العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ

دي ماريا ومفارقة الملياردير والـ 20 كرة

قد يكون النجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا من أغلى اللاعبين في العالم، لكنّ ابن روزاريو لم يكلّف فريق بدايته سوى 20 كرة في سيرة تعكس كيف بإمكان هذه اللعبة أن تغيّر حياة الناس وتنتشلهم من الفقر المدقع.

ومع اقتراب موعد انطلاق كوبا أميركا المقرّرة في تشيلي من 11 يونيو/ حزيران إلى 4 يوليو/ تمّوز المقبلين، تتحضّر أميركا الجنوبية لعودة الكثير من اللاعبين الذين عاشوا حياة كروية مشابهة لتلك التي اختبرها دي ماريا.

«لم يكن الوضع مشابهاً لانتقاله لريال مدريد الإسباني أو مانشستر يونايتد الإنجليزي، لقد بعنا دي ماريا مقابل 20 كرة لروزاريو سنترال»، هذا ما قاله مدرب توريتو مارسيلو بافون، الفريق الذي بدأ فيه نجم مانشستر يونايتد الحالي مشواره الكروي قبل الانتقال إلى روزاريو سنترال العام 1992 حين كان في السابعة من عمره.

أمضى دي ماريا أكثر من عقد من الزمن مع الفرق العمرية لروزاريو سنترال قبل أن يتمّ ترفيعه إلى الفريق الأول العام 2005 إذ لعب حتى 2007 قبل أن يفتح أمام الجناح البالغ من العمر 19 عاماً حينها باب الانتقال إلى القارة الأوروبية من بوابة بنفيكا البرتغالي الذي اشتراه مقابل أكثر من 5 ملايين يورو. واعتقد بنفيكا الذي تُوّج بلقب الدوري المحلي مع دي ماريا العام 2010، أنّه ربح جائزة اليانصيب عندما باع اللاعب الأرجنتيني للعملاق الإسباني ريال مدريد مقابل 25 مليون يورو، لكن من المؤكّد بأنّه يشعر بالندم الآن بعدما حصل النادي الملكي في أغسطس/آب الماضي على أكثر من 80 مليون يورو من مانشستر يونايتد لكي يتخلّى عن خدمات هذا الجناح الذي أصبح صاحب أغلى صفقة في تاريخ إنجلترا، متفوّقاً على المهاجم الإسباني فرناندو توريس الذي انتقل من ليفربول إلى تشلسي مقابل 60 مليون يورو في يناير/كانون الثاني 2011.

روزاريو، المدينة التي تقع على بعد 185 ميلاً شمال العاصمة بوينوس أيرس، أنتجت نجوماً كباراً آخرين على رأسهم ليونيل ميسي، تتذكّر دي ماريا الذي عرف في صغره ببنيته الجسدية النحيلة التي لم تتغيّر مع تقدّمه في العمر. كانت والدته ديانا تضعه على درّاجتها الهوائية وتذهب به لمسافة 10 كلم من أجل أن يتمكّن من خوض التمارين مع روزاريو سنترال، ولم تكتف بذلك بل كانت تساعده في ملء أكياس الفحم في مؤسّسة والده لكي يتمكّن من ترك العمل باكراً والذهاب إلى التمارين.

في مقاطعة روزاريو الجميع يقدّر موهبة ميسي لكنّهم أوفياء لدي ماريا الذي أطلق عليه لقب الـ»نودل»، أي المعكرونة بسبب بنيته الجسدية النحيلة ومرونته اللامتناهية، والغالبية العظمى ترتدي قميص الأرجنتين مع اسمه والرقم 7، كما هناك رسم له على أحد الجدران وهو يحتفل بطريقته الاعتيادية بعد التسجيل مستخدماً يديه على شكل قلب.

بدوره، بقي دي ماريا وفياً لأصدقاء الطفولة من شارع بيردييل، إذ قام بوشم أسماء 5 من أصدقائه المقرّبين على ذراعه الأيسر، كما تولّى النجم الدولي جميع المصاريف من اجل أن يتمكنوا من حضور المباراة النهائية لمونديال البرازيل 2014 إذ خسرت الأرجنتين أمام ألمانيا.

ويأمل دي ماريا الذي أثّر غيابه عن نهائي مونديال البرازيل وساهم في عدم تمكن الأرجنتين من إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1986 وفي أول مباراة نهائية لها في العرس الكروي العالمي منذ 1990، أن يضيف لقباً آخر إلى رصيده عندما يخوض منتخب بلاده غمار كوبا أميركا ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم الأوروغواي حاملة اللقب ووصيفتها الباراغواي وجامايكا. ولم تفز الأرجنتين بلقب البطولة القارية منذ العام 1993 عندما أحرزتها للمرة الرابعة عشرة والأخيرة بفوزها في النهائي على المكسيك (2/1)، علماً بأنّها وصلت بعدها إلى النهائي مرتين وخسرت أمام غريمتها الأزلية البرازيل (بركلات الترجيح العام 2004 بعد تعادلهما 2/2 و0/3 العام 2007).

العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً