العدد 4633 - الخميس 14 مايو 2015م الموافق 25 رجب 1436هـ

محمد الشيخ: توجه لزراعة أسطح المنازل لميزتها الجمالية والصحية

نظراً لاختفاء المساحات الخضراء

محمد الشيخ
محمد الشيخ

تمتلك زراعة الأسطح ميزة جمالية وبيئية واجتماعية وصحية واقتصادية، كما أن هناك توجهاً كبيراً من محبي الزراعة لاستغلال الأسطح للزراعة سواء من الناحية الجمالية أو للمهتمين بالزراعة، نائب رئيس جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية محمد توفيق الشيخ، تطرق في حواره مع «الوسط» إلى أهمية زراعة الأسطح ومدى توجه الناس لهذه الظاهرة الجميلة الراقية، وهذا نص الحوار:

ما أهمية زراعة الأسطح؟

- تتميز زراعة الأسطح بأهمية بيئية واقتصادية وجمالية. كما أن النظام المستخدم لزراعة أسطح المباني يجب أن يكون نظاماً خفيف الوزن لا يسبب حمولة زائدة، كذلك يجب ألا يحدث تسريب للمياه من النظام لسطح المبنى حتى يتم الحفاظ على المبنى بصورة جيدة ولفترة طويلة.

ما المقصود بزراعة الأسطح؟

- استغلال أسطح المنازل والمباني في زراعة النباتات المختلفة التي تحتاج إليها الأسرة من الخضراوات أو نباتات الزينة وزهور القطف والنباتات الطبية والعطرية وبعض أنواع الفاكهة. أما إذا كان الهدف من زراعة الأسطح هو إنشاء حديقة بغرض التجميل والارتقاء بالحس الجمالي لعدم توافر مساحات أرضية كافية أمام المباني على سبيل المثال لزراعتها وعمل حديقة، فستكون زراعة الخضراوات والعناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان فى نظامه الغذائي اليومي جزءاً ثانوياً في هذه الحديقة وليس الأساس.

تحدث لنا عن البيئات الزراعية التي يمكن استخدامها كبديل عن التربة للزراعة فوق أسطح المنازل؟

- تختلف البيئات الزراعية تبعاً للخواص الطبيعية والكيميائية لكلاً منها. فمنها البيئات العضوية ومنها بيئات غير عضوية. وقد تستخدم هذه البيئات بصورة مفردة كبيئة لنمو النباتات أو قد يتم عمل خلطات بين أكثر من بيئة فيعطي مواصفات جديدة للبيئة، وكل ذلك يعطي مدى واسعاً من البيئات التي تلائم نمو عدد كبير من النباتات وأنواع مختلفة منها نباتات الخضر أو الزينة أو بعض أشجار الفاكهة.

زراعة الأسطح

لماذا زراعة الأسطح الآن؟

- في الحقيقة إن فكرة زراعة الأسطح ليست بجديدة وخير دليل على ذلك هي حدائق بابل المعلقة، ولكن نتيجة الزيادة السكانية المطردة، الأمر الذي استلزم زيادة عدد المباني والمنشآت المختلفة من مساكن، مدارس، مستشفيات، مصانع وشركات... الخ، كل ذلك ترتب عليه الانخفاض الشديد في المساحات الخضراء، ومع اختفاء النبات الأخضر والذي يعتبر المرشح الطبيعي الوحيد لملوثات الهواء، كل ذلك أثر بالسلب على المناخ وعمل على زيادة نسبة الملوثات العالقة بالهواء.

وكنتيجة لذلك زادت معدلات إصابة الإنسان بالأمراض، وخصوصاً أمراض الجهاز التنفسي وضعف المناعة الطبيعية للجسم، إلى جانب تأثر الصحة النفسية للإنسان نتيجة الازدحام الشديد ونقص الأكسجين ونقص اللون الأخضر الذي تمثله النباتات في البيئة المحيطة، ما ترتب عليه تغير السلوك العام.

ووجدت دراسة، أنه يمكن التغلب على نقص مساحة الحدائق والنباتات الخضراء بزراعة أسطح المباني. ومن هنا جاءت فكرة زراعة أسطح المباني والمنشآت المختلفة في المدن بدلاً من استخدامها في تخزين المهملات والأشياء القديمة عديمة القيمة ما يسيء إلى المظهر العام للمبنى من أعلى ويضر بالبيئة.

ماذا عن الذين لا يملكون قطعة أرض للزراعة؟

- بالطبع، إذا لا توجد قطعة أرض حول العديد من المنازل، بإمكاننا الاستفادة من الفراغات والمساحات المتاحة كافة سواء كانت داخل أو خارج المنزل وزراعتها بتشكيلة متنوعة من النباتات من الخضراوات والأعشاب والزهور والشجيرات والفاكهة. فبالإمكان الاستفادة من النوافذ والبلكونات والجدران وأسطح المنازل.

هل هناك فوائد أخرى لزراعة الأسطح؟

- هناك العديد من الفوائد التي سوف تعود علينا من زراعة الأسطح فمنها ما هو بيئي ومنها ما هو صحي ومنها ما هو اجتماعي.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، تكون الفوائد: إنتاج غذاء آمن صحياً من خلال التحكم فى الأسمدة وعدم استخدام المبيدات الكيماوية، استغلال الأسطح بدلاً من كونها مخزناً للمهملات والأشياء القديمة التى ينتج عنها أضرار بيئية وصحية، تنقية الهواء من الملوثات حيث إن النبات الأخضر يعتبر مرشحاً لها فقد ثبت أن كل 1 متر مربع من المسطح الأخضر له القدرة على إزالة 100 جرام من ملوثات الهواء كل عام، تقليل نسبة ثانى أكسيد الكربون وزيادة نسبة الأكسجين الموجود فى الهواء من خلال عملية البناء الضوئي التى تقوم بها النباتات، إتاحة فرص عمل لربات البيوت والشباب الخريجين، وقد تدر عليهم عائداً مادياً يرفع من دخل الأسرة وإتاحة فرص عمل لكبار السن ما يؤدي لشغل أوقات فراغهم ورفع الروح المعنوية لديهم.

هل توجد اشتراطات خاصة لزراعة الأسطح؟

- بدايةً يجب أن يكون النظام المستخدم لزراعة أسطح المباني نظاماً خفيف الوزن لا يسبب حمولة زائدة، كذلك يجب ألا يحدث تسريب للمياه من النظام لسطح المبنى لكي يتم الحفاظ على المبنى بصورة جيدة ولفترة طويلة. كما أن هناك نقاطاً عدة يجب الأخذ بها بعين الاعتبار فمثلاً:

- تعتبر الحديقة مكاناً لجلوس الإنسان فيه، وقد يحيط بها أسطح أبنية أخرى مما لا يوفر الخصوصية للأسرة أثناء فترات التواجد فيها، لذا لابد أن يكون هناك سور مرتفع أو ساتر من النباتات المتسلقة.

- لابد من ضمان أمانها للأفراد كافة التي تتردد عليها وخاصة الأطفال، نظراً لارتفاع السطح الكبير والبعيد عن الأرض ما يعرضهم للخطر. فتوفير الحماية لكل فرد يلجأ إليها ضرورة لا مفر منها، وذلك عن طريق الأسوار العالية المبنية.

- حماية النباتات من العوامل الجوية كالرياح وأشعة الشمس، فالأسطح مكان مكشوف ومستقبل لمختلف العوامل الجوية وخاصة هبوب الرياح، فوجود مصد للرياح في اتجاهها هام للغاية بحيث يكون هذا المصد في شكل سور خشبي، أو شبك أو نباتات. أما أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة، قد تتعارض مع احتياج النباتات من الظل، وهنا يتم اللجوء إلى المظلات الصناعية.

- توفير احتياجات الري، حيث إن معظم النباتات فوق الأسطح تزرع في أحواض أو أصص، ويكون احتياجها للمياه أكثر من احتياج النباتات المزروعة في تربة أرضية.

لو أردنا إنشاء حديقة منزلية فوق السطح، ما المطلوب فعله؟

- قبل المباشرة في إنشاء الحديقة المنزلية يجب إعداد تصميم للحديقة. وقد وجد أن السبب الرئيسي في فشل الكثيرين في إنشاء الحديقة المنزلية هو أنهم بدأوا بتنفيذ الحديقة من دون تصميم، فالارتجال يكلف كثيراً كما أنه لا يؤدي إلى المطلوب فتحدث أخطاء يصعب إصلاحها بعد ذلك.

كما يفضل حساب التكاليف التقديرية التي سوف يتحملها منشئ الحديقة، ومن أهم عناصرها تجهيز البيآت الزراعية، ثمن الأسمدة، عمل المداخل، عمل العناصر الأخرى الجلسات والمظلات والنافورات، الإضاءة، تكاليف نظام الري، ثمن النباتات... وغيرها.

وبحيث إذا كانت هناك إمكانيات أكبر لصاحب الحديقة فربما يتنازل عن بعضها أو تنفيذ جزء ويترك الجزء الآخر عند توافر الموازنة.

ويلاحظ في التصميم أن يغطي كل المساحة ويكون مناسباً لطراز ما يجاوره من بناء ويستحسن التعرف على المجاميع النباتية ليمكن انتخاب النباتات المناسبة سواء في التنوع أو في تناسب أجزاء التصميم.

ثم يأتي دور تجهيز الحديقة ويتمثل بإزالة المخلفات من الأسطح وعمل عازل يمنع تسرب المياه للمبنى وتركيب نظام الري وخاصة الخطوط الرئيسية ومد كابلات الكهرباء للإنارة بالحديقة وعمل المشايات بالحديقة وعمل المنشآت المطلوبة في الحديقة من أحواض، مظلات، جلسات... وغيرها، ومن ثم توزيع مجاميع النباتات المختلفة على الحديقة وأخيراً تركيب نظام الري الثانوي أو النهائي.

ولابد من مراعاة النقاط التالية وتطبيقها عند اختيار النباتات، مثل: مقاومة النباتات لعوامل الطبيعة (تقلبات المناخ)، حاجة النباتات إلى الظل أو إلى الشمس، ارتفاع النباتات عند تكامل نموها، وقت ومدة تزهيرها.

كما يجب أن يراعى عند اختيار النباتات: البساطة في الأنواع، حجم النباتات وتباينها، مسافات زراعة النباتات، شكل وحجم النباتات، احتياجات النباتات وسرعة نمو النباتات.

زراعة النباتات

ما هي النباتات التي يمكن زراعتها؟

- معظم الخضراوات الورقية كالخس والبقدونس والكزبرة والجرجير، والخضراوات الثمرية كالطماطم والخيار والفلفل والباذنجان والفراولة والنباتات العطرية كالنعناع والمشموم والريحان والزعتر والزهور الموسمية كالبتونيا والأقحوان والزينيا وزهور القطف كالورد والقرنفل والمنثور والأبصال المزهرة كالليلم والنرجس والجلاديولس والآيرس والنباتات المتسلقة كالجهنمي والياسمين والرازقي والابوميا وبعض أنواع شجيرات الزينة كالهبسكس واللانتانا والفاكهة كالعنب والليمون والباباي والرمان.

ماذا عن نظام الزراعة من دون تربة؟

- لقد ذكرنا سابقاً يجب أن يكون النظام المستخدم لزراعة أسطح المباني نظاماً خفيف الوزن لا يسبب حمولة زائدة، كذلك يجب ألا يحدث تسريب للمياه من النظام لسطح المبنى، وقد وجد أن الزراعة من دون تربة بأنظمتها المختلفة وأشكالها المتنوعة هي الأسلوب الأمثل لزراعة الأسطح.

ما المقصود بالزراعة من دون تربة؟

- الزراعة من دون تربة هو استخدام أي وسيلة من شأنها زراعة وتنمية النباتات من دون دخول الأرض كوسيط للزراعة، حيث تزرع النباتات بمعزل عن التربة مادام النظام المتبع يسمح بتدعيم النبات وتوفير الماء والهواء والعناصر الغذائية اللازمة للنمو.

ما هي مميزات الزراعة من دون تربة؟

- هناك العديد من المميزات للزراعة من دون تربة وخاصة في بيئتنا ومن أهمها:

- الاستغلال الأمثل وبكفاءة عالية للمياه والأسمدة.

- التخلص من الأمراض المرتبطة بالتربة (النيماتودا مثلاً).

- كثافة نباتات أعلى وبالتالي إنتاجية أعلى لوحدة المساحة.

- إنتاجية أعلى لوحدة المياه (كجم/لتر).

- بيئة عمل نظيفة لجميع أفراد الأسرة.

- الزراعة في بيئة محكمة تقلل من فرص انتشار الأمراض.

- إنتاج مضاعف يصل في الظروف المثالية لتسعة أضعاف.

هل هناك عيوب للزراعة من دون تربة؟

- هناك بعض النقاط التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار أهمها: الكلفة الإنشائية أعلى، الحاجة لبعض الخبرة، نوعية المياه المستعملة يجب أن تكون جيدة خالية من الأملاح، الحاجة لنوعيات من الأسمدة ذات النقاوة العالية والحرص على عدم انتشار الأمراض الفيروسية التي تنتقل بسرعة من خلال المحلول المغذي.

ذكرت أن هناك أنظمة عدة للزراعة من دون تربة، هل من الممكن أن تذكر لنا أهم هذه الأنظمة وبشكل موجز؟

- تنقسم نظم الزراعة من دون تربة إلى:

- أولاً: الزراعة المائية:

فيها ينمو جذر النبات في الماء مضافاً إليه المحلول المغذي فقط من دون أي بيئة ومنها:

- نظم مفتوحة: حيث يستخدم المحلول المغذي مرة واحدة بتوصيله إلى المجموع الجذري للنبات ولا يعاد استخدامه مرة أخرى.

- نظم مغلقة: حيث يسترد المحلول المغذي الفائض بعد دورانه في النظام ويعاد استخدامه مرة أخرى. ويجب أن ننبه إلى أن جميع النظم المستخدمة للزراعة فوق الأسطح هي نظم مغلقة للحفاظ على السطح وعدم السماح بأي ترشيح للمياه إلى أرضية السطح.

ثانياً: الزراعة في وسط نمو:

- تتعدد البيئات التى يمكن استخدامها للزراعة فوق أسطح المنازل، وتختلف البيئات تبعاً للخواص الطبيعية والكيماوية لكل منها، منها بيئات عضوية ومنها بيئات غير عضوية، وقد تستخدم هذه البيئات بصورة مفردة كبيئة لنمو النباتات أو قد يتم عمل خلطات بين أكثر من بيئة أو عمل خلطات ما بين أحجام مختلفة من البيئة نفسها، فيعطي مواصفات جديدة للزراعة. وكل ذلك يعطي مدى واسعاً من البيئات التى تلائم نمو عدد كبير من النباتات وأنواع مختلفة منها. ومن أمثلة هذه البيئات: البرلايت، الفيرموكيوليت، البيتموس، سرس الأرز، ألياف النخيل، ألياف جوز الهند وغيرها.

ويتضمن كل قسم من هذه الأقسام العديد والعديد من الأنظمة التي تصلح للزراعة فوق أسطح المنازل والتي تتميز جميعها بخفة الوزن وعدم تسريبها للمياه بحيث لا يلحق استخدامها ضرراً بالمبنى. ويعطي هذا العدد الكبير من الأنظمة حرية الاختيار من حيث إمكانية الزراعة على الجدار أو على أحد الأعمدة الموجودة بالسطح. ولا تشترط المساحة حيث إن هذه الأنظمة تصلح لأي مساحة مهما صغرت أو كبرت.

وتعتبر العوامل الآتية مهمة في اختيار نوع التقنية التي سيتم استخدامها: المساحة المتاحة، الموارد المالية المتوافرة، الإنتاجية المطلوبة (إنتاج شخصي أو تجاري)، نوعية وسط النمو المتوافر، الجودة المتوقع الحصول عليها للمحصول.

الشيخ يقوم بشرح عن زراعة الأسطح
الشيخ يقوم بشرح عن زراعة الأسطح

العدد 4633 - الخميس 14 مايو 2015م الموافق 25 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:41 ص

      الفين مليون ترليون مره نقول ونقول .

      ماعندنا شي اسمه زراعه .ليش مصرين عندنا زراعه .على هالجم نخله قرعه ومشموم!؟ اذا سمعنا بالخارج ان وزاره زراعيه كشفت .بما معناه ان لظى هذه الوزاره بنك للمحاصيل. استيراد وتصدير .مختبرات متطوره لتحسين نوعيه المحاصيل .دعم المزارعين .هذا بشكل عام .اما عندنا الاسم اكبر من المسمى ...

    • زائر 3 | 8:28 ص

      المواطن البحريني يادوب عنده يصرف على أولاده

      الي يسمعك يصدق أن المواطن البحريني عايش في ترف عيشتو المواطن في فقر ونحن من أغنى الدول

    • زائر 2 | 4:02 ص

      عبدالعزيز الدوسرى

      أستاذ محمد الشيخ جزاك الله عنا الف خير نحن من المتقاعدين ونشقل أوقاتنا بالزراعة علي الأسطح لعدم توفر حوش في منازلنا وقد اجتهدنا واشترينا تربه البيتموس والبرلايت وعملنا طريقة الزراعة المائية بالأنابيب واشترينا المحلول ولكن لا نعرف كم القياس حاولنا عن طريق الانترنت ولكننا فشلنا نرجوا منكم توفير المحاليل والموتور وعمل دورات لنا علي كيفية الاستخدام الأمثل ونحن مستعدون ان ندفع تكاليف هذة المشورات والمعدات وأين مكانكم ولكم الأجر والثواب .

    • زائر 1 | 1:22 ص

      ديراوى

      اول خل نحصل بيت نملكه وبعدين نفكر نزرعه
      هذا اذا ما ربينا حمام ودياى

اقرأ ايضاً