العدد 4602 - الإثنين 13 أبريل 2015م الموافق 23 جمادى الآخرة 1436هـ

«هو أيضاً إنسان»... صرخة بحرينية في وجه «العبودية الحديثة»

أحد مشاهد الفيلم القصير الذي يسلط الضوء على قضية العمالة المنزلية
أحد مشاهد الفيلم القصير الذي يسلط الضوء على قضية العمالة المنزلية

المساواة في الحقوق الإنسانية حق الجميع الذي لا يسقط. ذلك هو الشعار الذي استوحى منه المؤلف باسل عباس قصةً فيلمه «هو أيضاً إنسان»، والذي تأهل تأهل ضمن 22 فيلماً آخر لنيل جائزة البحرين للوعي المجتمعي، بشأن العمالة المنزلية.

في الفيلم القصير الذي لا يتعدى الـ3 دقائق، فتح المخرج مهدي القصاب الضوء على قضية الاستخفاف بحقوق العمالة المنزلية في مجتمعاتنا، واستسهال هدر حقوقهم دون رادع.

في «هو أيضاً إنسان» حبكة درامية بسيطة تعالج الموقف من العمالة المنزلية، لكن هذه المرة ليست على شاكلة إهانة «عاملات المنازل»، إنما عن طريق معاناة عامل مستأجر عند أحد البيوت يقوم بالعناية بساحة المنزل الخارجية، وممتلكات قاطنيه من زراعة وسيارات وغيرها.

تدور قصة الفيلم في 3 مشاهد منفصلة في قيمها، متصلة في تسلسلها الدرامي، وكذا قالب الزمن. في المشهد الأول يركن صاحب المنزل السيارة أمام الباب ويفتح الصندوق ليحمل عدة أكياسٍ مليئة بحاجيات أسرته. يجمعها جميعاً في حملةٍ واحدة، وهو يهم بدخول المنزل، متجاهلاً العامل الذي يعمل على تنظيف الأرض بالماء. يقوم العامل باستقبال مخدومة ويهم بإلقاء التحية عليه، لكن رب المنزل أعرض عنه وكأنما ليس أمامه أحد.

«انقلاب القيم. تناقض الذات»، مفردات لم يلبث المخرج القفاص حتى كشف عنها في المشهد الثاني من الفيلم. إذ جلس رب المنزل الذي ظهر متجهماً حد الغرور في المشهد الأول، جلس يرتشف الشاي في حديقة منزله، قبل أن يقبل عليه أحد أبنائه، فيما كان إطار الصورة أو البعد الثالث في المشهد انشغال العامل الأجنبي بري الزرع.

يقبل الولد رأس والده الذي انفرجت كل أساريره عند استقبال ابنه. فبين إعراضه عن العامل وبشه في وجه ابنه، أول التناقضات التي عمل المخرج على ترسيخها في شخصية الوالد.

أما ثانيها فكان في تكملة المشهد، إذ جلس الولد مقابلاً لوالده وطلب منه مبلغاً من المال لشراء هاتف جديد، فأخرج الأب عن طيب خاطر محفظته وأعطى ولده ما يريد. في الأثناء يحرك المخرج البعد الثالث في المشهد، اذ يظهر صورة العامل وهو يراقب تصرف الأب.

بعد انصراف الولد، اقترب العامل من الأب. فلما رآه الأخير واقفا أمامه عادت لوجهه علامات الكبر. برفق يسأل العامل عن راتبه «بابا سلاري أبي. من زمان ما يعطي؟»، مغضباً يجيب الأب «انت ماتنسى موعد المعاش ها. بعطيك لا تشتكي علينا بعد». في هذه العبارة يظهر المخرج وجها آخر للقسوة البشرية، وهي أن بعض أرباب المنازل حتى وإن أوفوا للعاملين عندهم أجورهم فليس من باب الحاجة الإنسانية والمراعاة، إنما الخوف من الشكاية. ولو فقد الأخير ربما لم يحصل العامل على شيء من رواتبه.

يخرج رب المنزل بعضاً من المال ويعطيه العامل الذي يشير إلى أن هذا المبلغ ليس تمام الراتب، إنما هو مبلغ منقوص، فما كان من رب المنزل إلا أن صرخ في وجهه مغضباً وانصرف على الفور للداخل.

في هذه اللحظة، وهي المشهد الأخير، يخلي المخرج بين العامل المهضوم وإحساسه الداخلي. فيسقط على ركبتيه حزيناً وهو يفتح محفظته التي علق فيها صورة لولده. ينظر إليها فيزداد حزنه، في رسالة بليغة الحضور «أيها المخدومون لسنا من عالمٍ آخر. كما تودون أولادكم وتفرحون بقضاء كل حوائجهم؛ فإن لنا أولاداً تحرقنا نار الأشواق للقائهم، وكذا لقضاء كل حوائجهم... نحن أيضاً بشر مثلكم... فأنصفونا».

أدى الأدوار التمثيلية في الفيلم كل من يحيى عبدالرسول، باسل عباس ومهدي القصاب، فيما أدار الكاميرا وتولى المونتاج مكي مرهون وحسين المرخي، وعزف الموسيقى التي ألفها حسين هزيم علي العلوي، وأداها بصوته كامل عباس.

العدد 4602 - الإثنين 13 أبريل 2015م الموافق 23 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:25 ص

      ليش جذي

      ليش جذي يبو محمود ما تعطي العامل معاشه كامل وتصارخ عليه وحجتك انه على قد شغله ... طبعا ... هو رجل طيب وبشوش ومحترم والله يعطيه الصحه والعافية

    • زائر 5 | 2:16 ص

      اكثر من رائع

      توني شايفة الفيلم بصراحة ابدااااع وله الف معنى ومعنى وعبرة ... والرسول علية افضل الصلاة والسلام قال أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ... واجره حق من حقوقه يكفي انه تغرب وابتعد عن اهله هالعامل حرام نعيشهم بذل واستحقار احنا مسلمين وقدوتنا الرسول واهل البيت ... اتمنى من كل الكفلاء ان يعاملو هذا الانسان الضعيف معاملة انسانية ويعطونه حقه بانصااااااف بكرة في حساب وعقاب انصفوووهم واعطوهم حقوقهم لا تصيرون انتون والزمن عليهم هالفقاااارة

    • زائر 4 | 2:09 ص

      ضربت على الوتر الحساس

      شكله الفيلم عجيب وقضي جدا حساسة لابد للكثير من النظر اليها بعين الاعتبار هم لهم حقوق كما لنا ضعوا انفسكم مكانهم لتعرفوا حجم معاناتهم اولها تركهم عائلتهم ليبحثوا عن لقمة العيش الشريفه
      كان الله في عونهم لا تنسوا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فلا تهضموا حق المسكين واعطوا الاجير أجره قبل ان يجف عرقه

    • زائر 3 | 1:35 ص

      حينما يحترم الانسان أنسانيته .

      الله يحفظنا ويبعد الظلم عن المظلومين .

    • زائر 2 | 1:28 ص

      الف شكر وتقدير لجهود العاملين

      كل الشكر والتقدير للجهود التي ترمى الجانب الانساني ومعالجتها بحس رفيع من المسؤلية ونشر وعي احترام الاخر وحقوق العباد .

    • زائر 1 | 12:34 ص

      اي والله

      حتى احنا بعض الشركات تأخر الرواتب
      ما يهمها أن الموظفين والعاملين محتاجين
      ووراهم عوايل

اقرأ ايضاً