العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ

المحفوظ: الإضراب باقٍ في قاموس الحركة العمالية...ومؤتمرنا المقبل قد يشهد مفاجأة

أطراف تحاصرنا بـ «القبضة الناعمة»... والتعددية لا تستفزنا

المحفوظ خلال حواره مع «الوسط»
المحفوظ خلال حواره مع «الوسط»

العدلية - محمود الجزيري

أكد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيدسلمان المحفوظ أن «الإضراب كسلاح في يد الحركة العمالية العالمية سيبقى موجوداً ولا يمكن إلغاؤه»، إلا أنه عاد واعتبره «أبغض الحلال عند النقابيين» الذي لا يلجأ إليه، إلا بعد استنفاد جميع الحلول.

وفيما اتهم المحفوظ أطرافاً لم يسمِّها بمحاصرة الاتحاد باستخدام «القبضة الناعمة»، كشف عن إمكان وقوع مفاجأة في المؤتمر العام للاتحاد الذي سيعقد في العام المقبل، وقال: «إنها قد تتعلق بشخص الأمين العام».

جاء ذلك خلال حوار مع «الوسط» بمناسبة عيد العمال العالمي الذي يصادف الأول من مايو في كل عام. وفيما يلي نص الحوار:

لنبدأ من صدور قانون النقابات 33 للعام 2002 وحتى الآن. كيف يرى اتحاد النقابات التجربة النقابية في البحرين؟

- الحركة العمالية في البلد سابقة لهذا التاريخ بكثير، ولكن لو حصرنا التركيز على هذه الفترة الزمنية سنرى أن الحركة النقابية استطاعت خلق العديد من الكوادر والقيادات، ووسعت رقعة العمل على الأرض، كما استطاعت أن تؤسس لمفهوم الشراكة بين المجتمع المدني والحركة النقابية. سابقاً كانت الأندية والجمعيات هي المتسيّدة، لكن الآن النقابات تعتبر من محركات الشأن العام، وآخذة لمركز الطليعة فيه، وهذا كله يقودنا إلى نقطة جوهرية واحدة، وهو نضوج الوعي الشعبي بمفهوم العمل النقابي، وهو ما اعتبره شخصياً أكبر الإنجازات.

طيب... وما هي الإنجازات التي حققتها التجربة في مواقع العمل؟

- تحسين الأجور والامتيازات، وتحسين ظروف وبيئة العمل، وكذلك خلق الوعي لدى أصحاب العمل في كيفية التعامل مع النقابات والتفاوض معها.

هل لا سمَّيت لنا شركات تحققت فيها الإنجازات التي ذكرت؟

- شركة دلمون الدواجن كانت تعيش أسوأ حالاتها في الأجور والامتيازات ثم بفضل العمل النقابي قفزت قفزة كبيرة في هذا المجال، واستطاعت أن تنقل الواقع من واقع سيئ إلى واقع أفضل. وهذا أيضاً تم في شركات: أسري، والعليان، والخليج للاستثمار، وبابكو، وبناغاز وغيرها.

طالما تحققت كل هذه الإنجازات، فلماذا لايزال الاتحاد يتهم أصحاب العمل بغياب الوعي النقابي؟

- نحن نقول بعض أصحاب العمل وليس كلهم. وهذا لاشك واحد من المعوقات الكبيرة أن بعض أصحاب العمل غير مستوعب لأهمية وجود الحركة النقابية، وبالتالي عدم الاستيعاب وعدم الفهم الحقيقي جزء من المعوق.

ما هو المفهوم الصحيح للعمل النقابي كما يراه اتحاد النقابات؟

- المفهوم الصحيح، أن يكون العمل النقابي شريك حقيقي وفاعل مع كل الأطراف، كما يجب أن يشتمل على قيم الحرية والاستقلال على مستوى التنظيم.

بصراحة، ألا تجد أن خوف أصحاب العمل من النقابات مبرر، وخاصة لما لها من قدرة على تنظيم إرادة العمال في فعاليات احتجاجية تؤثر على الإنتاج؟

- الأنشطة الاحتجاجية أو الإضراب، ما هي إلا وسيلة من وسائل الدفاع التي تملكها النقابات، لكن مع ذلك فإنه سبق وأن بيَّنا أن أبغض الحلال عند النقابي هو الإضراب، لأنه لا يلجأ إليه إلا في مراحل صعبة، وخاصة أننا نعلم جيداً بأن الحركة النقابية هي حركة احتجاجية سلمية، تطورت اليوم بحيث إن هذه الاحتجاجات ارتقت إلى مستوى طاولة الحوار، وطاولة الشراكة والتفاوض، وبالتالي متى ما تقبلت الأطراف مفهوم الشراكة الاجتماعية لن نصل إلى الإضراب.

لكن الاتحاد العام لجأ إلى إعلان الإضراب في 2011 وأشعل أزمة لايزال يدفع ضريبتها؟

- الإضراب جاء في مرحلة كان يحتاجها وانتهى، ولا أتصور أنه يجب التركيز عليه لأني أسلفت القول إنه وسيلة وليس غاية، ولا تستخدم هذه الوسيلة إلا بعد نفاذ كل السبل. لكن الاتحاد دائماً ما ينظر إلى الأمور بمقياس العقل والحكمة في التصرف. نحن راجعنا كل الخطوات ووصلنا إلى نتيجة تفيد بأنه ليس من الممكن القول بأن الإضراب انتهى كلياً من قاموس الحركة النقابية. هو سيبقى عنصر من عناصر الحركة النقابية العالمية، ولا يمكن إلغاؤه.

عفواً، لكن لجوءكم للإضراب كان مكلف جداً وأتى بارتدادات عنيفة على العمل النقابي.

- صحيح أزمة 2011 خلقت ارتدادات ليست بسيطة، وأكبر ارتداد هو فصل ما يقرب 4000 عامل كما أعلن السيد بسيوني في تقريره، وهذا كان ارتداداً مؤلماً، ومؤرق بالنسبة للحركة النقابية، وهو خلق فجوة في لحظتها بين أطراف الإنتاج الثلاثة. هذه الفجوة ظلت لفترة، ثم تمكنا من تصحيح الجزء الكبير تمثل أولها في عودة الغالبية العظمى من المفصولين، كما عملنا على ردم الفجوة التي حدثت بينا وبين أطراف الإنتاج، وتمكنا بفضل النضال والمواقف الثابتة من تحقيق مراحل متقدمة في ذلك.

هل رُدِمت الفجوة فعلاً، وحققت مكتسبات عملية؟

- نعم، إذ عادت عجلة التفاوض للدوران بين النقابات ومجالس إدارات الشركات، وإن كان ليست كما كانت عليه في السابق. مع ذلك أعتقد أنه لابد من الإقرار بأن أطرافاً لاتزال تضغط على الاتحاد باستخدام القبضة الناعمة أو المخملية، والضرب بالقفاز الحريري إذا جاز التعبير.

هذه القبضة ربما لمنعكم من تسييس العمل النقابي كما يرى البعض أنكم فعلتم.

- دعني أقول إن هناك سوءاً في فهم حركة الاتحاد العام، الحالة الطبيعية أن الاتحاد والحركة النقابية تقوم بالدفاع عن العاملين، والسعي لتحقيق المكاسب الحقيقية لهم. إن تحركاتنا ليست بخطأ لكن الخطأ في فهم البعض لتحركاتنا. أما اتهامنا بالتسييس فهي مقولة يتغنى بها من لا يقبلك أو من لا يريد فهمك. اليوم لا يمكن أن يبقى الاتحاد صامتاً في قضية عامل فصل بسبب حرية الرأي والتعبير، خوفاً من اتهامه بتسييس العمل، ما يهمنا العامل لا السبب الذي فصل من أجله.

بالحديث عن قضية المفصولين، كم تبقى منهم لم يعودوا حتى الآن؟

- الاتفاقية الثلاثية نصت على إرجاع 165 مفصولاً، لكن مع كل أسف هناك تباطؤ وتلكؤ من قبل الحكومة في تنفيذ الاتفاق، وهو ما نتج عنه بقاء نصف هذا العدد (165) متعطلين حتى الآن.

إذن، هل يصح القول إنه تم خداعكم في هذا الاتفاق كما يشيع البعض؟

- هذا كلام ارتجالي، ويطلق في الهواء دون قراءة حقيقية للواقع العام. المفصولون كانوا 4.700 واستطاع الاتحاد إرجاع السواد الغالب منهم، فيما لايزال يعمل جاهداً لإرجاع البقية، فلو خدع الاتحاد ما استطاع إرجاع كل هذا العدد.

صِف لنا علاقتكم بوزارة العمل؟

- الإطار العام جيد لكنها تبقى معرضة للمد والجزر.

لماذا ثار الاتحاد على الوزارة رفضاً لمبدأ التناوب بينه وبين الاتحاد الحر لتمثيل البحرين في الخارجية، رغم أن الوزارة قالت إنه مبدأ عالمي.

- التناوب ليس مبدأً عالمياً. المبدأ العالمي هو إسباغ صفة العضو الأصيل على الاتحاد الأكثر تمثيلاً. الاتحاد العام اعترض ومازال على آلية تعيين من يمثل عمال البحرين بالخارج، وتقدمنا بأكثر من خطاب استناداً لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية في طريقة اختيار من يمثل العمال في هذه المحافل. وللأسف؛ فإن وزارة العمل لم تلتزم بالمعايير المعتمدة، فليس هناك ما يطلق عليه مبدأ التناوب، وإنما هو الحق الأصيل للاتحاد الأكثر تمثيلاً.

لكن الوزارة تقول إن ذلك تم بالتوافق.

- ليس هنالك من توافق مطلقاً، ولم نستشِر في الموضوع بل فرض علينا.

يلاحظ عليكم الاستفزاز من موضوع التعددية، لماذا؟

- على العكس الاتحاد لا يستفز من موضوع التعددية، لكن يشترط أن تنطلق التعددية من الإرادة العمالية الحرة، وليست بالفرض من أي طرف، ثانياً لا يجب أن تكون التعددية من أجل المماحكة والتحارب، كما نرفض أن يمارس أصحاب القرار التمييز بين النقابات بل على أصحاب العمل أن يتعاونون حكماً مع النقابات، ولذلك من يقول إن الاتحاد تستفزه كلمة التعددية فهو واهم، لأنها جزء طبيعي في الحركة النقابية.

لماذا لا تمدّون يد التعاون للاتحاد الحر؟

- نحن اتحاد قائم بذاته وبني على أهداف معلنة، والاتحاد لن يقف أمام أي محاولة لتوحيد الحركة النقابية متى ما كانت حرة مستقلة وديمقراطية.

في الجزء الأخير من اللقاء، سنتحدث عن مؤتمركم العام المقبل. متى سيعقد؟

- سيعقد في الربع الأول من العام 2016.

هل يتهيأ سيد سلمان المحفوظ لولاية ثالثة؟

- الموضوع يترك للزمن.

هل نتوقع مفاجآت، خاصة بالمؤتمر، وأخرى متعلقة بشخص سيد المحفوظ؟

- كل مؤتمرات الاتحاد فيها مفاجآت ولا تخلو من ذلك، وقد تكون هناك مفاجآت متعلقة بالأمين العام.

العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً