العدد 4669 - الجمعة 19 يونيو 2015م الموافق 02 رمضان 1436هـ

القطان: رمضان شهر الانتصارات والفتوحات وفرصة للتوبة والإنابة

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن شهر رمضان شهر الانتصارات والفتوحات، والسماحة والمغفرة، وإنه فرصة للتوبة والإنابة، داعياً إلى استثماره في القرب إلى الله وإحياء أيامه ولياليه بالطاعات.

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (19 يونيو/ حزيران 2015)، اعتبر القطان أن «رمضان فرصة للتوبة والإنابة، فالله قد فتح أبوابه، وأجزل ثوابه، والله تعالى يفرح بتوبة عبده، وليس أحدٌ أشدَّ فرحاً من الله بها، وإذا فرح الله بك يوم تتوب فأيّ خير ستلقاه؟! وأي شر ستتوقاه؟!».

وأضاف «رمضانُ شهر القرآنِ الكريم، حيث كان جبريل (ع) يلقى النبيَّ (ص) في كلِّ ليلة فيدارِسُه القرآن، وقد كان السلَفُ الصالح (رحمهم الله) إذا جاءَ رمَضان ترَكوا الحديثَ وتفرَّغوا لقراءةِ القرآنِ، وسيرتُهم إلى وقتٍ قريب، شاهدةٌ لمن يختِم القرآن في رمضانَ كلَّ يوم، أو كلَّ ثلاثةِ أيّام ونحو ذَلِك».

وتابع «شهرُ رمضان، شهرُ القيام والتراويحِ والذّكر والاستغفار والتسابيح، فاعمُروا لياليَه بالصلاةِ والدّعاء والذكر وقراءةِ القرآن، ورُبَّ دعوةٍ صادقةٍ بجَوف ليلٍ، تسري حتى تجاوِزَ السماءَ، فيكتب الله بها لَك سعادةَ الدّارين».

وأشار إلى أن «بعضنا اعتاد في شهر رمضان أداء عبادات معينة كالصيام والقيام وقراءة القرآن، وهناك عبادات أخرى قد تفضل عليها في الأجر؛ إما لمكانتها أو لهجر الناس لها، وإتيان تلك الطاعات في مثل هذه الأيام إحياء لها وتذكيراً للناس بتنوع العبادات وتعددها لمن أراد الزلفى من الله سبحانه، ومن تلك العبادات: عيادة المرضى، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، وزيارة المقابر، والصلاة على الجنائز، والعبادات المتعدية كإطعام الطعام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس الخير والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة».

وأضاف «رمَضان شهرُ الفُتوحات والانتِصارات، وبقدر ما نستبشِر بحلوله، بقدرِ ما نعقِد الآمالَ أن يبدِّل الله حالَ الأمّة إلى عزٍّ ونصرٍ وتمكين، وأن يردَّها إليهِ ردًّاً جميلاً، وإلاَّ فإنّ رمَضانَ يحلّ بِنا، والأمة الإسلامية مثخَنَة بالجراح، مثقَلَة بالآلام... ما هي حال إخوانكم المستضعفين المضطهدين في دينهم وأوطانهم في بعض البلاد، إنَّ أقلَّ حقٍّ لإخوانِكم، وليس بقليلٍ في هذا الشهرِ الكريم، أن تذكروهم بدعاءٍ صادق، وأن تدعُوا الله لهم في سجودِكم وإخباتكم، وأن تشاطِروهم قضاياهم، وتهتمّوا بأحوالهم، ولا تبخلوا بالبذل لهم من أموالكم بسخاء، ومن لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم».

وواصل القطان حديثه عن شهر رمضان، قائلاً: «إنه شهر الجود والكرم، والسماح والندى، فقد كان نبيكم (ص) أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حين يلقاه جبريلُ فيدارسه القرآن، فلرسولُ (ص) حين يلقَاه جبريلُ، أجودُ بالخيرِ من الرّيح المرسلة».

وبيّن أن «الجود أنواع متعددة، وأشكال مختلفة، وكل أحد يجود بما يستطيع، ومن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالفضل والعطاء... ألا وإن من أبرز خصال الكرم، وأنبل أنواع الجود، الإحسان إلى العباد، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، من إطعام جائع، وإعانة محتاج وفقير، وكفالة يتيم، ورعاية أرملة».

وأفاد بأن «في رمضانَ تصفو النّفوس وتتهذّب الأخلاق. ويواسَى الفقراء والبؤساء، فهو شهرُ الصّدقة والمواساة، فيا مَن أفاء الله عليه من الأغنياء والموسرينَ، إنَّ الله هو الذي يعطِي ويمنَع، ويخفِض ويرفَع، وهو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون، والمؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة، ولن يعدم المسلم الصّادق أن يوصلَ إحسانَه إلى المحتاجين بنفسِه، أو عَبر الجمعيّات والمؤسّسات الخيريّة الموثوقة، وهي بحمدِ الله في بلادنا وبلادِ المسلمين كثيرة ومعروفة».

هذا، وأشاد القطان بحرص جلالة الملك والحكومة الكبير على التخفيف من أعباء الحياة المعيشية على الأسر المحتاجة من المواطنين، وإعانتهم على مواجهة الأعباء المادية، وتوفير احتياجاتهم ومستلزماتهم للشهر الكريم، بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة، حيث أمر جلالة الملك كعادته السنوية، بصرف مكرمة رمضانية للأيتام والأرامل في المؤسسة الخيرية الملكية، ولجميع الأسر المحتاجة المسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية، والشكر موصول أيضاً لسمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على ما تفضل به من توزيع للمعونات الرمضانية التي دأب عليها في كل عام للأسر البحرينية المحتاجة.

وفي خطبته، تحدث إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، عن بعض أحكام الصيام، مبيناً أن «للصّيام أحكاماً، منها أنّه يجِب على كل مسلم بالغ عاقل مقيم صحيح، ويجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس، وأما الصغير الذي دون البلوغ فلا يجب عليه الصيام، لكن يؤمر به إذا كان يطيقه، ليعتاده ويتربى عليه، ويكون له نافلة ولوليه أجراً... وينبغي التنبُّه للبلوغ المبكِّر وخصوصاً عند الفتيات. أمّا المجنون والمعتوه فمرفوعٌ عنهما القلَم، فلا صيامَ ولا إطعامَ عنهما».

العدد 4669 - الجمعة 19 يونيو 2015م الموافق 02 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:32 م

      الله ينصر

      الله ينصر المسلمين في سوريا , مثل ما انتصرنا فالبحرين ودحرناهم شر دحيره

    • زائر 1 | 8:51 ص

      ارجو

      ارجو منك ياشيخ تستنكر ما يفعلهوا الشرطة من قمع القرى وهم صايمين اليس هؤلاء مسلموون لماذا لاتستنكر ادية الناس

اقرأ ايضاً