العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ

فكاهيون إنستغرآميون... طاقات شبابية جديدة تجتاح وسائل الاتصال بطريقة ممتعة ومسلية

أحمد شريف - محمد شاكر
أحمد شريف - محمد شاكر

في الآونة الأخيرة اجتاحت طاقات إيجابية عالم «الإنستغرام» لشباب لم تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين ربيعاً يعملون جاهدين بالعطاء من غير مقابل من خلال تكوين «الصورة المتحركة» المرفقة بالصوت بطريقة مضحكة وفكاهية متأثّرة بتقنيّات المونتاج التي أوصلت إلى خدع غير قابلة للتمييز بينها وبين الواقع المرئيّ في أعمال الفيديو الفنيّة لتقديم أعمال تبتعد عن التسجيل لتقترب من عوالم الإبداع الفني.

(العطاء يجلب السعادة) عمل تطوعي جديد فريد من نوعه يمارسه الشباب في الوقت الحالي بالبحرين وجميع دول العالم، العطاء لا يرضي الضمير فحسب بل يجعل الإنسان في قمة سعادته والشعور الكافي للافتخار بنفسه والرضا عنها، فيجعل الشخص محبوباً ممن حوله كما أنه دليل قاطع على حب هذا الشخص لفعل الخير ورغبته في رسم الابتسامة ونشر السعادة على الآخرين.

ما يميزهم: الكوميديا التي يقومون بنشرها رآقية في نوعها، إذ إنها تعتمد على الموقف نفسه ولكن ليس بها تشويه أو تعليق على الناس إنما مواقف مقتبسة من الحياة اليومية.

رسالة قصيرة مدتها (15 ثانية): قد تحوي كلمة إيجابية، موقف طريف، من زمن الطيبين، المواقف المعتادة الحصول في المنزل بين الأهل والأبناء مواقف الأصدقاء جميعها تؤدى بطريقة ديناميكة قادرة على تغيير مزاج المتابعين الإنستغراميين ورسم الضحكة على وجوههم.

هدفهم واحد، فهم يسعون جميعهم إلى رسم الفرحة على وجوه الآخرين والوصول للقمة بجد ومثابرة.

أحمد شريف (طالب بكالوريوس إدارة أعمال) عدد متابعينه 288 ألف متابع، يقول: إن «رسالتي أن أسعد نفسي والآخرين أحب رؤية الناس تضحك وتبتسم من خلال فيديوهات عفوية وكوميدية». مضيفاً «الحمدلله من قبل ومن بعد التوفيق من الله على هذا النجاح ومن ثم تفاعل الناس معي، وأنا على استمرارية في مشروعي، وأحاول أن أسعدهم وأفيدهم».

محمد شاكر ( طالب بجامعة البحرين) عدد متابعيه 40 ألف متابع، يقول: «قبل أي رسالة أو أي هدف أنا أمارس هذا الشيء لأني أحب التمثيل منذ صغري لأنه يجعلني أدخل لعوالم مختلفة».

ويضيف «رسالتي صنع تأثير إيجابي في نفس الشخص عند رؤيته لأي عمل من أعمالي أو أعطيه جرعة أمل لأن من الممكن أن أقوم بعمل فيديو «كوميدي» أو «ساخر» و لكن بداخله هدف سامٍ وأمل على الباحث أن يكتشفه». ويتابع «غايتي في هذه الحياة ان أتوسع في نشاطي إلى مستوى أكبر من خليجي وعربي، و أنا مازلت أرى نفسي في البداية وبقي الكثير علي أن أحققه. الأشخاص الذين يتابعوني ويتركون بصمة إيجابية في حياتي لهم من قلبي كل الشكر وكذلك الأشخاص الذين ينتقدوني «لأنهم يصححون أخطائي».

أحد الإنستغراميين الفكاهين امتنع عن ذكر اسمه وأحب أن يوجه رسالته ولكن من دون ذكر اسمه إذ يقول لا أحب التفاخر بما أصنع فأنا يكفيني الفخر بنفسي وبما أحققه من أجل من أضحكهم ومتابعيّ ككل.

رسالته: «ما أقدمه في سبيل العطاء من أجل أن أفرح متابعيّ وأدخل البهجة على قلوبهم، فأنا عندما أساهم في ضحكة أحد متابعيّ أكون وصلت لقمة تحقيق الهدف النجاح، كل ما يهمني هو أن أترك في حياتي انطباعاً يبقى مخلداً عني للأبد». وأضاف «غالباً ما أحب أن أكون إيجابياً وأحقق أهدافي واحداً تلو الآخر»، وجميع معجبيّ ومنتقديّ هم محل تقدير واحترام ويعطوني الحافز الأقوى من أجل التواصل والاستمرارية».

ناهد عباس (طالبة إعلام)، تقول: إن «الأشخاص الفكاهيين منتشرين بشكل كبير في هذه الأيام ومتابعيهم يزدادون يوماً عن الآخر، الناس يحتاجون شيئاً يضحكهم ويغير جوهم، واعتمد «الفكاهيون» على مواقف حقيقية يتعرضون لها بالحياة اليومية فأنجذب لهم المتابعون بشكل ملحوظ جداً لأنهم يقدمون شيئاً واقعياً وفكاهياً في نفس الوقت».

فاطمة أحمد (طالبة أدب إنجليزي)، تقول «أشاهدهم لأني استمتع بمتابعتهم، والرسالة التي أوجهها لهم هي الاستمرارية لأن لديهم قدرات وطاقات إيجابية بإمكانها تغيير جو المتابع، وبإمكانهم إيصال رسالة للمجتمع بطريقة فكاهية».

كوثر سليم (طالبة إعلام)، تقول: «بالنسبة لي هؤلاء الاشخاص يلطفون الأجواء الجادة و يعطونا فسحة ننفس فيها عن خواطرنا، ولكن ليس الجميع منهم فالبعض لا يملك روح النكتة و الابتكار بل يقلدون أفكار غيرهم».

وأضافت «أحب متابعة أشخاص معينيين لهم جمهور كبير، ورسالتي لهم الابتكار ثم الابتكار وعدم تقليد الغير وإذا لوحظت الردود السلبية في الغالب فليراجعوا أنفسهم».

غفران علي (طالبة إعلام): «أعتبر أن القدرة على إضحاك الآخرين موهبة يتمتع بها هؤلاء «الإنستغراميون»، ولكن للأسف في وقتنا الحالي باتت موضة تجتاح الكثير من الشباب الذين يفقدون هذه الموهبة، ولهذا وجدنا أنفسنا أمام الكثير من الفيديوهات التي نشاهدها ولا نستطيع حتى أن نفرد شفاهنا من فرط سخافتها».

وتابعت أنا «شخصياً أتصفح حسابات معينة من هؤلاء في أوقات الفراغ أو الأوقات التي أشعر فيها برغبة في الضحك وذلك لأنهم يتحلون بروح الفكاهة».

محمد علي (عامل في أحد الشركات الخاصة)، يقول: «أحب متابعة جديد هؤلاء الشباب حيث أتمكن من الهروب قليلاً من عالم الضغط والعمل إلى هذه الفيديوهات التي تمكنني من الضحك والانغماس في نشوة الفرح وإن كانت لفترة معينة».

خديجة إبراهيم (ربة منزل)، تقول: «أؤيد هذه الفئة الشبابية بقوة وأحب في أغلب أوقات الفراغ مشاهدة فيديوهاتهم، إذ دائماً أكون منشغلة بأعمال المنزل وإعداد الطعام من أجل أبنائي ولكن في الوقت الذي أتمكن فيه من الدخول إلى «الإنستغرام» أذهب مباشرة لمشاهدة جديد هؤلاء الشباب ومتابعة مايضحكني حتى أتمكن من الابتعاد عن الضغط وأعمال المنزل المتعبة».

عبدالله متخصص علم نفس في جامعة البحرين، يقول «شيء طيب أن ينشر البعض فيديوهات فكاهية تشيع البهجة والسرور والبسمة بين الناس شريطة أن تكون مصاغة بأسلوب مهذب ولائق وبعيدة عن الإسفاف ومناسبة للذوق الرفيع».

وأضاف «ما أحوج الناس في هذه الأيام لمثل هذه الفيديوهات إذ تساعد في تغيير مزاج الناس وتشعرهم بالبهجة والسعادة وتزيح عنهم الهم والكدر، وتنبع أهميتها في كونها تخفف الكثير من الهم والحزن عن الأفراد وتجعلهم أكثر إقبالاً على الحياة وعلى مزاولة الأنشطة المختلفة بروح ووثابة تغلفها السعادة والفرح».

وتابع «علينا تحفيز هؤلاء الشباب ومساعدتهم من خلال عمل دورات تنمية لقدراتهم وشكرهم على مجهودهم و مثابرتهم من أجل عمل كهذا يسهم في إسعاد الآخرين».

العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً