العدد 4644 - الإثنين 25 مايو 2015م الموافق 07 شعبان 1436هـ

نشر قائمة برفِّ كتب ورسائل بن لادن بعد 4 سنوات من مقتله

ماذا يقرأ المطلوب الأول في العالم... وكيف يفكِّر؟

غلاف كتاب «الغطرسة الإمبريالية»
غلاف كتاب «الغطرسة الإمبريالية»

40 دقيقة فقط، استغرقت عملية وضع حدٍّ للمُطارد والمطلوب الأول في العالم من قبل الولايات المتحدة الأميركية، ودول أخرى: زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، عشر سنوات من المُطاردة الحثيثة التي سُخِّرت لها أعقد أجهزة الرصْد والتجسُّس، ووضعت مقابل رأسه ملايين الدولارات، وأنفقت ملايين أخرى لرصده وتتبُّعه. في الشهر نفسه، وتحديداً يوم الاثنين (12 مايو/ أيار 2011، وفي أبوت آباد الباكستانية، نفَّذت قوَّة خاصة من الجيش الأميركي تُدعى «السيلز»، بالتنسيق مع وكالة المخابرات الأميركية عملية هاجمت مجمَّعاً سكنيِّاً كان يُقيم فيه ابن لادن مع زوجاته وأبنائه، انتهت بطلقة في الرأس.

العملية حملت اسم «جيرانيمو»، أحد زعماء قبيلة الأباتشي، إحدى أشهر قبائل الهنود الحمر، سكَّان أميركا الأصليين الذين قاوموا المستوطنين من أصول أوروبية في القرن التاسع عشر، ولذلك إيحاؤه. إيحاؤه بمحاولة نأي أميركا عن «غطرستها»، برمزية اسم العملية، إقراراً واعترافاً بتاريخ من الغطرسة، وهو اعتراف ليس مطلوباً أن يقدِّم تفاصيل في هذا الصدد. تكفي الرمزية هنا؛ ولأنه اعتراف ظاهري عابر لزوم حدث وما يحتاجه من توظيفات.

ليس هذا هو الموضوع. الموضوع هو رفُّ مكتبة بن لادن (Bin Laden›s bookshelf) في المجمَّع السكني الذي تمَّت مداهمته. ماذا كان يقرأ الرجل الذي ظل يتحيَّن الفرص لتكرار - أو على الأقل - وضع أميركا في تجربة زلزال ثانٍ بعد الزلزال الذي أحدثه يوم 11 سبتمبر/ أيلول 2001؟

الرفُّ هو عبارة عن مجموعة من الكُتب والوثائق والرسائل التي تعود إلى زعيم تنظيم القاعدة، وتم نشر قائمتها من قبل مدير الاستخبارات يوم الأربعاء (20 مايو الجاري).

سؤال، ماذا يقرأ الرجل؟ يتبعه آخر، بماذا يفكِّر أيضاً؟ وما هو مدى تأثير ذلك التفكير على مناصريه المباشرين، وأولئك الذين يناصرونه ويتعاطفون معه عن بعد في أرجاء مختلفة من العالم؟

الاستخبارات الوطنية نشرت الوثائق باللغتين الإنجليزية والعربية، وقالت، إن حزمة ثانية سيتم نشرها في أقرب وقت «لتكريس مبدأ الشفافية»، وتم تقسيمها إلى 11 قسماً، وعددها الإجمالي يصل إلى 409 بين كتب ووثائق ورسائل.

«الغطرسة الإمبريالية»

ميشيكو كاكوتاني، كتبت تقريراً في صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الخميس (21 مايو 2015)، تابعت فيه الكشف عن قائمة الكتب والوثائق من جهة، وركَّزت فيه على كتاب «الغطرسة الإمبريالية... لماذا يخسر الغرب الحرب على الإرهاب» لضابط وكالة المخابرات المركزية السابق في العام 2004 مايكل شوير، من جهة أخرى. شوير له كتاب آخر تحت عنوان «من خلال عيون أعدائنا»، والكتابان حملا توقيعاً لم يُشر صراحة إلى المؤلف.

إضافة إلى تقرير كاكوتاني، تتبَّع محرِّر «الوسط»، إحدى الإضاءات التي سُلِّطت على كتاب «الغطرسة الإمبريالية»، من خلال أكبر موقع إلكتروني لبيع الكتب في العالم «أمازون»، مع نبذة عن عملية «سيلز» التي داهمت المجمَّع السكني في أبوت آباد بباكستان.

بين الكتب والدوريات والرسائل التي عثر عليها في مخبأ أسامة بن لادن في باكستان كانت نسخة من كتاب ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق في العام 2004 مايكل شوير، «الغطرسة الإمبريالية: لماذا يخسر الغرب الحرب على الإرهاب»، الذي يصف مؤسس تنظيم القاعدة بأنه «الأكثر احتراماً، ومحبة، ورومانسية، ويتمتَّع بشخصية كاريزمية متمكنة ربما منذ 150 عاماً في التاريخ الإسلامي».

كما كانت في مكتبة ابن لادن أيضاً نسخة من كتاب ميشيل شوسودوفسكي حول عقلية المؤامرة وهو بعنوان «حرب أميركا على الإرهاب»، والذي جادل فيه بالقول، إن هجمات 11 سبتمبر/ 2001، كانت مجرد ذريعة لشن غارات أميركية في الشرق الأوسط، وأن ابن لادن لم يكن سوى بعبع أنشأته الولايات المتحدة.

رفع السريَّة عن القائمة

هذه الكتب وغيرها، إلى جانب العشرات من المقالات الصحافية وقصاصات المجلات التي تم العثور عليها عندما داهم فريق البحرية (SEAL) مجمع ابن لادن في أبوت أباد، في العام 2011، ورفعت عنها السريَّة يوم الأربعاء (20 مايو الجاري)، تسلِّط الضوء على التعلُّق المرضي الذي يتمتع به زعيم تنظيم القاعدة تجاه الغرب وسحر شخصيته. كما توضح الجهود التي بذلها لفهم أميركا (الأفضل محاربتها)، وحاجته لتأكيد رؤاه الخاصة المتعلقة بالجشع والفساد (وربما لتبرير هجماته الإرهابية).

لا ينبغي أن يشكِّل مفاجأة أن الزعيم الإرهابي يشعر بالقلق بالنظر إلى إرثه وصورة العالم - بعد كل شيء، اشتهر بتسجيل خطبه ومشاهدة نفسه على أشرطة الفيديو على شاشة التلفزيون. متحصناً في أبوت آباد ربما لخمس سنوات بدون اتصال بالإنترنت، وكان لديه الكثير من الوقت كي يقرأ ما يُكتب عنه وعن القاعدة وعدوه، الولايات المتحدة.

تعلَّم ابن لادن اللغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية على النهج الغربي، يرتادها أبناء النخبة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية؛ حيث تشير المصادر إلى أنه كان طالباً جادَّاً، وتوحي مكتبته بأنه أمضى سنواته الأخيرة في الخفاء كطالب مرة أخرى - ولكن كطالب إرهاب؛ مُركِّزاً اهتمامه على الإمبريالية الأميركية.

وتضم القائمة السرية الصادرة عن مكتب مدير الاستخبارات كتباً فنية («ورشة للخط العربي») وكتباً صحية («دليل رياضة التغذية») وُصفت بأنها «ربما تكون وثائق يستخدمها سكَّان مجمَّع آخر» وتظهر كتب ابن لادن أنها ذات صلة بالعمل إلى حد كبير، وأن القراءة الترفيهية ضئيلة أو معدومة، على ما يبدو، لزعيم تنظيم القاعدة.

وودوارد، كينيدي وميلر

بعض الكتب هي ضمن اتجاه أو تيار التاريخ أو الصحافة: «حروب أوباما» بوب وودوارد، «صعود وسقوط القوى العظمى» الذي كتبه بول كينيدي، «الولايات المتحدة وفيتنام 1787-1941» لروبرت هوبكنز ميلر. بعض الكتب هي عبارة عن مجلَّدات لها ارتباط بموضوعات المؤامرة مثل «أسلاف المتنوِّرين» لفريتز سبرنغميير «الاستيلاء على أميركا، 1-2-3» الذي كتبه ريتشارد سبراغ، و «أسرار مجلس الاحتياطي الاتحادي» ليوستاس مولينز، مُنْكِر المحرقة.

هناك كتابان لمعلِّم ابن لادن «الجهادي» في وقت مبكِّر من حياته، عبدالله عزام، وهما: «الدفاع عن أراضي المسلمين» و «انضم إلى القافلة»)، عن الجهاد.

هنالك أيضاً مخبأ كبير يحتوي على وثائق متعِّلقة بفرنسا، مثل «عدم المساواة في الأجور في فرنسا» و «فرنسا في إدارة النفايات المشعة 2008» وهناك مؤلَّفَان لكاتبيْن يسارييْن غريغ بالاست: «أفضل ديمقراطية يمكن شراؤها بالمال»، ونعوم تشومسكي «الهيمنة أو البقاء: سعي أميركا إلى الهيمنة العالمية»؛ ما يجعل ابن لادن يفكّر بتصديق وترسُّخ بعض آرائه حول الطموحات الإمبريالية الأميركية وفساد الشركات.

بينما هو عالق في أبوت آباد، يبدو أن ابن لادن أتيحت له أوقات لدراسة ما هو متوافر للجمهور: وثائق حكومة الولايات المتحدة، والمقالات والمنشورات المتطرِّفة. قرأ أيضاً مقالات مجلة «السياسة الخارجية» ودراسات مؤسسة راند في مجال مكافحة التمرُّد، في محاولة منه للحفاظ على التعامل مع الحرب على الإرهاب التي أطلقتها عملياته.

رف كتبه، خليط من الغرابة. ومن الصعب معرفة ما إذا كانت قائمة محتوياته كاملة، وعمَّا إذا كان قد طلب بعض الكتب من مساعديه، أو إذا أرسل مساعدوه كتباً ظنوا أنه قد يحبها مثلاً أو قد تؤثر على تفكيره.

«القاعدة»... الشركة العملاقة!

كانت الرسائل السرية والمراسلات تعكس في صورة أو أخرى مخاوف ابن لادن التنظيمية؛ إذ يمكن القول، إن تنظيم القاعدة قد تحوَّل مع مرور الوقت إلى نوع من الشركة العملاقة.

الطبيعة الانتقائية للقائمة تتحدَّث على حد سواء عن وصول ابن لادن زعيماً لتنظيم القاعدة، والقيود التي حوصر بها باعتباره هارباً دولياً؛ وطموحاته للتفكير،عالمياً، وقابليته الساذجة للإصغاء إلى المُنظِّرين الذين يتحدَّثون عن المؤامرة لتفسير الخيانة من جانب الغرب. افتتانه بأميركا؛ وتصميمه على إيجاد طرق جديدة لمهاجمتها من خلال محاولة فهم ديناميات النظم السياسية والاقتصادية.

وكما كتب ستيف كول في سيرته الذاتية المقنعة عن عائلة ابن لادن: «بن لادن: أسرة عربية في القرن الأميركي»: «أسامة لم يكن غريباً على الغرب»، بعد أن نشأ في واحدة من أغنى العائلات في المملكة العربية السعودية وسافر إلى الخارج»، ولكن في سن الخامسة عشرة، أقام بالفعل جداراً ضد إغراءات العائلة. شعر أنه تورَّط بالغرب بوجوده وسط عائلته. كما سيُظهر أو يتظاهر في السنوات المقبلة، بإنه يفتقر إلى فهم متطور أو خفي عن المجتمع الغربي والتاريخ. لقد استخدم جواز سفره، لكنه لم يترك الوطن فعلاً».

الكاتب الصحافي سيباستيان زونس قدَّم قراءة واستعراضاً نقدياً للكتاب، قال في جانب منها: «يقدِّم ستيف كول بالدرجة الأولى أسرة ابن لادن باعتبارها أسرة مشهورة داخل العالم الأصغر الخاص بالأسرة المالكة السعودية، وفي داخل العالم الأكبر الخاص بالعلاقات الأميركية السعودية قبل وبعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، وذلك على رغم أنَّ كول يُعنى بطبيعة الحال بأسرة ابن لادن، وبمهارتها التجارية، وعلاقاتها ونزاعاتها العشائرية».

الأعداء يتمدَّدون

من جانبه أضاء الموقع الأشهر في العالم لبيع الكتب «أمازون»، جانباً من موضوع وتناولات كتاب «الغطرسة الإمبريالية... لماذا يخسر الغرب الحرب على الإرهاب» لضابط وكالة المخابرات المركزية السابق في العام 2004 مايكل شوير، أشار فيه محرر «امازون» إلى أنه «على رغم أن قادة الولايات المتحدة يحاولون إقناع العالم بنجاحهم في محاربة القاعدة، إلا أن أحد أفراد أجهزة الاستخبارات الأميركية أراد إطلاع الجمهور بأننا، في الواقع، نخسر الحرب على الإرهاب. وعلاوة على ذلك، وحتى يدرك قادة الولايات المتحدة المسار الضال وغير المسئول الذي اختاروه؛ قال، إن أعداءنا سيتمدَّدون وينمون بشكل أكثر قوة».

وفقاً للكاتب، فإن الخطر الأكبر بالنسبة إلى الأميركيين في مواجهة التهديد الإسلامي هو أن نؤمن - بناء على جدل القادة الأميركيين - أن مهاجمة المسلمين لنا هي لما نحن عليه، وما نفكِّر به وليس لما نقوم به. الخطاب السياسي الصاخب «يبلغ» الجمهور بأن الإسلاميين أساؤوا إلى الحريات الديمقراطية في العالم الغربي، والحريات المدنية، منها الاختلاط بين الجنسين، والفصل بين الكنيسة والدولة. وعلى رغم ذلك، فإن موضوعات العالم الحديث قد تسيء إلى المسلمين المحافظين. لا زعيم إسلامياً أذكى روح الجهاد لتدمير الديمقراطية التشاركية، تلك التي تعني تأكيد المشاركة الواسعة للناخبين في توجيه وإدارة النظم السياسية.

بدلاً من ذلك، شريحة متنامية من العالم الإسلامي تستنكر بشدَّة سياسات مُحدَّدة في الولايات المتحدة وتبعية الجيش لها، والآثار السياسية، والاقتصادية المترتبة على ذلك. الاستفادة من تنامي مناهضة الولايات المتحدة وعدائها. لا تكمن عبقرية أسامة بن لادن ببساطة في الدعوة إلى الجهاد، ولكن في التعبير عن قضية ثابتة ومقنعة بأن الإسلام يتعرض لهجوم من قبل أميركا. التصريحات العلنية لتنظيم القاعدة تدين حماية أميركا للأنظمة الفاسدة، والدعم غير المشروط لـ «إسرائيل»، واحتلال العراق وأفغانستان، وادّعاء مزيد من المظالم في عالم حقيقي. وبالتالي يحدِّد أنصار ابن لادن مشكلتهم، ويعتقدون أن حلَّها يكمن في الحرب. مؤلف الكتاب يدَّعي أنهم سيذهبون إلى أي مدى ممكن ومُتاح، ليس لتدمير علمانيتنا والطريقة الديمقراطية في الحياة، ولكن لردع ما يرون أنها هجمات محدَّدة على أراضيهم ومجتمعاتهم، ودينهم. ما لم يدرك قادة الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ويقومون بتعديل سياساتهم في الخارج وفقاً لذلك، سينضم المسلمون المعتدلون إلى معسكر ابن لادن.

عيِّنات من رفوف المكتبة

ولعل من باب الإحاطة بجانب من الموضوع، ذكْر عناوين بعض المواد التي تضمَّنتها قائمة مكتبة بن لادن؛ إذ وصل عدد المواد، من الوثائق والكتب التي تتعلق بفرنسا إلى 19 وثيقة وكتاباً، منها طلب جلب مجلة «السياسة الفرنسية، الثقافية والمجتمعية».

- «لم تتسبَّب فرنسا بالكساد العظيم»، لدوغلاس إروين، المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية.

- «الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في فرنسا خلال القرن الثامن عشر»، لهنري سي (2004).

- «دراسة الحالة الاقتصادية في فرنسا» (2009).

- «تقرير فرنسا»، الوكالة الأوروبية لأمن الشبكات والمعلومات (يناير 2010).

- «تحديث اقتصاد فرنسا»، رابوبنك (11 يناير/ كانون الثاني 2011).

- «الملف الشخصي لاقتصاد فرنسا».

- «فرنسا في إدارة النفايات المشعة 2008».

- «ملف فرنسا الشخصي»، من موقع الحكومة الكندية. International.gc.ca

- «الملف الخاص بمياه فرنسا».

- «فرنسا، الناتو، والدفاع الأوروبي»، لتوماس فالاسك، مركز الإصلاح الأوروبي.

- «لمحة عامة عن الخدمات الصحية للقوات المسلحة الفرنسية» (1 فبراير/ شباط 2009).

- «معاهدة الدفاع الفرنسية البريطانية، بصرف النظر عن التاريخ»، تقرير الدفاع لجمعية جيش الولايات المتحدة لمعهد الحرب البرية (يناير 2011).

- «دروس في إعادة هيكلة صناعة الدفاع، التجربة الفرنسية»، مكتب تقييم التكنولوجيا التابع إلى الكونغرس الأميركي (يونيو/ حزيران 1992).

- «قائمة شركات الشحن الفرنسية».

- «نشرة فرنسا»، شبكة شركة أوروبا.

- «فرنسا النووية في الخارج»، لمايكل شنايدر.

- «اكتساب الدفاع الذكي، التعلُّم من الإصلاح الفرنسي للسوق والمشتريات»، لإيثان كابستاين، مركز الأمن الأميركي الجديد (ديسمبر/ كانون الأول 2009).

- «عدم المساواة في الأجور في فرنسا» (يبدو أنه مقال في مجلة أكاديمية، ولكن المصدر والأصل غير واضح).

ذاكرة

يُذكر، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قُتِل فجر الاثنين (12 مايو 2011)، في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كيلومتراً عن إسلام أباد، في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأميركية، ونفذها الجيش الأميركي واستغرقت 40 دقيقة. وحدثت الواقعة إثر مداهمة قوات أميركية خاصة تُدعى السيلز لمجمَّع سكني كان يقيم فيه مع زوجاته وأبنائه. ودار اشتباك بين ابن لادن ورجاله وبين القوات الأميركية المصحوبة بعناصر من الاستخبارات الباكستانية، ونَجَمَ الاشتباك عن مصرعه بطلقة في رأسه. وقد تمكَّن المدافعون من إسقاط إحدى المروحيات الأربع التي هاجمت المنزل.

المهمَّة نفذها فريق يضم 15 من أفراد القوات الأميركية الخاصة التابعة إلى البحرية الأميركية المعروفة بـ «نيفى سيل»، المتمركزين في أفغانستان. وضمَّت القوة متخصصين في الأدلة الجنائية، كانت مهمتهم جمع أدلة تثبت سقوط ابن لادن في الغارة، ومعلومات قد تساعد في تعقب أثر زعماء آخرين لتنظيم القاعدة، أو كشف عمليات يتم الإعداد لها حالياً.

بعد اقتحام المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق، تم تمشيطه طابقاً طابقاً؛ حيث قتل ثلاثة أشخاص في الطابق الأول، بينهم امرأة، ثم انتقلت القوة الخاصة إلى الطوابق العليا؛ حيث عثر على ابن لادن.

أُطلق على العملية اسم حركي هو «جيرانيمو»، وهو أحد زعماء قبيلة الأباتشي، إحدى أشهر قبائل الهنود الحمر، سكَّان أميركا الأصليين الذين قاوموا المستوطنين من أصول أوروبية في القرن التاسع عشر.

المجمَّع الذي قتل فيه بن لادن في مايو 2011
المجمَّع الذي قتل فيه بن لادن في مايو 2011

العدد 4644 - الإثنين 25 مايو 2015م الموافق 07 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً