العدد 4601 - الأحد 12 أبريل 2015م الموافق 22 جمادى الآخرة 1436هـ

«أن تكون ستيف جوبز»... سيرة تصحيحية... وعصر آخر لـ «أبل»

رفض تبرُّع كوك بجزء من كبده...

ستيف جوبز في العام 1985
ستيف جوبز في العام 1985

صدر يوم الثلثاء (24 مارس/ آذار 2015)، كتاب «أن تكون ستيف جوبز»، للكاتب والصحافي فإن شليندر، الذي عمل لدى مجلة «فورتشن» وصحيفة «وول ستريت جورنال»، ورئيس التحرير السابق لمجلة «فورتشن»، ورئيس التحرير التنفيذي الحالي لشركة فاست، ريك تيتزيلي.

شليندر وتيتزيلي، وبحسب ما تشير إليه تقديمات الكتاب الاستباقية في الصحف الأميركية، وبعض المواقع الالكترونية، يحاولان عبر الكتاب وضع الأمور في نصابها الصحيح فيما يتعلق بالسيرة الذاتية لمؤسس شركة أبل الأميركية العملاقة، ستيف جوبز، والتي لم يتم تناولها من قبل. إنه كتاب يتناول عصراً آخر لشركة أبل بعد رحيل المؤسِّس.

الكتاب يتناول نظرات على حياته، ومحاولة استبعاد الجانب الأسطوري والخرافي الذي تم إلصاقه بشخصية جوبز. هي بعبارة أخرى، سيرة تصحيحية. كما يتناول البدايات الأولى، بما تضمَّنته من نجاحات وإخفاقات، وصولاً إلى ما حققه قبل رحيله عن العالم في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2011، عن عمر ناهز السادسة والخمسين عاماً، وقد كرَّس اسمه عبر إنجازاته كواحد من ألمع العقول المُبتكِرة التي عرفها التاريخ الأميركي الحديث والعالم.

كما يسلط الكتاب الضوء على نصائح ثمينة قدَّمها جوبز لكل من يرغب في التفوق في عالم التكنولوجيا؛ وبموازاة ذلك، خدمة الإنسانية.

رفض التبرُّع له بجزء من كبد

من بين المعلومات التي يحتويها الكتاب، وتنشر للمرة الأولى، أن المدير التنفيذي الحالي لـ «أبل»، تيم كوك، أبدى استعداده للتبرُّع بجزء من كبده لجوبز، إلا أنه رفض ذلك وبشدَّة.

وبحسب ما ورد في الكتاب، قال كوك إن جوبز «أوقفني عن الكلام». مضيفاً أن جوبز ردَّ عليه «لن أدعك أبداً تفعل ذلك».

جانيت ماسلين، من صحيفة «نيويورك تايمز»، كتبت تقريراً بعد يوم من صدور الكتاب، وذلك يوم الأربعاء (25 مارس/ آذار 2015)، نورد أهم ما جاء فيه.

النقطة الرئيسية من سيرة الأعمال المُوجَّهة الجديدة «أن تكون ستيف جوبز»، والتي كتبها كل من، برنت شليندر وريك تيتزيلي، هي أن سيرة ستيف جوبز تم تحريف جانب كبير منها. حدث مثل ذلك التحريف في كتاب بليم والتر آيزاكسون «ستيف جوبز» الصادر في العام 2011. المؤلفان، يذهبان إلى العكس مما قرَّره آيزاكسون، فهما يريان أن جوبز لم يُنمِّ النمط الإداري بالمكيدة، والصراخ، والغش، وأنه شخص متهور، وتنبعث منه رائحة كريهة في سنوات صعوده الأولى. بدلاً من ذلك، يقول شليندر تيتزيلي في كتابهما الجديد، إن جوبز وضع أسلوباً تنفيذياً ناضجاً وحكيماً، وكان نادراً ما يمنح الثقة لأحد، بطريقة ما، ساعد ذلك «أبل» على بلوغ آفاق متألقة.

اندلعت المعركة بين السيرتين. كان كتاب آيزاكسون هو المرخَّص رسمياً؛ لكن كبار موظفي «أبل» أيَّدوا بحماس وصخب نسخة «أن تكون ستيف جوبز» باعتباره نسخة تصحيحية، ولا يمكن لتاريخ «أبل» الحصول على أكثر من ذلك. لو تمَّت عرقلة كتاب آيزاكسون، فإن المسئولين التنفيذيين للشركة، سيكونون في حال أفضل لمواجهة كتاب أليكس غيبني الوثائقي «ستيف جوبز: الرجل داخل الآلة»، والذي حظي للتوِّ بعرضه الأول في الجنوب الأميركي. إنه أمر مختلف أن تقرأ صورة حول سلوك شخص ما.

التعامل مع الشيطان

الكتابة عن ومقابلة شخص قوي دائماً ما تتطلَّب عقد تعامل واتفاق مع الشيطان. من جانبه، قال آيزاكسون، إن موضوعه لا تطفُّل أو تدخُّل فيه، ولكن كتابه شخصي بشكل واضح، كما أن جوبز سيسمح له أن يكون على الصورة التي خرج بها. في كل الأحوال، إن كتابه يراوح بحكمة بين اهتمامات الرجل وإبداعاته، والاحتفال بالأثر الذي سيتركه إرثه.

وعلى رغم أنه وضع هذا الكتاب مع تيتزيلي، جعل شليندر لنفسه حضوراً واضحاً في الكتاب (كثيراً ما يتحدَّث عن أو حول جوبز باستخدام «أنا»). بدأ شليندر، ملاحقة وتغطية أخبار جوبز منذ العام 1986، جاعلاً من ذلك إشارة متكرِّرة إلى صداقتهما الوثيقة، والتي كانت كذلك بالتأكيد. وكان شليندر واحداً من القلائل الذين حضروا مراسم دفن جوبز؛ إلا أن علاقة المُراسل مهما كانت دافئة، لها جانب نفعي.

«كيف تكون ستيف جوبز» يُولي اهتماماً كبيراً بفترة زمنية؛ حيث تجاهل الكُتَّاب الشعور تجاهها: الفترة الفاصلة بين الوظائف التي تقلَّدها في مرحلتين كرئيس لشركة أبل. وكانت تلك المرة، كما يعتقدون، عندما بدأ حياته بالتسرع، وكان غير عملي، وبنفَس قصير؛ ما أفسح المجال لرؤية أكثر واقعية، وباستعداد وتجهيز أفضل للتصدُّر والقيادة. منذ ذلك الوقت، وهو أقل اهتماماً بمتابعته ونشر نشاطه وأخباره.

الكتاب لا يحتوي على أي فكرة واضحة عن أي نوع من القراء يتوجَّه لهم. لذلك يُعيد قوْلبَة بعض من أكثر الأجزاء المألوفة عن تقاليد وادي السليكون.

وعلى المنوال نفسه، يُعيد الكتاب قولبة أجزاء مألوفة من أسطورة جوبز؛ لكنه يترك بعضاً من أكثرها تنوعاً، بالتودُّد المشئوم الذي يُبديه جون سكالي، بلوغاً إلى حقيقة أن الكاتبة منى سيمبسون هي أخته.

«كيف تكون ستيف جوبز» يشدِّد على المنافسة والمبيعات ومواصفات الحاسوب، على حساب أي شيء يتجاوز الأعمال. والنتيجة، نحن أمام كتاب غير مكتمل ومتقطِّع جداً، ولا يمكنه أن يعطي تعريفاً جيداً عن المعرفة التقليدية والعادات لدى جوبز.

المؤلفان في أفضل حالاتهما، عندما يحلِّلان المنتجات التي أبدعها جوبز، وخصوصاً خلال السنوات القاسية والمليئة بالتحديات، التي أمضاها جوبز بعيداً عن «أبل».

يُذكر أن ستيف جوبز، ولد في 24 فبراير/ شباط 1955، وتوفي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2011. مخترع وأحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة. المؤسِّس والمدير التنفيذي السابق ثم رئيس مجلس إدارة شركة أبل، إضافة إلى كونه الرئيس التنفيذي لشركة بيكسار، وعضواً في مجلس إدارة شركة والت ديزني بعد ذلك وحتى وفاته. أثناء إدارته للشركة استطاع أن يخرج للنور كلاً من جهاز الماكنتوش (ماك) بأنواعه وثلاثة من الأجهزة المحمولة وهي: «آيبود» و «آيفون» و «آي باد».

في أواخر السبعينيات، قام جوبز مع شريكيه ستيف وزنياك ومايك ماركيولا، وآخرون بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي التجارية الناجحة، والتي تُعرف باسم سلسة أبل.

استقال جوبز من «أبل» وقام بتأسيس «نكست» وهي شركة تعمل على تطوير منصات الحواسيب في التعليم العالي والأسواق التجارية. ثم قامت «أبل» بالاستحواذ على «نكست» في العام 1996 وعاد جوبز إلى «أبل» وأصبح المدير التنفيذي لها في 1997.

عانى، وقُبيل عدَّة سنوات من وفاته، من مشاكل صحية بعدما أصيب العام 2004 بنوع نادر من سرطان البنكرياس. وخضع في 2009 لعملية لزراعة كبد، ومنذ يناير/ كانون الثاني وحتى وفاته العام 2011 كان جوبز في عطلة مرضية أعلن خلالها في 24 أغسطس/ آب 2011 استقالته من منصبه كمدير تنفيذي لشركة أبل مع انتقاله للعمل كرئيس لمجلس الإدارة.

العدد 4601 - الأحد 12 أبريل 2015م الموافق 22 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:01 ص

      ملهم بلا حد

      جميل تسليط الضوء ع شخص عصامي مكافح ومتواضع مثل هذا الرجل.
      والأجمل عرضه لمجتمعاتنا العربية. شكرًا لكم وسط والجمري

اقرأ ايضاً