العدد 4648 - الجمعة 29 مايو 2015م الموافق 11 شعبان 1436هـ

رابعة الغراني: العنف الجنسي في العراق أكثر رعباً من الذي يحدث في سوريا

نيويورك – إذاعة الأمم المتحدة 

تحديث: 12 مايو 2017

قالت المحققة في العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس في بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في العراق رابعة الغراني ، إن الهجوم الذي تتعرض له المجتمعات العراقية يحدث بطريقة منهجية، بما فيها إعدام الرجال وبيع النساء واستغلالهن بشتى الأشكال.

وفي حوار مع مي يعقوب من إذاعة الأمم المتحدة تحدثت رابعة عن بعض تلك الفظائع التي تعرضت لها الإيزيديات. المزيد في الحوار التالي:

إذاعة الأمم المتحدة: من خلال عملكِ اليومي ولقائك بالنساء الناجيات، ماذا يمكنكِ أن تخبرنا عن مستوى الفظاعة التي تعرضت له النساء العراقيات؟

رابعة الغراني: بالطبع يمكنني أن أتكلم فقط عما تم نشره في تقرير مجلس حقوق الإنسان الصادر في 19 من مارس في جنيف. الفظائع مروعة حقا بالمقارنة مع بلدان أخرى، ومستوى العنف الجنسي كان كبيرا بالفعل. كل شيء كان يحدث بطريقة منهجية: الفصل بين الرجال والنساء، والفظائع التي تختلف بالطبع بين الرجال والنساء بما فيها العنف القائم على نوع الجنس. فبعد أن يتم فصل الرجال، يتم إعدامهم ويتم نقل النساء إلى أماكن عدة. أولا يقسموهن إلى مجموعات ومن ثم يتعرضن لفظائع مثل البيع، والاغتصاب، والعبودية والاسترقاق الجنسي.

إذاعة الأمم المتحدة: إلتقينا بكِ خلال زيارة الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات زينب بانغورا ، إلى أربيل ودهوك، حيث سمعنا فعلا من النساء الإيزيديات عن معاناتهن. وبما أننا لم نتمكن من تسجيل المقابلات من أجل الحفاظ على سلامتهن، نريد منك أن تخبري مستمعينا عن بعض تلك القصص التي لامستك أو أثرت بك أكثر من غيرها؟

رابعة الغراني: مرة أخرى، سأتكلم فقط عن تلك المذكورة في التقرير وتلك النساء اللواتي التقيتِ أنتِ والممثلة الخاصة بهن خلال الزيارة. القصة الأكثر رعبا، - بالطبع كل حالة مختلفة، ولكن ما صدمني حقا كان قضية المرأة التي ضربها أحد مقاتلي داعش على بطنها، ضرب جنينها الذي لم يكن قد ولد بعد، لأنه يريد أن وينجب طفلا آخر. هناك حالات فردية أخرى لا أستطيع ذكرها لأنه لم يتم الإبلاغ عنها، لأن ما نحاول القيام به فعلا هو أن نقدم تقريرا عن "نمط" عمل داعش. كيف يرتكب داعش تلك الفظائع بشكل منهجي ذد الرجال والنساء والأطفال. ومن ثم نضيف أمثلة حول هذا النمط، ومن هذه الأمثلة، المرأة التي كانت حاملا، والتي حاول مقاتل داعش أن يقتل طفلها لينجب طفلا آخر.

إذاعة الأمم المتحدة: إذا هذا الرجل كان يحاول إجهاضها؟

رابعة الغراني: صحيح حاول إجهاض طفلها من أجل أن ينجب غيره.

إذاعة الأمم المتحدة: ينجب آخر منه ومنها (المرأة الإيزيدية)؟

رابعة الغراني: صحيح، نعم، ينجب طفلا مسلما.

إذاعة الأمم المتحدة: هو لا يريد أن يولد المزيد من الإيزيديين؟ يريد مزيدا من السكان العرب أو المسلمين؟

رابعة الغراني: نعم، لا لمزيد من الإيزيديين كما ذُكِرَ في التقرير.

إذاعة الأمم المتحدة: كيف هي الأم وطفلها الآن؟

رابعة الغراني: رأيتهما قبل أن أغادر البلاد، هما بخير، وقد ولد الطفل وهو بصحة جيدة وهو قوي جدا.

إذاعة الأمم المتحدة: من يعتني بهما؟

رابعة الغراني: هناك بعض التفاصيل التي لا أستطيع أن أذكرها لأنه لم يتم التبليغ عنها، ولكن عندما التقت الممثلة الخاصة والوفد المرافق لها بتلك المرأة، كانت على ما يرام وكانت سعيدة، وهي سعيدة أن طفلها قد نجا، ولكن هناك بعض التفاصيل المحددة التي لا أستطيع أن أذكرها.

إذاعة الأمم المتحدة: نعم بالطبع، إذا اسمحي لي أن أسأل: ما هي الخطة لمساعدة هؤلاء النساء بعد الذي عانين منه؟

رابعة الغراني: في التقرير أوصينا بالطبع بالحصول على الدعم النفسي والاجتماعي من المستوى الدولي. فالصدمة كانت قوية جدا، وتحديدا في وضع الضحايا الإيزيديات، فهن بحاجة إلى المساعدة النفسية والاجتماعية المتخصصة. هذه هي في الواقع المساعدة الأولية التي نصحت بها والتي أوصى بها التقرير. أيضا مساعدتهن على الاندماج مرة أخرى في مجتمعهن... إنها عملية طويلة ولكنها تبدأ دائما مع الدعم النفسي والاجتماعي.

إذاعة الأمم المتحدة: وهل تلقت هؤلاء النساء الدعم الطبي الذي يحتجنه بعد الذي حدث لهن؟

رابعة الغراني: عند عودتهن، ذهب بعضن إلى الأطباء والمستشفيات لإجراء الفحوصات، ولكن لم يتمكن البعض الآخر من الوصول إلى المستشفيات أو الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي. كل حالة مختلفة ..

إذاعة الأمم المتحدة: إذا إردنا أن نقارن مستوى العنف الذي تتعرض له النساء في العراق بالذي تتعرض له النساء في سوريا، - وأنتِ كنتِ تعملين هناك في سوريا فعلا في لجنة التحقيق الأممية- ، ماذا يمكن أن تقولي لنا؟

رابعة الغراني: مستوى العنف الذي وقع في العراق أعلى بكثير وأكثر رعبا من الذي حصل في سوريا. في العراق تعرضت مجموعة كبيرة من الإيزيديين في أغسطس إلى هجوم. أما في سوريا فالعنف الجنسي هو حالات فردية، يتواجد في نقاط التفتيش، ومراكز الاعتقال، وغيرها من الأماكن العامة أو الاغتصاب المنزل، ولكن في العراق هوجمت مجموعة كبيرة في القرى والمناطق المختلفة.

إذاعة الأمم المتحدة: هل ما زلتِ على اتصال مع أي من الضحايا في سوريا؟

رابعة الغراني: لا، ليس بيننا اتصال.

شكرا رابعة الغراني، محققة في العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس في بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في العراق





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:49 ص

      توضيح نحن لن ننزهة هذه الفئة ولا نزكيها . لكن نريد اثباتات وواقائع مرئية ومتحركة وكلام مسجل. اما من يصصف الحشي وينقل . !!!!!!!!!!!!!!!

      هناك من يقول ويتقول ويتهم لكن يضل كلام منقول من فلان وفلانه والمندوبه. قد يحصل قليل مما ذكر لكن لم نصدقه الا بالاثباتات والادله القطعية المرئية .....

اقرأ ايضاً