العدد 4616 - الإثنين 27 أبريل 2015م الموافق 08 رجب 1436هـ

نزوح كثيف لمنكوبي النيبال... وحصيلة الزلزال المدمر تتجاوز 4000 قتيل

مئات الأسر النيبالية افترشت الطرق بعد دمار منازلهم - AFP
مئات الأسر النيبالية افترشت الطرق بعد دمار منازلهم - AFP

حاول مئات الأشخاص أمس الإثنين (27 أبريل/ نيسان 2015) الفرار من كاتماندو عاصمة النيبال المنكوبة من جراء زلزال مدمر أدى إلى مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص، فيما وعدت الأمم المتحدة بتكثيف المساعدة الإنسانية للمنكوبين.

وكان الناجون من الزلزال الذي أوقع أكثر من 7500 جريح وفقاً لآخر الأرقام التي نشرتها الحكومة مساء أمس، يتهافتون لشراء المواد الغذائية والتزود بالوقود خشية حصول نقص في هذه المواد.

كما سرت مخاوف من انتشار أمراض في صفوف عشرات آلاف السكان الذين انهارت منازلهم وأرغموا على البقاء في خيم نصبت في متنزهات.

وقال الناطق باسم الجيش آرون نبوباني للصحافيين «من المهم الحؤول دون وقوع كارثة جديدة عبر أخذ الاحتياطات لتجنب انتشار أوبئة بين الناجين».

وكانت عائلات تتكدس في حافلات أو سيارات في محاولة للوصول إلى قراها ومعاينة الأضرار.

وكانت الفرق الإنسانية الدولية المزودة بتجهيزات خاصة وترافقها كلاب بوليسية تصل بشكل منتظم إلى مطار كاتماندو في ضاحية هذه العاصمة التي تشهد الكثير من الحركة عادة والتي ضربها زلزال بالغ القوة السبت.

ويعد برنامج الأغذية العالمي عملية «كبرى» للمساعدة وعبر عن أمله في إرسال أول شحنة مواد غذائية جواً في أسرع وقت ممكن كما أعلنت إحدى المتحدثات باسمه إليزابيث بيرز.

وبحسب آخر حصيلة نشرها جهاز إدارة الكوارث لدى وزارة الداخلية النيبالية فإن الزلزال وهو الأعنف الذي يضرب النيبال منذ 80 عاماً، أوقع 4010 قتلى بينهم فرنسيان بحسب وزارة الخارجية الفرنسية.

وقتل أكثر من 90 شخصاً في الهند والصين.

وأمضى عشرات آلاف السكان في كاتماندو ليلتهم في العراء تحت خيم.

وتساءلت امرأة في الـ 70 من العمر تحمل كلبها «إنه كابوس لماذا لا تتوقف الهزات الارتدادية؟».

ولا تزال الأرض ترتج بانتظام ولم يتمكن العديدون من النوم في الليل ولا سيما مع انهمار أمطار غزيرة على المدينة.

وقال مسئول حكومي إن الناجين بحاجة إلى مياه الشرب والمواد الأساسية في حين تنتظر المناطق الريفية وصول المساعدات.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية، لاكسمي براساد داكال لوكالة «فرانس برس»: «إننا نركز جهودنا على عمليات الإغاثة» موضحاً أنه تمت تعبئة مروحيات لإغاثة الناجين في المناطق النائية. وقال «نحتاج أيضاً إلى مياه الشفة والمواد الغذائية للناجين».

وما يزيد من صعوبة وضع الناجين انقطاع التيار الكهربائي وهشاشة شبكات الاتصال التي باتت على شفير الانقطاع.

وأوضحت السلطات النيبالية أنها تبذل أقصى ما بوسعها لمساعدة المناطق المعزولة الأقرب إلى مركز الزلزال على مسافة حوالى 80 كلم شمال غرب كاتماندو.

كذلك أثار الزلزال انهياراً ثلجياً في جبل إيفرست حيث طمرت موجة هائلة من الثلج شبهها أحد الناجين بـ «مبنى أبيض من خمسين طابقاً» مخيماً يستخدم قاعدة لمتسلقي الجبال.

وتأكد مقتل 18 شخصاً في الجبل الذي قصده في بداية موسم التسلق 800 شخص بينهم العديد من الأجانب، بحسب تقديرات مسئولين محليين. لكن صعوبة المواصلات حالت دون تقدير مدى الدمار في أعلى قمم العالم.

وأعقبت الزلزال الأحد هزات ارتدادية بعضها عنيف جداً أثار انهيارات ثلجية جديدة في جبل إيفرست في وقت كانت المروحيات تعمل على إجلاء الجرحى الأكثر خطورة.

وأعلنت اليونيسف أن الاطفال الأكثر تضرراً من الكارثة وأن حوالى مليون منهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.

ويتلقى المسعفون النيباليون تعزيزات من مئات العاملين الإنسانيين القادمين من بلدان مثل الصين والهند والولايات المتحدة. وهناك حوالى سبعين أميركياً في طريقهم إلى النيبال فيما أعلنت واشنطن تخصيص مساعدة بـ 10 ملايين دولار لعمليات المساعدة.

والمستشفيات مكتظة ويعمل الأطباء على مدار الساعة لمعالجة الجرحى في ظروف صعبة. وتكدست أيضاً الجثث في المشارح.

ومدينة بوخارا التي يقصدها محبو المغامرات والواقعة على بعد 70 كلم غرب مركز الهزة فلم تتأثر بالزلزال وواصل السياح عطلتهم فيها كما أفادت مراسلة «فرانس برس».

وتشهد النيبال نشاطاً زلزاليا قوياً على غرار كل منطقة الهملايا حيث تلتقي الصفيحتان التكتونيتان الهندية والأورآسيا.

العدد 4616 - الإثنين 27 أبريل 2015م الموافق 08 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً