أكد رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور أن مملكة البحرين تنعم بأجواء من حرية ممارسة الشعائر الدينية يكفلها الدستور دون تفرقة أو تمييز، وبحماية القانون والتقاليد المرعية في البلاد برعاية كريمة من حكام البحرين منذ القدم وحتى يومنا هذا في ظل قيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ولفت إلى أن القيادة دائماً وأبداً تؤكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز كل مظاهر التسامح الديني والتعايش السلمي وتوطيد أواصر الأخوة الايمانية لمواجهة التحديات الطائفية والانقسام والفتن التي تمر بها المنطقة، لافتاً أن البحرين عرفت على مر الأزمان بأنها أرض السلام والتعايش وأن قاطنيها من مختلف الأعراق والديانات لديهم ارتباطهم الروحي والوطني والإنساني الذي امتد لسنوات طويلة في المملكة، ولم يتعرضوا خلالها للتمييز والنبذ.

وأكد العصفور أن ملف إعادة بناء المساجد التي هدمت لمخالفتها رخص البناء خلال فترة الأحداث سيطوى بالكامل قريبا.

وأشار العصفور فيما يتعلق بتقرير اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) الأخير حول التقدم في ملف إعادة بناء المساجد التي أشار إليها تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (BICI)، إلى أن الملف يسير بوتيرة متسارعة مع توجيه الحكومة لاعتماد وتخصيص موازنة إجمالية قدرها (3 ملايين وثلاثمئة وتسعة وثمانون ألفا وثمانمئة وأربعون ديناراً بحرينياً) لإنجاز هذا الملف وتوثيق اوضاع دور العبادة قانونيا وإعادة بنائها واستكمال الوثائق الملكية الوقفية الرسمية الخاصة بها وفق توجيهات ومراسيم ملكية سامية بهذا الشأن، دون أن تؤثر هذه المبالغ على وتيرة زيادة مشاريع بناء المساجد والجوامع في كافة مناطق مملكة البحرين؛ لكونها خصصت بشكل مستقل وبشكل طارئ.

الجدير بالذكر ان الجهات المعنية بتطبيق القوانين التنفيذية وكذلك القضائية، قد أكدت اكثر من مرة بأن جميع الإجراءات المتخذة ضد من يتجاوز القوانين السارية تتم وفق القانون مع الحفاظ على كافة حقوق من يخضع لهذه الإجراءات القانونية، بجانب حرية التعبير والتجمع السلمي التي يكفلها الدستور.

من جانب آخر، كانت وزارة العمل قد أوضحت في وقت سابق بأن توقيع الاتفاقية الثلاثية بين أطراف الانتاج الثلاثة كان بمثابة اقرار من جميع الاطراف بأن البحرين قامت بكل الجهود لاعادة العمال المفصولين اثناء فترة احداث العام 2011 وقد تمت تسوية وارجاع أكثر من 98 في المئة من إجمالي الحالات المسجلة في القطاعين العام والخاص. وقد ترتب على ذلك إقرار مجلس إدارة منظمة العمل الدولية بهذه النتائج الإيجابية اذ قرر شطب الشكوى المقامة ضد مملكة البحرين والإشادة بما حققته من نتائج إيجابية في هذا الشأن.

وقد صدرت قبل شهرين توجيهات من القيادة الرشيدة بتشكيل لجان مشتركة من ادارة الأوقاف الجعفرية والمحافظات الأربع لإجراء مسح شامل عن احتياجات الأهالي في جميع القرى والمدن من دور العبادة من مساجد ومآتم ومراكز تحفيظ القرآن لاعتماد الموازنة الكافية لإنشائها للفترة المقبلة مع ازدياد رقعة المجمعات السكنية الجديدة.

وذكر العصفور أنه تم الشروع في استصدار وثائق ملكية حديثة لأكثر من خمسمئة مسجد مسجل في سجلات ادارة الأوقاف ولا توجد لها وثائق ملكية حديثة واستكمال اجراءات ما يزيد على الثمانين مسجداً توجد طلبات بإعادة بنائها.

كما تم تشكيل لجنة خاصة قبل اسبوعين لإعمار وتطوير المساجد مكونة من مهندسي ادارتي الاوقاف السنية والجعفرية والشئون الاسلامية لمتابعة تنفيذ مشاريع بناء المساجد وفق احدث المواصفات والاشتراطات الهندسية والمعمارية.

وقال انه تم تخصيص مكرمة ملكية خلال السنتين الماضيتين لصيانة أكثر من 100 مسجد وتركيب مكيفات جديدة لها لأول مرة وتموين المآتم وفرش 93 منها بالسجاد التركي الفاخر بما يقرب من نصف مليون دينار ووتيرة الرعاية مستمرة دون انقطاع.

وذكر أن حرص جميع الأطراف على معالجة وتخطي الفترة الحرجة التي مرت بها البلاد يعكس الرغبة الصادقة في تعزيز أجواء التسامح والمضي قدماً في بناء الوطن وتعزيز مكتسباته.

وبين أن إدارة الأوقاف الجعفرية حريصة على متابعة ملف المساجد الواردة في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، والتي يبلغ مجموعها 30 مسجداً، وقد أصدرت تقريرا تفصيليا في يناير 2015 بالتعاون مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف لقياس سير العمل ونسبة الإنجاز في المساجد وإطلاع الرأي العام بكل شفافية على ما تم إنجازه وما تبقى من العمل غير المنجز.

كما بين أنه تم استكمال 27 مسجداً بنسبة 100 في المئة حتى مطلع العام الجاري.

وأوضح بأن الإدارة تعمل بالتنسيق مع وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف على التعجيل بإعادة بناء 3 مواقع اخرى، وقد أفادت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بأنها بصدد الانتهاء من اعداد دراسة مشروع بنائها وهي مسجد الإمام الصادق (ع) في سلماباد الذي تم بناؤه في موقعه القديم وسط الدوار من قبل الأهالي اذ ذكرت الوزارة «أنها تدرس الموقع البديل للموقع القديم لمسجد الإمام الصادق (ع) في سلماباد»، وتم التواصل مع الاهالي لتسريع تذليل العقبات أمام البناء وكذلك مسجد فاطمة الزهراء في مدينة زايد، أما عن مسجد أبوذر الغفاري في النويدرات، مؤكداً أن الإدارة بانتظار التوجيه لإعادة تخصيص الموقع ليتسنى البدء في التنفيذ فوراً وطي هذا الملف بالكامل.

وقال ان الإدارة تعمل بشكل متواصل وقد أعلنت في وسائل الإعلام بشكل متتال عن سير الانجاز في المساجد بشكل تفصيلي، وبحسب الإحصاءات الحديثة فقد تم الانتهاء من 23 مسجداً في العام 2013 و 2014 (20 مسجداً في العام 2014) و(3 في العام 2013) بنسبة 100 في المئة وفقاً لتقارير قسم المشاريع الهندسية بوزارة العدل وتم منذ مطلع العام الجاري (2015) الانتهاء من 4 مساجد وقد تم خلاله فتح ابواب أكثرها للمصلين باستثناء بعضها التي سيتم توصيل خدمات الكهرباء والماء إليها قريباً.

وأما مايتعلق بما ورد حول مسجد أمير محمد البربغي في قرية عالي، فقال سماحته: «لقد اوضحنا في بيان خاص أنه بحسب سجلات ادارة الأوقاف لايوجد أي سند شرعي وقانوني لمسجديته وأنه بني في العام 1986 في أرض ملك خاص بتصرف شخصي وسمي باسم شخصية لا وجود لها في تاريخ البحرين ولا قيمة دينية ولا تاريخية لها، والتعبير بأنه معلم ديني وتاريخي كبير للمجتمع الشيعي مجانب للحقيقة، على الرغم بأنه أعيد بناؤه في موقع مجاور بعد استملاك الارض المجاورة ولا يوجد تغيير للموقع الأصلي الشرعي لعدم مسجديته شرعاً أصلاً، كما أنه يقع في منطقة غير مأهولة بالسكان جرداء من العمران».

وقال ان الامتداد التاريخي لشعب البحرين يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، مؤكداً عراقته التي تمتد الى نشأة التمدن الأولى للبشرية وتاريخها وعرف شعبها قيمة التسامح والتعايش الحضاري والسلمي وأصول التمدن البشري قبل ان يعرف المجتمع الغربي هذه المعاني بقرون، وهناك توافق بين القيادة والشعب. وقد أطلق جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد مبادرات حكيمة معروفة وفرت اسباب العيش الكريم لجميع أبناء الشعب.