العدد 4609 - الإثنين 20 أبريل 2015م الموافق 01 رجب 1436هـ

قمة أوروبية استثنائية لبحث «هجرة الموت»

«المتوسط» يتحول لمقبرة للباحثين عن الحياة

سكان محليون وعاملو انقاذ يشاركون في انتشال ضحايا أحد قوارب المهاجرين غير الشرعيين قبالة جزيرة رودس اليونانية - afp
سكان محليون وعاملو انقاذ يشاركون في انتشال ضحايا أحد قوارب المهاجرين غير الشرعيين قبالة جزيرة رودس اليونانية - afp

أعلن الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين (20 أبريل/ نيسان 2015) عن عقد قمة استثنائية الخميس المقبل لبحث كيفية مواجهة مأساة المهاجرين عبر «المتوسط» وذلك بعد سلسلة من كوارث الغرق التي خلفت مئات القتلى. ووقعت آخر هذه المآسي في جزيرة رودس اليونانية حيث غرق مركب أمس (الإثنين) ما أدى إلى مصرع ثلاثة مهاجرين غير شرعيين بينهم طفل في حين أمكن إنقاذ 93 آخرين.


قمة أوروبية استثنائية لبحث مسألة المهاجرين غير الشرعيين وسط حوادث غرق جديدة

روما - أ ف ب

أعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك أمس الإثنين (20 أبريل/ نيسان 2015) عقد قمة استثنائية أوروبية الخميس المقبل في بروكسل لبحث مسألة المهاجرين فيما وردت معلومات عن مصرع ثلاثة مهاجرين في غرق مركب جديد قرب رودس وأنباء عن آخر يغرق وعلى متنه 300 شخص.

ولقي ثلاثة مهاجرين أحدهم طفل مصرعهم أمس الإثنين في غرق سفينة شراعية قبال جزيرة رودس اليونانية في جنوب شرق بحر إيجه، بينما تم إنقاذ 93 آخرين.

وقال مسئول في شرطة المرفأ لـ «فرانس برس» إن «السفينة الشراعية جنحت على الصخور قرب مرفأ رودس وسقط ثلاثة قتلى أحدهم طفل». وأضاف أن «عدد الناجين بلغ 93 شخصاً».

وأنقذت السلطات اليونانية معظم المهاجرين لكنها لا تستبعد أن يكون عدد الركاب أكبر. واضاف المصدر نفسه أن «57 ناجياً لم يصابوا بجروح و23 نقلوا إلى مستشفى رودس».

كما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رنزي أن قوة خفر السواحل الإيطالية طلبت الإثنين مساعدة سفن تجارية لإغاثة مركبين ينقلان مهاجرين قبالة سواحل ليبيا، أحدهما ينقل 300 شخص والآخر زورق مطاطي ينقل 100 إلى 150 شخصاً.

وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات أن المركبين وجها نداء استغاثة وأن الزورق المطاطي موجود على بعد 55 كلم عن الساحل الليبي.

وكانت منظمة الهجرة الدولية أعلنت أنها تلقت اتصال استغاثة من شخص أكد أنه في مركب يواجه الغرق وعلى متنه حوالى 300 شخص في المتوسط. وتحدث المتصل عن 20 قتيلاً على الأقل.

والأحد انقلب مركب قبالة سواحل ليبيا قدرت مصادر أنه ينقل حوالى 700 شخص لم ينج منهم إلا 28 بحسب قوة خفر السواحل الإيطالية.

وأمام توالي حوادث غرق المهاجرين غير الشرعيين في المتوسط قرر توسك الإثنين عقد قمة استثنائية أوروبية الخميس «حول مسألة الوضع في المتوسط». وكان رينزي دعا الأحد إلى قمة مماثلة لقيت دعم العديد من القادة الأوروبيين.

وقال توسك لاحقاً في بيان عبر الفيديو إن «الوضع في المتوسط مأسوي» مضيفاً وتابع «لا أتوقع حلولاً سريعة للأسباب الرئيسية للهجرة لأنها غير موجودة. ولو كانت كذلك لكنا استخدمناها منذ وقت طويل».

كما يعقد وزراء الخارجية والداخلية الأرووبييون اجتماعاً استثنائياً لبحث المسألة.

وسيشارك المفوض الأوروبي للشئون الداخلية، ديمتريس افراموبولوس في المحادثات حيث أن شئون الهجرة تقع ضمن مسئولياته.

وقال أفراموبولوس في تغريدة «سيتم اتخاذ خطوات صارمة بشأن الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي».

ويناقش وزراء الخارجية بمفردهم الوضع في ليبيا التي أصبحت نقطة عبور رئيسية للمهاجرين من كافة أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط للوصول إلى أوروبا.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني لدى وصولها للمشاركة في اجتماع أمس أن «لا مزيد من الأعذار» لدول الاتحاد لعدم التحرك بعد كارثة غرق مركب المهاجرين الأخيرة في البحر المتوسط وطالبت بخطوات «فورية».

من جهته أعلن رينزي أن بلاده تدرس احتمال القيام «بتدخلات محددة الأهداف» ضد مهربي المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا المسئولين عن الزيادة الكبيرة في أعداد الذين يعبرون البحر المتوسط.

وتابع رينزي أن «الفرضيات التقنية يدرسها تقنيون» بينهم «فرق من وزارة الدفاع» بدون إعطاء المزيد من التوضيحات.

واتهم المفوض الأعلى في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين سياسات الهجرة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي واتهمه بتحويل المتوسط إلى «مقبرة مفتوحة».

ووقعت كارثة الغرق الأحد بعد أسبوع على حادثي غرق لزوارق أوقعا نحو450 قتيلاً مع تزايد عدد المهاجرين القادمين من ليبيا الغارقة في الفوضى.

وفي حال تأكدت أسوأ المخاوف بشأن مأساة الأحد فإن عدد ضحايا حوادث الغرق في البحر المتوسط سيرتفع إلى أكثر من 1600 شخص منذ مطلع العام.

وتم إنقاذ أكثر من 11 ألف شخص، وتوحي التقديرات بأن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذي وصلوا إلى إيطاليا في 2015 سيفوق الـ 170 ألفاً المسجلة في العام الماضي.

ودعت منظمات حقوقية على غرار منظمة العفو الدولية إلى استئناف عمليات البحث والإنقاذ لخفر السواحل الإيطاليين المعروفة بـ «ماري نورستروم» والتي علق العمل بها في أواخر العام الماضي.

وقبل الأحد، كانت الكارثة الأسوأ في مالطا في سبتمبر/ أيلول 2014 عندما غرق قرابة 500 لاجئ في حادث متعمد قام به المهربون لإرغام اللاجئين على الانتقال إلى قارب أصغر.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2013، قضى أكثر من 360 إفريقياً عندما اشتعلت النيران في القارب الصغير الذي كانوا على متنه قبالة سواحل لامبيدوسا في إيطاليا.

مهاجرون يحاولون الوصول إلى سواحل اليونان بعد تحطم مركبهم الشراعي - reuters
مهاجرون يحاولون الوصول إلى سواحل اليونان بعد تحطم مركبهم الشراعي - reuters

العدد 4609 - الإثنين 20 أبريل 2015م الموافق 01 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً