العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ

الزاكي: من واقع حبنا لهذا الوطن لا نرى مخرجاً لأزمته إلا بالإفراج عن السجناء والاستجابة للمطالب العادلة

الشيخ فاضل الزاكي
الشيخ فاضل الزاكي

قال الشيخ فاضل الزاكي - في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس الجمعة (8 مايو / آيار 2015)- «من واقع حبنا هذا الوطن لا نرى مخرجا لأزمة هذا الوطن إلا بالإفراج عن جميع السجناء من أبنائه والاستجابة للمطالب العادلة التي رفعها هذا الشعب من أجل خير الوطن بكل أطيافه وفئاته».

وذكر الزاكي أن «تحرك هذا الشعب من واقع المعاناة والشعور بالتهميش ليطالب بحقوقه المشروعة، وجاء هذا التحرك بعد أن استُنفذتْ كل الطرق المتاحة لتغيير هذا الواقع من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية، حيث اتضح للجميع عدم جدوائية السعي لتحقيق إصلاح حقيقي من داخل مجلس نيابي مشلول، هذا التحرك الجماهيري على رغم تمسك كل رموزه بالسلمية والتزام الشريحة الأكبر من أبناء الشعب بها إلا أنه جوبه بتعنت واضح من طرف الجهات الرسمية، فلم تلق تلك المطالب السلمية أذنا صاغية».

وأضاف «الكل يرى أنه على رغم كل تلك الأعداد من الشهداء واكتظاظ السجون بالسجناء علاوة على الجرحى، ورغم كل المعاناة التي مر بها هذا الشعب إلا ان الشعب مازال مصرا على مطالبه، مؤمنا بعدالتها وأنها تنطلق من واقع الضرورة الملحة التي لابد منها».

وتساءل الزاكي «ألم تقتنع الجهات الرسمية بعدُ أن الوقت قد حان للاستجابة لهذه المطالب العادلة، وأن أي محاولة لإسكات صوت الشعب أو الإلتفاف على مطالبه ستبوء بالفشل، ألم تدرك أن أي محاولة لتأخير الاستجابة لهذه المطالب لن تنتج سوى مزيد من الألم والمعاناة غير المبررة لهذا الوطن وابنائه، السجن والتعاطي الأمني لم ينتج حلا، ولن ينتج حلا أبدا أمام إرادة الشعوب، والبحرين ليست استثناء من ذلك، ولو كان للتعاطي الأمني أن ينتج حلا لأنتجه في السنوات الماضية».

وفي موضوع آخر، تحدث الزاكي عن الحسد، وقال: «الحسد من الآفات الاجتماعية المنتشرة في كل المجتمعات، وعلى طول الأزمان، وقبل أن نتكلم عن هذه الآفة لابد أن نلقي الضوء على معنى هذا المصطلح ونفرق بينه وبين مصطلحي الغبطة والعين، وذلك لارتباطهما به بنحو أو آخر: عرفوا الحسد بأنه: تمني زوال نعمة الغير، فالإنسان إذا رأى ما أنعمه الله على الغير من خير، يضيق صدره بذلك ويتأذى من وجود تلك النعم ويتمنى زوالها عن الغير وإن لم يحصل له نفع بزوالها، وهذا هو الحسد المذموم، فيكون ذلك مرضا في قلب الحسود. والغبطة أن لا يتمنى زوال تلك النعمة عن الغير، وإنما يتمنى أن ينعم الله عليه بمثل ما أنعم على الغير أو يزيده، والغبطة بهذا المعنى لا ضير فيها بل هي صفة ممدوحة، ثم هناك مصطلح ثالث وهو «العين» حيث يعتقد الكثير من الناس ومنهم بعض العلماء أن الحاسد إذا تمنى زوال النعمة من غيره، ونظر إلى المنعم عليه نظرة إعجاب، ثم رمقه بعينه، كان لهذه النظرة تأثير في المحسود فيضره أو يهلكه بها، ورغم فقدان الدليل العلمي على إثبات هذا التأثير إلا أن البعض يدعي وجوده، مستندا لبعض ما يُنقل من قصص والحكايات. وفي المقابل، أنكر آخرون من العلماء ذلك، وشددوا في النكير، وضعفوا ما ورد من نصوص أو تأولوه بمعان أخرى، منها أن الحكمة الإلهية قد تقتضي أحيانا أن يتغير المحسود عند نظر الحاسد وتحديقه فيه، فليس هنا من سبب أو تأثير حقيقي للعين، والمؤثر إنما هو حكمة الله وإرادته، ومنهم من يرى أن التأثير يحصل بحسب الحالة النفسية التي يعيشها المحسود».

وفيما يخص أضرار الحسد، بين الزاكي أن «الحسد آفة خطيرة يلزم التوقي منها، وقد نهى عنها الرسول (ص) وأهل بيته عليهم السلام، وذلك لما لها من أضرار ومخاطر عظيمة على الفرد والمجتمع، ومن ذلك: أن الحسد يدفع لارتكاب الكبائر، إذ إنه إذا سيطر الحسد على نفس انسان تجاه آخر كثيرا ما نجده ينمو ويتعاظم، وقد يجر الحاسد لارتكاب بعض المحرمات للإضرار بالمحسود، وربما بررت له نفسه ذلك بحجج واهية سخيفة، كما أن الحسد يدفع لمخالفة الحق ومتابعة الهوى، إذ إن التنافس والتحاسد إذا دب في نفس شخص تجاه شخص آخر، فكثيرا ما يستحوذ عليه ويعمي بصيرته، لاسيما إذا كانا من أهل حرفة واحدة أو من أهل صنف واحد، فتراه يسعى لمضادته في كل أعماله الحقة منها والباطلة، فيسفّه كل أقواله ويخطّئ كل أفعاله سواء منها ما كان حقا أم باطلا، ويشكك في نضجه وجودة فهمه وهدفه من ذلك أن يسقط منزلة المحسود في أعين الناس، ويجعله في أقل درجة وأسوأ منزلة، لأنه يعتقد أن هذا التهجم والتسفيه والتنقيص لخصمه يحط من منزلة الخصم عند الناس، وهذا الأمر واضح مشهود لا يكاد يخفى على أحد، ولا شك في أن هذه التصرفات تترك أثرها البالغ في دين المسلم، ومن المخاطر أيضاً أن الحسود يفقد منزلته بين الناس، فغالبا ما يكون الحسد سببا في انجرار الإنسان لمجانبة الحق ومتابعة الهوى في تقييمه الآخرين، وغالبا ما يعجز الإنسان عن إخفاء هذا الخلق السيئ، فيظهر بوضوح في فلتات لسانه، فإذا اطلع الآخرون عليه صار ذلك سببا في انهيار مكانة الحاسد لديهم وسقوطه من أعينهم؛ لأن الحسد صفة يكرهها ويسترذلها الطبع البشري، وكذلك فإن الحسد ينشر البغضاء والتنازع، فإذا سيطر الحسد على أمة نشر بينها البغضاء والتنازع؛ لأن الحاسد سيسعى لتحطيم المحسود وتدمير شخصيته الاجتماعية أو المهنية، وبالمقابل فإن المحسود إذا علم بهذه المواقف من الحاسد غالبا ما سيقابله بالمثل، فتتسع الهوة بينهما، وقد يتحزب بعض أفراد المجتمع لهذا الطرف أو ذاك مما يزيد من عمق المشكلة ويفاقمها ويسهل على العدو نيل مقاصده في تحطيم الامة».

واستعرض الزاكي في خطبته أسباب الحسد، وذكر أنها تتمثل في «العدواة والبغضاء والحقد الذي يحمله الحاسد تجاه شخص أو فئة فيحمله ذلك على تمني زوال النعم عنهم، وهذا من أبرز أسباب الحسد، إذ إن من يحقد على إنسان ويبغضه كثيرا ما يكره الخير له ويحب الشر له، الكبر في النفس وهذا الشعور النفساني بنفسه مرض يحتاج لمعالجة، وهو من الأسباب التي قد تدفع الإنسان للحسد إذ رأى أحدا يتقدمه ويصيب خيرا ونعمة والحال أنه يرى نفسه خيرا من هذا الشخص، ومن الأسباب كذلك الخوف من مزاحمة المحسود له فيفوت عليه بهذه المزاحمة بعض ما يطلبه ويسعى إليه، وهذا السبب هو العمدة في التحاسد بين النظراء في المناصب والأموال والتخصصات، إذ يشتركون في هدف ومقصود واحد، فيرى كل واحد منهم أن الآخرين مزاحمين له على هذا الهدف والمقصد، ومن أمثلة ذلك ما يحصل من تحاسد بين اهل الصنعة الواحدة كالتجار أو الصُنّاع أو العلماء أو الأطباء أو السياسيين، ومنه ما يجري بين المرأة وضراتها، وكذا ما يجري من تنافس بين التلاميذ عند الاستاذ أو بين الأبناء عند أبويهم».

وتطرق الزاكي إلى علاج الحسد، وذلك من خلال: إزالة أسباب البغض؛ لأن البغض والحقد هو الدافع الأبرز الذي يدفع الانسان للحسد، فإذا زال السبب زال المسبب كما يقولون، فيلقن نفسه حب المؤمنين، وينبغي له أن يستعين على ذلك بالدعاء والتضرع لله عز وجل، مقابلة الهوى بضده، وحيث أن نفسه المريضة بآفة الحسد تميل للتنقيص من الآخر وذمه وتتمنى زوال النعمة عنه، فعليه أن يقابلها بضد ذلك، فيسعى للثناء عليه أمام الناس بما هو أهله، ويدعو له بدوام النعمة وزيادتها في ظهر الغيب، إلى جانب تذكير النفس بأضرار الحسد، فإنه متى ما تذكر والتفت إلى الأضرار العظيمة التي يجرها الحسد على الحاسد، سواء في دينه أم في دنياه، وما يجره الحسد من نفع على المحسود كان ذلك بنفسه رادعا له عن الحسد، بالإضافة إلى القناعة بقسمة الله، فإن مرجع الحسد إلى الاعتراض على حكمة الله في عطائه.

العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 11:30 ص

      رد على زائر 20

      انت اتقول انه الطرف الاخر ماشارك معكم اذن انت لم تحضر الدوار ورايت اخوانه السنه معنا اليس وعد وجمهورها مع الشيعة شاركو واكثر السنه فى البحرين يعرفون احنه على حق لاكن هم يخافون ان يخرجوا معنا لمطالبت بالحقوق وانت تعلم هاده الشى ولا تتجاهل يعنى لايوجد طائفيه يوجد ظلم من الحكومة الى شعبها واذا انت اتقول حقانى علق ضد الحكومة وانتقدها كما تنتقد الطائفيه اهنى كربلاء والله يصلح حالك ونورك للطريق الخير

    • زائر 22 زائر 21 | 1:32 م

      الجو في المنطقة ملوث بالطائفية

      وعد علمانية لا تمثل السنة جنا نقول الغالبية العظمى وكذلك في لبنان الغالبية السنة مع الحريري وكذلك اليمن حالياً وحتى المحطات التلفزة الطائفية انتشرت بسرعة في المنطقة كل مذهب يحارب الآخر بداية الحل الاعتراف بالحقيقة

    • زائر 19 | 7:50 ص

      -

      الشيخ فاضل الزاكي عالم عامل وشيخ جليل عرفناه ما قبل الاحداث رجل والرجال قليل لا يساوم في حقوق الشعب ويؤدي واجبه على اكمل وجه
      لو كل العلماء ساروا على ذات النهج الذي يسير فيه شيخنا الزاكي لاختلفت الكثير من الامور

    • زائر 14 | 5:30 ص

      رد على زائر 8

      لولا العلماء الحقانيين لفسدت الارض ودمر الاسلام على ايدى لاتخاف الله وانت واحد منهم الله ينصر علمائنا الاجلاء وحقق مراد الشعب المظلوووووم وقاتل الله الجهل

    • زائر 16 زائر 14 | 7:06 ص

      التهمه حرااااام

      حرااام لا يجوز التهمه حرام.....

    • زائر 13 | 5:27 ص

      رد على زائر 6

      لايوجد فى البحرين طائفيه القضيه سياسيه وانت لاتمل من تعليقاتك فى جميع المواضيع كله تعليقاتك طائفيه اظاهر انت ما بترتاح حتى تبث الطائفيه فى البلد مثل الكتاب الماجورين دو المصالح الشخصيه ياناس القضيه سياسيه وليس طائفيه اوتعوا ياسنه وشيعة الله ياخد الحق

    • زائر 17 زائر 13 | 7:07 ص

      ماذا تسمي كل جمعية مفصلة لتيار معين من الشيعة أو السنة

      هل يوجد هذا في الدول الديمقراطيه كل مذهب مسيحي مختلف أحزاب مفصلة على مقاسه ولا تقبل الآخر لماذا لا نتعلم من من أسس الديمقراطية أو كل تيار عندنا يبتدع ديمقراطية خاصه لفكرة إلا يكفينا هذه الفتنة الطائفية في المنطقة بسبب زج الدين والمذهب في السياسة

    • زائر 20 زائر 13 | 8:03 ص

      الطائفية

      اذا انت اتقول ان لا يوجد فى البحرين طائفية انها قضية سياسية اذا ليش مكون آخر من شعب البحرين ما شارك معكم نسيتو اللى قالو ...............و اللى قالو ..................و اشياء اخرى لمكون الثانى

    • زائر 9 | 4:58 ص

      مادخل العمامة واللحية في الديمقراطيه

      هذه صناعة بشرية لماذا إقحمة الدين والمذهب في المطالب الدنيوية إلا تشاهدون الفتنة من وراء هذا إلا تتعضوا

    • زائر 8 | 3:42 ص

      انتم المعممين!!!

      غربلتونا ولم تنفعونا بشي... ذلك انكم حشرتم أنفسكم فيما لا يعنينكم.. وتجاوزتم وظيفتهتكم التي حددها الله تعالى لكم.. وهو لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم... وهل في مطالبكم السياسيه ما يتعلق بالانذار في شي... رحم الله امرأ عرف قدر نفسه....

    • زائر 10 زائر 8 | 5:09 ص

      اقول

      روح استريح
      ترى كل كلمة الإنسان محاسب عليها يوم القيامة

    • زائر 11 زائر 8 | 5:20 ص

      الله يساعدك

      يبين عليك انك ما تفهم في الدين شي

    • زائر 15 زائر 8 | 7:05 ص

      كلام منطقي

      الرجال آثار فكره والواجب الجواب عليها... بدون سباب ولا تقسيم للجنه أو النار....

    • زائر 7 | 3:40 ص

      زويره

      والله اننا تعبنا نفسيا وماديا واجتماعيا من هذه الازمه .... نريد حل فوري وافراج عن جميع المساجين المواطنين حتى تعم المحبه من جديد على جميع الاطياف ...الله يفرج عن الجميع يا رب

    • زائر 6 | 2:15 ص

      زعزعة الثقة بين المواطنين تحرف المطالب العادلة

      هل بالأصطفاف الطائفي البغيض نحقق المطالب العادلة إلا يكفينا ما حصل في لبنان والعراق واليمن لماذا لا نشترك جميعاً في جمعيات مدنية وطنية تحتضن جميع الأطياف هذا العملي الصحيح الي تتبعه جميع شعوب العالم المتحضرة والعريقة في الديمقراطية

    • زائر 5 | 2:05 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،البحرين قامت ب خطأ فادح لسجنها الاطفال ما دون الثامنة عشره من العمر ،،وكذلك النساء ب اطفالهم الرضع ،،وايضا انتقصت من حقوق المرضي في سجونها البربريه ،، والاسوأ من ذلك ان من المساوئ ان يقوم ب تعذيب السجناء حتى بعد الحكم عليهم وادانتهم ،،هذا ما لا ترضاه لا احكام الارض ولا السماء ،،ف رفقا ب رفقاء دربكم واخوانكم في الدين يا من تدينون ب غير حق ،،السلام عليكم .

    • زائر 4 | 1:55 ص

      بوعلي

      نبغي منك ياشيخ 20 بس علشان تتصلح الامور ادري في مثل الشيخ واجد بس اكثرهم فئة صامتة خوفا من… ..

    • زائر 1 | 10:51 م

      بارك الله فيك

      هذا المنطق الوطني الصحيح
      نريد حل سياسي وحقوقي يضمن حقوق جميع المواطنين

اقرأ ايضاً