تشكل ولادة ابنة دوق ودوقة كامبريدج فرصة مزودجة للاحتفال بالنسبة إلى مناصري قضايا المساواة بين الرجل والمرأة، إذ أن هذا الحدث السعيد يرسي قواعد خلافة جديدة تنهي حق البكورة في تولي العرش.

ففي الثامن والعشرين من آذار/مارس، أعلنت الحكومة البريطانية إقرار قانون ينتهي بموجبه تقليد يعود لثلاثمئة سنة وينص على أولوية المولود الذكر في خلافة العرش، بعد أن صدقت أستراليا أخيرا على هذا التغيير.

وبنتيجة ذلك، لم يعد من الممكن إطاحة وريثة العرش من المرتبة الرابعة لخلافته من قبل أشقاء أصغر سنا منها.

وتأتي ابنة دوق ودوقة كامبريدج بعد شقيقها البكر جورج في ترتيب خلافة عرش إنكلترا الذي يتصدره الأمير تشارلز الابن البكر للملكة إليزابيث الثانية ويليه ابنه وليام.

لكن في حال رزق شقيقها البكر جورج بأولاد، فإنهم سيسبقونها في الترتيب.

وقبل إقرار هذا القانون الجديد، كانت الأميرات يعتلين العرش عندما لم يكن لديهن أشقاء أصغر يتفوقون عليهن في الأولوية على خلافة العرش.

وكانت الملكة إليزابيث الثانية قد تبوأت العرش لأنه لم يكن لديها أي أخ أصغر منها.

وبعد مناقشات امتدت على قرون لوضع حد لهذا التقليد غير المنصف للنساء، سرعت عجلة التغيير إثر زواج الأمير وليام بكايت سنة 2011 واحتمال أن يرزق الزوجان بأولاد.

وسرعان ما صوت البرلمان على مشروع القانون في بريطانيا، لكن، كي يدخل القانون حيز التنفيذ، كان لا بد من الحصول على الموافقة الرسمية لكل من البلدان الخمسة عشر التي تحكمها الملكة إليزابيث الثانية (من بين دول الكومنولث البالغ عددها 54).

وستطبق "وثيقة خلافة العرش 2013" مع مفعول رجعي على جميع الأطفال الذين ولدوا "بعد 28 تشرين الأول/أكتوبر 2011".

وتستبعد من الخلافة بالتالي الأميرة آن (64 عاما) الابنة الثانية للملكة إليزابيث والأمير فيليب. وهي تلي شقيقيها الأصغر سنا منها وأولادهما في ترتيب خلافة العرش.

وقبل الملكة إليزابيث الثانية، كانت الملكة فيكتوريا قد تولت العرش من العام 1837 إلى العام 1901 في سياق أطول عهد ملكي على الإطلاق في تاريخ بريطانيا (63 عاما). وكانت قبلها على العرش الملكة آن (1702 - 1714) والملكة ماري الثانية (1689 - 1694) وإليزابيث الأولى (1558 - 1603) وماري الأولى (1553 - 1558) وماري ملكة اسكتلندا (1542 - 1567).

وليست بريطانيا أول بلد في العالم يحدث قواعد الخلافة. فقد قام بذلك كل من السويد وبلجيكا والدنمارك وهولندا ولوكسمبورغ والنروج، في حين لا تزال اسبانيا وموناكو تعطيان الأولوية للذكور.