العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ

«الأجير»... فيلم بحريني يحذر من مآلات دفن «جمر العمالة المنزلية» تحت رماد العبودية

يهدف الفيلم منذ ثوانيه الأولى إلى اللعب على المتناقضات بين دلال المخدومة وبؤس عاملة المنزل
يهدف الفيلم منذ ثوانيه الأولى إلى اللعب على المتناقضات بين دلال المخدومة وبؤس عاملة المنزل

في فيلمه القصير «الأجير»، يختصر المخرج علي السندي مآلات سوء معاملة «العمالة المنزلية» في ثلاث دقائق تمس الهدف وتحقق المعنى.

السندي عالج ظاهرة استغلال حاجات العمالة المنزلية للقدوم للبلدان الخليجية بحثاً عن وضعٍ معيشي أفضل تنقذ به نفسها وعائلتها من دوائر الفقر المرة.

تقدِم طائرة بخيالها نحو الجنة المزعومة، لكنها تستفيق من نشوتها تحت سطوة لهيب جهنم الحقيقة، وحينها تبدأ شياطين الانتقام البحث عن أي هدف ممكن. تلك القصص المتشابهة التي صادفت كثيراً عاملات المنازل، فتح عليها المخرج السندي الضوء في حبكة واقعية تكررت في مجتمعاتنا كثيراً، مجدداً نداءات التحذير من النتائج الوخيمة لدفن جمر العمالة المنزلية تحت رماد العبودية.

تدور الكاميرا أول الفيلم على مشهد عاملة منزل تدلك قدم مخدومتها التي تستند على وسادة وثيرة منشغلة في الهاتف المحمول. وهدف الفيلم منذ ثوانيه الأولى إلى اللعب على المتناقضات بين دلال المخدومة وبؤس عاملة المنزل، لتوجيه المشاهد إلى النفور من مثل هذه التصرفات التي تتجاوز الحد المقبول في استخدام عاملات المنازل.

ويزيد الفيلم من تكريس هذه الحالة، عندما تبدأ سيدة المنزل بالصراخ على عاملة المنزل ولومها لترك التكييف مفتوحاً في الغرفة، بينما لاتزال قدمها في يد عاملة المنزل.

تعتذر عاملة المنزل عن ذلك، ثم تسأل مخدومتها عن حرمانها من الراتب مدة خمسة أشهر. تسأل عاملة المنزل بصوتٍ خافت، قبل أن تسرع المخدومة في صرفها عن ذلك بطلبها طرح السؤال على زوجها كونه الشخص المعني بدفع مستحقاتها.

وهذه إشارة ثانية أوصلها الفيلم إلى المشاهدين، وهي أنه فضلاً عن المبالغة في استغلال عاملة المنزل، لا تجد بعض البيوت ضيراً في حرمانها من الراتب التي جاءت من أجله، وكأنها ليست من عالم الآدميين.

في المشهد الثاني، يُعرِّف لنا الفيلم صفات رب المنزل. فعندما سألته عاملة المنزل عن رواتبها المتأخرة، أجابها مغضباً بأنها دائمة طلب المال، وأنها كل يوم تطلب راتباً، في حين أنه لم يسدد لها مستحقاتها منذ 5 أشهرٍ مضت. إذاً فالجشع واللاآدمية هي طبائع رب المنزل، الأمر الذي يعني أن عاملة المنزل هذه وقعت بين كماشتي سيدة متجبرة وسيد جشع.

هنا تبدأ شياطين الانتقام تحوم في رأس عاملة المنزل، تتحين فرص رد الدَّين، وهي ردة الفعل التي عالجها الفيلم في المشهد الثالث، حيث استغلت عاملة المنزل غياب مخدوميها لتفريغ انتقامها على طفلهم الذي كان يخلد إلى النوم.

ينتهي الفيلم على مشاهد تعلق السيدة المتجبرة بيد عاملة المنزل، تطلب منها الاعتذار في ردهات المستشفى عن الذي كان منها، إذ إن والد الطفل عندما أراد تقريع عاملة المنزل أوقفه الطبيب وأشار له بأن قلبك الذي هوى على ابنك المريض، أين كان غائباً عندما كانت عاملة المنزل ترجوك تسديد رواتبها لتعالج أمها المريضة؟.

العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:21 ص

      بنت عليوي

      ذبحتونا بهالخدم وأغلبهم مجرمات وعيايره، ياريت بس تركزون بعد على المواطنين المخدوعين واللي تعرضوا لأجرام هالعاملات واللي تهرب عشان تشتغل بالدعارة واللي تبوق واللي تبي تسمم اهل البيت واللي تتبلى على اهل البيت عشان ترجع ديرتها واللي تسوي سحر للبيت، أصلاً اني ضد استقدام الخدم لأن مصايبهم مصايب، اتمنى يكون في تركيز على حقوق الكفيل والضفط على الحكومه لسن قوانين تحمي الكفيل وتضمن حقوقه كامله

    • زائر 4 زائر 3 | 12:11 م

      انسان

      اختي كلامج صح بس بعد مو كل الشغالات مو زينييين .....الشغالات ليهم سلبيات وايجابيات وشكر

    • زائر 2 | 3:17 ص

      نحتاج إلى توعية الناس

      من الضروري نقل هذه الصورة بتفاصيلها. ..حقوق الإنسان تبدأ من داخل المنزل اولا

    • زائر 1 | 1:29 ص

      انسان

      فلم جداً جميل ومعبر أتمنى من الناس تتعلم وتكون عندها انسانية تجاه العمال والخدم

اقرأ ايضاً