يرعى عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة المباراة النهائية لكأس الملك لكرة القدم للموسم الحالي والتي ستجمع فريقي البسيتين والحد في الرابعة والنصف من عصر اليوم (الأحد) على استاد البحرين الوطني.

وسيسجل تاريخ «أغلى الكؤوس» اليوم أسماً جديداً في سجل الشرف لأبطال الكأس لأن الفريقين لم يسبق لهما الفوز بالكأس، إذ سبق إلى البسيتين التأهل أربع مرات إلى المباريات النهائية لكنه خسرها وآخرها الموسم الماضي على يد الرفاع الشرقي، فيما تعتبر هذه المرة الأولى التي يخوض فيه الحد نهائي الكأس ويحلم بعدم تفويت الفرصة الذهبية التاريخية لتسجيل أول لقب كروي في تاريخ النادي.

ولم تكن المؤشرات في بداية المسابقة توحي بولادة بطل جديد للكأس في ظل حال التألق التي كان عليها القطبين المحرق والرفاع واللذين كانت الترشيحات تصب لصالحهما في مباراتي نصف النهائي عندما ألتقيا أمام البسيتين والحد اللذين قلبا التوقعات وخطفا بطاقتي النهائي.

ويدخل الفريق الحداوي النهائي بطموح تحقيق حلم الفوز وترجمة طموحاته بعد التطور البارز للفريق في السنوات الأخيرة والتي تحول فيها من فريق مكافح مغمور لسنوات في دوري الظل إلى فريق منافس على البطولات المحلية بفضل الاهتمام والدعم والعمل الجاد الذي قامت به إدارة النادي بقيادة أحمد المسلم في تهيئة أفضل الظروف أمام الفريق وتدعيم صفوفه بلاعبين محليين ومحترفين جيدين.

ويحارب الفريق الحداوي حالياً على ثلاث جبهات فبالإضافة إلى نهائي الكأس اليوم، فإنه يمتلك حظوظاً في المنافسة على بطولة الدوري بجانب أربعة فرق إذ يحتل المركز الخامس لكن بفارق خمس نقاط فقط عن المتصدر وكذلك ينافس في مجموعته في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي والتي يسعى لتخطي الدور الأول بعد تعادله في مبارياته الثلاث التي خاضها حتى الآن مع الشرطة العراقي ووادي النيص الفلسطيني والجزيرة الأردني.

ويتمتع الحد بمقومات فنية جيدة من خلال مجموعة اللاعبين البارزين من المحليين والأجانب والذين يعتمد عليهم المدرب الوطني الكابتن سلمان شريدة في الفترة الأخيرة خلال مباريات الفريق المحلية والآسيوية أمثال الحارس عباس أحمد الدفاع سيد محمد عدنان وإبراهيم العبيدلي وحمد فيصل الشيخ وعلي سعيد الشهابي، فيما يعتمد خط وسطه على قائده عيسى مصبح والأردني محمد الداوود والنيجيري دايو الذي ظهر بصورة مميزة في مباراة نصف النهائي والبرازيلي ريكو بجانب النجم الدولي عبدالوهاب المالود والمهاجمين النيجيري أوروك وأحمد الختال، بجانب استخدام لاعب الوسط جاسم عياش ورقة للزج بها خلال المباراة.

في المقابل يدخل البسيتين بطموح إحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه وعدم إهدار الفرصة في النهائي الخامس الذي يخوضه وهو لديه خبرة النهائيات على رغم تراجع الفريق في الموسم الحالي بعد التغييرات الكثيرة التي طرأت على صفوفه وذلك ما وضح على نتائجه في الدوري إذ يعاني ضمن فرق دائرة المراكز المتأخرة بمركزه السابع، لكنه أثبت أن مباريات الكؤوس تختلف عن الدوري لذا تمكن من التأهل إلى النهائي خصوصاً بإقصائه فريق الشرقي حامل اللقب في دور الـ 16 ومن ثم تخطيه عقبة المحرق المرشح في نصف النهائي.

وسيحاول المدرب الوطني القدير لفريق «السفينة الزرقاء» البسيتين خليفة الزياني على استثمار خبراته الطويلة في مباريات كأس الملك والتي يعتبر أكثر المدربين فوزاً بها وتسخيرها فنياً ونفسياً لصالح فريقه في النهائي معتمداً على تشكيلته يبرز منها مهاجمه الدولي سامي الحسيني الذي ينتظر منه الفريق الكثير اليوم والمتألق في الوسط هشام منصور وحيوية ثنائي المنتخب الأولمبي عبدالله العجمي ومجتبى غلوم ومحمد عجاج بجانب محترفيه المدافعين التونسي عبدالكريم القوسي والبرازيلي جوليانو، ولاعب الوسط السوري ياسر عسكرة والمهاجم البرازيلي أيلي.

وعموماً فإن كلا الفريقين يتمتعان بمقومات الفوز مع أفضلية لصالح الحد من حيث نوعية اللاعبين وخبراتهما وقدراتهما الفنية في خطوطه الثلاثة، لكن ذلك سيعتمد على مدى القدرة على ترجمة تلك القدرات على أرض الملعب اليوم، في حين البسيتين يعتمد غالباً على الجماعية والتنظيم والتعامل الواقعي من قبل مدربه القدير الزياني في إمكانات وقدرات لاعبيه مثلما حصل في مباراة المحرق، كما أن القدرات الهجومية والتهديفية التي أظهرها الفريقين في مبارياتهما في الأدوار الماضية ستكون في اختبار اليوم مدى القدرة على إظهارها في النهائي وعدم التأثر برهبة وأجواء المباراة والحذر الذي قد يصاحبها.