دعا الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم جياني اينفانتينو في تصريحات للصحافيين أمس (الأربعاء) إلى تأجيل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي (الفيفا) المقررة غداً (الجمعة).

وقال اينفانتينو للصحافيين في فندق شيراتون بالعاصمة البولندية وارسو: «نعتقد وبقوة أنه يجب تأجيل أعمال الاجتماع السنوي للفيفا على أن تجري انتخابات جديدة لرئاسة الفيفا في غضون الستة أشهر المقبلة».

ودخلت أكثر الرياضات شعبية في العالم في حالة من الفوضى عقب إعلان السلطات الأميركية والسويسرية بدء تحقيقات منفصلة في أنشطة للفيفا. وتواجه 7 شخصيات نافذة في الرياضة احتمال تسليمها إلى الولايات المتحدة فيما له صلة بتهم فساد عقب اعتقالهم في سويسرا.

ويسعى الرئيس الحالي للفيفا سيب بلاتر لإعادة انتخابه لولاية خامسة في مواجهة الأمير الأردني علي بن الحسين الذي يدعمه رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني.

14 متهماً بالفساد ومداهمة لمقر الكونكاكاف

العالم يستفيق على زلزال قضائي يضرب أركان «الفيفا»

زيوريخ – رويترز

اعتقلت الشرطة السويسرية مجموعة من أقوى الشخصيات العالمية في مجال كرة القدم أمس (الأربعاء) وأعلنت إجراء تحقيق جنائي يتعلق بمنح حق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 و2022 لتنزلق الرياضة الأكثر شعبية في العالم إلى حالة من الفوضى.

وعلاوة على التحقيق الجنائي السويسري ينتظر 6 على الأقل من المسئولين الكبار في مجال كرة القدم وعدد من المديرين التنفيذيين في الإعلام الرياضي تسليمهم إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم فساد تتعلق برشاوى تربو على 100 مليون دولار. ولم تشمل الاعتقالات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيب بلاتر لكنها شملت مسئولين بعده مباشرة في التسلسل القيادي لأغني وأقوى هيئة رياضية في العالم.

وألقى رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية القبض على هؤلاء الأشخاص بعد حملة على فندق كبير في زيوريخ يقيم فيه بعض مسئولي الفيفا قبل إجراء انتخابات رئاسة الفيفا هذا الأسبوع والتي كان من المتوقع أن يتم خلالها إعادة انتخاب بلاتر بسهولة رئيسا للفيفا لفترة خامسة.

وجرى أيضا مصادرة بيانات ومستندات من أجهزة كمبيوتر بمقر الفيفا في زيوريخ. وامتنعت متحدثة باسم الفيفا عن التعليق.

ولم تحدد وزارة العدل السويسرية على الفور هوية المسئولين الذين ينتظرون تسليمهم للولايات المتحدة لكن تقارير إعلامية قالت إن الأسماء شملت جيفري ويب ويوجينيو فيجيريدو وهما نائبان لرئيس الفيفا. وقالت وزارة العدل السويسرية إن محققين أميركيين يشتبهون أن المسئولين تلقوا رشاوى أو دفعوا رشاوى تقدر بملايين الدولارات بينما يواجه مدراء تنفيذيون في شركات إعلامية وترويجية اتهامات بتقديم عمولات خفية.

وقالت في بيان «هؤلاء الأشخاص موضع تحقيق يجريه مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الشرقية من نيويورك للاشتباه في قبولهم رشاوى وعمولات خفية في الفترة بين أوائل التسعينيات ويومنا هذا». وأضافت «المشتبه بهم في قضية الرشوة - وهم ممثلون للإعلام الرياضي وشركات التسويق الرياضي - تورطوا في مخططات لدفع أموال إلى مسئولين في كرة القدم - بينهم أعضاء بالفيفا وموظفون آخرون في منظمات تابعة للفيفا - بلغ مجموعها أكثر من 100 مليون دولار».

ويجمع الاتحاد الدولي لكرة القدم إيرادات تقدر بمليارات الدولارات معظمها من حقوق الرعاية والبث التلفزيوني لمباريات كأس العالم.

وكثيرا ما شابت تقارير فساد الاتحاد الدولي الذي يقول إنه يباشر فيها التحقيق بنفسه لكن حتى الآن لم تثبت أي إدانة في أي قضية كبرى بأي دولة.

وتعرض قرار «الفيفا» منح حق تنظيم كأس العالم لدولة قطر لانتقادات من مسئولي كرة القدم في الدول الغربية. واجبر «الفيفا» على الاعتراف بأن الجو حار للغاية بما لا يسمح بلعب كرة القدم هناك في الصيف الفترة التقليدية لتنظيم كأس العالم ما أدى إلى تغيير جداول المباريات في كل أنحاء العالم لتتناسب مع موعد إقامة كأس العالم.

وتعاقد الفيفا مع ممثل ادعاء أميركي سابق للتحقيق في مزاعم رشوة تتعلق بمنح حق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر وروسيا لكنه رفض نشر تقريره واصدر ملخصا فقط ينفي وجود أي مخالفات كبيرة. واستقال المحقق قائلا إن تقريره تعرض للتشويه.

ووصل معظم المسئولين إلى زيوريخ لحضور الاجتماع السنوي للفيفا إذ يواجه بلاتر منافسة من الأمير الأردني علي بن الحسين على منصب رئيس الفيفا يوم الجمعة إذ يحاول بلاتر السويسري الفوز بولاية خامسة. وأصدر الأمير علي - الذي وعد بتحسين سمعة الفيفا إذا فاز بالمنصب - بيانا مقتضبا وقال: «هذا يوم حزين لكرة القدم». وأضاف «هذا تطور كبير في الأمر وتتواصل عملية ظهور التفاصيل. ليس من المناسب الإدلاء بمزيد من التعليقات في الوقت الحالي».

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن أكثر من 10 عاملين بوزارة العدل السويسرية وصلوا إلى الفندق في وقت مبكر من صباح يوم أمس (الأربعاء) وحصلوا على مفاتيح من مكتب الاستقبال وتوجهوا إلى الغرف.

التركيز على الكونكاكاف

وقالت نيويورك تايمز إن التحقيق الأميركي يركز على منطقة اتحاد دول أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف).

وواجه رئيس الكونكاكاف السابق جاك وارنر اتهامات فساد قبل أن يستقيل في 2011 عندما أنهى الفيفا التحقيقات المتعلقة به. وستسمح القضية الجنائية الأميركية للمحاكم النظر في أمور كانت تحقق فيها في الماضي لجنة القيم داخل الفيفا. ويمنح القانون الأميركي المحاكم سلطات واسعة للتحقيق في جرائم ارتكبها أجانب في دول أخرى إذا مرت الأموال عبر بنوك أميركية أو حدثت أي أنشطة أخرى هناك.

ومن المقرر أن يعلن الادعاء الأميركي القضية في مؤتمر صحافي بمكتب المدعي العام في بروكلين الذي يقود التحقيق الأميركي.