العدد 4633 - الخميس 14 مايو 2015م الموافق 25 رجب 1436هـ

386 أسرة بلا مدخول لـ 6 أشهر بسبب قرار تمديد حظر صيد الروبيان

بدائل «الثروة البحرية» غير مجدية... وقدروا خسائرهم بالآلاف

عشرات سفن الصيد «البوانيش» متوقفة عن العمل بسبب قرار حظر صيد الروبيان
عشرات سفن الصيد «البوانيش» متوقفة عن العمل بسبب قرار حظر صيد الروبيان

قضى قرار رقم (13) لسنة 2015 بشأن حظر صيد أو تداول أو بيع الروبيان وتمديد فترة الحظر إلى 6 أشهر عوضاً عن 4 فقط، بجعل 386 أسرة أربابها صيادون يعملون بسفن الصيد (البوانيش) والقوارب عاطلين عن العمل وبلا دخل لفترة 6 أشهر.

وأكد الصيادون أنهم أصبحوا من ضمن معدومي الدخل لفترة تزيد على 6 أشهر، في الوقت الذي طبقت فيه إدارة الثروة البحرية قرار تمديد الحظر من دون أي دراسة لأوضاع الصيادين وتعويضهم عن الفترة التي سيتوقفون عن العمل فيها.

واعتبر صيادو الروبيان البدائل التي طرحتها لهم إدارة الثروة البحرية خلال فترة الحظر، غير مجدية لأسباب عدة، والتي من بينها إمكانية السماح لهم بصيد الأسماك خلال تلك الفترة، مبينين أن «مساحات صيد الأسماك في البحرين ضيقة أصلاً، وتعاني من استنزاف غير محدود بصورة يومية بسبب شح المخزون والعدد الهائل من الرخص الفعالة، وبالتالي فإن صيادي الروبيان سيشكلون ضغطاً أكثر على المخزون وكذلك على صيادي الأسماك الأساسيين، فضلاً عن أن معدات وطرق صيد الروبيان تختلف تماماً عن الأخرى المستخدمة لصيد الأسماك، ما يعني أننا بحاجة إلى آلاف الدنانير من أجل تجهيز عدة لصيد الأسماك».

وانتقد الصيادون الذين التقت بهم «الوسط»، وهم: مهدي أحمد وسامي علي غريب، وعيسى سرحان، ويوسف أحمد، طريقة تعامل إدارة الثروة البحرية مع الصيادين، وقالوا: «إن الإدارة تتعامل مع الصيادين وكأنهم خصم لها، ولا يوجد أي تعاون أو قابلية للاستماع للطرف الآخر والعمل معاً من أجل المصلحة العامة»، مستدركين بأن «المسئولين السابقين في هذه الإدارة امتنعوا عن اعتماد قرار تمديد الحظر لـ 6 أشهر نظراً لعلمهم بتداعيات الأمر السلبية على القطاع بأكمله في حال تم تطبيقه، وقد أصر وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني السابق، جمعة الكعبي، على عدم اعتماده، إلا أنه بمجرد إعفائه من منصبه تغيرت الأحوال جميعها على حساب البحارة باعتبارهم الحلقة الأضعف».

وفي تفاصيل أكثر، ذكر صيادو الروبيان أنه «حين كانت فترة حظر صيد الروبيان 4 أشهر فقط، كنا في الحقيقة لا نعمل فعلياً إلا 6 أشهر فقط وليس 8، وذلك بسبب تقلبات الجو خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، ومع الوضع الحالي وتمديد فترة الحظر، ستكون فترة عملنا الفعلية 4 أشهر فقط وليس 6».

وبينوا أن «قرار التمديد لم يأخذ في عين الاعتبار ارتباطات أصحاب الرخص بديون وأقساط بنكية والتزامات مالية متفرقة، وتكاليف العمالة ومتطلبات الحياة اليومية لكل أسرة»، مشيرين إلى أنه «لا يوجد أي عامل في مختلف دول العالم يقبل بأن يكون عقد عمله 6 أشهر، ولاسيما الأجنبي منهم».

وذكر الصيادون أن «كل سفينة صيد (بانوش) يعمل عليها نحو 5 عمال، وهم يعملون بما يعرف بـ «القلاطة»، وهي أن يتم تقاسم قيمة المحصول النهائي بعد خصم مصروفات التشغيل وعمليات الصيد»، منوهين إلى أن «2500 دينار تقريباً هي كلفة تجهيز كل سفينة صيد، وبالنسبة للقوارب أقل، وهذه المبالغ نستلفها من الجزازيف وغيرهم ثم نسددها لاحقاً، ما يعني أن أول شهرين من كل موسم يخصص مدخولهما لتغطية كلفة العمالة وتعديل أوضاعها النظامية وكلفة تجهيزات السفن والقوارب».

وتطرق الصيادون إلى ربط إدارة الثروة البحرية قرار حظر صيد الروبيان بما عملت به دول خليجية مجاورة على الصعيد نفسه، وعلقوا بأن «بحارة الروبيان في دول الخليج الأخرى لا يتوقفون عن العمل، بل عن صيد الروبيان فقط، فالمساحات المخصصة لصيد الأسماك لدى هذه الدول شاسعة وتقدر بمئات الأَضعاف عن ما هو متاح ضمن المياه الإقليمية البحرينية، ونحن كصيادي روبيان لو ذهبنا للإبحار لصيد الأسماك، فإن المحصول سيكون قليلاً جداً، ولاسيما أن المساحة ضيقة وعدد رخص صيد الأسماك العاملة كثيرة جداً أصلاً، ثم إن معدات صيد الأسماك تختلف عن الأخرى المستخدمة لصيد الروبيان».

وزاد صيادو الروبيان على قولهم: «دول الجوار درست أوضاع البحارة أولاً وقبل أي قرار ستتخذه، بينما الإدارة المعنية بحرينياً لم تتطرق في قرارها المذكور إلى أي جانب من أوضاع الصيادين، بل ترفض حتى الاستماع لرأيهم ومحاولة فهم مطالبهم والأخذ بها، وكأننا خصم لا طرف رئيسي في المعادلة»، منبهين إلى أن «الفترة التي يسمح لصيادي الروبيان بالإبحار فيها تعتبر خالية من المحاصيل بحسب العلم والخبرة».

وعن مدى تطبيق قرار الحظر في ظل استمرار وجود الروبيان في الأسواق، أكد الصيادون أن «القرار مطبق على الصعيد الرسمي والإعلامي فقط، وأما عملياً، فإن الكل يبحر لصيد الروبيان ويتوافر بكثافة في الأسواق المحلية، ويوجد اختراق واضح وجلي لكل المسئولين من قبل الهواة وحتى بعض أصحاب رخص صيد الأسماك. وهذا يعني أن قرار تمديد الحظر حافظ على التجاوزات والاستنزاف لأن الجميع أحس بالإجحاف والضرر».

وانتقد الصيادون موقف مجلس النواب الحالي، وعلقوا: «للأسف بدا النواب أول من خذلوا شريحة كبيرة من المجتمع، بل قطاعاً يحقق أمناً غذائياً لهذا البلد، وكأنهم لا يسمعون أو يقرأون الصحف اليومية وما تنقله من معاناة لأصحاب رخص صيد الروبيان»، مستدركين بأن «الصيادين أصبحوا هم الحلقة الأضعف، وبالتالي أديرت إليهم بوصلة تحمل مسئولية الردم والدفان البحري وشفط الرمال وعشوائيات الرخص الزائدة، وأصبحت ملقاة على عاتقهم لا غيرهم».

وكان قد صدر عن وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، عصام خلف، في 9 مارس/ آذار 2015، قرار رقم (13) لسنة 2015 بشأن حظر صيد أو تداول أو بيع الروبيان.

وتضمن القرار «يُحظر صيد الروبيان في المياه الإقليمية لمملكة البحرين اعتباراً من 15 مارس 2015، ولغاية 15 سبتمبر/ أيلول 2015، كما يُحظر وجود شباك أو أدوات أو آلات أو أية وسيلة لصيد الروبيان على ظهر القوارب في المناطق المحددة لصيد الروبيان، وكذلك مناطق رسو القوارب إذا كان الغرض من وجودها صيد الروبيان خلال فترة سريان الحظر».

وحظر القرار عرض وتداول الروبيان الطازج أو غير المصنع في الأسواق والأماكن العامة لغرض التسويق أو البيع خلال فترة سريان الحظر المشار إليها في المادة الأولى من هذا القرار. وكل من يخالف أحكام هذا القرار يُعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في المرسوم بقانون رقم (20) لسنة 2002 بشأن تنظيم صيد واستغلال وحماية الثروة البحرية.

عدد من صيادي الروبيان خلال لقائهم مع «الوسط»
عدد من صيادي الروبيان خلال لقائهم مع «الوسط»

العدد 4633 - الخميس 14 مايو 2015م الموافق 25 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:05 م

      ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء

      آنا بس ابغي اوحه سؤالي الى مديرة الثروة السمكية ، اذا حدث وتم توقيف راتبج شهرين فقط هل تقدرين تشتغلين ؟؟ او تروحين طالبين بحقج ؟ احنا نطالب بحق من حقوقنا من اللي بيدفع لمدارس عيالنا وللقروض وغيره

    • زائر 12 | 3:12 ص

      من احد الأسر المتضررة .. يتبع

      ويظل المواطن البحار في البحرين ضعيفا لا يستطيع أن يوفر بشكل جيد ما يحتاجه هو وأبنائه فكيف بتمديد فترة الحظر إلى ستة أشهر مع العلم بأن الأشهر المتاح فيها الإبحار في السنتين الماضيتين كان محدودا عما كان في السنوات السابقة ... على الدولة أن تنظر لدولها المجاورة كالكويت مثلا فهي تقدس هذه المهنة لانها مهنة الآباء والأجداد. هذه القضية إن تحدثنا عنها تعجز الكلمات عن وصف المعاناة والوضع المادي والنفسي لهذا المواطن.

    • زائر 11 | 3:11 ص

      من احد الأسر المتضررة .. يتبع

      ويظل المواطن البحار في البحرين ضعيفا لا يستطيع أن يوفر بشكل جيد ما يحتاجه هو وأبنائه فكيف بتمديد فترة الحظر إلى ستة أشهر مع العلم بأن الأشهر المتاح فيها الإبحار في السنتين الماضيتين كان محدودا عما كان في السنوات السابقة ... على الدولة أن تنظر لدولها المجاورة كالكويت مثلا فهي تقدس هذه المهنة لانها مهنة الآباء والأجداد. هذه القضية إن تحدثنا عنها تعجز الكلمات عن وصف المعاناة والوضع المادي والنفسي لهذا المواطن.

    • زائر 10 | 3:11 ص

      من احد الأسر المتضررة .. يتبع

      يجب على الدولة أن تنظر إلى مصاريف العمال الهنود من إقامات ورواتب فالعامل هذا إذا رأى الدخل محدود قد يمتنع عن العمل ويطلب من كافله أن يسافر ولا يعود ، أيضا حالة الطقس المتقلبة مما لا تتيح لهم الفرصة بالإبحار إلا أيام قليلة في الأشهر المتاح لهم الصيد فيها ،

    • زائر 9 | 3:09 ص

      من احد الأسر المتضررة

      يجب على الثروة البحرية أن تنظر بعين الاعتبار إلى ظروف كل مواطن يمتهن هذه المهنة على الخصوص صيادي الروبيان الذين يملكون رخصة صيد روبيان ( بوانيش ) ؛ وبغض النظر إلى متطلبات الأسرة اليومية فكل صياد هو أب لأولاد يدرسون سواء في المدارس أو في الجامعات .. فهو قد لا يستطيع أن يوفر مبلغ لو تمنى أحد أبنائه الدراسة في الخارج أو في إحد الجامعات الخاصة وبعيدا عن الظروف الأسرية التي هي واقع مؤلم لكل صياد ،.

    • زائر 7 | 1:49 ص

      صباح الخير

      وكيل الوزارة للزراعة والثروة البحرية ، صاير كانه عدو مسلط على المزارعين والبحارة .. من دخل الوزارة الكل يعاني حتى الموظفين من سئ لاسوء

    • زائر 6 | 1:43 ص

      ما وقف صيد الروبيان!

      البارحة شايفهم يصيدون شمالي عسكر طرادين ولطيور عليهم قريب جدا من الساحل والظاهر أن مرفوع عنهم القلم وكان حوالي العاشرة والنصف ليلا وين خفر السواحل خصوصا وهي منطقة حضر
      بعدين ليش ماتشتغلون في الiforex اللي الوسط كل يوم مشكورة تخلي عنه دعاية وربحها مضمون

    • زائر 5 | 1:41 ص

      stsfoonst

      بصراحة المواطنون لا يأكلون الربيان سوى كان مسموح أم كان محظور صيده
      لأن وقت السماح يصدر الربيان خارج البحرين وعدم السماح يصدر للفنادق وتخزينه لوقت حاجة الفندق له
      وأما المواطن فله عوار الرأس دون أي فائدة تذكر
      حسبنا الله ونعم الوكيل من كل آفة متسلطة على رقاب البشر

    • زائر 4 | 12:51 ص

      الارزاق بيد الله

      وهذا القرار للمصلحة العامة للمزيد من التكاثر و الوفرة في الربيان والنزول في السعر في الاسواق وليس لجشع التجار فقط

    • زائر 3 | 12:08 ص

      صياد ايل للسقوط

      من بدء سريان الحظر والصيادين يناشدون جميع المسئولين بالدولة ليل نهار ولا من مجيب لهم فهل يعتبر هذه الشريحة غير مواطنين لوديهم اسر تعيلهم والتزامات شهرية مطالبين بسدادها من اين يعيش هذا الصياد وذاك ين ضميركم من هذه الشريحة المهددة ارزاقهم بالقطع والكل يتفرج من دون ان يبدي أي تعاطف بل يكون مؤيدا لهذا القرار من دون ان يطلع على أوضاع الصيادين المعدومة،،، والامل الوحيد الذي يأمله الصيادين للنظر في وضعهم المصيري بعد الله تدخل والدهم الذي لا تخفى عليه ظروف أي مواطن صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان

    • زائر 8 زائر 3 | 9:40 ص

      بسكم عبوا و ربوا

      سوف يتم إيقاف القروض و الأقساط خلال فترة الحضر يعني يقدر يصيد سمك بدل الروبيان.
      .

    • زائر 2 | 11:21 م

      انا متضرر

      كل القرارات الظالمه ضد البحارة انا احد البحارة المتضررين بهدة القانون المجحف مما استدعى ان ابيع سيارتي لاني ملتزم بقروض البنك وبعدها بقعد عيالي عند ابواب المساجد هدة ما تطمح له الثروة السمكيه من خلال هالقانون اللي ما يخدم احد غير سراق الرمل والمتنفدين حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 1 | 10:20 م

      الله يعينكم

      الصراحة مو عدل و لا أنصاف وين يروحون مساكين
      ولا ننسى انهم تنمية رئسية في البلد
      ويشترون الديزل و البترول و الأيل من الدولة
      لازم الدولة تقف معهم
      الله يفرج ليكم يا نواخذة

اقرأ ايضاً