العدد 4649 - السبت 30 مايو 2015م الموافق 12 شعبان 1436هـ

عبدالجليل الأربش... تخرج وعقد قرانه وأعلنها: أموت ولا أكون وحشاً

تحليل «DNA» يحدد هوية أخيه محمد بعد تحوّله إلى أشلاء

عبدالجليل الأربش  - محمد الأربش
عبدالجليل الأربش - محمد الأربش

«وكأنما نعيش مع وحوش في هذا الزمن. كن وحشاً أو مت»، ربما كان عليه أن يختار، بين أن يعيش وحشاً أو يموت، هكذا خيّرعبدالجليل جمعة طاهر الأربش نفسه في كلماتٍ بثَّها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وفق ما خطّ بيده، ويبدو أنه حسم أمره سريعاً، فقرر بأشلائه ودمه أنه لن يكون وحشاً.

ومازال يدرس في جامعة «Wichita State» الأميركية، وعاد إلى الدمام عاصمة المحافظة الشرقية في المملكة العربية، فتم عقد قرانه قبل يومين، لكن قدره كان يمشي أمامه يوم الجمعة الماضي مرددا دونما صدى، مخاطبا إياه: «يمه ذكريني من تمر زفة شباب، حنتي خضابي والعرس ذاري التراب»، ولعل ذلك هو ما يفسر مسارعته لاحتضان جسد الإرهابي الذي تسربل بلباس امرأة؛ ليمنعه من تفجير مئات المصلين في مسجد الإمام الحسين (ع) في حي العنود بالدمام.

إذن، لم تكن لحظة موت، تلك التي عاشها الشاب الجامعي الأربش، ظهر تلك الجمعة بحي العنود، لكنها كانت لحظة زفاف نثرت فيها أشلاؤه ورودا حمراء في كل زاوية من الزوايا القريبة لأكبر مسجد في المنطقة كلها.

لذلك، لم يبكِ والده على فراقه، وكيف يبكي الأب يوم زفاف ابنه، كان يريد سماع أصوات المهنئين والمباركين له ولابنه بيوم زفافه الميمون، فكانت كلماته كلها حمداً وشكراً وتهليلاً بيوم الفرح الأكبر لابنه.

وكان أول المهنئين له، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين الذي وقع الانفجار في مرآبه، السيد علي الناصر، الذي اعلمه بما جرى، فقال الأب في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل أثناء تلقيه الاتصال منه «الحمد لله رب العالمين الذي أكرم فلدة كبدي بالشهادة، فضلاً عن عقد قرانه قبل يومين فقط، لكن إرادة الله قضت بزفافه إلى الجنان قبل حلول موعد زفافه المقرر مع ابن خالته في الإحساء في شهر شوال المقبل».

لكن عبدالجليل لم يرد زفافه في شهر شوال، أراده في شهر شعبان وفي ظهر يوم الجمعة، فمئات المصلين الذين حماهم بدمه وأشلائه كانوا هم ضيوف زفافه، جاؤوه على الموعد الذي اختطه لنفسه ملبين دعوته، فأجابهم بدمه وأشلائه ليحفظ دماءهم بأشلائه، وما أن انتهى زفافه حتى غادرهم جميعاً، تاركا إياهم ليرددوا بعده أهزوجته المفضلة «... والعرس ذاري التراب».

وغير بعيد عنه، كان أخوه محمد الأربش الذي قضى بعده متأثراً بجراحه، فلم يشأ أن يرحل أخوه ويظل باقيا دونه، كان ذلك عهدهما معاً، نعيش سوية ونقف بوجه الإرهاب معاً، ونرحل معاً، فتطايرت أشلاؤهما بعد إمساكهما بالإرهابي، ولم يكن هناك طريق لتحديد هوية محمد إلا فحص «دي إن أي DNA»، ولكن قطعاً، هوية محمد وأخيه عبدالجليل باتت معروفة ومحفورة في قلوب أهالي الدمام جميعاً.

العدد 4649 - السبت 30 مايو 2015م الموافق 12 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:01 ص

      تصحيح

      السلام عليكم
      اود تصحيح نقطه وهي ان الشهيد محمد لم يتوفى متاثرا بجراحه بل كان هو من طرح المجرم ارضا و نبطح على صدره بينما امسك الشهيد عبدالجليل بيديه و الشهيد السيد هادي بقدميه مما ادى الى انتشار جسده الطاهر في كل ارجاء المنطقه فلم يتبقى من جسده قطعه ليتعرف عليه اهله منها و تأكدو من خلال تحاليل ال DNA بان محمد كان هو الشهيد الرابع. بينما كان الشهيد محمد العيسى متوجها للمشاركه في تثبيت المجرم.

    • زائر 4 | 3:38 ص

      بين نشأة الفناء ونشأة الخلود .. أيهما تختار؟

      أن تتقدم نحو الشهادة بخطى ثابتة، وبنفس ليس فقط راضية وإنما متوثبة حماية لبيت الله وخلقه، تفديهم بنفس العالية الغالية فتلك شهادة لا نظير لها، بل هي من أعلى درجات الشهادة عند الله، أن تترك زوجة للتو قد تعرفت عليها وللتو دخلت عالم الحب يا عبد الجليل وأن تتوجه للقاء المحبوب الأعلى والأجمل، تترك ذلك العالم وتذهب بطريق ذات الشوكة محاميا عن عباد الله فاديا لهم بروحك النبيلة فذلك قمة النبل وقمة التقوى وقمة العطاء وقمة الحب لله وللناس، ... أبيت إلا أن تكون في ركب الخالدين وفي قمة المضحين، هنيئا لك.

    • زائر 3 | 2:00 ص

      هنيئا لك

      هذا الطبيب إختصر مهنة الطب في ساعة. جميع الأطباء لا يصل عدد الذين ينقدونهم (كل منفردا) بعدد ما تم على يد هذا الطبيب .فقد أ نقد ألوفا من الناس مختصرا دوره ورسالته في ساعة فهنيئا لك الشهادة بهذه الدرجة العالية يا عبد الجليل.

    • زائر 2 | 11:55 م

      الله يرحم شهداء المملكة

      الله يرحمهم جميعا

    • زائر 1 | 11:21 م

      لا حول ولا قوة الا بالله

      إلى جنات الخلد

اقرأ ايضاً