العدد 4638 - الثلثاء 19 مايو 2015م الموافق 01 شعبان 1436هـ

شيرر يغادر «سمبسون» بعد مئات من الحلقات لمع فيها صوته وأداؤه

مسلسل «رجل العائلة»
مسلسل «رجل العائلة»

الخبر يبدو حاسماً هذه المرة، ذلك الذي بثَّته قناة «سي إن إن» المتعلق بمغادرة واحد من الشخصيات الرئيسية في مسلسل «عائلة سمبسون». إنه هاري شيرر، ذلك الذي أدَّى عدداً من أصوات الشخصيات الرئيسية في المسلسل الأميركي الشهير، الموجَّه إلى الكبار واقعاً، ولمع فيه صوته وأداؤه؛ إذ بحسب «سي إن إن»، أدّى شيرر، وعلى مدى مئات الحلقات، أصواتاً لأشهر شخصيات المسلسل، من بينها: سيمور سكينر ونيد فلاندرز ومونتغمري بيرنز.

هنالك تغيُّر سيطرأ على الأصوات التي اعتاد عليها المشاهد طوال سنوات (26 عاماً) منذ انطلاق العمل، وسيقوم بذلك ممثلون يرتبطون للمرة الأولى بالمسلسل؛ ما سيفقده من دون شك الكثير من زخمه وحضوره.

دان مارتن، من صحيفة «الغارديان»، كتب تقريراً يوم الخميس (14 مايو/ أيار 2015)، سلَّط فيه الضوء على جانب من العمل، وامتلأ بالكثير من التساؤلات الافتراضية التي يجعلها في سياق تاريخية العمل، والأثر الذي أحدثه في ثقافة التلفزيون الأميركي. ثقافة جديدة. وبمناسبة الثقافة الجديدة، هنالك أيضاً الناقد الفني ستيفن دولنغ، من خلال قراءته للعمل وتداخل الموضوعات التي تطرق إليها وعالجها، في مقالة نشرها الموقع الالكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2014، سنورد أهم ما جاء فيها، بعد استعراض جانب من تقرير مارتن، لننتهي بإضاءة تاريخية على المسلسل، وكذلك إضاءة عابرة لمسلسل «Family Guy» (رجل العائلة).

من الثوابت الجميلة

لا أريد أن أكون في وضع ذلك الرجل الذي يتناول بشكل سلبي مسلسل «عائلة سمبسون». لأنه كما نعلم جميعاً، فإن المسلسل واحد من تلك الثوابت الجميلة في الحياة والتي تعمل على إحداث توازن في تناولها الأمور والحالات الرهيبة مثل الموت والضرائب، وكذلك تناول حقيقة أن شخصاً ما تحبُّه سيصاب حتماً بالسرطان في يوم ما، أو احتمال التلويح بأن الجزء الثالث من سلسلة «Broadchurch» هي مُخيِّبة للآمال أكثر من جزئها الثاني.

لكن لا تزال أخبار اليوم تشير إلى أن صوت الممثل هاري شيرر سيغادر عرض المسلسل بعد 26 عاماً على الأقل من الدعوة إلى توقيف نشاطه، وما إذا كان علينا أن نوظف ونعلِّق الكثير من إيماننا بمستقبل البشرية على «عائلة سمبسون».

على مدى العقد الماضي، انتقل الوضع من حال القلق إلى الشكوك، وذلك من خلال تحقيق صحافي مُسند بأدلة الذعر في اتجاه قبول حقيقة أن مسلسل «عائلة سمبسون» هو الماضي في أفضل حالاته. حتى خليفة العمل وبديله «رجل العائلة»، ذوى منتهياً مع مرور السنوات التي كنا قلقين فيها على «عائلة سمبسون». أصبح الآن امتداد العمر شيئاً من اختبار القدرة على التحمُّل لفترة طويلة جداً.

ومع ذلك، فإنه من الصعب ألاَّ نشك بأن رحيل شيرر هو شيء يكاد يقترب من «نهاية العالم». بالتأكيد. الأمر ليس ظاهراً مثل كثير من كوارث النهايات كفقدان دان كاستيلانيتا (صوت هوميروس) أو جولي كافنر (مارج)، نانسي كارترايت (بارت) أو ياردلي سميث (ليزا). ولكن الكثير من تألق «عائلة سمبسون»؛ وصولاً إلى المدى الذي تمكّن فيه أفراد العمل من بناء مثل هذا العالم الغنيِّ، مع الكثير من الشخصيات الثانوية التي بلورتها بشكل كامل (الرسومات)، تضعنا أمام شك مثل ذاك.

الرحيل والتساؤلات

في العام 2013، فقدنا مارسيا والاس، صوت المسحوقين، إدنا كرابابيل، وتم نعي جيل بأكمله. قل ما أردت عن الموت، ولكن مع كل الأشياء الفظيعة الكثيرة المرتبطة بذلك، فإنه نادراً ما تحرَّكَ سياسيٌّ في هذا الاتجاه. رحيل شيرر يثير تساؤلات مختلفة من تلقاء نفسها بشأن ماذا ستكون عليه حياة «عائلة سمبسون». والتي هي أسئلة بالطبع ربما تُطرح في يوم آخر، عندما نتعامل بالفعل مع الذعْر الجماعي حول مستقبل «نيد فلاندرز».

الأخبار في «Coronation Street» تهدف إلى معرفة الكيفية التي يمكن بها كتابة «ديردري بارلو»، في أعقاب الوفاة المبكِّرة للممثلة آن كيركبرايد، وذلك دليل كاف على أن هناك إعادة صياغة لبعض الشخصيات المُحبَّبة لن تكون خياراً أبداً.

ما يعنيه هذا، هو احتمال أن نقوم بالتلويح وداعاً لكل من، وفي أي ترتيب كان: السيد بيرنز، نيد فلاندرز، كينت بروكمان، الدكتور جوليوس هيبرت، سكراتشي، ليني، القس لفجوي، أوتو، كانغ، إكستراتريرستريال، الدكتور مارفن مونرو، ديوي أرغو، ضابط الشرطة، المدير سكينر، وإيلون سميثرز، القاضي روي سنايدر، ومن وقت لآخر ماغي سمبسون، جبيديا، سبرينغفيلد، راينر والفكاسل، الأسد تامر إرنست تي بيرجبلاد، بارلو، غاسبر بيردلي، اتكينز، الطالب بنيامين، مارتي من راديو KBBL، هيرمان ميرمان، سانجاي ناشاسبيميبيتليون، المراسل ديف شاتون والدكتور جى. لورين بريور.

لا أقول، إننا سنفتقد بشكل مخيف كل هذه الشخصيات. فقط أقول بأنه كثير على كيلسي غرامر أن يتولَّى الأمور تلك بنفسه.

لذلك نعم، إعادة صياغة مثل كل أولئك ربما تنجح. ولكن حتى أرحم القلوب لن تحاول الإيحاء بأن «كيرميت» لم يتغيَّر منذ وفاة جيم هنسون. لكننا لا نتحدث هنا عن فرانكي بالدوين. كما أننا لا نتحدث عن نيكولا ستارغيون. نحن نتحدث عن عائلة سمبسون. وعندما تتحدَّث عن أشياء على تلك الدرجة من الأهمية، فإنك لا تستطيع فعل التغيير ذاك.

هل تستطيع؟ ليست لدي أي رغبة في أن أعيش عالمَ ما بعد «عائلة سمبسون». لكن في بعض الأحيان... بعض الأشياء التي تحبُّها تحتاج فقط إلى أن تزيل عنها ما يشي ببؤسها.

تغيير دور التلفاز الأميركي

مقالة الناقد الفني ستيفن دولِنغ، على موقع «بي بي سي»، تحدث فيها عن أن مسلسل «عائلة سمبسون» بدأ كنسخة محدثة من مسلسل سابق بعنوان «عائلة فلينتستون»، وكانت هذه الرسوم المتحركة ومواقفها تُشاهد في أوقات الذروة في فترة الستينيات، فوضعت مقاييس جيدة لعروض فكاهية في إطار العصر الحجري. حتى أن فكرة غرونينغ كانت تمثل إشارة إلى شيء ما تعرّف عليه جمهور المشاهدين منذ نعومة أظفارهم».

ثمة قيم أدخلها المسلسل وتناولها من بينها ثقافة البوب الأميركية التي تناولها بروح النكتة، بل هي «أكثر من مجرد كونه مجموعة نكات عن ثقافة البوب الأميركية، حتى إذا لم يشتمَّ عشاقها العريقون رائحتها العبقة لوقت طويل مضى».

مستشهداً بكلام للمؤرخ والكاتب المتخصص في ثقافة البوب، كريستوفر إيرفينغ، الذي بيَّن أن مسلسل عائلة سمبسون «استحوذ (بتلميحاته الساخرة) على الساحة بكونه عرضاً جيداً. إنه بتلك البساطة: لم يُبْنَ حول المحاكاة الأدبية والساخرة والتلميحات لثقافة البوب، فهو يُعنى بالعلاقات، وهذا ما جعلنا نصدِّق أفراد عائلة سمبسون ونحبهم».

ويتجاوز الأمر ذلك بحسب إيرفينغ «أن المسلسل يحتفي أيضاً بما يعرف بثقافة (الهوس) بكل جديد، التي يعشقها بوضوح كُتّاب ومؤلفو المسلسل. فبينما يلاحظ معظم الناس الإيحاءات التي يُشار إليها عن أفلام (حرب النجوم)، و (الفك المفترس)، توجد أيضا تلميحات عديدة تخاطب جمهوراً محدداً».

ومن إيرفينغ إلى مؤرخ الثقافات البريطاني كريستوفر كوك، الذي يرد جزء من تناوله للمسلسل في مقال دولِنغ، ذلك أنه «يعتقد أن لمسلسل عائلة سمبسون روابط قوية بالماضي وليس فقط بالتلفزيون»، حيث يقول: «يمكنك القول إنها بالفعل استراتيجية وضعها فنانو البوب: ريتشارد هاميلتون، وروي ليخنشتاين، وآندي ورهول، على سبيل المثال. ومع ذلك، يبدو لي أنه مسلسل تلفزيوني يحتضن حقاً هذه الفكرة».

ضوء على «سمبسون»

يُذكر، أن «عائلة سيمبسون»، هو مسلسل أميركي كرتوني كوميدي، ويتوجَّه فيما يطرح إلى الكبار. وفي التأريخ للأعمال الكرتونية، يظل أطول وأنجح مسلسل يعرض على الشاشات، ووضع فكرته وتأليفه مات غرونينغ.

عرضت الحلقات الأولى من المسلسل في العام 1986، لتقوم بعد ذلك شركة «فوكس» التلفزيونية بتبني الفكرة، لتعرض حلقاته على قنواتها في العام 1989، ليمتد حضوره خارج الولايات المتحدة إلى أوروبا واليابان، وكذلك في العالم العربي.

المحيط والفضاء الذي تدور فيه أحداث المسلسل هو في مكان افتراضي، على رغم أنه اسم متكرر في عدد من الولايات في أميركا، إنها مدينة سبرينغفيلد، تجنُّباً لانطباع يذهب إلى أن الأحداث تدور في منطقة بعينها.

تدور أحداثه من خلال عائلة تقيم في المدينة المذكورة، كنموذج لعائلة أميركية عادية، وتتخذ المعالجة في العمل طابع الكوميديا.

هناك رب العائلة، هومر جي سيمبسون، ذو تفكير سطحي، يعمل في مفاعل سبرينغفيلد النووي. يصعب عليه تدبُّر أمور العائلة، ولكن يتمكَّن بطريقة أو بأخرى من تنفيذ التزاماته. أصدقاء هومر جي سيمبسون هم: ليني وكارل وبارني؛ مع ملاحظة أنه في حال من الكراهية الدائمة مع جاره المتدين نيد فلاندرز والذي كان يتعامل معه بكل مودة. الأم مارج، ملتزمة تحاول مساعدة زوجها في تسيير أمور العائلة، مع ملاحظة أنها كثيرة التشاؤم، ومدمنة على القمار في مواسم العمل الأخيرة. الأولاد: بارت يبلغ من العمر 10 سنوات، طفل مشاغب وشقي جداً ومصاحب لميلهاوس، ليزا، وتبلغ من العمر 8 سنوات، طفلة ذكية، كما أنها نباتية. في المواسم الأخيرة اعتنقت (البوذية). وماغي، طفلة رضيعة. شخصيات المسلسل لا تكبر أبدا برغم مرور سنوات على عرض المسلسل.

«رجل العائلة»

يشار إلى أن «رجل العائلة (Family Guy)، مسلسل رسوم متحركة أميركي، وتدور أحداثه حول عائلة تعيش في بلدة خيالية اسمها كوهوق في روْد آيلاند، ابتكره سيث ماكفارلن لشبكة فوكس العام 1999.

يستخدم العمل في الغالب ما يسمى بـ «cutaway gags» أو «فلاشات» لعرض نكات لا تساهم في تقدم القصة.

توقف العمل في العام 2000 وكذلك في العام 2002، لكن التقارير التي أشارت إلى ارتفاع مبيعاته من الـ (DVD)، وحجم المتابعات له في إعادة حلقاته أقنع «فوكس» باستئنافه في العام 2005.

يلعب سيث ماكفارلن بصوته دور عديد من الشخصيات (بيتر، براين، ستوي، جلين كواجماير، توم تكر، وآخرين)، إضافة إلى أنه كاتب عدد من نكات العمل.

تم تصوير الموسم الأول والثاني من «رجل العائلة» في العام 1999. الموسم السادس منه تم إنتاجه في العام 2007، والسابع في 2008؛ بينما أذيع الموسم الثامن في 2009، والتاسع في 2010.

يتركّز المسلسل حول مغامرات بيتر غريفن، العامل في مصنع، بتخبطه وفي الوقت نفسه، حسن نيته. بيتر الأميركي من أصل أيرلندي كاثوليكي، يكتشف بعد فترة من الحلقات، أن له أصولاً إفريقية/ أميركية، إضافة إلى أسلافه: إسبان، مكسيكيين، أسكتلنديين، و «هوتش» (فصيلة خيالية من ستار وورز)، وألمان.

الشخصيات الرئيسة في «سمبسون»
الشخصيات الرئيسة في «سمبسون»
شيرر مع شخصيات المسلسل
شيرر مع شخصيات المسلسل

العدد 4638 - الثلثاء 19 مايو 2015م الموافق 01 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:06 ص

      فاميلي غاي

      سمبسون مسلسل فاشليكفي فيه الذوق الذي لا أحبه في أشكال الشخصيات، أما فاميلي غاي فهو كارتوني مضحك حتى لو احتوى على بعض النكات غير المهذبة أو التعرض للأديان لكنه يبقى الافضل وأنا تابعته من أول حلقة لآخرها

اقرأ ايضاً