أخيراً عاد «النسر الأهلاوي» إلى التحليق في أجوائه الطبيعية ضمن أضواء دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بعد هبوطه الاضطراري لمدة 3 مواسم قضاها في غياهب دوري الظل متجاوزاً بذلك منعطفاً صعباً في تاريخ النادي العتيد.
وبلا شك أن الكثيرين في الشارع الرياضي البحريني استبشروا بعودة الفريق الأهلاوي الكروي إلى موقعه الطبيعي ورأوا فيه تصحيحاً لوضع خاطئ على خريطة الكرة البحرينية ومسابقاتها في السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن وجود الأهلي يمنح زخماً من الناحية التنافسية والجماهيرية، ويعيد نكهة المباريات التقليدية في المسابقات المحلية على رغم أن الأهلي ظل بعيداً لسنوات طويلة عن المنافسة الفعلية على البطولات المحلية، لكنه يبقى رقماً صعباً يكون قادراً على الحضور في أي وقت تتهيأ فيه الظروف المناسبة.
وإذا كان الأهلاوية كسبوا «التحدي الأول» في تخطي منعطف الهبوط التاريخي وتبعاته، فإن «التحدي الأكبر» الذي ينتظرهم يكمن في عودة الفريق قويّاً بروح جديدة، قادراً على استعادة موقعه التنافسي على خريطة المسابقات المحلية وخصوصاً بعدما شهدت تغيرات في السنوات الأخيرة بدخول أندية الحد والمنامة والشرقي على هذه الخريطة، لذلك فإن هناك مسئولية وأعباءً كبيرة على الإدارة الأهلاوية لا تتعلق فقط بمجرد عودة الفريق، بل بعودته قوياً إلى المنافسة على الألقاب ولو تدريجيّاً من خلال تهيئة الظروف المساعدة لذلك، من خلال تدعيم صفوفه والإعداد الجيد، وحل مشكلات بعض لاعبيه، وهي مسئولية يقودها رئيس النادي الشاب طلال كانو، الذي تولى مسئولية إدارة ملف الكرة وصعوده في الموسم الحالي، ويفترض ألا يتخلى عنه بعد الصعود.
في المقابل، فإن الفريق الصاعد الثاني فريق سترة هو الآخر مطالب بأن تكون عودته قوية هذه المرة ويكسر قاعدة «الصاعد هابط» التي سار عليها الفريق في عدة مواسم صعد فيها ليعود بعدها سريعاً إلى «الظل»، فالستراوية، إدارة وأعضاء وجماهير، مطالبون بالالتفاف حول فريقهم الكروي، والابتعاد عن اختلاق المشكلات التي «ذبحت» الفريق في الموسم قبل الماضي، وكانت من أسباب هبوطه، لذلك، فإن على سترة العمل من الآن على تهيئة فريقهم جيداً لتكون عودته بصورة أفضل ويستفيد من أخطاء تجاربه السابقة.
العدد 4603 - الثلثاء 14 أبريل 2015م الموافق 24 جمادى الآخرة 1436هـ
