعرية هي أجزاء من نفس الشاعر لأنها في النهاية تتحدث عن الشاعر وتترجم ما في نفسه.

وبشأن مساحة الشعر العربي الفصيح في البحرين، فبيّن أن المساحة التي تعطى للشعر النبطي كبيرة جداً على حساب الشعر العربي (الفصيح)، مضيفاً أن دخول القبلية والمغالاة والتعصب والمناطقية في الشعر النبطي أدى لعزوف الشعراء عن المشاركة في المهرجانات الشعرية النبطية. وما يلي نص الحوار:

كيف كانت بدايتك في الشعر؟

- البداية الشعرية: أعتقد أن هذا السؤال من الصعب يجاوب عليه أي شاعر لأن الشعر يبدأ عند الشاعر من حيث لا يشعر، إن كنا نتكلم عن الاهتمام بالشعر أو سريان الشعر في الذات وفي النفس لا أستطيع أن أضع له تاريخاً، لكن إن كنا نتحدث عن المحاولات الشعرية الأولى والكتابات الشعرية الأولى كانت ضعيفة وبسيطة فهي مبكرة منذ المرحلة الإعدادية بالتحديد.

من شجّعك في ممارسة كتابة الشعر؟

- التشجيع بالدرجة الأولى أول شخص تابعني وشجعني وعلمني أوزان البحور هو أستاذ في اللغة العربية درسني في السنة الثانية الثانوي المرحوم عاطف السلطي كان مذيعاً كبيراً في إذاعة البحرين وهو من أفضل المذيعين الذين مرّوا على الإذاعة فهو صاحب الفضل عليّ.

ما هو أول ديوان أصدرته؟

- أصدرت ديوان واحد فقط في سنة 2010 «نمير السوسنات»، وهناك مجموعة ثانية جاهزة وأدفعها قريباً للطباعة عنوانها «مواجع خضر».

ما هي القصائد الأقرب للشاعر خليفة بن عربي؟

- كل النصوص الشعرية هي أجزاء من نفس الشاعر نتف من روحه وقلبه لأنها في النهاية تتحدث عن الشاعر وتترجم ما في نفسه... قد يشعر الشاعر بالحميمية تجاه البعض، وهو النص الذي كتبته في مدح النبي عليه الصلاة والسلام عنوانه «فيض الميلاد» والذي استمددتُ جملة من جملهِ عنوان ديواني «نمير السوسنات».

أي نوع من الكتابات تفضل من حيث شكل النص؟

- أراوح بين الشعر العمودي والشعر الحر(التفعيلة)، بين هذين وربما النصوص العمودية التقليدية في الشكل هي أكثر من النصوص العادية ولكن أميل بين هذا وذاك، لا أركز على شيء معين فالشكل في النهاية يبقى قالباً يصب فيه الشاعر فنه.

هل كتاباتك تعكس واقع حياة الدكتور والشاعر خليفة بن عربي؟

- هي تعكس المشاعر بلا شك كل كاتب كل فنان كل مبدع شاعراً كان أو غير شاعر ما ينتجه تمثيل لنفسه ولتصوراته.

وظيفتك الجامعية خدمتك في تطوير جوانب الإبداع الشعري أم قللت من عزيمته؟

- وظيفتي الجامعية: أنا أستاذ في اللغة العربية ومتخصص في نقد الشعر وتخصصي يلزمني أن أتابع الحركات الشعرية الحديثة والنظريات الشعرية وأيضاً أتابع الإبداعات الشعرية الجديدة أولاً بأول بل على العكس أعتقد أن التخصص أفادني كثيراً جداً.

من هي الأصوات التي عملت معها لإنشاد كلماتك؟ وهل تفضل أصواتاً معينة؟

- عملت مع الكثير من المنشدين: مشاري العراده، عادل كندري، أحمد الهاجري، فرقة أمواج وفنانين عديدين من السعودية وعمان والبحرين مؤخراً مع الأستاذ يوسف الهاجري غنى لي أغنية في الإلهيات.

وهل تفضل أصواتاً معينة؟

- في أداء معين أنا أفضله... أميل إلى الأداء المقاماتي إن صح التعبير لكن أنا لا ألزم الذين ينشدون بطريقة معينة لكن أفضل هذا النوع من الإنشاد المتأصل القائم على الصوت بالدرجة الأولى وليس على المحسنات الصوتية لأنه بعض الأصوات تعتمد على المونتاج والإخراج وغيرها.

هل علاقتك فبالشعر جعلتك تصبح أستاذاً في اللغة العربية أم علاقتك مع اللغة العربية هي التي جعلت خليفة بن عربي شاعراً مبدعاً؟

- ردَّ مبتسماً: سؤال جميل هذا... حقيقةً علاقتي باللغة العربية من البداية... حبي للشعر هو الذي جعلني أتخصص في اللغة العربية ثم أستمر لدراسة الدكتوراه فيها.

كيف ترى ساحة الشعر العربي الفصيح في البحرين؟

- هناك مجموعة من الشعراء جيدون ولا يزالون يظهرون في الساحة وإن كان هناك بعض الإشكالات التي تحيط بهم، وهي إشكاليتان أهمهما مزاحمة الشعر النبطي للشعر الفصيح وهذه إشكالية في كل الدول العربية وخاصة دول الخليج حيث المساحة التي تعطى للشعر النبطي، وهو شعر جيد وجميل بلا شك وهو نتاج من الشعر الفصيح، لكن المساحة التي تعطى له أكثر بكثير من الشعر الفصيح، والإشكالية الثانية قلة الاهتمام أو لا أقول قلة بل هو عدم الاهتمام بالشعراء البحرينيين أساساً.

رحيل الشاعر عبدالرحمن رفيع كشاعر فحل وذي عطاء كبير... كيف وقع عليك هذا الحدث؟

- طبعاً أي شاعر يرحل يترك أثراً في نفوس الشعراء، أما قامة مثل قامة أَبي فهد رحمة الله عليه بلا شك رحيل عبدالرحمن رفيع يخلف فراغاً لأنه هو بصمة مهمة في مضمار الشعر البحريني والشعر العربي بشكل عام وهو كان مستمر العطاء ولكن أيضاً نحمد الله أن الرجل آثاره موجودة ودواوينه مطبوعة وأمسياته وأصبوحاته مسجلة ومتوافرة هذا قد يخلق نوعاً من العزاء لكن رحيل الشاعر أمرٌ مؤلم.

مَن مِن الشعراء البحرينيين ترى أنه يمكن أن يكون شاعراً على مستوى الوطن العربي؟

- نحن لدينا شعراء كثار وكبار أيضاً. في شعراء أسماء لامعة في الوطن العربي حضورها واضح ليس على مستوى الوطن العربي حتى على مستوى العالم تًرجمت نصوصهم مثل علي عبدالله خليفة، قاسم حداد وإبراهيم بوهندي هناك مجموعة كبيرة من كبار الشعراء حققوا وجودهم ولهم بصمة في الوطن العربي.

ألا تعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي قد ساهمت في شهرة بعض الشعراء؟

- بلا شك، وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور في إبراز مجموعة من الشعراء، وأنا حقيقة لا أنكر تواصلي في هذه الوسائل كون لي علاقات مع شعراء لم ألتقِهم شخصياً وأيضاً كون لي حضور عند أناس آخرين والآن هذا هو السائد حتى على مستوى المناسبات الشعرية والمهرجانات وغيرها عندما يريدون أن يختاروا شاعراً معيناً ينظرون في مدى حضوره في العالم الافتراضي.

كيف تنظر إلى فضائيات الشعر النبطي ومهرجاناته ومسابقاته؟

- المساحة التي تعطى له كبيرة جداً على حساب الشعر العربي (الفصيح) الذي هو الأصل والشعر النبطي هو نتاج منه، ولذلك نجد أن المهرجانات الضخمة والكبيرة والمبالغ فيها كلها تجيّر لهذا النوع من الشعر وهذا شيء نحن ننتقده انتقاداً طبيعياً لأن الأصل يجب أن يهتم به لكن حتى هذه المهرجانات حدث فيها نوع من المغالاة لأن الشعر النبطي دخل فيه نوع من القبلية والتعصب والمناطقية، فيه إشكالات كثيرة جعلت كثيراً من الشعراء أعرفهم يجمون (يعزفون) عن المشاركة في هذه المهرجانات الشعرية النبطية.

حدثنا عن مشاركاتك في المهرجانات؟

- شاركت في العديد من المهرجانات والمناسبات الشعرية تقريباً كلها خارج البحرين وأكبر مهرجان شاركت فيه هو «ملتقى النيلين» الذي أقيم في السودان وهو المهرجان الشعري الأول كان في سنة 2011 الذي استقطب كبار الشعراء في الوطن العربي: منصف المزغني، عبدالرزاق عبدالواحد وأيضاً من كبار الشعراء الشباب المعروفين، وشاركت أيضاً في مهرجان ربيع الشعر في الكويت الذي يقيمه مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري والمؤسسة نفسها ترجمت لي في طبعتها من معجم شعراء العرب وشاركت في الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة في مكتبة الإسكندرية بمصر وألقينا مجموعة من النصوص، وفي السعودية مهرجان جواثة الثقافي والعديد من المهرجانات والبرامج أغلبها خارج البحرين.

هل هنالك شيء يتمناه الشاعر خليفة بن عربي أن يحققه في المستقبل؟

- كشاعر، أتمنى أن أقدم من النصوص الشعرية ما يرقى إلى مستوى أن يكون شعراً بمعنى شعر ويحقق درجات عليا من الإبداع والإتقان الفني ويُرضي أيضاً الجمهور المتلقي.

وبوصفي أستاذاً في اللغة العربية وفي النقد أتمنى أن أعمل أكثر وأنتجَ أجيالاً لها قرب وحميمية وحب بهذه اللغة العربية الجميلة وأن أوصل هذه الرسالة لطلبتي في كل مكان.

العدد 4591 - الخميس 02 أبريل 2015م الموافق 12 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:48 م

      دكتور !

      من أين له يجمون ؟؟؟ " الشعراء أعرفهم يجمون (يعزفون) عن المشاركة... " لم أجدها في كلام العرب !!! أفدنا من علمك !!!

    • زائر 1 | 2:08 ص

      دكتور خلوق

      ان شاء الله موفق

اقرأ ايضاً