كشفت «زيورخ انترناشيونال لايف» و»سيتي»، أمس عن نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة «نيلسن»، التي تعمل في توفير وجمع المعلومات والأراء حول سلوكيات البحث عن السلع وشرائها لدى المستهلكين، إذ أشار الاستطلاع الذي أجري في مايو/ أيار 2015 إلى أن المقيمين والمواطنين في البحرين يركزون على الأهداف المالية على المدى القصير نسبياً، بدلاً من التخطيط لهذه الأهداف على المدى البعيد.

وشمل الاستطلاع آراء 233 من السكان في البحرين من المواطنين والوافدين. وقد أعرب غالبيتهم (بنسبة 68 في المئة) عن تفائلهم حول مستقبل الاقتصاد المحلي للأشهر الـ 12 المقبلة، كما أعرب السكان عن شعورهم بالأمان حول أوضاعهم الشخصية، إذ أشارت نسبة 83 في المئة منهم إلى الشعور بالثقة بأن شئونهم المالية الشخصية ستكون جيدة أو ممتازة خلال العام المقبل.

وعوضاً عن إنفاق الأموال التي عملوا جاهدين في كسبها، يعتزم ما نسبته 66 في المئة من الذين أجابوا على الاستطلاع ادخار أو استثمار أية أموال إضافية قد يوفرونها أو يحصلون عليها، حيث أشار نحو 43 في المئة منهم إلى أن تعليم الأطفال وبدء مشروع جديد يحتلان قائمة الأولويات لديهم. أما أهم الأولويات المالية الأخرى فتتمثّل في الاستثمار في العقارات (بنسبة 32 في المئة) وتأمين نفقات زواج الأبناء (بنسبة 23 في المئة) وتأسيس عائلة (بنسبة 14 في المئة).

إلا أن المثير للقلق هو أن الاستطلاع يشير إلى قلة اكتراث المقيمين والمواطنين في البحرين بالتخطيط لتقاعدهم على المدى البعيد، فقد أشار 8 في المئة منهم فقط إلى أنهم يعتبرون التخطيط لتقاعدهم أحد أهم أولوياتهم المالية. فضلاً عن ذلك، أشار 47 في المئة فقط من المشاركين إلى أنهم اتخذوا خطوات لضمان مستقبلهم على المدى البعيد، و10 في المئة فقط ذكروا أنهم استثمروا في صندوق تقاعدي خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

وتعليقاً على نتائج الدراسة قال مدير عام «زيورخ إنترناشيونال لايف» في البحرين، أندرو داوسن: «من الرائع أن نرى تزايد الإقبال على اتباع ثقافة الادخار في البحرين، حيث أخذ المقيمون والمواطنون في المملكة يولون أهمية قصوى للأمور الأهم في الحياة مثل تعليم الأطفال ومنزل الأسرة. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن الثقة الزائدة بالوضع الاقتصادي قد تدفع بعضهم إلى التركيز على الأولويات المباشرة على حساب التخطيط لتقاعدهم. وفي واقع الأمر، فإنه في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الحالية المستقرة فإن الوقت اليوم مثالي للمقيمين والمواطنين في البحرين كي يعيدوا النظر في أولوياتهم ويبدؤوا التخطيط لأهدافهم المالية على المدى البعيد».

وتشير الدراسة إلى أن السبب وراء عدم تخطيط الوافدين لتقاعدهم قد يكمن في الاعتقاد الخاطئ لدى البعض في عدم إمكانية نقل البرامج الائتمانية، إذ إن 20 في المئة من الأشخاص الذين لا يعتزمون التسجيل في أي صندوق تقاعدي أو منتج من منتجات التأمين على الحياة يخشون أن هذه المنتجات قد لا تكون مفيدة حين يغادرون المملكة، بينما يرى 36 في المئة أن لديهم ما يكفي من المدخرات والاستثمارات لتدعمهم في سنوات تقاعدهم، فيما اعترف 34 في المئة من المشاركين أنهم بكل بساطة لا يدركون تماماً ما هي منتجات التقاعد.

وبدوره قال رئيس قطاع الأفراد في «سيتي البحرين» نافنيت كمباني «تمتلك مملكة البحرين دون شك واحداً من أنضج قطاعات الخدمات المالية في المنطقة، ومع ذلك تسود فيها الاعتقادات الخاطئة والمعلومات المغلوطة حول خدمات التأمين على الحياة والتقاعد. ومن الضروري لقطاع الخدمات المالية في البحرين أن يعمل على تثقيف وزيادة توعية المقيمين والمواطنين حول أهمية التخطيط لتقاعدهم وضرورة التأمين على الحياة».