وضع الحارس الدولي محمد عبدالحسين حامل اللقب النادي الأهلي في نهائي بطولة كأس الاتحاد البحريني لكرة اليد لفئة الكبار بعد تألقه الملفت في الشوط الثاني في مباراة الدور نصف النهائي أمام وصيف بطولة الدوري باربار، وانتهت المباراة بنتيجة 23-22، فيما انتهى الشوط بالتعادل 12-12، وبذلك يلتقي في المباراة النهائية يوم الاثنين المقبل الاتفاق الذي تأهل لأول مرة في تاريخه، ويرد اعتباره عن إقصائه في الدور نصف النهائي لبطولة الدوري.

وفيما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، والأهلي ناقصا عدديا لإيقاف محمد ميرزا في آخر 30 ثانية، مرر عبدالله علي كرة على طبق من ذهب لحسن منصور الذي أشركه مدربه كلاعب إضافي بدلا من الحارس عيسى خلف واخترق من زاويا مناسبة جدا غير أن محمد عبدالحسين كان في المكان المناسب وبالحركة المناسبة وأبعدها بقدمه اليمنى خارج الخشبات الثلاث ليبعد باربار عن النهائي وينقل فريقه للنهائي من دون الدخول في حسابات الأشواط الإضافية المعقدة.

وقدم الفريقان مباراة ممتعة بشكل عام كعادتهما، وعلى رغم أن الشوط الأول انتهى بالتعادل فإنه لم يعكس الواقع الذي كان عليه والسبب في ذلك الإبداع الذي ظهر عليه حارس باربار تيسير محسن أمام الفرص الأهلاوية العديدة سواء في المواجهات المباشرة أو تصويبات الخط الخلفي، غير أن الواقع تغير في الشوط الثاني وبدا الأكثر فاعلية أمام المرمى رغم الفارق في عدد الفرص التي تحصل عليها والفضل في ذلك يعود لعلي إبراهيم وسلمان طرادة في تصويبات السبعة أمتار وكذلك محمد عبدالحسين الذي حقق رقما أفضل من الشوط الأول كصد للكرات.

وبالعودة لأحداث المباراة، بدأ باربار مدافعا بطريقة 5/0/1 بتقدم حسن علي لمراقبة صادق علي بطريقة رجل لرجل، فيما بدأ الأهلي بطريقة 6/صفر بين قوسي الستة والتسعة أمتار، وافتتح حسين مدن التسجيل في المباراة بهدف من الخط الخلفي ورد سريعا محمود عبدالقادر بالطريقة ذاتها، ثم تقدم صادق علي لباربار في الهجوم الخاطف، وأعاد محمد ميرزا المباراة للتعادل بهدف من الدائرة، وكل ذلك خلال الدقيقتين الأوليين.

وبعد ثلاث دقائق عقيمة، أوقف حسين مدن لمدة دقيقتين، وتمكن باربار من العودة للمقدمة 4-3 بفضل حسن منصور وأحمد المقابي وتألق تيسير محسن أمام انفراد صريح لحسين فخر ثم لمهدي سعد وبعد ذلك لعلي يوسف، ووسط هذا التألق الملفت تقدم باربار بفارق هدفين 5-3 مع حلول الدقيقة 11 بهدف جديد لمحمود عبدالقادر.

وأراد مدرب الأهلي تحسين الفاعلية الهجومية، فدفع بحسن السماهيجي بديلا عن علي يوسف في الجناح الأيمن، وبدل طريقة الدفاع إلى 5/1 بتقدم السماهيجي للضغط على محمود عبدالقادر للحد من تصويبات الخط الخلفي، ولكن باربار استغل أخطاءه الهجومية، وتمكن من توسيع الفارق لصالحه إلى فارق 3 أهداف 8-5 مع الدقيقة 15 الأمر الذي أجبر مدرب الأهلي على طلب الوقت المستقطع.

وحافظ باربار على تفوقه وبنتيجة 9-7 مع حلول الدقيقة 19 بسبب التألق المتواصل للحارس تيسير محسن في المواجهات المباشرة، ولإعادة الفاعلية للهجوم المنظم قام مدرب باربار بالدفع بمحمد المقابي بدلا عن محمد حبيب، وقلص محمد ميرزا النتيجة إلى هدف 9-8 مع الدقيقة 21 ورد حسام مدن سريعا لباربار من علامة الـ7 أمتار، وشهدت الدقيقة 23 إيقاف حسن منصور واحتساب رمية 7 أمتار سجل منها سلمان طراده الهدف رقم 9.

وأوقف مهدي سعد وتبعه محمد المقابي خلال الدقيقة 25، وبعد ذلك أحمد في الدقيقة 26، ووسط ذلك تمكن الأهلي بتألق علي إبراهيم من معادلة النتيجة 12-12 ولولا براعة تيسير محسن لتمكن من اقتناص المقدمة التي فرط في الوصول لها بإهدار حسين فخر رمية 7 أمتار قبل نصف دقيقة من النهاية، وانتهى الشوط بالتعادل.

وحقق الأهلي أفضلية نسبية في مطلع الشوط الثاني بفضل التماسك الدفاعي وتألق علي إبراهيم الهجومي، وتقدم 14-13 وفوت على نفسه في مناسبتين زيادة الفارق بسبب إهداره للفرص أمام المرمى، وتحولت النتيجة الى 15-15 مع الدقيقة 8 التي شهدت إيقاف حسين فخر وعلي إبراهيم والبارباري صادق علي لمدة دقيقتين، ووسط ذلك استعاد باربار المقدمة 16-15.

وأدرك الأهلي التعادل 17-17 مع الدقيقة 13 بواسطة الهجوم الخاطف عبر حسن السماهيجي، وقام مدرب باربار بتبديل مواقع ثلاثي الخط الخلفي لإعادة الفاعلية غير أن الأهلي تمكن من العودة للمقدمة في الهجوم الخاطف أيضا بواسطة مهدي سعد، لذلك قام بالدفع بعبدالله علي لقيادة الخط الخلفي بدلا عن محمود عبدالقادر.

وفيما قاد تألق صادق علي من الخط الخلفي الأهلي للتسجيل، تحسنت الوضعية الهجومية الباربارية مع دخول عبدالله علي الذي خلق فرصا للاختراقات، وتحولت النتيجة الى 19-19 مع الدقيقة 18، ثم 20-20، وشهدت الدقيقة 20 إيقاف حسن منصور وتسجيل سلمان طرادة الهدف رقم 21 من علامة الـ7 أمتار، غير أن محمود عبدالقادر أبقى التعادل 21-21.

وسجل سلمان طرادة الهدف رقم 22 من علامة السبعة أمتار من جديد مع الدقيقة 26، ومع تألق عيسى خلف ومحمد عبدالحسين سجل علي إبراهيم الهدف رقم 23 من اختراق، وقلص محمود عبدالقادر النتيجة سريعا إلى هدف مع الدقيقة 28، وكسب المقابي خطأ فرديا على فخر، ثم تصدى محمد عبدالحسين لاختراق محمود عبدالقادر، وبعد ذلك صوب صادق علي كرة مرت بمحاذاة القائم، وتصدى محمد عبدالحسين لانفراد حسن منصور والمباراة تلفظ أنفاسها لتنتهي 23-22، أدارها حسين الموت وعلي عيسى.

«السوبر» الهداف والأهلي وجد ضالته في علي إبراهيم

سجل الدولي محمود عبدالقادر العدد الأكبر من الأهداف 8 أهداف (6 منها في الشوط الأول)، ويأتي بعد ذلك لاعبا الأهلي صادق علي وعلي إبراهيم بـ 5 أهداف، ثم سلمان طرادة وأحمد المقابي وحسام مدن بـ 4 أهداف، وبعد ذلك محمد حبيب ومهدي سعد ومحمد ميرزا بـ 3 أهداف، ومن ثم حسن منصور بهدفين، فحسين فخر وحسن السماهيجي وحسين مدن ومحمد المقابي بهدف واحد فقط.

ووجد الأهلي بالأمس ضالته الهجومية بتألق علي إبراهيم مع نهاية الشوط الأول وخلال الشوط الثاني، إذ فعل مركز الباك الأيسر كثيرا وهي المشكلة التي عانى منها في المباريات السابقة بالأخص في الدور نصف النهائي لبطولة الدوري، ما أعطى الخط الخلفي فاعلية أكثر بتسجيله 5 أهداف أسوة بصادق علي، وهو المركز الحيوي الذي تأثر؛ بسبب إصابة علي ميرزا.

سلمان طرادة تفوّق على حسام مدن

من المشاهد الملفتة في قمة أمس، دفع مدربي الفريقين الأهلاوي محمد علي بوغزالة والوطني عادل السباع بسلمان طرادة وحسام مدن من أجل تصويب رميات السبعة أمتار فقط، وكلاهما يلعب في مركز الجناح، وكلاهما عائد للتو من رحلة طويلة في العلاج من إصابة الرباط الصليبي. ومنحت الفرصة لحسام مدن بتصويب 5 رميات 7 أمتار تمكن من تسجيل 4 منها فقط في حين أضاع واحدة ارتدت من القائم الأيسر ووصلت لمحمد حبيب ووضعها في الشباك، بينما سلمان طرادة صوب 4 رميات وكل الرميات وضعها في شباك تيسير محسن وعيسى خلف، والملفت أنها في زاوية واحدة، ولا شك في أن هذه الأهداف حاسمة ومؤثرة في مباراة متقاربة كهذه، علما بأن الأهلي أضاع رميتي 7 أمتار في الشوط الأول الأولى لمهدي سعد والأخرى لحسين فخر.

محمد عبدالحسين نجم المواجهة

يستحق محمد عبدالحسين أن يكون نجم المباراة الأول لدوره اللافت في الشوط الثاني وفي الدقائق الخمس الأخيرة على وجه التحديد وبالأخص تصديه لتصويبتي محمود عبدالقادر من الجناح الأيسر وحسن منصور من الجناح الأيمن في الدقيقتين 29 و30، لذلك هو السبب الرئيسي في حسم الفوز والتأهل للمباراة النهائية، وفيما كان عدد الكرات التي تصدى لها «البرنس» بحسب إحصاءات «الوسط الرياضي» 5 فرص فقط، تمكن من التصدي لـ 12 تصويبة في الشوط الثاني وهي على النحو التالي: 4 فرص من الجناحين، 5 فرص كتصويبات من الخط الخلفي، فرصة من الدائرة، فرصة في الهجوم الخاطف وفرصة من اختراق في عمق الدفاع.

تيسير محسن بطل الشوط الأول

قدم الدولي السابق تيسير محسن شوطا أولا رائعا بكل المقاييس، وتظهر إحصاءات «الوسط الرياضي» بأنه تصدى لـ 14 فرصة أهلاوية في الشوط الأول فقط بالإضافة إلى فرصة عبارة عن رمية 7 أمتار تصدى له زميله عيسى خلف، وفي الوقت الذي سجل الأهلي 12 هدفا في هذا الشوط أضاع 15 فرصة بمعنى أن نسبة التسجيل أقل من 50 في المئة، في المقابل سجل باربار 12 هدفا في هذا الشوط أيضا مقابل 5 تصديات للحراسة الأهلاوية، في الوقت الذي تصدت الحراسة الباربارية التي غيرت بعد دقائق من الشوط الثاني لـ 6 فرص أهلاوية فقط، وجاءت تصديات تيسير محسن في الشوط الأول على النحو التالي: تصويبتين من الخط الخلفي، 4 اختراقات من العمق، فرصتين في الهجوم الخاطف، فرصتين من الجناحين، 3 فرص من الدائرة ورمية 7 أمتار.

مشاهدات من القمة

شهدت القمة الخامسة والحاسمة بين الأهلي وباربار أمس حضورا جماهيريا قياسيا تجاوز من حيث العدد الحضور الأعلى الذي سجل في مباراة النجمة وباربار الثانية في الدور النهائي لبطولة الدوري سواء من قبل الجمهور الأهلاوي أو البارباري، وأضفى حلاوة إضافية على القمة، وفيما يلي بعضا من المشاهدات التي رصدت:

- شهد الشوط الثاني بالذات احتجاجات أهلاوية على طاقم المباراة على عدد من القرارات التي اتخذت، كما أن الاحتجاجات الباربارية على الطاقم كانت واضحة بالذات في هذا الشوط أيضا.

- انتهت المباراة على وقع فرحة هسترية للاعبي الأهلي والجمهور العريض الذي وقف معه أمس، فيما حرص لاعبو الفريق البارباري على تهنئتهم بالتأهل قبل الخروج.

- توجه لاعبو الفريق الأهلاوي لزميليهم المصابين بالقطع في الرباط الصليبي علي حسين وعلي ميرزا اللذين تواجدا معا في المدرجات القريبة من أرضية الصالة من أجل الاحتفال معهما.