العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ

أوباما يُطلع قادة الخليج على «الاتفاق النووي»... والعاهل: نأمل الوصول لاتفاق نهائي مُلزم يعزز الأمن والاستقرار

عاهل البلاد- الرئيس الأميركي
عاهل البلاد- الرئيس الأميركي

اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الجمعة (3 أبريل/ نيسان 2015) بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، فقد تلقى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اتصالاً من أوباما، أطلع فيه جلالة الملك على ما تم التوصل إليه مع إيران بشأن ملفها النووي.

وأعرب جلالة الملك عن شكره للرئيس أوباما على إطلاعه على تطورات الموقف بهذا الشأن والجهود الكبيرة التي بذلها، معرباً جلالته عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

كما وجّه أوباما الدعوة إلى جلالة الملك لحضور اجتماع القمة الذي سيُعقد بين الرئيس الأميركي وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لبحث الموضوعات والتطورات في المنطقة، وقبل جلالته هذه الدعوة شاكراً، فيما أبدى الرئيس الأميركي أوباما حرص الولايات المتحدة الأميركية على السلام والاستقرار في المنطقة.

وأجرى أوباما اتصالات مماثلة بأمير دولة الكويت وأمير دولة قطر، وولي عهد أبوظبي.

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى أمس اتصالاً مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وذكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان أنه جرى خلال الاتصال بحث اتفاق الإطار السياسي الذي توصلت إليه دول مجموعة (5+1) مع طهران بشأن الملف النووي الإيراني.

وأضافت الأمانة العامة أن كيري قدّم لوزراء خارجية دول مجلس التعاون إيجازاً عن ما تم التوصل إليه مؤكداً التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار دول مجلس التعاون.

ونقلت عنه تعبيره عن رغبة الإدارة الأميركية في تعزيز التشاور والتنسيق والتعاون مع دول مجلس التعاون للحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم.


نتنياهو يطلب من أميركا تضمين الاتفاق النهائي اعترافاً صريحاً من إيران بـ «حق إسرائيل في الوجود»

الرئيس الإيراني: الاتفاق النووي بداية علاقة جديدة مع العالم

عواصم - رويترز

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الجمعة (3 أبريل/ نيسان 2015) إن المفاوضات التي أدت إلى التوصل إلى إطار اتفاق نووي هي «خطوة أولى» نحو علاقات أفضل بين إيران والعالم بعد أن استقبل الإيرانيون الإعلان بالاحتفالات في الشوارع.

كما أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما أيضاً بالاتفاق ووصفه بأنه «تفاهم تاريخي» على رغم أن دبلوماسيين حذروا من أن مفاوضات صعبة تنتظر الأطراف قبل إبرام اتفاق نهائي.

والاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه أمس الأول (الخميس) بعد محادثات دامت ثمانية أيام في سويسرا يمهد الطريق أمام مفاوضات على تسوية تهدف إلى تهدئة مخاوف الغرب من احتمال سعي إيران لصنع قنبلة ذرية في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

ويمثل الاتفاق أهم خطوة باتجاه حدوث تقارب إيراني أميركي منذ الثورة الإيرانية العام 1979 وقد ينهي عقوداً من العزلة الدولية لإيران.

لكن الاتفاق أثار غضب إسرائيل أقوى حلفاء واشنطن في المنطقة، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيمهد الطريق أمام الانتشار النووي والحرب وحتى دمار بلاده.

وفي خطاب نقله التلفزيون على الهواء مباشرة أمس (الجمعة)، قال روحاني إن المحادثات النووية هي مجرد البداية نحو سياسة انفتاحية أوسع نطاقاً.

وأضاف أن «هذه خطوة أولى نحو التفاعل البناء مع العالم».

وتابع أن «هذا اليوم سيخلد في الذاكرة التاريخية للأمة الإيرانية... يرى البعض أنه ينبغي علينا إما محاربة العالم أو الاستسلام للقوى العالمية. نحن نقول إن هناك طريقاً ثالثاً. يمكننا أن نتعاون مع العالم».

لكن الأمر لايزال يتطلب عمل الخبراء على تفاصيل صعبة على مدى ثلاثة أشهر. وقال دبلوماسيون إن الاتفاق قد ينهار في أي لحظة قبل انقضاء مهلة في نهاية يونيو/ حزيران.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «لسنا في نهاية الطريق تماماً ويجب أن تكون نهاية الطريق في يونيو. لن يوقع أي شيء إلى أن يتم التوقيع على كل شيء لكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح».

وقال نتنياهو الذي يحظى بدعم كبير وسط الجمهوريين الذين يسيطرون على الكونغرس الأميركي إن القوى التي تتفاوض مع إيران يجب أن تضيف مطلباً جديداً وهو أن تعترف طهران بحق إسرائيل في الوجود.

وبموجب الاتفاق ستخفض إيران مخزوناتها من اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة وتفكك معظم أجهزة الطرد المركزي التي يمكن أن تستخدمها في تخصيب المزيد. وستمنع عمليات تفتيش دولية حثيثة إيران من انتهاك بنود الاتفاق سراً. وقالت واشنطن إن التسوية ستمدد الفترة اللازمة حتى تصنع إيران قنبلة إلى عام كامل بدلاً من شهرين أو ثلاثة في الوقت الحالي.

وبالنسبة لإيران فإن الاتفاق سيؤدي في النهاية إلى رفع العقوبات التي أدت إلى خفض صادرات النفط التي تدعم اقتصادها بأكثر من النصف على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وسيتعين على كل من أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني الترويج للاتفاق بين المتشككين إزاءه في الداخل.

وطالب الجمهوريون في الولايات المتحدة أن يمنح الكونغرس الذي يسيطرون عليه الحق في مراجعة الاتفاق.

وانطلقت الاحتفالات في طهران بعد التوصل للاتفاق. وأطلقت أبواق السيارات في شوارع العاصمة الإيرانية بينما صفق ركابها فرحا.

وأشار رجال دين محافظون أمس (الجمعة) إلى تأييدهم للاتفاق ومنهم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي تتجاوز سلطاته سلطة الرئيس المنتخب.

وفي خطبة الجمعة أمس بجامعة طهران، قال الخطيب محمد إمامي كاشاني وهو رجل دين محافظ يبلغ من العمر 78 عاما إن خامنئي يدعم فريق التفاوض. ووصف الخطيب فريق التفاوض بأنه «حازم وحكيم وهادئ». وهنأ روحاني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

لكنه ألقى الخطبة من منصة كتبت عليها عبارة للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله روح الله الخميني تقول: «سنضع أميركا تحت أقدامنا».

ووصف أوباما الاتفاق بأنه «تفاهم تاريخي مع إيران» وشبهه باتفاقات الحد من التسلح النووي التي عقدها رؤساء أميركيون سابقون مع الاتحاد السوفياتي وجعلت «عالمنا أكثر أمانا» أثناء الحرب الباردة. لكنه حذر أيضاً من أن «النجاح ليس مضموناً».

وبانضمام روسيا والصين إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في توقيع الاتفاق وترحيب دول عربية به بحذر فإن الدولة الوحيدة التي أعلنت معارضتها له هي إسرائيل.

وأبدى نتنياهو غضبه من ترتيب يرى أنه قد يؤدي إلى انتشار نووي وحرب. وأضاف نتنياهو في بيان «تطالب إسرائيل بأن يتضمن أي اتفاق نهائي مع إيران التزاماً إيرانياً واضحاً لا لبس فيه بحق إسرائيل في الوجود».

وكان نتنياهو قد تحدث هاتفياً مع أوباما في وقت سابق وقال إنه «يعارض بشدة» الاتفاق. وفي بيان صدر بعد المكالمة قال نتنياهو إن توقيع اتفاق نهائي يستند إلى اتفاق الإطار المعلن في لوزان «سيهدد بقاء إسرائيل».

وأضاف أن «الاتفاق سيضفي شرعية على برنامج إيران النووي ويعزز اقتصاد إيران ويزيد من عدوان إيران وإرهابها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. سيزيد مخاطر الانتشار النووي في المنطقة ومخاطر اندلاع حرب مروعة».

وكانت السعودية أكثر حذراً وأعلنت تأييدها للاتفاق لكن مشاعر الارتياب لديها لاتزال عميقة. وأطلقت الرياض حملة قصف قبل نحو أسبوع ضد حلفاء لإيران في اليمن.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن من السابق لأوانه الاحتفال بالاتفاق. لكنه قال أيضاً إن إسرائيل يجب أن تدرس الاتفاق بعناية أكبر قبل أن تعارضه.

وأوضح فابيوس أن الاقتصاد الإيراني سيجني 150 مليار دولار من تخفيف العقوبات.

وأضاف «سترون أن هناك ردود فعل إيجابية كثيرة في شوارع إيران وأعتقد أنها حقيقية وليست مختلقة. فالإيرانيون... الناس والشبان ينتظرون شيئاً وتجب الإشارة إلى هذا».

وقال العاهل السعودي الملك سلمان لأوباما في مكالمة هاتفية أمس الأول (الخميس) إنه يأمل في التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع النووي تؤدي إلى «تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».

لكن السعودية ودولاً أخرى تخشى من التداعيات الأوسع لاتفاق يصب في مصلحة إيران التي يعتبرونها منافساً يحاول توسيع نفوذه.

وقال مصدر خليجي مقرب من السياسة السعودية الرسمية إن الاتفاق يتضمن فيما يبدو ضمانات مهمة. وأضاف أن «الأمر يتعلق بالتحقق. إذا لم يلتزموا سيعاد فرض العقوبات. هذه نتيجة مطمئنة».

العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً