العدد 4671 - الأحد 21 يونيو 2015م الموافق 04 رمضان 1436هـ

العميد: بعد 35 عاماً... ألا أستحق تكريماً أسوة بمن كُرِّم ولم يُنجز مثلي؟

فتح قلبه لـ «الوسط الرياضي» بعد أيام من إقامة حفل اعتزاله

الوسط - محمد أمان

بعد 10 سنوات من الانتظار، أقيم حفل اعتزال واحد من أهم الشخصيات المرتبطة بلعبة كرة اليد البحرينية، هذه الشخصية التي يتفق عليها الجميع بأنها جمعت بين الأداء والأخلاق ستبقى علامة فارق في تاريخ اللعبة، وهو حارس مرمى منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد ونادي النجمة سابقاً محمد أحمد المعروف بـ «العميد» الذي قضى 35 عاماً متواصلة لخدمة اللعبة الأكثر إنجازاً في تاريخ الرياضة البحرينية وساهم في العديد من هذه الإنجازات.

«الوسط الرياضي» التقى عميد حراس كرة اليد البحرينية الذي يعتبر أكبر اللاعبين سناً مشاركة في نهائيات كأس العالم، وأجرى معه لقاء مطولاً لا يخلو من الصراحة من العميد الذي تحدث عن مشواره وحفل اعتزاله وناديه النجمة بالإضافة إلى واقع كرة اليد البحرينية مقارنة بين الجيل الحالي والأجيال السابقة، ووقف كثيراً عند عدم إنصافه في التكريم الذي شمل الرياضيين الذين حصلوا على (بيوت) مشدداً على أن كرة اليد أنصفته في حب الجمهور إليه. وفيما يلي نص الحوار...

المحور الأول: حفل الاعتزال وما بعده

محمد أحمد، بعد 10 سنوات من الانتظار، هل شعرت بعد إقامة حفل اعتزالك بأن ما قدمته لكرة اليد مقدراً؟

- الحمد لله على كل حال، الانتظار 10 سنوات فيه إيجابيات بالنسبة لي، لو أقيم حفل اعتزالي في 2006 وودعت كرة اليد كلاعب ما كنت سأحطم الرقم القياسي لأكبر لاعب سناً يشارك في نهائيات كأس العالم، وهذا يعني لي الكثير.

بصراحة، هل أنت راضٍ عن مستوى حفل الاعتزال؟

- الاعتزال جميل وبسيط، (شفت) أكثر من جيل عاصرتهم في يوم الحفل، وأحسست أن حفل الاعتزال ليس لي فقط، هناك لاعبون لم يقم لهم أي شيء على رغم أنهم حققوا العديد من الإنجازات، هذه كلها من مجهودات محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، لم يقصر معي، وقف معي كعادته، وكذلك رئيس النادي عيسى القطان، وأنا راضٍ بما قدم لي.

ما يعني لك وقوف محافظ العاصمة واهتمامه بإقامة حفل اعتزالك؟

- الشيخ هشام بن عبدالرحمن بالنسبة لي أخ، وقف معي في العديد من المواقف منذ أن كان رئيساً للنادي، هذه الشخصية أحبها وأحترمها، هو رجل بكل ما تحمله الكلمة من المعنى، متواضع ويقف مع الجميع، وكذلك العضو الفخري بالنادي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة، هما أشبه بإخوان لي، لذلك ليس غريباً وقوفه معي هذه المرة.

قضيت من عمرك نحو 35 في الرياضة، هل تشعر بأنها أنصفتك بعد كل هذه السنوات والإنجازات التي حققتها؟

- الشيء الذي استفدت فيه من الرياضة هو حب الجمهور والناس لي، ولكن هناك جوانب ثانية أشعر بأنني ظلمت فيها، هناك من دون أي شيء حصلوا على أفضل تكريم، لا أمدح نفسي ولكن لا يساوون تاريخي، وأتحدى أي أحد مثل المنتخب مثلي وحقق مثلي، لم أحصل على أبسط حقوقي إذ مازلت لا أملك منزلاً، ومازلت ساكناً في شقة بمنزل والدي، بعد هذا المشوار الطويل لا أستحق التكريم بـ (المنزل)؟

شعورك بعدم الإنصاف هذا، هل توافق به من يقول بأن لاعب كرة اليد مظلوم؟

- نعم أتفق، الحقيقة أن لعبة الصالات مظلومون، أفضل الإنجازات للبحرين تحققت من ألعاب الصالات ولا تقارن بلعبة كرة القدم، كل اللاعبين مظلومين، تكريمهم أقل، لاعب كرة قدم يفوز بمباراة واحدة يحصل على مكافآت لا تقارن بما يحصل عليه لاعب الصالات حتى لو فاز ببطولة أو تأهل لبطولة ككأس العالم.

هل تعتقد بأن حالة عدم الإنصاف هذه لها انعكاسات سلبية على الرياضة عامة وهذه الألعاب خاصة؟

- بالتأكيد، ولكن لا يؤدي إلى العزوف لأن هناك أندية متخصصة في ألعاب الصالات واهتماماتهم أكثر بهذه الألعاب، ويبقى أن عدم الإنصاف والاهتمام يؤثر نفسياً على لاعب الصالات، باختصار (البركة في الأندية) وهي التي أبقت هذه الألعاب تواصل الإنجازات.

سؤال يسأله الكثيرون، ما موقعك من الإعراب بعد تركك كرة اليد كلاعب؟

- لا أستطيع ترك كرة اليد، ولو أستطيع البقاء لاعباً أكثر لبقيت، أعشق كرة اليد وأمنيتي أن أشاهد محمد أحمد ثاني في الملاعب كي أرى فيه نفسي، سأتخصص في تدريب الحراس، ولديّ تواصل مع الحارس السعودي السابق مناف آل سعيد وطلبني للعمل معه في مدرسته على فترات، وستكون هذه البداية.

...وأنت تودع كرة اليد، ما هي الكلمة التي توجهها؟

- أشكر كل من وقف إلى جنبي طوال مشواري في الرياضة من إداريين ومدربين ولاعبين وجمهور بالأخص جمهور نادي النجمة الذين وقفوا معي وصفقوا لي في المحافل الدولية.

المحور الثاني: النجمة... الماضي والمستقبل

سنتحدث عن ناديك النجمة الآن، برأيك ما هي أسباب غيابه الطويل عن المنصات؟

- أعتقد أن أهم الأسباب هو عدم استقرار الجهاز الفني والإداري بالنادي، لم يبقَ لدينا مدرب لموسمين أو ثلاثة بالإضافة إلى انتقال مجموعة من اللاعبين المميزين إلى الأندية الأخرى.

...ولكن الفئات السنية بالنادي تراجعت أيضاً بدليل النتائج ونوعية اللاعبين الذين تنجبهم؟

- بالتأكيد، هي واحدة من الأسباب وذلك عائد لعدم الاستقرار أيضاً.

عموماً، هل ترى بأن التتويج ببطولة الدوري هذا الموسم بداية العودة لحالة الاستدامة في تحقيق البطولات أم ماذا؟

- أتمنى ذلك، النجمة بحاجة للعودة لمكانته الطبيعية وذلك لن يتحقق إلا بالمحافظة على اللاعبين الموجودين وتحقيق مبدأ الاستقرار الفني.

...وهل ترى الفئات السنية بالنادي اليوم قادرة على تمويل الفريق الأول بالمواهب؟

- من خلال متابعتي، أستطيع القول (نعم)، هناك مواهب ولكنها بحاجة للصقل.

المحور الثالث: كرة اليد عامة والمنتخب الوطني

لنتحدث الآن عن المنتخب الوطني، عاصرت مجموعة من الأجيال خلال السنوات الماضية، كيف تقيم وتقارن الجيل الحالي الذي حقق مجموعة من الإنجازات بالأجيال السابقة؟

- أعتقد بأن الأجيال السابقة من الناحية الفنية أفضل من الجيل الحالي إنما كانت الظروف مختلفة، وما يوفر الآن لم يوفر سابقاً، المنتخبات الآسيوية السابقة أقوى من الوقت الحالي، منتخبات كوريا واليابان والكويت سابقاً لا يقارن بالآن، جيل سعيد جوهر وأحمد ومحمد عبدالنبي ويوسف أحمد السابق لهذا الجيل أقوى، اليوم حتى الدخول للمنتخب الوطني أصبح أكثر سهولة من السابق، هناك لاعبون في المنتخب الحالي لو كانوا موجودين سابقاً لا يستطيعون الدخول للمنتخب.

معنى ذلك أنك ترى بأنه تراجعت جودة مخرجات كرة اليد البحرينية... لماذا؟

- لا أرى لاعباً في الجيل الحالي يستطيع أن يحمل عبء مباراة، هناك لاعب أو لاعبان فقط، أتحدى أحداً يقول عكس كذلك، والسبب أنه أي لاعب ممكن يلعب في المنتخب، سابقاً كان على اللاعب أن يثبت نفسه، بالفعل جودة السابقين أفضل بكثير.

البعض يشبه جيل حسين الصياد بالأجيال السابقة التي تتحدث عنها، ما رأيك؟

- ممكن، ولكن ليس كل لاعبي هذا الجيل. اليوم نفتقد للاعب القيادي، واللاعب الذي يحمل الشخصية القوية، صعب أن تقارن الجيل الحالي بالسابقين بدر ميرزا وسعيد جوهر ومحمد عبدالنبي وأحمد عبدالنبي. المؤسف أن هناك لاعبين لا يقبلون النصائح، يريدون فعل ما في تفكيرهم فقط، يفكرون في أنفسهم فقط، ينظرون لعدد الأهداف التي سجلوها، أقول ذلك من واقع تجربة.

المنافسة المحلية باتت أوسع من السابق، أليس من المنطقي أن ينعكس ذلك على جودة مخرجات اللعبة للمنتخب الوطني؟

- أتفق معك بأن المنافسة المحلية أوسع من السابق، ولكن المستوى العام في هبوط وليس كما كان سابقاً، كرة اليد في البحرين سابقاً أفضل رغم أن المنافسة كانت محدودة.

المحور الرابع: أسئلة عامة

من ترى بأنه خليفتك في المنتخب؟

- لكل حارس أسلوبه ومواصفاته، الأساليب مختلفة، على سبيل المثال هل من بين الموجودين أحد بموصفات بدر ميرزا أو سعيد جوهر؟ بالنسبة لي لا.

ما هو الشيء الذي تمنيت تحقيقه كلاعب ولم توفق؟

- كل شيء حققته ولله الحمد، بطولات محلية وإقليمية، وحققت حلمي باللعب في كأس العالم وحققت رقماً قياسياً في مشاركتي.

من اللاعب الذي كنت تحسب له ألف حساب؟

- طالما أنا واقف بين الخشبات الثلاث أحسب ألف حساب لأي لاعب كان كبيراً أو صغيراً.

من اللاعب الذي كنت تتمناه معك في النجمة؟

- سعيد جوهر.

من اللاعب الذي تعتقد بصعوبة تكراره في كرة اليد البحرينية؟

- كثيرون، نبيل طه وبدر ميرزا ومحمد عبدالنبي وسعيد جوهر ومن الحاليين جعفر عبدالقادر وحسين الصياد.

من اللاعب الذي خسرته كرة اليد وفقدته قبل أوان رحيله؟

- أحمد الناجم وأحمد جمشير.

العدد 4671 - الأحد 21 يونيو 2015م الموافق 04 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:30 ص

      الجيل الحالي افضل من الجيل السابق و بواجد

      و كل الارقام و الانجازات تدل على ذلك و متوفر عدة لاعبين من الجودة العالية الان امثال جعفر و محمود عبد القادر و الصياد و المقابي و صادق و محمد عبد الحسين و البقية و افضل من اللاعبين السابقين ،، و المنافسة اقوى من قبل الحين ،، قبل ما في الا الاهلي و النجمة و حاليا رغم ان المنافسة ليست بتلك القوة لكن هناك ثلاثة اندية تنافس على الالقاب بانضمام باربار

    • زائر 8 | 5:58 ص

      بعض الناس

      اللي يقول الجيل الحالي افضل من القديم ليش؟ لان ماعندة قديم وتاريخ فيقول هالكلام ويقصد شي ثاني في قلبة ، لا ....ويقولون الجيل القديم يوجد فية الاعب السوبر الوحيد ، لاااااا تعليق

    • زائر 5 | 3:51 ص

      جفاف الرافد الأساسي هو السبب !!

      بخصوص جزئية ضعف القاعدة في نادي النجمة وعدم وجود لاعبين مميزين على مستوى الفريق الأول !! أعتقد السبب الرئيسي لذلك خلو المناطق الرافدة للنادي من أهلها، على سبيل المثال تجول في القضيبية أو الحورة أو رأس الرمان أو فريج العوضية أو الفاضل تجدها خلت من أهلها والذين كانوا الرافد الأساسي للنادي و سكنها الأجانب من عمال وغيرهم !! العميد محمد أحمد أو الجنرال نبيل طه أو الجيل الذهبي لكرة اليد في نادي الوحدة خرجوا من رحم هذه المناطق وذلك ينطبق على اللعبات الأخرى أيضا في النادي

    • زائر 4 | 3:49 ص

      الجيل الحالي افضل

      الجيل الحالي متعدد المواهب ولكن في السابق كان يبرز سوبر واحد فقط في كل جيل
      وبعدين هل نسيت الجيل السابق وتدخلاته في شؤن المدرب وخاصة مدرب المنتخب

    • زائر 3 | 3:03 ص

      إبن سماهيج

      العميد حارس لن يتكرر في سماء كرة اليد البحرينية و لكن هناك حراس كثر متميزون و تبقى كرة اليد اللعبة المظلومة

    • زائر 2 | 1:42 ص

      أتفق مع العميد

      اتفق مع العميد في كل ماطرحه وخصوصا في جزئية اللاعبين الذين لايقبلون النصيحة . وانا اتكلم هنا في هذة الجزئية من واقع تجربتي كإداري في احد الأندية فبمجرد أن استلم ( سكور شيت ) من طاولة الحكام أرى أغلب اللاعبين يتهافتون عليها ليرى كل منهم كم سجل من الأهداف .

    • زائر 1 | 12:43 ص

      في السابق لم نصل كاس العالم

      والان نصل كاس العالم مرتين
      واصبح المنتخب يفارن يالمنتخب القوي المرشح الاقوي للتاهل لكاس العالم
      ادا الجيل الحالي يقارن بالجيل الماضي هدا راي ولك رايك

    • زائر 6 زائر 1 | 5:01 ص

      الحالي لفضل لسبب

      اللعبه حاليا افضل بكثير من السابق
      في السابق كان جيل اللاعب الاوحد اي السوبر
      الان اكثر من سوبر
      وصولنا للعالميه جا بعد جيلك
      في السابق اللاعب السوبر في المنتخب هو من يتدخل في التشكيله ويتدخل في شعل المدرب

اقرأ ايضاً