العدد 4673 - الثلثاء 23 يونيو 2015م الموافق 06 رمضان 1436هـ

شريف لـ «الوسط»: مستعدٌ للقيام بمهمة مد جسور التواصل بين المعارضة والأطراف الأخرى

شريف: المشاركة في الانتخابات شرعنة للواقع السلبي - تصوير محمد المحرق
شريف: المشاركة في الانتخابات شرعنة للواقع السلبي - تصوير محمد المحرق

أكد الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف، استعداده التام للقيام بمهمة بناء مد جسور التواصل، سواء داخل البيت المعارض، أو بين المعارضة وقوى الموالاة، أو بين المعارضة والجانب الرسمي.

ورأى شريف، الذي خاضت معه «الوسط» حواراً مطولاً، أن «المعارضة تعاني باستمرار من نقص في بناء الجسور»، مضيفاً أن «لدينا أهدافاً صحيحةً، لكننا نفتقر للعدد الكافي من بنَّائي هذه الجسور، ومن الصعب على باني الجسر أن يكون محسوباً على هوية الطرف الآخر، فالاختلاف في الانتماءات المذهبية يؤدي في نهاية المطاف لخلق حواجز نفسية بين الطرفين».


دعا لدراسة تراجع شعبية «وعد» في المحرق... وطالب بنظرة إنسانية في التعاطي مع المجنسين

شريف لـ «الوسط»: المعارضة تعاني من نقص في بنَّائي جسور التواصل مع الموالاة والسلطة... وجاهز للعب هذا الدور

خليج توبلي - محمد العلوي

أكد الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد»، إبراهيم شريف، استعداده التام للقيام بمهمة بناء مد جسور التواصل، سواء داخل البيت المعارض، أو بين المعارضة وقوى الموالاة، أو بين المعارضة والجانب الرسمي.

ورأى شريف الذي خاضت معه «الوسط» حواراً مطولاً أمس الثلثاء (23 يونيو/ حزيران 2015)، أن «المعارضة تعاني باستمرار من نقص في بناء الجسور»، مضيفاً «لدينا أهداف صحيحة، لكننا نفتقر للعدد الكافي من بنائي هذه الجسور، ومن الصعب على باني الجسر ان يكون محسوبا على هوية الطرف الآخر، فالاختلاف في الانتماءات المذهبية يؤدي في نهاية المطاف لخلق حواجز نفسية بين الطرفين».

وخلال الحوار الذي احتضنه منزل شريف في خليج توبلي، تطرق أمين عام «وعد» السابق إلى جملة ملفات، من بينها حديثه عن ملف التجنيس والرؤية الواقعية للتعامل مع هذا الملف، مطالباً المعارضة بعدم التخلي عن معيار الحق الانساني في التعاطي مع هذا الملف.

ولم يجد شريف الذي ظل مصراً على ضرورة تفعيل شعار التسامح مع قوى الموالاة ومع السلطة، مناصاً من التمسك بوثيقة المنامة، والتي اعتبر سقفها واقعيا ومتناغما مع حقوق الانسان، مؤكداً في الوقت نفسه جاهزية للوصول لحلول توافقية دون التخلي النهائي عن مطلب الحكومة المنتخبة. وفيما يلي الحوار:

لنبدأ من حكاية السجن، كيف قضاها شريف؟ وكيف كان برنامجه اليومي طوال السنوات الأربع والشهور الثلاثة؟

- في الثلاثة الأشهر الأولى لم يكن المجال متاحاً لي لتنظيم حياتي كسجين، كونها كانت فترة تعذيب، فأنت تحت رحمة المعذب ولا تدري متى سيأتيك ليضربك ومتى سيطلب منك الوقوف على رجل ورفع اليدين لساعات طويلة ومتى سيشتمك...

وهذه الثلاثة أشهر كانت هي الأقسى في فترة السجن، وبعد ذلك حين توقف التعذيب، بدأت في الحصول على الكتب وبدأت استعيد توازني وأسيطر على حياتي، فبدأنا في استلام الأخبار والكتب والحصول على الزيارات، ومن المهم الاشارة هنا إلى أننا لم نحصل على الزيارة إلا في يوم المحاكمة أي بعد 54 يوماً تقريباً، وبعد ذلك كنا نحصل على الزيارات أيام المحاكم، ثم بدأت في الانتظام لاحقاً.

وحين تركت كسجين بدل أن أكون كـ «كيس للتدريب» أضرب كل يوم، اصبحت سجينا يمتلك بعض الحقوق كقراءة الكتب، وأعتقد أن هذه الفترة من السجن كانت مفيدة ويمكن اعتبارها مرحلة من مراحل النضال وهي جزء من مدرستك في الحياة.

أما السنوات الأربع، التي تلت الشهور الثلاثة، فقد أصبحنا جميعا كسجناء قادرين على السيطرة بدرجة معقولة على حياتنا على الأقل في حدود جدران السجن، فكانت فترة مفيدة تعرفنا فيها على بعضنا البعض وكنا نتابع الأخبار، وفي كل يوم تقوم مجموعة من الأشخاص بالاتصال بأهاليهم فتصلنا الأخبار لنعمل على تجميعها من أكثر من مصدر، مع الإشارة إلى أن صحيفة «الوسط» منعت علينا منذ أول يوم ولم تدخل مطلقا، عدا الفترة التي كنا فيها في سجن القرين، أما في سجن جو فلم يسمح بإدخالها لنا.

هل تقصد ان منع الصحيفة مستمر حتى اليوم؟

- نعم، حتى اليوم، فقد كانت تصلنا المجلات الدولية، وحين طالبنا بإدخال صحيفة «الوسط» رفض طلبنا، وبسبب منع «الوسط»، لم نتمكن من الحصول على الأخبار المستقلة، وهذا فرض علينا أن ناخذ الصحافة المحلية ونقرأ ما بين السطور، على رغم أن هذه الصحافة لا تنقل أخبار المعارضة لكنها قد تنقلها في مادة لمقال رأي يرد فيه صاحبه على بيان للمعارضة، وبذلك كنا نحصل على أجزاء نكملها من خلال الاتصالات والزيارات، وهذا وفر لنا مجموعة معلومات نبني عليها تحليلاتنا السياسية، وبالتالي كان هنالك مجال داخل السجن لمعرفة ما يجري في الخارج وبدرجة معقولة.

هذا يقودنا للسؤال عما إذا كانت صورة البحرين بعد كل المتغيرات التي شهدتها السنوات الاربع، واضحة تماماً لديك بعد الإفراج؟

- على الأقل بالنسبة لي حين أفرج عني ومن خلال اتصالاتي المحدودة مع الناس، وجدت أن الكثير من التحليلات التي تبنيتها في السجن وتبناها أيضاً بعض السجناء، بنسب متفاوتة، كانت صحيحة، ويشمل ذلك تعدد صناعة القرار الرسمي، واستمرار الحل الأمني، وأن الأزمة عميقة للغاية، وأن المعارضة ممتدة الجذور والحكومة غير قادرة على استئصالها، وفي الوقت نفسه وجدنا أن الحكومة ليست في وضع ضعيف في ظل وجود قطاعات شعبية مؤيدة لها.

والى حد كبير، أعتقد أن التحليلات الموجودة في السجن متطابقة مع ما هو موجود خارج السجن.

ولكن البعض طالبك بالتريث قبل الحديث لوسائل الاعلام، وذلك لإكمال الصورة؟

-لاشك في ذلك، فحتى الآن ليست لديّ الصورة الواضحة.

ولكن ألا تتفق معي أنك تعجلت في الحديث تحديدا في مسائل تبدو حادة بعض الشيء وغير مناسبة لواقع البحرين، من بينها قولك «ما نراه رمادا واذا السلطة لا تجد حلا سياسيا سيتحول الرماد لحريق هائل»؟

- عنيت بحديثي هذا أن هنالك جمرا تحت الرماد، ويمكن للريح أن تشعله، تماما كما حصل في فبراير/ شباط 2011، وكل ما قلته اننا ان لم نجد حلا للأزمة السياسية فهبات الريح ستعصف بنا بين فترة وأخرى، وقد تكون الهبة إقليمية وقد تكون عربية كما حصل في الربيع العربي، وقد تكون ذات طابع اقتصادي، بما في ذلك أزمتا الدين العام ورفع الدعم، واللتان ستدفعان الحكومة لإجراء تقشف واسع، وعليه فإن كل هذه المخاطر موجودة، وفي حال لم يكن المجتمع مستعدا للحديث عن وجودها، فإن هذا الحديث لا يعني التحريض على عمل ما.

وانا لا أحرض على الإشعال، لكني أحرض المسئولين على أن ينتبهوا بأن عدم معالجة المشاكل من جذورها، فإن الحريق موجود لكنه خامد وقد يشتعل بسبب أية هزة ريح.

بالعودة لمرحلة السجن، ونحن نتمنى عدم عودتها، واضح انك خسرت الكثير من وزنك، فكيف هي أمورك الصحية؟

- في البداية بالنسبة للدعوة بعدم عودة مرحلة السجن فبالتأكيد نقول «الله لا يعودها»، لكني وفي الوقت نفسه أؤكد استعدادي التام للعودة للسجن، ولو افترضنا أن العمل السياسي هو وظيفة، فإن أي عمل لا يخلو من مخاطر، ومخاطر العمل السياسي دخولك للسجن وقد تتعرض للضرب وقد تستشهد كما حصل للبعض.

هذا الموضوع بالنسبة لنا محسوم، ويجب أن يكون لدى الانسان استعداد لذلك، وشخصيا انوه الى انني لم اشعر بالتعاسة ابداً في السجن، واتحدث هنا عن الفترة التي تلت الشهور الاولى الثلاثة، فصحيح انني أسعد خارج السجن لكني لم اكن تعيسا بداخله بل كنت سعيداً، والسبب في ذلك يعود إلى قناعتي التامة بقيامي بما عليّ من واجب تجاه وطني وتجاه الناس.

اما السؤال عن الجانب الصحي، فانني اقول ان ما حصل كان صدفة، ففي فترة التعذيب وتحديدا في الاسابيع الثلاثة الاولى، فقدت الشهية رغم انني صاحب شهية جيدة، وحين تم نقلي للتحقيق بعد 13 يوماً من الاعتقال، نظرت لوجهي الشاحب جداً ولجسدي الضعيف في المرآة، وهو الأمر الذي سبّب صدمة للمحامي حافظ حافظ، فقلت لنفسي، وانا الذي امتلك تجربة تدفعني لاتخاذ كل سقوط بداية لنهضة افضل، لماذا لا استغل فترة التعذيب من اجل تخفيف الوزن، وخاصة في ظل ضعف الشهية، وعلى طريقة رب ضارة نافعة؟ وبالفعل، حين عادت الشهية بدأت اسيطر على نفسي حيث بدأت في التعود على الضرب والتعذيب، على عكس ما كان عليه الحال في البداية، وهنا أسجل اعترافي بأني لم أكن أتوقع تعرضي للتعذيب، اذ كان التوقع أن أسجن لأشهر فقط.

وقد عملت فعليا على استغلال تجربة السجن، وخلال أول 3 أسابيع خسرت 12 كيلوغراماً تقريباً، وبعد ذلك تخلصت من 6 كيلوغرامات، وحاولت الحفاظ على وزني طيلة السنوات الاربع، وكان المحرك لكل ذلك حرص شخصي على ضرورة الخروج من السجن بمكاسب، وقناعة مفادها بأن في كل عثرة مكسبا، فكانت النظرة لمرحلة السجن على انها 5 سنوات ستؤخذ من عمري، وبالمقابل عليّ واجب ان اعطي نفسي 5 سنوات من الصحة، وهكذا تمكنت من استرجاع السنوات الخمس التي اخذتها الحكومة، والاعمار في نهاية الأمر بيد الله.

دخلت السجن بكولسترول مرتفع وسكر مرتفع، وخرجت بكولسترول وسكر طبيعيين، والضغط كان على الحدود فأضحى هو الآخر طبيعيا، وهذه الامور الثلاثة بالاضافة للوزن تحسنت والفضل في ذلك يعود للسجن، فكنت قبل السجن غير قادر على المشي لفترات طويلة من دون آلام، وفي السجن كل يوم كنت أمشي لمسافة 5 كيلومترات، عدا اول سنتين حيث كنت اعاني بعد الضرب على ركبتيني.

طريقة تعاطيك مع مرحلة السجن تشير لجَلد من نوع قد يكون نادرا، فمن أين كل هذا؟

- كل سجين بإمكانه التأقلم مع وضع السجن والقيام بوضع برنامج ويلتزم به، والتحدي كان في الاستمرار، ولهذا بحثت عن صديق لمشاركتي في ذلك، وبالنسبة لي كان صديقي في السجن هو الأستاذ عبدالوهاب حسين.

يبدو أن الاستاذ عبدالوهاب، اقرب القريبين لابراهيم شريف.

- كلهم قريبون لي، لكن للاستاذ خصوصيته بفضل العلاقة السابقة التي تربطني به، حيث كنت «جسراً» للتواصل بين الجمعيات السياسية وقوى الممانعة بقيادة الاستاذ عبدالوهاب، كما ان زوجتي تحتفظ بعلاقة طيبة مع اهل الاستاذ، واعرف ابناءه جميعهم.

ولهذا، توجهت بعد الافراج عنك مباشرة لمنزله...؟

- كان في تخطيطي ان بعد خروجي من السجن، سأعرج بداية على قرية النويدرات بوصفها قريبة جداً من دوار ألبا، فكانت الفكرة حاضرة رغم ان تسليم السجين لأهله يتم في التحقيقات الجنائية بالعدلية.

سأعيدك للحديث عن مسألة الجَلد الذي ظهر عليك بعد الإفراج، بالسؤال عن قدرة العلماني على أن يمتلك كل هذا الصبر الذي ليس بمستغرب أن يمتلكه الاسلامي نظير ما يحمل من عقيدة وفكر...

- اول الشهداء في السجون كانوا من العلمانيين ولم يكونوا من الاسلاميين، فلدينا الشهيد سعيد العويناتي والشهيد محمد غلوم، ولدينا ما يسعفنا من قيم للصبر والصمود، بما في ذلك قيم الحرية والعدالة والتي هي موجودة في جميع العقائد سواء كانت عقائد دينية أو عقائد مدنية، ولدينا تجربة الشعب الفيتنامي، الذي قدم ملايين الشهداء، خير مثال على ذلك.

فالمهم هنا ألا يتم اقتصار ذلك على اصحاب العقيدة الدينية، اذ يشمل ذلك اصحاب العقيدة الوطنية والقومية، والتي تحتفظ بمبدأ التضحية من أجل الجماعة، وهذا النوع من التضحية سمة بشرية قديمة، أقدم حتى من الأديان، وبالاضافة لذلك، نحن في نهاية المطاف مسلمون.

حين تبدي استعدادك للعودة للسجن مرة أخرى، هل يعني ذلك انك تمكنت من فصل مرحلة السجن عن الألم وربما ربطها بالبديل وهو المتعة؟

- الثلاثة الأشهر الاولى كانت مؤلمة، والسجن الانفرادي كان هو أسوأ أنواع السجن، فالضرب الذي تعرضنا له كان بدرجة متوسطة مقارنة بما تحصل عليه آخرون، وفي نهاية الامر فإن لدى الجسد قابلية تحمل الضرب، لكن ان تبقى 3 اشهر دون ان تتمكن من الحديث مع احد، فالموضوع كان صعبا.

هل اقتربت من لحظة الانهيار؟

- لا، فهنالك فترات تشعر فيها بالضعف، وكلما يأتي الجلاد تزداد قوة، على عكس ما يعتقد الجلاد نفسه. وشخصياً كنت أمر بلحظات الضعف بسبب الوحدة القاتلة، لكني لم أصل لمرحلة الانهيار، نظراً لوجود الكثير من الموانع.

هذه الجزئية قد تجيز لنا السؤال عن مسألة الفطرة والعودة للإله...

- لم أبتعد عن ديني لكي أقترب منه، فأنا رجل مؤمن ولا أسعى مطلقاً لترويج نفسي كرجل متدين أو غير متدين، وللآخرين ان يحكموا كيف يشاؤون، لكني انوه الى انني لم ألبس ثوبا غير الذي يلبسه المسلمون.

اذاً فلننتقل للمساحة السياسية، ولنسأل: هل تقدمت لكم السلطة خلال السنوات الأربع بمبادرة حل؟

- هذا السؤال يوجه لنا دائماً وتحديداً من قبل الاهالي، ونحن نؤكد اننا لم نتلق اية مبادرة طوال وجودي في السجن، وهنا نسجل استغرابنا من عزل 13 سجيناً من القيادات لمدة تتجاوز 4 سنوات، دون ان يكون لدى السلطة برنامج لمحاورتهم، فالقيادات تعزل لأمرين، إما لفصلهم عن بقية السجناء ضمانا لعدم تحريضهم، وهذا الاحتمال يضعفه وجود قيادات اخرى مع بقية السجناء من بينهم الشيخ محمدعلي المحفوظ، وعليه فإن السبب المنطقي يعود للحاجة لخوض حوار في يوم من الايام مع معارضة داخل السجن، وهذا السيناريو حصل مع المناضل نيلسون مانديلا.

والاستغراب ان تبقى القيادات معزولة طوال هذه المدة دون وجود اية مبادرة.

هل يؤشر هذا الكلام على قوة السلطة وعلى عدم رغبتها في التقدم بأية مبادرات لحلحلة الأزمة السياسية؟

- السلطة قد يكون جزء مهم فيها، يعتقد انه في وضع قوي، لكني ارى العكس انطلاقا من استشراف المستقبل، فالسلطة اليوم امنيا في وضع قوي، بفضل القوة الامنية الكبيرة، اما القوة المالية فإنك قد تعتمد على النفط تارة وعلى المساعدات الخليجية تارة اخرى، ولذلك فإن السلطة تعتقد ان الحل الامني سينتهي الى اضعاف المعارضة وتقبل بأي حل يطرح عليها.

هل تم جس نبضكم في فترة السجن، للتعرف على ما اذا كانت مرحلة التنازل التي تتحدث عنها قد اقتربت؟

- لا لم يتم ذلك، اذ كان عنوان «الصمود» هو العنوان السائد داخل السجن.

كنت الوحيد من بين القيادات الراديكالية الموجودة في السجن، ولاشك ان السنوات الاربع كانت حافلة بالحوارات الداخلية، فهل انتهى ذلك الى صيغة توافقية بين قوى المعارضة، وخاصة انك تحدثت عن قدرة وثيقة المنامة على توحيد الغالبية من هذه القوى...؟

- اعتقد ان وثيقة المنامة تتضمن جميع العناصر التي تحتاجها المعارضة، فخلافات المعارضة من الفريقين، ليست في الجوهر بل في شكل النظام السياسي وفي التكتيكات التي توصل كل فريق للهدف النهائي، وشخصيا لا أرى فارقا كبيرا بين الطرفين، ودوري داخل السجن كان كدوري خارجه، ان احاول مد جسر يعبر عليه الطرفان ليتفاهموا مع بعضهم البعض، والأهم في هذه المرحلة ألا يقوم طرف بتغيير موقفه، وهنالك فريق داخل السجن يرى عدم ضرورة اتخاذه لقرارات مهمة من هذا النوع وان يترك تقدير ذلك للفريق الموجود خارج السجن.

وفي تصوري، ان التقارب المطلوب بين المعارضتين، يجب ان يدفع كل طرف الى ان يتفهم الدوافع التي جعلت من كل فريق يتبنى خياره السياسي.

هل نفهم من هذا الحديث بأن لديك «تخويلا» من القيادات داخل السجن للبحث عن صيغ توافقية مع الجمعيات السياسية؟

- لا ليس لديّ هذا التخويل، وأمس الأول (الاثنين)، كان لديّ لقاء مع الجمعيات السياسية، وطرحت من خلاله أهمية بناء الجسور مع الآخر سواء كان هذا الآخر من داخل المعارضة أو الآخر هو الطائفتين، ولدينا مهمة اساسية ممثلة في سياسة مد الجسور، وهي سياسة قديمة في «وعد»، حيث قمنا في العام 1979 بأول محاولة في ذلك، ففي ذلك العام اعتقل المرحوم الشيخ محمدعلي العكري بعد عودته من إيران، ونتيجة ذلك خرجت القوى الشيعية في أول تظاهرة لهم للاحتجاج على ذلك وخرجنا معهم، وقيل فينا ما قيل، فاليساريون نعتونا بذيل التيار الديني والآخرون في التيار الديني قالوا هؤلاء شيوعيون ولا تسمحوا لهم بالسير معاكم، الى ان وصلنا لعقد التسعينيات والذي شهد بداية قبول كل طرف بوجود الآخر.

هذا يعني ان لديكم عراقة في مهمة مد الجسور، الا ان ذلك لم يسعفكم لترتيب البيت الداخلي للمعارضة، ولعل ما حصل في 14 فبراير عرّى ذلك اكثر واكثر، وسؤالنا: هل استهدف لقاء أمس الأول طرح مشروع لترتيب البيت المعارض؟

- ليس بوسعي تقييم عمل الجمعيات السياسية، لكن شعوري ان العلاقة بين الجمعيات متماسكة وفي افضل حالاتها، واحد الاسباب غياب الحل السياسي من جانب السلطة.

اما العلاقة بين الجمعيات وقوى الممانعة الموجودة حاليا في السجن، فإنني متفائل ان خروجها سيسهم في التقارب بين الجانبين وخلق مشروع مشترك.

هل ستسعى لمد الجسور بين الطرفين؟

- هذا مؤكد، وهي مهمة موجودة قبل السجن وأثناءه وبعده.

هل تمتلك مشروعا متكاملا وواضحا لتحقيق ذلك؟

- كشخص لا امتلك مشروعا بمفردي، واي مشروع سيكون ضمن جمعيتي وضمن الجمعيات، والمهمة الاساسية التي اعتقد بامكانية القيام بها من قبلي أو من قبل «وعد» هي مهمة بناء الجسر داخل المعارضة، وبين هذه المعارضة وجماعات اخرى موجودة على الطرف الاخر يمكن كسبها أو تحييدها في الصراع السياسي، وباعتقادي فإن القيام بهذا الدور يحتاج لعدة أشخاص وانا واحد سأكون من هؤلاء.

لكن يبدو واضحا ان اليد الواحدة لا تصفق، اذ يبدو ان بعض القيادات المعارضة تتعامل بعنوان الاستعلاء على هذا الطرف أو الاستغناء عنه...

- هذا صحيح.

لو انتقلنا للحظة الافراج عنك والتي كانت مفاجأة، فإلى أي حد يمكن التخمين بأن لذلك علاقة بانفراجة أكبر على مستوى البلد؟

- موضوع الافراج تم الحديث عنه قبل لقاء كامب ديفيد، وصدر عفو ملكي قبل أكثر من شهر وتم تداول مجموعة اسماء من بينها اسمي، الى جانب كل من نبيل رجب، مهدي أبوديب، والطبيب علي العكري، إلى جانب آخرين من أصحاب الأحكام غير الطويلة، والمرجح عندي ان كلفة الافراج عني قبل 9 أشهر ليست باهظة على الجانب الرسمي، وعلينا ان نعترف بنقص المعلومات الخاصة بذلك، وليست لديّ فكرة عن طبيعة وحيثيات هذا القرار، والأقرب بالنسبة لي هو الضغوط الحقوقية الدولية، ومن الصعب الحديث عن دوافع سياسية عميقة تقف خلف ذلك، رغم ان البعض ربط ذلك بمسألة حبس الشيخ علي سلمان.

الجانب الرسمي يبدو قادراً على إدخالكم في «حيص بيص»، اذ يبدو مبهما فيما تعجز المعارضة عن قراءته وتوقع قراراته...

- هذا صحيح، لكني لا اعتقد ان الجانب الرسمي مبهم، بل ما أراه ان السبب في كل ذلك يعود لتعدد مراكز صنع القرار لدى هذا الجانب، وهذا الأمر يصعب من التوقعات ويؤجل بعض القرارات.

استقبلت من الكثيرين بحفاوة، فأي الاستقبالات كانت أكثر تأثيراً عليك من الناحية الانسانية؟

- مواقف كثيرة، فهنالك والدة المعتقل مهدي أبوديب، وهنالك الحاج مجيد (صمود)، وآباء ضحايا الأزمة.

لو تحدثنا عن شريف «الوعدي»، فمن المهم أن نسأل عن طبيعة الدور الذي ستلعبه في ظل المحاذير القانونية؟

- العوائق القانونية موجودة لها علاقة بمادة في القانون، وهي تفرض عليّ البقاء عامين بعد الافراج، لكن ذلك لا يعنيني على اعتبار أن ذلك يرتبط بالعمل الرسمي، ومساحة العمل تبقى أوسع من ذلك، والمسألة في نهاية المطاف تبقى رهنا لقرار الجمعية، فأنا اعتبر نفسي جنديا في التنظيم السياسي، وأكرر بامكاني القيام بمهمة بناء الجسور، حتى لو كان ذلك مع من أصدر قرار اعتقالي ومع من صفقوا لذلك، دون ان اتخلى عن عقيدتي في الدفاع عن حقوق الناس.

وهنا اشدد على أهمية مفردة التسامح للجميع بما في ذلك المعارضة، وهي فعل يتجاوز حدود اللسان، ويوجب عليك ان تتفهم حيثيات مواقف الناس حتى اولئك الذين يختلفون معك سياسياً.

هل هذه قناعة جديدة بعد السجن؟

- لا، فهي موجودة حتى قبل السجن، وهي كقناعة صعبة في سياق التغلب على العواطف، المزيج ما بين التسامح والانتقام، لكن عليك ان تنمي نزعة قبال قمع الاخرى.

هل لديك تفاصيل لما تدعو اليه من تسامح؟

- البداية قلت اني «ابراهيم شريف» اسامح كل جلاد كونهم مدفوعي الأجر، وأسامح كل سياسي تحدث عني بسوء، لكني لا أملك حق التسامح في دائرة خارج دائرتي الشخصية.

نتحدث هنا عن العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، تحديداً بين أبناء الفاتح وأبناء الدوار...

- أنا ادعو للتسامح بينهما وألا تكون هنالك مقاطعة، فالمقاطعة التجارية عمل سخيف كما أرى.

والمعارضة على عاتقها تقديم أنموذج في هذا الجانب، ثم ان الحل السياسي في البحرين لا يعني غلبة طرف على الاخر، بل يدعو للتفاهم حتى مع الموالي، ثم ان التفاهم مع الموالي مهمة أسهل من مهمة التفاهم مع السلطة، انطلاقا من قناعتنا بأن التوصل للحل السياسي يتطلب تصفية القلوب من الغل والضغينة، تمهيدا للوصول لمرحلة التوافق.

هذا الامر ينقلنا تلقائيا الى ضرورة الحديث عن اصلاح خطاب المعارضة، تحديدا فيما يختص بالعلاقة مع شركاء الوطن والطرف الرسمي...

- بالنسبة لهذا الموضوع، هنالك حاجة لدراسة خطاب المعارضة وتحليله، وبشكل عام فإنني أرى ان وثيقة المنامة تعبر عن خطاب صحيح، الا ان احد المشاكل الاساسية لدى الطرف الاخر ليست في اهداف المعارضة بل بما يعتقدونه من وجود اجندات سرية، وهنا نتحدث عن فرضيات بعيدة عن الواقع.

حين تؤكد صحة وثيقة المنامة، سيرد عليك الطرف الاخر بالقول ان سقف الحكومة المنتخبة لا يعبر عن جميع الاطراف...

- ليس مهما طرح سقف توافقي، والحل التوافقي لا يعني تطبيق وثيقة المنامة اليوم، إذ تعبر الوثيقة عن برنامج عمل للجمعيات السياسية، وفي المفاوضات لا يمكن المطالبة بكل شيء أو لا شيء. وثيقة المنامة هي وثيقة حقوقية بالدرجة الأولى ومفهومة ومقبولة في جميع دول العالم.

ولكننا في الخليج العربي، وهي لا تتناسب مع توازنات الاقليم...

- هنا نتحدث عن موازين اقليمية ومحلية، وانا اعتقد ان لدى المعارضة ما يكفي من النضج لكي تستوعب أن وثيقة المنامة لا يمكن تطبيقها في لحظتها، فهي كوثيقة تشبه المنارة التي يجب أن نصل لها في فترة زمنية محددة.

ألا تتفق معنا في أن هذا الحديث يقلق الطرف الآخر، فأنت هنا تؤجل تهميشه بدل ان تجعله شريكا؟

- ما أطمح إليه أن ينال الشعب جميع حقوقه، وليس بوسعي التنازل عن ذلك، وما يمكنني التنازل عنه هو الجداول الزمنية والمواعيد، لكن لا تطلب مني التنازل عن المبدأ، وهذا الأمر حق مشروع وتتبناه جميع التيارات السياسية بما في ذلك المدنية والإسلامية.

والفكرة ان نترك الخلاف على ذلك لوقته، وفي وقته قد تستجد أمور وتأتي أجيال قد تتبنى خلاف ما نطرح.

وما يهمنا في المعارضة هو رفض الحلول الشكلية التي ستعيدنا لمربع الأزمات مجدداً.

ولكن لم لا تبحثون عن صيغة مختلفة للحل السياسي، صيغة لا تقلق الاطراف الاخرى ولا تخل بالتوازنات الخليجية، فأنت حين تنادي بالحكومة المنتخبة لن تصطدم بالموالاة والسلطة في البحرين، بل بالقوى الاقليمية في الخليج؟

- ما ننادي به هو رأي كل المجتمع الديمقراطي في العالم، فمن حق الناس انتخاب حكومتهم، وحين يتفق الجميع على ذلك كمبدأ، ننتقل للتوافق على الاشكالات الإقليمية، على أن يتزامن ذلك مع الاتفاق على خطوات للسنوات المقبلة توصلنا لما نتفق عليه.

ولكن ما تطرحه الأطراف الأخرى هو التنازل النهائي عن الحكومة المنتخبة.

- هذا الامر غير ممكن، فأنت كمعارضة وكيل للناس، وليس بوسع الوكيل التنازل بدلا عن الاصيل أو صاحب الحق.

يبدو انك تصطف في الخانة المقابلة لمن طالب بضرورة اجراء مراجعة شاملة لأداء المعارضة.

- لا يمكنني الحديث عن مراجعة شاملة، ومن يتحدث عن ذلك عليه ان ينجز قبل ذلك دراسة تحدد المواطن المطلوبة لاجراء المراجعة، وفي موضوع وثيقة المنامة التي سربت للسجن وتمكنا من قراءتها، لا أجد الحاجة لمراجعة ما تضمنته من مبادئ أساسية، أو اجراء تعديلات مهمة عليها.

اما خطاب المعارضة فهو امر اخر يختلف عن الجوهر، وهذا يتعلق بكيفية ايصال اهدافك للاطراف المختلفة والى السلطة، وانا بحاجة لقراءة جميع خطابات المعارضة لأحدد مقدار الحاجة لاجراء مراجعة عليها، وبشكل عام فإن الخطاب من الناحية النظرية يحتاج لمراجعة بشكل مستمر.

هذا الحديث يصطدم بما يعرف بالمثلث البحريني والمكون من العائلة الحاكمة، الطائفة السنية والطائفة الشيعية، والسؤال: ألا يفرض هذا الأمر عليكم البحث في صيغة تحفظ حقوق هذه الأضلاع الثلاثة؟

- أنا مع مبدأ المواطنة المتساوية وهذا المبدأ يجب عدم الاخلال به، واي صيغة لا تخل بهذا المبدأ وبمبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان يمكن البحث فيها، اما المطالبة بتنازل يطال المبدأ فأنا اكرر: الوكيل لا يملك التنازل بدلا عن الاصيل، والاصيل هنا شعب البحرين.

ولكنك تتحدث هنا عن شارع واحد.

- غير صحيح، فحديثي يشمل المواطن البحريني في المحرق الذي قد لا يحصل على فرصة العمل في وظيفة ضابط في مؤسسة أمنية والسبب انتماؤه العائلي.

وهل يقبل ابن المحرق بهذا الخطاب؟

- لذلك، اؤكد حاجة المعارضة لبنائي جسور، وهي تعاني باستمرار من نقص في ذلك، فلدينا اهداف صحيحة، لكننا نفتقر للعدد الكافي من بنائي الجسور، وباني الجسر من الصعب ان يكون محسوبا على هوية الطرف الآخر، فالاختلاف في الانتماءات المذهبية يؤدي في نهاية المطاف لخلق حواجز نفسية بين الطرفين.

هل تمتلك «وعد» القيام بذلك؟

- لا اتحدث عن «وعد»، فالمسألة بحاجة لعشرات الاشخاص من بنائي الجسور، ولكي تتمكن من ذلك انت بحاجة لأن تدفع الناس لأن يروا ابعد من انفهم، وفي هذا الجانب يبدو جليا ان البلد مقبل على وضع خطير من عدة نواحٍ.

ولكنك تتحدث عن مهمة مستحيلة، فـ «وعد» التي تبدو الاقدر على لعب هذا الدور، تعاني أصلا من تراجع شعبيتها في المحرق، احد معاقلها وثقلها الجماهيري، وهنالك شارع سني ينظر بريبة لهذه الجمعية.

- هذا رأي، ولن أجادل في ذلك لأني بحاجة لقياس مستوى تراجع شعبية الجمعية.

ولكنكم تطالبون بلاشك من «وعد» ان تقف على حقيقة ذلك والاسباب الكامنة وراءه؟

- بالتأكيد، يجب قياس شعبية «وعد» في المحرق ويجب دراسة الاسباب، فيما اذا ذلك بسبب الاهداف أو التحالفات أو موقفها من حراك فبراير 2011، أو بسبب انحسار القيادات عن القيام بدورهم في ايصال الرسالة للناس.

هل بالامكان اصلاح ما افسده الدهر في هذا الجانب؟

- الدهر ليس بوسعه افساد كل شيء، فالجانب الرسمي مثابر على احداث الشقاق، وعلينا بالمقابل ان نثابر لبناء الجسور بين الطوائف وبين الرأيين الموجودين.

في الحديث عن حراك السنوات الاربع، عليكم ان تعقبوا على الحقيقة التي تقول ان حصيلة ذلك ان لم تكن صفرا فهي متواضعة... هل لديكم ضمانات تقدمونها للناس بقدرة هذا الحراك عن ان يثمر؟

- اختلف مع من يقول ان الحصيلة صفر أو متواضعة، فالانتفاضات التي لا تصل لغايتها في فترة معينة، هي من ضمن التراكمات التي نأخذها في حياتنا، واية اخفاقات هي التي تصنعنا كشعوب.

حدثنا بشكل عملي، ما هي ثمار 14 فبراير؟

- حديثي عملي، والمسألة تعتمد على الزاوية التي من خلالها تنظر للحدث، ونحن نؤكد للناس ضرورة عدم استعجال الثمار، ويكفي القول ان التجربة خلقت لنا الجيل القادم من قادة المعارضة.

مجددا، الحديث ينضح مثالية، فيما الواقع يقول ان البحرين وبعد 4 سنوات اضحت في واقع جديد، سياسياً وديمغرافياً، ولنأخذ هنا على سبيل المثال ملف التجنيس، ما هي رؤيتكم لحل هذا الملف وانتم تؤكدون وجود نحو 100 ألف مجنس؟ هل تطالبون بترحيلهم أم ان الواقعية ستلزمكم بقبولهم كمواطنين؟

- انتقلنا لملف آخر تفصيلي، ووجهة نظري ان لديّ قيما انسانية، وفي حال تصادمت القيم، هنالك المسطرة الانسانية التي تشكل الفيصل، وبالنسبة لي فإن المجنس الذي حصل على الجنسية دون اكمال المدة القانونية، يصبح تجنيسه غير قانوني، لكننا امام اشكالية اكماله المدة بعد حصوله على الجنسية وامام اشكالية ابنائهم والذي يعتبرون من مواليد البحرين ويتحدثون مثلنا، ما اقوله ان على المعارضة ان يكون لديها من سعة الصدر ما يكفي لأن تستوعب متطلبات الحركة الانسانية، وارى ان لدى المعارضة النضج الكافي للتمييز بين من جنس قانونا ومن جنس بصورة غير قانونية، وتميز بين جيل الاباء وجيل الابناء.

وفي حال وجدت الفرصة للحل السياسي، ليس لديّ شك في انك ستجد الفهم لموضوع التجنيس وان المعارضة يجب ان تصل لحد لا تتجاوز فيه الحقوق الانسانية.

تصريحك هذا سيكون صادماً للناس.

- لا بأس، فالقضية في المقام الأول اخلاقية، ولا يجوز لي التخلي عن معايير حقوق الانسان التي استعملها حالياً، ولابد من تعميم هذا الموقف في البحرين وفي غير البحرين.

بشكل واضح، هل تدعو لقبول المجنسين كمواطنين؟

- نعم شريطة ان يستوفي الحق القانوني، والموضوع يشتمل على تفاصيل فمن ناحية المبدأ اعتقد انه يجب النظر، على الاقل للجيل التالي من المجنسين، للحقوق التي ترتبت عليها وجود ابنائهم وولادتهم في البحرين، ويجب على المعارضة ان تنظر بعين العطف الانساني لهذه الحقوق التي ترتبت على ولادة هذه الفئة في البحرين واختلاطهم في المجتمع الحكومي.

هذا يناقض شكواكم من ان التجنيس سينتهي بتغيير التركيبة الديمغرافية للبحرين؟

- وجود سعي حكومي للتغيير الديمغرافي هذا صحيح، لكن جزءا كبيرا من المجنسين غير مقيم في البحرين، كما ان التجنيس جزء منه مخالف اصلا للقانون، وليس بوسع الحكومة انجاز هذا التغيير دون ارتكاب كل هذه المخالفات.

هل تسعون لكسب ود المجنسين؟

- لا، ليس ذلك بالمهم، فالمجنسون بعد جيلين أو ثلاثة سيتصرفون كالبحرينيين، وعلى المدى البعيد سيواجه المجنس تحدي دمجه في المجتمع، وفي حال لم يتم ذلك سيبقى يتصرف كمجنس.

وعلى المدى البعيد الخطورة تكمن في اطعام الناس، وهذه المسألة تنال من السني كما تنال من الشيعي.

كيف يستشرف الاقتصادي ابراهيم شريف مستقبل البحرين وهي تواجه ازمة الدين العام ورفع الدعم عن السلع الاساسية؟

- الحديث في ذلك يتطلب توافر معلومات كثيرة، غير ان الفكرة التي كانت موجودة لديّ قبل السجن، هي ذاتها الموجودة حالياً، فالبلد يتجه بقطار سريع ومن دون فرامل، وكل الارقام الموجودة عندي حتى 2010، تقول ان نمو الحكومة أسرع من نمو الاقتصاد، ومعنى ذلك ان الناس تعتمد على الحكومة، وفي انخفاض اسعار النفط، نحن امام ظاهرة مرضية موجودة قبل 2010 والخطورة الآن تتضاعف بسبب تراجع اسعار النفط بنسبة 40 في المئة.

في السياسة، يبدو ان خطوة حبس الشيخ علي سلمان اصابت المعارضة في مقتل، على طريقة اقطع الرأس يموت الجسد، هل تتفق مع ذلك؟

- مجدداً، الحديث في ذلك سيتطلب معرفة المزيد من التفاصيل.

هل بامكانك لعب دور البديل للشيخ علي؟

- لا، فالشيخ علي تأثيره في الشارع الشيعي بالذات واسع جدا، وان تتحصل على شخص يقوم بالدور نفسه صعب، وهنالك حاجة لمراعاة الهويات في هذا الجانب.

فيما يخص انتخابات 2014 والتي غادرتها المعارضة بخيار المقاطعة، هنالك من يرى انها خسرت موقعا مهما، فهل ترى ان على المعارضة الاستعداد لاستحقاق 2018 سواء قررت المشاركة أو المقاطعة وخاصة ان لذلك علاقة بالمشروع المعنون بمد الجسور؟

- العمل النيابي هو جزء من العمل السياسي، وفي حال تطلب ذلك يمكن اللجوء له كأداة، ولكي يتم اللجوء للعمل النيابي يتطلب ذلك ضعف بقية الأدوات، وما أراه اليوم قطعاً أن هذه الحالة لا تنطبق على واقعنا، فالمشاركة من شأنها شرعنة هذا الواقع بكل سلبياته.

والقرار الثابت اليوم، هو لا للدخول في المجلس، لكنني أعود لأؤكد ان المعيار في ذلك يتمثل في مقدار فعالية هذه الأداة.

شريف: المعارضة تعاني باستمرار من نقص في بناء الجسور- تصوير محمد المحرق
شريف: المعارضة تعاني باستمرار من نقص في بناء الجسور- تصوير محمد المحرق

العدد 4673 - الثلثاء 23 يونيو 2015م الموافق 06 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 56 | 5:08 م

      التجنيس

      مع حترامي الى ابراهيم شريف اختلف معها في التجنيس اذا كان الاب غير قانوني تجنيسه كيف اصبح الابن قانوني ما بني على باطل فهو باطل نفهم من قوللك ان الاسرائيلي في فلسطين له الحق من ناحية انسانية ان يعيش في فلسطين لإنا جده الدي عدب وسجن فهو بريئ واصحاب الارض عليهم تقبل هذه القسمه

    • زائر 55 | 2:52 م

      ابو حافظ

      اتفق معك مع مد الجسور والدوبلوماسية ،، لكن قضية التجنيس لا إنسانية فيها بعد الايثار بحقوق المواطن ، وعلى حساب إنسانية الطرف الآخر ،، فأين موقع الانسانية من الاعراب في التجنيس ؟

    • زائر 54 | 2:37 م

      الجهلاء

      الحين اكيد بيطلع جم جاهل مخضرم وبيقول ابراهيم شريف خاين ههههه الله يستر منكم ولله ماينعرف ليكم

    • زائر 52 | 11:34 ص

      المشكلة موجوده

      المشكلة ان هناك جماعة مسيرة لاتريد احد غيرها في الساحة, تظلم الغير وتقول انها المظلومة. مع مثل هذه الجماعة ليس هناك امل في التصالح واول الخاسرين هم . طائفة واحدة لن تستطيع ان تغير شيئا في هذا البلد من دون رضى الطائفة الاخري مد الجسور اولوية.

    • زائر 51 | 11:14 ص

      السنة و الشيعة

      الجميع يبحث عن حل في البحرين ( السنة و الشيعة )

    • زائر 50 | 9:36 ص

      العناد ليس هو الحل

      العناد والعنجهية ليست سبل لطريق الإصلاح والمصالحة الوطنية بمختلف الاطياف هذا هو ما يريده الرفيق ابو شريف لمعالجة الأزمة ولا بد من تنازلات من جميع الأطراف لكي تخرج البحرين من ازمتها وشريف لم يغير موقفه ومقصد مد الجسور هو ان تعم الخير والثروة لجميع الاطياف لكي يقف وينتهي العنف

    • زائر 49 | 8:57 ص

      بحريني

      صعب جداً أن تمد الجسور مع الطرف الآخر، فهم يعيشون على ظلمك، و يتوظفون على فصلك، ويتلذذون بتغذيبك، ولا زالوا مشغولين بإقتسام الغنائم على حساب مصلحة الوطن، الهم الأكبر عندهم مكاسبهم الشخصية ولو على حساب الوطن والحكومة، لذا ترى الفساد المالي والإداري و توظيف غير الأكفاء و إحتكار البعثات والتدريب لغير المؤهلين.

    • زائر 48 | 8:56 ص

      بحريني

      صعب جداً أن تمد الجسور مع الطرف الآخر، فهم يعيشون على ظلمك، و يتوظفون على فصلك، ويتلذذون بتغذيبك، ولا زالوا مشغولين بإقتسام الغنائم على حساب مصلحة الوطن، الهم الأكبر عندهم مكاسبهم الشخصية ولو على حساب الوطن والحكومة، لذا ترى الفساد المالي والإداري و توظيف غير الأكفاء و إحتكار البعثات والتدريب لغير المؤهلين.

    • زائر 46 | 8:07 ص

      بحراني محايد

      والله يا بو شريف قد أسمعت حياً إن كنت تنادي ولكن لا حياة لمن تنادي
      خلاص صم بكم عمي فهم لا يفقهون
      جماعة الفاتح يعني ما شافوا الشهداء و المساجد تتهدم قدام عيونهم ؟ وش تقدر تبني ؟

    • زائر 42 | 6:49 ص

      التجنيس

      الله يهداك ، اي انسانية اى خرابيط
      اذا بامكان السلطة توفير جميع احتياجات المواطنيين الاصليين ، لا باس في فكرة الانسانية والا فلا.

    • زائر 41 | 6:43 ص

      مع الاحترام والتقدير أزمة الوطن لا يمكن حلها بسهولة أصبحة ليست مع السلطة

      فقط بل مع المكونات كذالك وهذا ماحرف المسار للاسوء وعقد المشكلة ونفس السبب الذي جعل الثقة تنعدم بين اللبنانيين والعراقين واليمن هو نفس السبب هو نفس الذي سبب أقبح الاتهامات المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد.والذي مساكين المكونين هم رموز الجمعيات السنية والشيعية فهل يستطيع أحد مد أي جسور بينهم

    • زائر 38 | 5:50 ص

      ا

      مدوا الجسور ولكن ان لم تكن قواعدها قويه فستنهار سريعا كما انهارت الجسور السابقه

    • زائر 36 | 5:26 ص

      ههههههههه

      مسخرة والله يا ليت السالفة بين معارضة وحكومة السالفة سالفة شعب مهظوم مظلوم مسلوب الحقوق ..السالفة سالفة دماء ابرياء راحت بسبب >>>..المواطن اصبح حاله حال الميت لا يملك السكن ولا يملك شيئ وطول عمره في هالقروض بسبب الفساد والتجنيس ..

    • زائر 34 | 4:59 ص

      خوش حجي

      المعارضه تعاني باستمرار من نقص في مد الجسور تبرئه الى الجلاد وادانه الى الضحيه وهذا بداية السقوط الى الهاويه والشعب مستمر......................

    • زائر 27 | 3:55 ص

      مع احترامنا للمناضل الشربف ابو شريف ولكن ليسمح لنا في مد الجسور ان نقول

      بأن مد الجسور مطلوبة ولكن مع من ؟؟ هل نمد الجسور مع بعض الموالاة التي لا زالت الى اليوم تشتمنا وتحرض علينا في كتاباتها وفي محافلها ؟؟ هل مد الجسور مع حفنة من الكتبة مدفوعي الأجر الذي يتكلمون بالطائفية والعنصرية وينادون بأجتثاثنا ؟ هل مد الجسور مع معتلي المنابر الذين يحرضون على قتلنا ؟؟ يا بوشريف هذه مثاليات نقدر موقفك الشريف ولكن في شيء لم تتطرق له وهو حق اصيل لكل متضرر وهو التعويض وجبر الضرر ، لذا نقول ليس لنا جسر مع مع من ذكرناهم في التعليق أما الباقين فنفكر في ذلك ولنترك المثاليات جانب .

    • زائر 26 | 3:28 ص

      التجنيس

      لن نقبل بأي ...من بعد 2000 لم يكن مستوفي الشروط والحالات الانسانية استثناء ولا يمكن ان ينعم ......بخيرات البلد بينما يحرم الاصيل من كل شيء .

    • زائر 25 | 3:27 ص

      هكذا يخرج السجن إنسانا

      نعم السجن مدرسة لمن لا مدرسة له، فبعد أربع سنوات يخرج السجين إنسانا متوازنا بعد أن غلبته الفوضى وروح التحدي، فتحية للسجانين الذين أخرجو من مفرختهم إنسانا متوازنا بعد أن كان مرتبكا، وأرى بأن خروج إبراهيم شريف كان خروجا للإصلاح وليس للإفساد.

    • زائر 29 زائر 25 | 4:16 ص

      ابراهيم شريف رجل

      ابو شريف رجل قبل وبعد دخول السجن مظلوما
      وأشباه الرجال والأقلام النتنه المؤجوره معروفين ......
      وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

    • زائر 24 | 3:03 ص

      أنا معك

      الأستاذ ابراهيم شريف مناضل وطني محنك ، يحاول الإنفتاح على كل الأطراف ، ويرى بأن البحرين للجميع وليست للموالاة فقط ولا للمعارضة فقط ولذلك لابد من العمل على بناء الجسور بين الأطراف المختلفة ، فكما لدى المعارضة ممن يرفضون ذلك كذلك الموالاة لديهم من يرفضون مد الجسور إلآ أن مصلحة كل شعب البحرين ومصلحة الوطن فوق كل الأهواء التي تأخذ بالبلد للمزيد من الإحتقان ، لا تنازل عن المطالب والحقوق وذلك لا يعني عدم مد الجسور ، فسر يا شريف ونحن معك

    • زائر 40 زائر 24 | 6:01 ص

      أحسنت

      ومصلحة الوطن فوق كل الأهواء

    • زائر 23 | 2:47 ص

      مد الجسور ممكن ولكن

      مع (........ ومن يدور في فلكه ) لن يكون ولو بقيت لوحدي حتى اموت .

    • زائر 22 | 2:44 ص

      الحل ليس بمد الجسور

      مع احترامي لإبراهيم شريف ولكن لا اتفق معه بهذه المهمة (مد جسور بين المعارضة و الحكومة) القضية ليست بين معارضة و حكومة القضية قضية شعب مظلوم و متهض والحل هو ارجاع حق كل مواطن اصيل على هذا الوطن وان تكون المساوى في كل شي الحل هو حل سياسي لا نحتاج للجان او مد جسور او حبل وصل او حوارات او او او

    • زائر 9 | 12:19 ص

      نقطه

      نقطه واحده فقط اود ارسالها وهي مد الجسور. مد الجسور مع من مع فئه همها مصالحها الخاصه ولو على قتل وسجن وفصل اخوانهم في الوطن. واين الشرفاء منهم لااحد يعرفهم بسبب خوفهم وضعفهم. اين كلمه الحق. البعض منهم لايفقه شئ في السياسه ولكنه مسيس بل مدسوس لعمل الفتنه المذهبيه.

    • زائر 21 زائر 9 | 2:41 ص

      بارك الله....

      بارك الله بيك يا أخي الكريم على هذا التعبير الصائب والواقعي....

    • زائر 39 زائر 9 | 5:54 ص

      انتظر دقيقة

      الطرف اللذي تتكلم عنه قيادته مختلفة عنك .. لاقائد يرشده ولارفيق يدعوه .. الجريئ منه من سيكون متواجدا " سراً " في المسيرات والاعتصامات ، فما بالك بالتميمي اللذي فجر مفاجئه في مجلس النواب وتعرض لمحاوله >>> ومابالك بمحمد البوفلاسه وسجنه ، وهل نسيت تحركات الخمسينات ومابعدها ؟

    • زائر 6 | 11:05 م

      بارك الله بك

      هذا رمز من رموز الوطن لن ينسى وستعرف الاجيال القادمة من هو هذا الشريف اللذي ضحى من اجل شعبة .
      بارك الله بك وسدد خطاك

    • زائر 30 زائر 6 | 4:20 ص

      رأي

      ابشرابخير

    • زائر 4 | 10:27 م

      البحرين

      وماذا عن ابنائنا الذي في القبور

    • زائر 43 زائر 4 | 7:09 ص

      عمري61

      ابشر بيخير

    • زائر 2 | 9:50 م

      التعذيب

      ماعندنا تعذيب ممنهج .... تصرفات شخصية .... بق بق ... الديرة ريوس ....

اقرأ ايضاً