العدد 4645 - الثلثاء 26 مايو 2015م الموافق 08 شعبان 1436هـ

«هولولنز» من «مايكروسوفت».. نظارات مجسمة للواقع المعزز مصممة بتقنيات متفوقة

 في مؤتمر «بيلد» للمطورين الذي نظمته «مايكروسوفت» في الفترة ما بين 29 أبريل (نيسان) و1 مايو (أيار)، تظهر بعض التفاصيل الجديدة حول نظام نظارات «هولولنز» HoloLens الجديدة، الذي يمثل محاولة من مايكروسوفت لدخول عالمي الواقع الافتراضي والمعزز، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس الثلثاء (26 مايو / أيار 2015).

 

بداية، فإنه لا توجد حاجة لربط «كومبيوتر الرؤية المجسمة» هذا، حسبما تسميه مايكروسوفت، بجهاز كومبيوتر مثل النظام المنافس له وهو نظام الواقع الافتراضي «أوكيلوس ريفت»، الأمر الذي يمنحك حرية الحركة وأنت ترتدي هذه النظارات.

 

وكشفت مايكروسوفت عن منصة «ويندوز هولوغرافيك» لكي يستخدمها المطورون في ابتكار تطبيقات لجهاز هولولنز. وفي العروض قامت هولولنز بتشغيل تطبيقات عالمية مثل «ويندوز10» و«سكايب» أو «إنترنت إكسبلورر» بالإضافة إلى عمل «صور مجسمة» منها.

 

 

 

عدسات هولوغرافية

 

 

 

هناك ما يسمى بشاشة البدء المجسمة التي يمكنك من خلالها تشغيل التطبيقات وتعديل ما تراه عبر هولولنز حسبما يروق لك، وكل هذا عبر تحريك إصبعك في اتجاه معين. وفيما تتحرك في فضاء مثل غرفة المعيشة فإن التطبيقات المجسمة تتبعك أينما ذهبت، وهذا يعني أنه بإمكانك أن تستمر في الحديث عبر سكايب من أي مكان تذهب إليه في منزلك.

 

بإمكانك أيضا «لصق» تطبيقاتك المفضلة على جدران منزلك أو وضعها على طاولة، فإذا مررت بهذا المكان مرة أخرى، يظهر لك التطبيق في هولولنز. وإذا كان هناك تطبيق ملصق على حائط يمكنك أن «تنزع اللاصق» بإصدار أمر صوتي مثل «اتبعني» ليتحرك التطبيق بصحبتك أينما حللت.

 

بإمكانك أيضا تعديل حجم التطبيقات وجعل مساحة مقاطع الفيديو المعروضة تشغل مساحة الجدار بأكمله أو تصغير حجم موقع تتصفحه، حيث يمكن لتطبيقات هولولنز أن تعمل في بيئة ذات بعدين أو ثلاثة أبعاد. وعلى سبيل المثال، هناك تطبيق للطقس يعرض لك مشهدا افتراضيا للموقع المستعلم عن الطقس فيه، حيث يمكنك أن تضعه على الطاولة أو على الأرضية.

 

وعرضت مايكروسوفت بعضا من التطبيقات الثلاثية الأبعاد الخاصة للمحترفين وتطبيقات لأغراض تعليمية أيضا. وبإمكان شركات التصميمات المعمارية استخدام هولولنز في ابتكار نماذج تفاعلية للمخططات الإنشائية كما يمكن لدارسي الطب أن يدرسوا علم التشريح باستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد يحاكي جسم الإنسان بما فيه من طبقات منفصلة من البشرة والعضلات والنظام العصبي والدورة الدموية والهيكل العظمي.

 

بالنسبة لمايكروسوفت فإن هذا الجهاز لا يعد نظارات لمشاهدة الفيديوهات أو للعب الألعاب فحسب، بل هو المستقبل الذي سيكون عليه شكل استخدام جهاز الكومبيوتر دون الحاجة لتشغيل الشاشة. وما زلنا بانتظار معلومات حول سعر الجهاز وميعاد طرحه للجمهور.

 

هناك واقع افتراضي وواقع معزز ومايكروسوفت تتخيل شيئا مشابها ولكن ليس عبر مجرد نظارات، بل هذه تجربة غامرة في عالم الرؤية المجسمة. نعم، هذه التجربة تسمى «ويندوز هولوغرافيك» ولكنها تعمل عبر جهاز اسمه «هولولنز». وتتمثل الفكرة في الانغمار في تجربة يظهر لك فيها الواقع عبر زوج من النظارات. والغرض من هذه البيئات الغامرة أن تمتد لتشمل الواقع المحيط بك، وهو أمر مشابه لما تحاول شركات أخرى مثل «ماجيك ليب» تحقيقه. ولكن المنتج الذي تقدمه مايكروسوفت يعد أول نظارات للواقع المعزز ثلاثي الأبعاد على درجة عالية من الإتقان في الصنع.

 

هذا باختصار هو الواقع المعزز وليس عالما مغلقا، ولكنه عالم يتداخل مع العالم المحيط بك. مايكروسوفت تريد تسمية التجربة «الرؤية المجسمة» ولكن هذه الصور تأتي من خلال نظارات فهي ليست موجودة بالفعل داخل غرفة حقيقية.

 

وتعد «ويندوز هولوغرافيك» منصة جديدة غامرة تستطيع العمل مع المبادرات المتاحة حاليا. ونظريا، بإمكان أوكيولوس وماجيك ليب وشركات أخرى تطوير تطبيقات لهولولنز، ذلك الكومبيوتر الذي يمكن ارتداؤه لترى من خلاله صورة مجسمة، إنها نظارات الواقع المعزز «أول جهاز كومبيوتر كامل من دون أسلاك يمكن من خلاله رؤية صور مجسمة».

 

بداخل هولولنز توجد عدسات يمكن لك الرؤية من خلالها بالإضافة إلى صوت محيطي ومجسات حركة لرصد معلومات عن البيئة المحيطة، كما يوجد بداخلها أيضا وحدة معالجة مركزية ووحدة معالجة غرافيكس.كما يوجد أيضا «وحدة خاصة لمعالجة الصور مجسمة» لكي تتمكن النظارات من إدراك معنى الإشارات والصوت والوضع وتحديد خريطة التموضع.

 

وعلى العكس من نظارات سامسونغ «غير في آر» التي لا بد من استخدام الهاتف معها أو النظارات المتصلة بجهاز كومبيوتر، فإن هولولنز تعد جهازا متكاملا في حد ذاته يماثل نظارات «غوغل غلاس» إلى حد كبير. يمكنك استخدام الحقائب التي تشير إليها مايكروسوفت مثل: الحقيبة الطبية، وحقيبة إصلاح الدراجات والألعاب والإنشاء المعماري أو يمكنك الجلوس في حجرتك لتتفاعل مع أشياء خفية.

 

يمكنك التفاعل مع أشياء باستخدام يديك لأن هولولنز تستخدم كاميرا مزودة بمجسات حركة بتقنية «كينكت». وعلى الرغم من أن تقنيات مثل «ليب موشون» و«أوكيولوس» و«نيمبل في آر» تستخدم ماسحا لحركة اليد لترجمتها لأوامر فإن تقنية «كينكت» من مايكروسوفت تستخدم بعضا من أفضل مجسات الحركة المتاحة حاليا.

 

يتوقع أن تطرح هولولنز في موعد مقارب لطرح «ويندوز 10». ولكن ستظل هناك علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كان الإصدار المتوقع محدودا وما إذا كان سيسمح للمطورين بالعمل لتطويره. كما أنك سترتدي نظارات ضخمة داكنة اللون على وجهك بينما تقوم بتحريك يدك، لذا عليك أن تضع ذلك في اعتبارك.

 

ويعد الواقع الافتراضي أو المعزز من التقنيات التي أصبحت حقيقية جدا وتحتوي على انطباعات أولية مذهلة ولكن فائدتها تكمن في التحدي، فعلى سبيل المثال، تعد تقنية «كينكت» خير مثال على تقنية عالية انتهى بها الحال في يد قلة من المستخدمين، مثلما حدث مع «غوغل غلاس»؛ ولذا فإن لدى هولولنز مهمة صعبة لتنجزها.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً