ضاع المنامة «الزعيم» في المباراة النهائية الخامسة لدوري زين البحرين لكرة السلة بعد أن سحقه الأهلي بفارق 16 نقطة 74/58 في أكبر هزيمة للفريق منذ مدة طويلة بعد أن تعملق نجم الأهلي هشام سرحان «هشوم» مسجلا 27 نقطة في اللقاء وقائدا فريقه لفوز مستحق بعد ثلاثيتين قاتلتين في الثواني الأخيرة وسعت الفارق ومكنت الأهلي من تحقيق فوز عريض وساحق هو الأكبر له على المنامة منذ مواسم عدة.

مدرب الأهلي أحمد نجاة نجح في قهر المنامة وتفكيك دفاعه بأسلوب هجومي ذكي وباستغلال جميع الأوراق المتاحة أمامه كما لعب بطريقة دفاعية محكمة أضاعت هجوم المنامة.

الأهلي قلص الفارق إلى 2/3 ومازال في مرحلة الخطر، إذ لا بد له من الفوز في المباراة المقبلة من أجل الذهاب إلى مباراة فاصلة، في حين أن المنامة يعلم تماما أن المباراة المقبلة بالنسبة له مباراة نهائية لا بد له من الفوز فيها لانهاء البطولة وعدم التعرض للاحراج بمباراة فاصلة لا يعرف مصيرها.

الأهلي كان المتسيد يوم أمس ورد الدين تماما للمنامة الذي سيطر على المباراة الرابعة فعاد الأهلي بقوة أكبر وسيطر تماما على المباراة الخامسة وحقق فوزا عريضا بفارق 16 نقطة بعد أن كان قد خسر بفارق 12 نقطة.

المنامة كان شبحا يوم أمس ولم يظهر في مستواه الحقيقي حتى أن الفريق لم يسجل سوى رميتين ثلاثيتين فقط طوال اللقاء عن طريق العملاق محمد قربان بعد أن غاب التوفيق تماما عن معظم اللاعبين على عكس المباراة الخامسة.

وكان أفضل المسجلين في المنامة محمد كويد بتسجيله 15 نقطة ومحمد قربان «برونو» 10 نقاط في حين سجل الأميركي جوش بون 7 نقاط ويونس كويد 7 و6 نقاط لكل من محمد حسين «كمبس» وأحمد نجف في حين سجل حسن نوروز 5 نقاط.

ويظهر من خلال معدلات تسجيل اللاعبين أن المنامة بالفعل كان في أسوأ حالاته.

أما الأهلي فإن هشام سجل لوحده 27 نقطة والسنغالي بيب سو 13 وصباح حسين 10 نقاط وحسين شاكر 9، وعلي عقيل 7 وعيسى ابراهيم 4.

الأهلي تقدم في الربع الأول 17/13، وفاز بالربع الثاني 24/17 كما فاز في الثالث 16/15 وفي الربع الأخير 17/13.

الربع الأول

بدأ فريق المنامة بتشكيلته التي بدأ بها اللقاء الرابع والمكونة من: يونس، محمد كويد، قربان، نجف وجوش بون.

في حين بدأ الأهلي بتشكيلته المعتادة المكونة من شاكر، هشام، سيدهاشم، صباح وبيب سو.

وكانت البداية متقاربة من خلال الدفاع الضاغط من جانب المنامة ودفاع المنطقة من جانب الأهلي، إذ استغل المنامة ذلك في التقدم 7/2 في ظل تألق الشقيقين كويد.

الأهلي سرعان ما نجح في تقليص الفارق إلى نقطة واحدة فقط في ظل تألق هشام سرحان قبل أن يتعادل الفريقان 13/13.

المنامة لجأ إلى ادخال ثلاثي الرعب كمبس ونوروز وعزيز إلا أن الأهلي واصل أفضليته متمكنا من التقدم 17/13 وهي النتيجة التي انتهى عليها الربع الأول.

الربع الثاني

الأهلي واصل بتشكيلته نفسها باستثناء دخول عيسى بدلا من صباح في حين لعب المنامة بتشكيلته الاساسية وسط مشاركة نوروز بدلا من كويد.

ونجح المنامة في معادلة النتيجة 19/19 فطلب الأهلي الوقت المستقطع.

المنامة عاد لتشكيلته الاساسية في الوقت الذي استمر فيه الأهلي بدفاع المنطقة وتقدم 24/19. وتعملق محمد كويد مسجلا نقاطا متتالية ليقلص الفارق إلى 28/30 فطلب الأهلي الوقت المستقطع.

واستخدم نجاة ورقة علي عقيل بدهاء بالغ بعد أن نجح في دخوله من تغيير مجرى المباراة بتركيز عال وكرات متتالية ليتقدم الأهلي 41/30 وهي النتيجة التي انتهى عليها الربع الثاني.

الربع الثالث

الفريقان دخلا الربع الثالث بالتشكيلتين الأساسيتين، إذ تعملق قربان بثلاثية بعيدة المدى قلصت الفارق قبل أن يرد هشام بنقطتين.

واستمر الأهلي بدفاع المنطقة الذي أربك المنامة ومنعه من التسجيل وخصوصا أن تشكيلته خلت من المصوبين ما دفع مدرب المنامة إلى طلب الوقت المستقطع وادخال نجمه كمبس.

المنامة لعب بتركيز عال في الهجوم وحصل على عدة أخطاء من الأهلي وخصوصا على صباح الذي تحصل على الخطأ الرابع وتم استبداله.

المنامة بأداء جماعي نجح في تقليص الفارق إلى 44/51 إلا أن تغييرات نجاة مكنت الأهلي من انهاء الربع الثالث متقدما 57/45.

الربع الأخير

المنامة أدخل الثلاثي كمبس، نوروز، عزيز مع أمير وبون.

في حين لعب الأهلي بتشكيلته الاساسية باستثناء دخول علي عقيل وعيسى بدلا من بدلا من صباح وسيدهاشم.

واستمر تقدم الأهلي وسط أداء دفاعي قوي ليوسع الفارق إلى 62/47 في الوقت الذي أخفق فيه المنامة في التصويب الثلاثي.

وقلص المنامة الفارق إلى 49/62 فطلب الأهلي الوقت المستقطع وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان عندما تشاجر كمبس وقربان على دكة احتياط المنامة بشكل أثار استغراب الجميع.

واحتسب الحكم خطأ فني على المنامة إلا أن الفريق تمكن بعد الوقت المستقطع من تقليص الفارق إلى 58/66 غير أن ثلاثية قاتلة من هشام وسعت الفارق إلى 69/58 قبل أن يواصل هشام تعملقه ويسجل ثلاثية ونقطتين ويعطي فريقه الفوز باللقاء 74/58.

أجواء احتفالية منامية قبل اللقاء

كانت الأجواء الجماهيرية في مدرجات نادي المنامة قبل انطلاق لقاء القمة الخامس والحاسم في نهائي دوري زين البحرين لكرة السلة احتفاليا بكل المقاييس من خلال التواجد الكثيف والمبكر إلى جانب الدعم والتشجيع والأهازيج الاحتفالية. هذه الأجواء لم تستمر وإنما انقلبت بعد بداية اللقاء وتقدم النادي الأهلي وتوسع الفارق، إذ عمّ الهدوء مدرجات المنامة وانقلبت الأفراح إلى عصبية وصلت إلى دكة بدلاء المنامة.

أوراق نجاة أضاعت فينسنت!

استخدم مدرب الأهلي القدير أحمد نجاة أوراق صفراء يرفعها مع كل هجمة لفريقه أو في الحالة الدفاعية لتغيير الخطة وإيصال المعلومات إلى اللاعبين. هذه الأوراق الصفراء أضاعت مدرب المنامة العالمي الأميركي سام فينسنت الذي فشل في التعامل مع تكتيكات مدرب الأهلي وتغييراته في الدفاع سواء عندما لعب بدفاع المنطقة أو لعب بالدفاع الضاغط أو في الخطط الهجومية.

أوراق نجاة الصفراء قلبت كل التوقعات ومنحت الأهلي أفضلية واضحة وبفارق 16 نقطة كأكبر فوز للأهلي على المنامة منذ سنوات طويلة.

علي عقيل البديل الناجح

أثبت لاعب الأهلي الشاب علي عقيل أنه أحد النجوم القادمين بقوة في كرة السلة البحرينية بعد أن قدم أفضل مبارياته في النهائي على إثر مشاركته في 13 دقيقة كانت حاسمة تماما لفريقه، وخصوصا في آخر دقيقتين في الربع الثاني التي تألق فيها اللاعب بشكل غير عادي ووسع الفارق لفريقه إلى 11 نقطة.

ورقة علي عقيل استغلها المدرب أحمد نجاة بالصورة المثلى وتمكن من إرباك خطط المنامة الدفاعية بفعل حركته السريعة وتركيزه الهجومي فكان بحق البديل الناجح.

هشام سرحان خطف نجومية النهائيات

تعملق نجم الأهلي هشام سرحان بشكل كبير في المباراة النهائية الخامسة بل إنه بأدائه الكبير قد خطف نجومية المباريات النهائية إلى الآن وخصوصا أنه قدم 4 مباريات نهائية قوية باستثناء النهائي الرابع الذي لم يظهر فيه اللاعب بالمستوى المأمول.

هشام كان نجم المباراة الأول بعد أن سجل 27 نقطة منها 3 رميات ثلاثية ومنها رميتان ثلاثيتان في الدقيقتين الأخيرتين أنهت كل حظوظ المنامة في اللقاء. سرحان كان بالفعل نجم فوق العادة ونجح في قيادة فريقه لفوز هام قلص بها فارق النتيجة كما أجل التتويج باللقب.

تألق التحكيم المحلي في النهائي الخامس

أدار المباراة طاقم تحكيم محلي مكون من الثلاثي سعيد عمران ويونس جناحي وعبدالرضا عبدالحسين بعد أن وقع عليهم الاختيار من لجنة الحكام على خلاف كل التوقعات.

هذا الطاقم أثبت الكفاءة العالية ونجح في الخروج بالمباراة إلى بر الأمان، بل أدارها بحنكة وهدوء وقرارات كانت في معظمها سليمة، على رغم وجود بعض الاحتجاجات من الجانبين.

المنامة... عصبية غير مبررة

الجميع كان يتوقع أن يلعب المنامة المباراة النهائية الخامسة بتركيز وهدوء في ظل تمكنه من التقدم 3/1 في عدد مرات الفوز، وهو ما يعني أنه بات على بعد فوز واحد من التتويج.

المنامة على عكس كل التوقعات لعب بعصبية غير مبررة أثرت على قدرته على الأداء الهجومي وخصوصا في ظل الارتباك والخوف، حتى أن المحترف جوش بون تفنن في اضاعة الرميات الحرة وظهر الضغط العصبي عليه، كما أن جميع اللاعبين أخفقوا في التصويب الثلاثي باستثناء محمد قربان الذي سجل ثلاثيتين هما حصيلة المنامة من الثلاثيات.

المنامة كان شبحا لنفسه والعصبية طغت على أدائه حتى خسر اللقاء بفارق كبير لم يتوقعه أشد المتشائمين.