سطر فريق الحد إنجازاً تاريخياً بفوزه بكأس الملك لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه الذي حققه على جاره البسيتين في النهائي بهدفين نظيفين، ليتوج الفريق رحلة طويلة من العمل الجاد والصبر والبذل والعطاء لـ «السفينة الحداوية» بقيادة ربانها أحمد المسلم الذي راهن على ناديه وحولّه من نادٍ مغمور إلى رقم صعب على الساحة التنافسية في بطولات الكرة البحرينية في السنوات الأخيرة.

ويمكن وصف فريق الحد «قصة نجاح جديدة» في الساحة الكروية المحلية من خلال قدرة فريق وقع لسنوات طويلة في غياهب دوري الظل منذ نهاية السبعينيات بعد رحيل جيل العلان، وظل قابعاً في سبات عميق قبل أن يعود في هدوء وصبر وعمل وكفاح على طريقة أهل الحد «أهل بحر» - نظراً لموقع مدينتهم على ساحل المحرق - ومع قيادة جديدة آمنت بقدرتها على تغيير وضع ناديها وتحويله إلى نادٍ منافس في المسابقات الكروية المحلية، على رغم أن ذلك الطموح اصطدم بعقبات وتحديات كثيرة وجدت في الطريق إلى النجاح.

ومع بدء تكوّن شخصية الفريق الحداوي القوية والبطولية في المواسم الثلاثة الأخيرة كان لابد من التدعيم وإيجاد الحلول الفنية والنفسية التي كانت تصطدم بها الطموحات الحداوية في الأمتار الأخيرة عندما كان الفريق ينافس ويتعثر في المراحل الحاسمة، فتم التعاقد مع مجموعة من العناصر القادرة في مختلف المراكز وأبرزها الدولي السابق سيدمحمد عدنان وإبراهيم العبيدلي وحمد فيصل الشيخ وحمد راكع وعلي سعيد الشهابي وجاسم عياش وأحمد الختال، والمحترفين الأردني الداود والنيجيري أوروك والبرازيلي ريكو بجانب أبناء الحد بقيادة عيسى مصبح وبوقيس وعبدالله الصقر، وفوق ذلك جاءت خطوة التعاقد مع المدرب الوطني سلمان شريدة للاستفادة من خبراته وقدراته في المواقف التنافسية التي خاضها مسبقاً مع عدة أندية وكانت خطوة موفقة وفي توقيت مناسب في منتصف الموسم.

ولعل هذا اللقب التاريخي يضع الفريق الحداوي أمام اختبار لمواجهة تحديات المستقبل في عدم الركون تحت «نشوة الكأس» ومواصلة العمل بقوة دفع أكبر في المرحلة المقبلة للمحافظة على موقع الفريق ضمن دائرة المنافسة على البطولات المحلية وخصوصاً أن الفريق ينافس حالياً على بطولة الدوري قبل الجولات الست الأخيرة، بجانب كأس الاتحاد الآسيوي التي يطمح فيها للذهاب بعيداً بعدما وصل إلى ربع النهائي الموسم الماضي.