العدد 4670 - السبت 20 يونيو 2015م الموافق 03 رمضان 1436هـ

نرفض ظاهرة «مدربي درجة ثانية»... ويجب دراسة «كارثة الفلبين»!

المدرب الوطني حسن شبر وحديث عن إنجاز الصعود والكرة البحرينية:

الوسط - المحرر الرياضي

يعتبر المدرب الوطني الكابتن سيدحسن شبر من المدربين الوطنيين المجتهدين الذين عملوا مع عدة أندية محلية في كرة القدم وكان آخرها نجاحه في قيادة فريق سترة الأول إلى الصعود من دوري الدرجة الثانية في الموسم المنصرم إلى دوري الأضواء، لكنه لم يستمر في مهمته ليتحول إلى وجهة أخرى بتوليه تدريب فريق الاتحاد الطامح إلى الصعود إلى الدرجة الأولى في الموسم المقبل.

وفي الحوار التالي حاولنا تسليط الضوء على هذا المدرب الوطني الذي لم يجد الاهتمام والإنصاف الإعلامي نظير عمله مع فريق سترة وإعادته مجدداً إلى دوري الأضواء على رغم المنافسة القوية التي شهدها دوري «الظل» الموسم المنصرم، واستطاع شبر أن يتغلب على الكثير من الصعوبات التي يواجهها فريق سترة وهو أمراً يحسب له كمدرب وطني، بالإضافة إلى التعرف على رؤيته إلى مهمته الجديدة مع فريق الاتحاد وكذلك أرائه في العديد من الأمور المتعلقة بواقع كرة القدم البحرينية...

بداية نود أن تحدثنا عن إنجاز الصعود مع سترة؟

- ما حصل ليس إنجازاً فردياً للمدرب ولكنه نتاج عمل مشترك من الجميع في إدارة نادي سترة والجهازين الإداري والفني ولاعبي الفريق طيلة الموسم واستطعنا التغلب على العديد من الظروف والصعوبات، ووفقنا في تنفيذ البرنامج التدريبي الذي وضعناه للفريق منذ بداية الموسم، وأنا كمدرب أعتبره من أفضل مواسمي التدريبية علماً أنه للمرة الأولى التي يستطيع فيها سترة العودة سريعاً إلى دوري الأضواء بعد هبوطه مباشرة.

وهل صحيح أن دوري الدرجة الثانية كان أصعب من المواسم السابقة؟

- بالفعل شهد دوري الدرجة الثانية في الموسم المنصرم صعوبة أكثر من المواسم الماضية نظراً لزيادة الاهتمام وتطور بعض الفرق ودخولها أطرافاً جديدة في المنافسة مثل البديع والاتحاد بجانب الفرق المرشحة الأهلي والنجمة وسترة وكذلك تطور مستوى فريق مدينة عيسى.

عدم الاستمرار وإجحاف الإعلام

من المستغرب عدم استمرارك مع سترة في الموسم المقبل على رغم الصعود؟

- كانت هناك رغبة لدى إدارة نادي سترة لاستمراري مع الفريق لكنني اعتذرت عن مواصلة المهمة لأسباب وبعضها لظروف خاصة لكنني أؤكد أنه لا توجد مشكلة بيني وبين سترة سواء مع الأداريين أو اللاعبين وعلاقاتي طيبة معهم وهذا القرار اتخذته بعد دراسة وتفكير، مع تمنياتي بالتوفيق لزميلي المدرب الوطني خالد الحربان بالتوفيق في مهمته مع سترة الموسم المقبل.

هل تشعر بأنك ظلمت كمدرب أو كفريق سترة في عدم منحكم الحق في الإعلام بعد صعود الفريق؟

- بالفعل هناك شعور للأسف بالتجاهل ومن جانبي كمدرب وطني مستاء وأشعر بالأجحاف خلال وسائل الإعلام المحلية المختلفة فمن خلال متابعتنا للعديد من البرامج والاستوديوهات التحليلية والصحف خلال الفترة الماضية تم التطرق إلى نتائج مختلف الفرق بما فيها فرق دوري الدرجة الثانية والإشادة بعمل المدربين الوطنيين ونتائج فرقهم دون التطرق إلى صعود فريق سترة، ويفترض أن كل فريق أو مدرب يجب أن ينال حقه الأدبي في وسائل الإعلام لدرجة أنه تم الإشادة ببعض المدربين الذين بقت فرقهم في دوري الدرجة الأولى في الوقت الذي تم تجاهل فريق سترة الصاعد إلى الدرجة الأولى وأنا مدرب أعمل منذ 25 عاماً وحققت نجاحات مع عدة أندية وسعدت بأنني دربت نجوماً عندما كانوا صغاراً مثل حسين سلمان في نادي الشباب، فجميعنا مدربون وطنيون ونسعد بما يحققه كل زميل مثل نجاح المدرب عدنان إبراهيم في إعادته فريق الأهلي إلى دوري الأضواء بعدما فشل في ذلك مدربون أجانب خلال المواسم الثلاثة التي قضاها الأهلي في دوري الظل!

تحدي الاتحاد

وكيف ترى مهمتك الجديدة مع فريق الاتحاد في الدرجة الثانية؟

- أنا لست غريباً على نادي الاتحاد وسبق لي تدريبه قبل موسمين وأعرفه جيداً وهو من الفرق الجيدة والمتطورة ومهمتي هذه المرة أصعب من قبل بعدما أصبح دوري الدرجة الثانية أصعب حالياً في ظل زيادة الاهتمام والحوافز لدى عدة فرق وتطور مستواها والمنافسة على الصعود ليست سهلة وخصوصاً أن فريقي الشباب والبحرين هبطا وسيحاولان العودة سريعاً إلى الأضواء، وأنا أعتبر مهمتي أشبه بالتحدي ولكننا سنعمل من أجل نجاح عملنا.

وهل هناك أهداف وضعتها مع إدارة الاتحاد؟

- من الطبيعي أننا سنسعى إلى المنافسة على الصعود على رغم المنافسة القوية، وأنا قبلت المهمة بعد دراسة وضع الفريق الاتحادي وتعرفت على لاعبيه ووضعت بعض المتطلبات وأبرزها تدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين ومحترفين أجانب وفق الأمكانيات المتاحة لسد النواقص ليكون فريقاً منافساً وتم تحديد بدء إعداد الفريق للموسم الجديد بعد عيد الفطر السعيد، وهنا أود التركيز على أهمية جانب ثقافة اللاعب واجتهاده في التدريبات والمباريات ليخدم فريقه ونفسه كلاعب وأن يكون لديه الطموح في التطور وتسويق نفسه وخصوصاً أن نادي الاتحاد خرج منه مجموعة من اللاعبين البارزين إلى الأندية الكبيرة والمنتخب أمثال عبدالوهاب علي وأحمد عابد «المحرق» ومحمد عبدالوهاب وأحمد ميرزا والحارس سيدشبر علوي «الرفاع».

مدربون درجة ثانية!

هل صحيح أنه لدينا في البحرين نظرة لبعض المدربين الوطنيين على أنهم «مدربين درجة ثانية» والأندية لا تعطيهم ثقة العمل عندما يصعدون إلى الدرجة الأولى؟

- المفترض أن هذا الأمر والتصنيف خاطئ لكن للأسف أنه أصبح نوعاً من الظاهرة الموجودة في بعض أنديتنا في تعاملها ونظرتها إلى بعض المدربين الوطنيين، وبالنسبة لي كمدرب سبق لي أن توليت تدريب فريقي الأصلي الشباب عدة مرات ونجحت في بعضها في تثبيت مقعد الفريق ضمن دوري الأضواء وآخرها موسم 2006/ 2007، وأعتقد أن المشكلة تكمن في الأندية إذ لا تحدد أهداف عند تعاقداتها مع المدربين وبالتالي لا يمكنها قياس نجاح أو فشل عمل المدرب ويتم في النهاية اللجوء إلى نتائج المباريات وإذا كنت تريد نتائج عليك كنادٍ توفير العوامل المساعدة للنتائج، أو إذا كانت لديك أهدافاً أخرى تحدد مسبقاً مثل بناء فريق أو تطويره، كما أن المدربين أنفسهم يتحملون جزءاً من المشكلة في توليهم العمل دون هدف واضح من البداية إذ ليس شرطاً أن تكون النتائج فقط هي مقياس نجاح أو فشل عمل المدرب.

زمن المال وزيادة الفرق

كيف ترى دوري الدرجة الثانية وهل هناك أفكار لتطويره؟

- الدوري كحال بقية مسابقاتنا الكروية تحتاج إلى اهتمام وتغيير في أمور كثيرة، ومنها ضرورة زيادة الدعم لأننا في «زمن المال» وانتهى فيه كلام الولاء للنادي ومن هذا المعيار يجب وضع آليات واضحة تحفظ حقوق وواجبات والتزامات اللاعبين من أجل أن يكون عطاؤهم الفني والتزامهم بالبرنامج التدريبي جيداً، إذ من خلال تجربتي التدريبية الطويلة مع عدة أندية ألاحظ التفاوت في مستحقات بعض اللاعبين المحليين مع المحترفين أو مع من تتعاقد معهم الأندية بفارق كبير وذلك يجعل شعوراً بالإجحاف لدى اللاعب وخصوصاً أننا لا نلاحظ فارقاً فنياً كبيراً بين هولاء اللاعبين وبالتالي من الصعب أحياناً أن تحاسب اللاعب الذي تكون مستحقاته لا تتجاوز الـ 100 دينار شهرياً!

كما أن هناك نقطة بشأن رفع عدد أندية دوري الدرجة الثانية بهدف زيادة عدد المباريات التي تخوضها الفرق بدلاً من 18 مباراة فقط في الموسم، فهناك خيارات إما تغيير نظام الدوري من دورين إلى ثلاثة أدوار أو السعي إلى إدخال أندية جديدة إلى الدوري وذلك الأمر يحتاج إلى أمور أخرى تتدخل فيه الجهات الرياضية مثل اللجنة الأولمبية أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة لتوفير الدعم إلى الأندية الجديدة التي سيتم إشراكها ضمن الدوري.

«الرديف» فاشل

ومارأيك في فكرة دوري الرديف وإدخاله ضمن دوري الدرجة الثانية؟

- من وجهة نظري هذا الأمر ليس صحيحاً وتناقشنا فيه مع عدد من مسئولي اتحاد الكرة وأكدنا على ضرورة إعداد دراسة لمثل هذه الأفكار والمقترحات وهل هي مناسبة لوضعنا في البحرين وسلبياته وإيجابياته، ودوري الرديف ليس الحل الأنسب لأننا نبحث عن حلول جذرية للارتقاء بمسابقاتنا المحلية نحو مستوى الطموح وحتى لو كانت هناك أندية معينة طالبت أو تؤيد دوري الرديف فإنه ليس مبرراً لتطبيق المقترح لأننا يجب أن ننظر إلى الجميع أو أغلبية الأندية وإذا لم يحصل ذلك فإن الفشل ثم الفشل ثم الفشل سيكون مصير هذا المقترح، وأنا هنا أطالب الجميع في المؤسسة العامة واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة والأندية والشركات والإعلام بالتحرك كل في موقعه للارتقاء بوضعنا الكروي وتصحيح الأخطاء، فليس صحيحاً أن أكبر اتحاداتنا الرياضية عاجز حتى عن إيجاد جهات راعية لمسابقاته المحلية!

كارثة الفلبين

لو تطرقنا إلى الحديث عن رأيك كمدرب في التعاقد مع المدرب الأرجنتيني باتيستا لقيادة منتخبنا الأول فكيف ترى ذلك؟

- من الصعب الحكم على المدرب باتيستا حالياً لأسباب كثيرة منها تأخر التعاقد معه لما قبل نحو 21 يوماً فقط من موعد المباراة الأولى في التصفيات أمام الفلبين وهو مدرب جديد ولا يعرف وضع الكرة البحرينية ولاعبيها واعتمد على القائمة الجاهزة، وعلينا أن ندرك أن مشكلتنا ليست في اسم المدرب بقدر ما يجب تصحيح أوضاعنا الكروية التي تهيئ الظروف لنجاح عمل المنتخب، فكيف يتم التعاقد مع مدرب في نهاية الموسم الكروي ولم يشاهد اللاعبين، وعموماً نحن لا نمتلك حالياً خياراً سوى الوقوف مع المنتخب واستثمار الفترة الفاصلة عن المباريات المقبلة في التصفيات لتصحيح بعض أمورنا عسى أن يظهر منتخبنا بصورة أفضل، ويجب ألاّ تمر الخسارة أو المستوى المتواضع الذي ظهر به المنتخب أمام الفلبين مرور الكرام ويجب التوقف عندها لأنها «كارثة كروية» كشفت ما آل إليه وضعنا الكروي ويجب التوقف عند ذلك الأمر ومعالجته.

العدد 4670 - السبت 20 يونيو 2015م الموافق 03 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً