العدد 4615 - الأحد 26 أبريل 2015م الموافق 07 رجب 1436هـ

والدي عارضني في البداية... وشعرت أنني «عروس» بعد التتويج

بنت الجسرة هاجر العميري في أول حديث موسع بعد إحرازها لقب أسرع امرأة عربية:

عندما يتحدث أي إعلامي مع بطلة العرب وأسرع امرأة عربية البطلة البحرينية هاجر العميري، لا يظن أنها في سن العشرين فقط من عمرها، فهي مثلما تملك براعة في مضمار ألعاب القوى جعلها تتفوق على الجميع وتُحرز المركز الأول في سباق 100 متر أمس الأول ضمن البطولة العربية المُقامة في البحرين حالياً، فإنها أيضاً تملك براعة أخرى في التعامل «الإعلامي»، إذ أفصحت عن كل ما بداخلها عبر هذا الحوار مع «الوسط الرياضي» بعد تتويجها بالميدالية في أهم سباقات السرعة بطلة بلقب (الأسرع)، وهذا ما حصل مع العميري، وبعد منافسة شديدة للغاية في السباق الذي لم تُعلن نتيجته إلا بعد مداولات الحكام لأكثر من ربع ساعة وبعد مشاهدة صورة النهاية «الفوتوفينش»، وإليكم ما دار في هذا الحوار كاملاً:

أصعب السباقات

سباق 100 متر من أصعب السباقات وأهمها على الإطلاق، فهل توقعتِ إحراز المركز الأول فيه؟

- بصراحة كنت أحلم بتحقيق هذا الأمر، كما ذكرت في سؤالك فهذا السباق تقريباً الأهم من بين سباقات السرعة في ألعاب القوى، كنت أعلم إن ذلك ليس بالشيء المستحيل أو الشيء غير الممكن تحقيقه، لكنه يحتاج لعمل وتعب كبيرين وصبر أيضاً، فمنذ فترة كان هنالك تخطيطاً لإحراز هذه الميدالية وخصوصاً أن البطولة على أرض البحرين، ولذلك فقد جاهدت وكافحت من أجل ذلك، بالذات في المعسكر الخارجي، إذ قضيت شهراً كاملاً خارج الديار، بعيدةً عن أهلي وأصدقائي، لكنني لم أشعر بالملل أو الكلل يوماً، فقد كان همي تطوير مستواي، واستغلال فرصة تواجدي بالخارج من أجل زيادة التركيز في التدريبات، والحمد لله أن الجهود في النهاية بإحراز هذه الميدالية وبدعم الجميع.

الشعور بعد التتويج

نركز على سباق 100 متر، ما هو شعورك وأنت تُحققين لقب أسرع امرأة عربية بعد التتويج بهذا السباق؟

- لو تحدثت معك حتى 24 ساعة، فلن أصف شعور الفخر والاعتزاز بالنسبة لي بعد رفع علم البحرين عالياً وأنا على منصة التتويج، فأثناء عزف السلام الملكي البحريني خالجتني العديد من الأمور والذكريات، وأين كنت وأين أصبحت، لكن سرعان ما كنت أتذكر أن هذا بالفعل هو نِتاج عملي وصبري واجتهادي والدعم الذي تلقيته، وكنت أشعر وكأنني (عروس) في ليلة زفافها!، فالأمر ليس سهلاً وأكرر أنه بمثابة الحلم الذي تحقق.

الوضع قبل النتيجة

بعد نهاية السباق لم يتم إعلان النتائج مباشرةً بسبب شدة المنافسة وقوتها، إذ طال ذلك كثيراً نتيجة مداولات الحكام، كيف كان وضعك حينها؟

- كل لاعب سيكون في الوضع الذي كنت فيه سيتوتر وسيترقب إعلان النتيجة، وفي الحقيقة كنت خائفة بعض الشيء كون الأمر طال قليلاً لقوة المنافسة وشدتها، والكل اقتنع بأنني فعلاً في المركز الأول وهذا ما كان واضحاً في النتيجة بالإضافة لعدم وجود أي احتجاج، لأن الحكام فعلاً كانوا صائبين في قرارهم.

شاهدنا حالتكِ، كانت صعبة للغاية قبل إعلان النتيجة، تعليقك؟

- ابتسمت ثم قالت، بالفعل وصل التوتر إلى أقصاه بعد مرور وقت طويل على عدم إعلان النتيجة، وأكثر من شخص حدثني بأنني فعلاً الأولى لكن لم أكن مصدقة لأنني أنتظر إعلان النتيجة الرسمية فقط، وكنت على تواصل مستمر مع الإداريين وأهلي أيضاً، وطالبتهم بالتأكد من النتيجة أكثر من مرة حتى بعد إعلانها رسمياً، والحمد لله بعد هذا الصبر والتوتر كانت النتيجة إيجابية بالنسبة لي.

توتر قبل السباق

قبل السباق، عندما نادى الحكم للاعبات (خذن مكانكن)، الكل أخذ مكانه إلا هاجر تأخرت بعض الشيء، ما هو السبب؟

- هذا حصل فعلاً، التوتر لابد أن يكون له حضور في مثل هذه المواقف، وكنت أفكر في العديد من الأمور، ومنها أن هنالك الكثير من الأخطاء كانت موجودة لديَّ في التدريبات الأخيرة باليوم الذي سبق السباق النهائي، فكنت أتذكر الأخطاء من أجل تفاديها وعدم تكرارها، الكل أخذ مكانه إلا أنا، لأنني فوق ذلك كنت أدعو ربي بأن يوفقني لتحقيق هذه النتيجة.

الانطلاقة الخاطئة

هل كان لديك تخوف أيضاً من الانطلاقة الخاطئة والتي قد تُبعدك من السباق بسبب القوانين الصارمة حالياً، بالذات إن هذا الأمر تكرر كثيراً في التصفيات للرجال والسيدات وفي سباقات أخرى أيضاً؟

- يبدو أنكم تلاحظون كل شيء، فعلاً لا أخفيك سراً إن الهاجس من هذا الأمر كان موجوداً، هنالك العديد من اللاعبين واللاعبات تم إقصاؤهم خِلال هذه البطولة بسبب الانطلاق الخاطئ، هذا الأمر يوحي بأن التحكيم على أعلى مستوى، خفت قليلاً من هذا الأمر، لكن في النهاية توكلت على الله سبحانه وتعالى، وكانت انطلاقتي موفقة.

الحارة السادسة

أنتِ انطلقتِ من الحارة السادسة، ومن في هذه الحارة يكون عادةً بعيدا بعض الشيء عن الترشيحات، لماذا لم يساهم ذلك في تخفيف الضغوط عليك؟

- في سباقات 100 متر، الحارات لا تفرق كثيراً، لكن التركيز بالفعل يكون على الحارات 3 و4 و5 مع استبعاد الحارة السادسة، لكن كما يُقال (القوي قوي)، ولو كنت في أي حارة، فالكل يستخدم قوته للوصول لخط النهاية في أسرع وقت، بالذات في ظل استقامة خط السباق.

هل ستكونين راضية لو أصدر الحكام قراراً بعد التداول بعدم احتسابك في المركز الأول وبعد أن طال النقاش في هذا الأمر؟

- سأكون راضية، لأن هذا قرار الحكام ولابد أن يتم تقبله، إلا إذا ما رأى الإداريون شيئاً آخر يدعو للاحتجاج، فمن حق أي فريق تقديم ذلك، لكن الآن الأمور سارت في صالحنا لأنني فعلاً كنت في المركز الأول ولله الحمد، والدليل على صحة قرار الحكام هو عدم وجود أي احتجاج على نتيجتي.

دور الاتحاد

ما هو دور الاتحاد البحريني لألعاب القوى معكم في هذا الانجاز وخصوصاً رئيسه سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة؟

- بالتأكيد، هنالك دور كبير للغاية لرئيس الاتحاد من خلال حضوره وتواجده الدائم لدعم اللاعبين معنوياً، بالإضافة لما يقدمه أعضاء الاتحاد ويوفرونه لنا، فكل متطلباتنا متوفرة ولله الحمد، وهذا الانجاز جاء بتظافر جهود الجميع، وهذه فرصة مناسبة لشكر سمو الشيخ خالد بن حمد وأعضاء الاتحاد وأهدي للرئيس هذه الميدالية الغالية ولكل شعب البحرين.

رقية الغسرة

هل من الممكن أن نقول إن هاجر العميري ستكون رقية الغسرة الثانية في البحرين؟

- بكل تأكيد، أتمنى الوصول لما وصلت إليه وحققته رقية الغسرة، بل وتخطي ذلك وهذا حق مشروع لكل لاعبة، أنا منذ أن بدأت بمتابعة هذه الرياضة في الصغر كنت معجبة جداً بما تقدمه الغسرة، وتمنيت المشاركة في مثل هذه السباقات، وهاهو الأمر يتحقق ولله الحمد، وأريد أن أحقق انجازات أفضل، لأن ذلك كله سيُسجل باسم البحرين.

بنت الجسرة

هاجر العميري «بنت الجسرة»، في هذه البطولة رفعتِ اسم البحرين واسم قريتك الجسرة، ماذا يعني لك هذا الأمر؟

- تحدثت والعبرة تخنقها وقالت: أنا سعيدة للغاية وفخورة أولاً بأنني رفعت اسم البحرين، والأمر الآخر بأنني بنت هذه القرية العريقة، فأنا مثلت أهالي قريتي جميعاً، والحمد لله أنني تمكنت من رفع رؤوس الجميع وتشريف المكان الذي أنتمي إليه.

معارضة والدي

أهلك تواجدوا بعدد كبير في السباق والتتويج، حدثينا عن دورهم وهل كانت هنالك بعض المعارضة منهم في ممارستك هذه الرياضة بالبداية؟

- نعم أهلي يتابعونني باستمرار وفي كل سباق أخوضه وأمثل فيه بلادي، فهم يدعمونني دائماً ويدعون لي بالتوفيق، وخصوصاً والدتي والتي لولا دعاؤها لما وصلت لما أنا عليه الآن، وأشكر بالخصوص عمتي أيضاً التي جاءت من دولة الإمارات لمساندتي في هذا السباق، وعن معارضة الأهل، فعلاً في البداية كانت هنالك معارضة من والدي وخصوصاً بحكم الأعراف والتقاليد ومثل هذه الأمور، لكنه أصبح المشجع الأول لي بعدها عندما جاء وشاهدني في التدريب وتعرف على موهبتي عن قرب، وعرف ما في نفسي وعن كل طموحاتي، وبهذه المناسبة أقدم له شكرا خاصا على وقوفه الدائم معي».

بدأت في المدرسة

ربما البعض لايعرف من أين وكيف بدأت هاجر العميري ممارسة هذه الرياضة؟

- من المدرسة، هذا هو الجواب باختصار، كنت شغوفة بالرياضة وبالذات بألعاب القوى وسباقات السرعة وهذا ما شجعني على ممارسة هذه اللعبة، وبعد أن تم تتبع موهبتي، وجدت الاهتمام والتشجيع الكافي إلى أن وصلت لتمثيل المنتخبات البحرينية وأنا فخورة بذلك.

الوصول للعالمية

الميدالية العربية بالتأكيد ليست الطموح الأكبر، إلى ماذا تسعين وتهدفين بعد ذلك؟

- كلامك صحيح، هو مجرد الخطوة الأولى التي تخطيتها بنجاح ولله الحمد، طموحي الوصول لأعلى المراتب، طموحي كسر رقم رقية الغسرة التاريخي والوقوف على منصات التتويج الآسيوية ومن ثم التسابق مع أفضل رياضيات العالم في الأولمبياد وبطولات العالم كذلك، وأنا قادرة على هذا الشيء، وسأصل إليه إن شاء الله، بالذات في ظل الدعم الكبير الذي تتلقاه رياضتنا من الرياضي الأول في المملكة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهذا ما يعكسه اهتمام المسئولين على الرياضة في بلادنا.

العدد 4615 - الأحد 26 أبريل 2015م الموافق 07 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً